من عرف نفسه فقد عرف ربه *** أفضل العبادة إنتظار الفرج

(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .

Monthly Archives: ماي 2013

الخميني العارف العاشق والقائد المؤيد


 بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين

السلام عليكم

الخميني العارف العاشق والقائد المؤيد 

محرر الشعوب  المستضعفة 

  

السيد : يوسف العاملي

  

* من عرف ما قصد هان عليه ما وجد.    

يقول مولانا الحسين عليه السلام في دعاء عرفة  ” الهي ماذا وجد من فقدك وما الذي فقد من وجدك”    

لم تكن أنفاس الحسين عليه السلام في عصر عاشوراء لتهدأ وتعانق أسرار الرب المتعالي حتى سمع رجل من خمين هذا النداء السراني الإلهي ” هل من ناصر ينصرني “.   

لقد سمع الخميني ض نداء جده الحسين عليه السلام في قلب عاشوراء فقام ملبيا هذا النداء المقدس.   

فقام قائلا ”  يا ليتني كنت نسمة ماء على شفتيك أيها الحبيب في عصر عاشوراء فافنى في سر سرك الأوحدي “.   

عاشقا سر كربلاء المغيب في كنه وجوده  ” كل ما لدينا من عاشوراء “. الخميني قدس  

إن ظهور هذا الرجل الموعود في سماء إيران يعتبر عرفانيا مثل الغمام الذي يستر شمس الحقيقة الإلهية مولانا الإمام المهدي عليه السلام .  

جاء الإمام الخميني رضوان الله عليه ليقول لمحبي وعاشقي الحقيقة الإلهية  والمثمتلة في الإمام الثاني عشر مولانا الإمام المهدي عليه السلام”أنا الغمام الذي سوف يزول وبزواله تكونون مع الحقيقة الساطعة وجها لوجه.”.  

عندما يعشق الإنسان الموالي الحسين عليه السلام يغمسه  في بحر الأسرار الإلهية الوجودية فيخرجه ثائرا على كل القوانين المبتدعة والزائلة والخاوية.   

وهكذا وجدناه  يقول مغلوبا على أمره وقد سكر في أسرار المحبة الإلهية ” سدوا باب المسجد وافتحوا باب الحانة. ”   

المسجد الذي يدعو مع الطاغية ليس مسجدا إلهيا إنه مجرد مكان يحترف فيه النفاق وتباع فيه الذمم وتضيع فيه الكرامات.   

عندما يمتلئ القلب بحب الحسين عليه السلام يكون قد أصبح مسجدا إلهيا تصلي فيه ملائكة الرحمان داعية لصاحبه بالشهادة في سبيل هذا الطهر المقدس.   

لقد قلب أكسير الحسين عليه السلام الخميني قلوب شباب إيران إلى مساجد  تصلي فيها ملائكة الرحمان طالبين الشهادة على العالمين ففازوا بها مستحقين ونالوها غير مبالين بما يدور حولهم  من مؤامرات .    

لقد رجع العاشق من أسفاره ومن سكره إلى سفره الأخير والمبدع ليقول للعالمين ( إني سأقيم جمهورية إسلامية يعبد فيها الرحمان ويلعن فيها الشيطان ) بعدما حطم مساجد الخواء وعمر مساجد تسجد في المساجد. 

لقد أصبحت قلوب شباب إيران كلها مساجد يعبد فيها الرحمان ويلعن فيها الشيطان.

فسلام الله عليك يا روح الله في المقدسين الذين هم مختارون في إرادة الرحمان ليكونوا كما شاؤوا في مشيئة الله الخالقة لكل إبداع وكرامة وسؤدد .

  

الزلزال الذي حير الشرق والغرب وألهم الشعوب


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين


السلام عليكم ورحممته وبركاته

الزلزال الذي حير الشرق والغرب وألهم الشعوب

السيد : يوسف العاملي

 

لم يكن الخميني الرجل المعمم بالعمامة السوداء ثائرا أرضيا يطلب متع الدنيا الزائلة ، ولم يكن وهو كذلك طالبا للسلطة والرئاسية الفانية ، أنه ابن الحسين عليه السلام الذي جاء من قلب التاريخ الإسلامي وبالضبط من كربلاء ، ليقلب “موازين” العالم المبتهج بإعلام أمريكا وفرنسا وانجلتيرا .
إن مجيء هذا الرجل العظيم في زمن الحرب الباردة كان له مفعول في العالم الإسلامي الذي كان يعيش الإسلام الأموي الطوباوي المليء بالخنوع والمغالطات.
فالإسلام الأموي أسس لثقافة الجبر في المجتمعات الإسلامية بقوله((- يزيد رضي الله عنه -‘ قتل الحسين رضي الله عنه ).
ما معنى هذا ؟
معناه هو أن تستسلم الشعوب الإسلامية للقدر الإلهي فهو فيه رضاه تعالى، يعني لا مجال للثورة على الظالمين ولا مجال لإزالتهم فهم ملوك من الله ولو لم يرد الله لهم الملك لما كان لهم ملك؟؟؟؟.
جاء الخميني رضوان الله عليه فقلع الشاه من جذوره وفضح الغرب ومخططاته الأمر الذي جعل الغرب المادي الاستكباري الاستعماري يعلن حربا على الجمهورية الإيرانية الإسلامية فكانت حرب ثماني سنين وبعدها حصار دام إلى يومنا هذا؟
الخميني العظيم صاحب الأربعون حديثا والذي أسس فيه منهاجا جهاديا للنفس أسس في المقابل جيشا ليحارب الشيطان الخارجي أمريكا وأعوانها الكثر المنتشرة عبر العالم.
فلا يمكن الارتقاء بالإسلام إلى ما هو عليه في ذاته إلا بجهاد النفس وجهاد أعداء الإسلام في الخارج.
فجهاد شيطان النفس وجهاد أعداء الإسلام في الخارج هم أسس هذه النهضة الخمينية المباركة.
الصوفي الحقيقي ينتصر على نفسه ويدرك حقيقة جوهر الدين في المحبة والسلوك لكنه وهو كذلك لا يقاوم الظلم ولا يستنكره في الخارج فلا تتوسع حضرته ويكون عابدا لله كما يرى هو لا كما يحب الله أن يراه عبدا له فيكون في مقام يحبون الله ويخسرون مقام الأعلى والأبقى يحبهم ويحبونه.
كل من حاولوا النهضة بالإسلام كنظرية إصلاحية مثل الإخوان المسلمين في مصر لم يصلحوا شيئا حيث جعلوا الإسلام دينا متطرفا يبحث عن الموقعية في قلوب الناس والواقع بدون تربية دينية عميقة بل بدون مشروعية روحية تجعل منهم جسورا يعبر عليها كل الناس إلى جنة الإسلام المبنية على الحوار والعدل والسلام .
الجهاد فرض في الإسلام لا لأن الإسلام دين إقصائي أو قمعي فهو دين جاء رحمة للعالمين فهل نزلت هذه الرحمة ؟
لم يتركوا الطلقاء في مكة المكرمة يوم رحيل جسد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الفرصة لهذه الرحمة فالملك الأموي والقبيلة جعلت هذا الدين الرحيم ينقلب عصا يأكل بها القريب والبعيد فأصبح الإسلام اليوم عند القوميات الإثنية كالأمازيغ في بلاد غرب شمال أفريقيا دينا عربيا عنصريا فبعضهم يكرهون هذا الدين وهذا من حقهم لأن التاريخ الحقيقي كان كربلاء دائمية في قمع أحرار العالم.
وأتساءل في بلاد فارس توجد اللغة الفارسية هي لغة الدين والمجتمع وفي تركيا الترك يتدينون بالتركية، فلماذا لا نرى في شمال إفريقيا التدين باللغة الأمازيغية بكل بساطة الجواب على ذلك يكمن في الإسلام الأموي العنصري العربي، وكأن الإسلام جاء للعرب ليسودوا به كل الأقوام والإثنيات وهذا لعمري هو المشكل الحقيقي الذي يجعل شعوب شمال إفريقيا وخصوصا منهم الأمازيغ يكرهون الإسلام رغم أن الكثير منهم والحمد لله تفهم الوضع وانصهر في المجتمع محافظا على وحدة الوطن العربي فالأمازيغي عربي بالوطن أمازيغي بالهوية مسلم بالفطرة.
الخميني جاء ليقول للشرق أن روحانيتك محدودة وهويتك ضائعة وجاء ليقول للغرب أنتم خلاصة الظالمين عبر العصور وأنتم عنصر العنصرية والاستكبار وأنتم الشيطان الأكبر الذي كبر في التاريخ والنفس.
كل ما عندنا من كربلاء كلمة أخرجها الإمام الخميني ض لتعلن للعالمين مظلومية أهل الحق الحقيقي وتدوي صرخة في قلوب أحرار العالم .
لا شرقية ولا غربية كلمة جاء بها الذكر الحكيم في وصف الأطهار أهل البيت عليهم السلام فكانت شعارا خمينيا من عمق التاريخ وبالضبط من غدير خم يوم أعلن الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في أخر بلاغ سماوي (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا). الأية المائدة .
لقد رضي لنا الله الإسلام دينا بولاية أهل البيت عليهم السلام بقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم . ( إني تارك فيكم الثقلين : كتاب الله ، وعترتي أهل بيتي ، ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا بعدي أبدا ) .
لقد قتل أبناء الرسول صلى الله عليه وآله وسلم مباشرة بعد رحيل جسده الطاهر وشردوا وقمعوا وانتهكت حرمتهم معترضين على قوله تعالى ((قل لا أسألكم عليه أجراً إلا المودة في القربى )) وانقلبوا على الإسلام الإلهي مرة أخرى كما انقلبت عليه اليهود مع نبي الله موسى عليه السلام والنصارى مع المسيح عليه السلام فالإنسانية من أدم بقي لها سبيل وحيد للدخول في عالمها التي أخرجت منه كما كان أبوها أدم قبل خروجه من حضرة التعليم إلى حضرة الاستخلاف وهو العترة النبوية.
أتعرفون لماذا لم تنتصر ولن تنتصر الجماعات السنية المتطرفة في محاربة الظلم لأن هم وظالميهم يركبون نفس السفينة، سفينة الأعوجاج عن الخط القويم والإسلام المحمدي الأصيل.؟
وبقي الزلزال مدويا حتى أخرجت الثورة الإسلامية رجلا خمينيا أسمه نجاد فأعلن في مجلس الأمن أنه ينتظر إنسانا إلهيا غيبيا اسمه المهدي عليه السلام على مرأى ومسمع كل الرؤساء والوكلاء فمن الذي جعل الأخ أحمدي نجاد يخاطب العالم بالغيب وهذا أمر لا يناقش هنا ؟؟؟ أنه الإسلام الرسالي الذي لا يفرق بين السياسة والدين فديننا عين سياستنا وسياستنا عين ديننا، بالدين نرى السياسة وبالسياسة نرى الدين فهما العينان التي تتحقق بهم الرؤية السليمة كما هي عينان الإنسان في وجهه.
لم يدرك الصوفيون الرومانسيون عين السياسة في الدين فاتهموا الحركة والثورة الخمينية بالأصولية المتزمتة؟ ولم يدرك العلماني عين دين في السياسة فاتهم أصحاب الثورة بالتخلف.
وفي الختام أردد قولي هذا ،وأٌقول سوف يرى العالم الغربي والشرقي والعربي العالم في مصير سوف تتحكم فيه اليد الغيبية الإلهية ملتقية مع هذه الثورة على أمر قد قدر ،وسوف يفقد كل الفاعلين في العالم هيمنتهم إن لم تكن قد فقدت بالحرب على أفغانستان والعراق وبسب الأزمة المالية ثم الاقتصادية .
وقبر بطوس يا لها من مصيبة * ألحت على الأحشاء بالزفرات
إلى الحشر حتى يبعث الله قائما * يفرج عنا الغم والكربات
مولانا علي بن موسى الرضا عليه السلام

فلسفة الانتظار عند الثائر الخميني رضوان الله عليه


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين

رجل يخرج في قم المقدسة ( حديث عن مدرسة العصمة والطهارة)

وها هو قد خرج فعلا ؟ فماذا نحن فاعلون ؟

الخميني الرابط بين الثورة الحسينية والنهظة المهدوية.

السلام عليكم ورحمته وبركاته

فلسفة الانتظار عند الثائر الخميني رضوان الله عليه

هذه المقتطفات والكلمات منقولة من صحيفة النور للإمام الخميني (قدس سره الشريف).

البعض يتصور أنّ انتظار الفرج يتجسّد في أن يقعدوا في المسجد، أو الحسينية، أو البيت، وينشغلوا بالدعاء وطلب الفرج لإمام الزمان (عجل الله فرجه الشريف) من الله.. إنهم رجال صالحون، وقد كنت أعرف أحدهم فيما سبق، وكان رجلاً غاية في الصلاح، وكان قد اشترى حصاناً، ولديه سيف أيضاً، وكان في انتظار الإمام المهدي (عليه السلام).

هؤلاء يلتزمون بواجباتهم الدينية، ويأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر أيضاً.. ولكن يكتفون بذلك، ولا يتأتّى منهم عملاً آخر، بل لم يكونوا يفكرون بعمل سيّئ..

وهناك جماعة أخرى كانوا يصوّرون انتظار الفرج بأنّ معناه: لا علاقة لنا بما يجري من الأحداث في العالم، وما يجري على الشعوب، وما يجري على شعبنا، لا دخل لنا بهذه الأمور.. نحن يكفينا أن نلتزم بتكاليفنا الخاصة، وأما معالجة هذه المجريات، فالمهدي المنتظر (عليه السلام) هو الذي سوف يأتي ويصلح الأمور. وأمّا نحن فالمطلوب منّا هو الدعاء له بأن يأتي، وليس لنا علاقة بما يجري في العالم أو في بلادنا.. وهؤلاء أيضاً مجموعة من الرجال الصلحاء..

مجموعة أخرى كانوا يقولون.. إذاً؛ لابدّ أن تمتلئ الدنيا بالمعاصي؛ حتى يأتي الإمام.. لا ينبغي لنا أن ننهى عن المنكر، ولا أن نأمر بالمعروف، وليفعل الناس ما شاؤوا.. فلتكثر الذنوب؛ حتى يقترب الفرج..!

مجموعة أخرى تمادت أكثر من هذا، حيث قالوا: لا بد من مقارفة الذنوب، ودعوة الناس إلى ارتكاب المعاصي؛ حتى تمتلئ الدنيا بالجور والظلمة، ويوجب ذلك ظهور الإمام (عليه السلام)..

فهؤلاء مجموعة.. ومن المسلّم أنّ بين هؤلاء منحرفين، وجماعة سُذّج بسطاء، وجماعة من أهل الزيغ الذين كانوا يتبنّون هذه التوجّه لتحقيق مآربهم المشبوهة.

وكانت هناك مجموعة أخرى تقول: كل حكومة (دولة) تتحقّق في عصر الغيبة، فهي على باطل، وعلى خلاف أحكام الإسلام. وهؤلاء ـ وأقصد خصوص من لم يكن من المتلاعبين ـ كانوا قد انخدعوا بفهم خاطئ لبعض الروايات الواردة، والتي جاء فيها: أنّ كل رايةٍ تُرفع قبل ظهور الإمام هي راية باطل.. فتصوّر هؤلاء أنّ المقصود أية حكومةٍ كانت، في حين أنّ تلك الروايات تتحدث عن كل رايةٍ تُرفع بدعوى كونها راية المهدي.

ولو افترضنا أنّ هناك روايات كذلك، أفلا يكون معناها أنّ تكاليفنا قد سقطت؟ أليس هذا المعنى على خلاف ضروريّ الإسلام، وعلى خلاف القرآن الكريم..؟ أي أن يكون المعنى أن نرتكب ما نشاء من المعاصي حتى يأتي النبي، أو حتى يأتي الإمام؟

حين يأتي الإمام المهدي، من أجل ماذا يأتي؟

من أجل أن ينشر العدل.. من أجل أن يرسّخ دعائم الحكومة الإسلامية.. من أجل أن يمحو مظاهر الفساد..

(أفيعقل أن يكون المطلوب) أن نعمل على خلاف آيات القرآن الكريم، فنكفّ أيدينا عن النهي عن المنكر، ونكفّ أيدينا عن الأمر بالمعروف، ونقوم بنشر المعاصي، من أجل أن يأتي الإمام؟!

الإمام سيأتي من أجل ماذا؟

الإمام سيأتي من أجل القيام بهذه الأعمال نفسها (التي يدعون إلى الكفّ عنها). (أيعقل) أننا لم تعد لدينا مسؤوليات؟ لم تعد لدى الناس تكاليف؟ بل تكليفهم أصبح الدعوة إلى الفساد؟

حسب رأي هؤلاء الجماعة، والذين بعضهم متلاعبون مغرضون، وبعضهم جهلة.. حسب رأيهم: علينا أن نقعد، ونكفّ أيدينا، وندعو أمريكا وعملاءها ومن هم على شاكلتهم؛ حتى يملؤوا العالم بالجور والظلم، لكي يظهر الإمام..!

يأتي الإمام من أجل ماذا؟
يأتي من أجل رفع الظلم والجور.. وهو ما نقوم به، ونحن ندعو لكي يسود الظلم والجور؟!

الإمام يريد أن يرفع هذا الظلم والجور.. ولو كان بمقدورنا وتوفّرت القدرة لدينا، لكان واجبنا الشرعي يحتّم علينا أن نعمل على رفع الظلم والجور من جميع أقطار العالم.. إلا أننا لا نستطيع..

فالصحيح أنّ الإمام سيملأ الأرض قسطاً وعدلاً، وهذا لا يعني أنكم ليس لديكم مسؤوليات، ولا يعني أن تكفّوا عن واجباتكم وتكاليفكم..

هناك مسؤولية وتكليف مُلقى علينا.. من يقول: لا داعي للحكومة، معناه أن تسود الفوضى.
إذا فُقدت الحكومة سنة واحدة في بلاد ما، تمتلئ تلك البلاد بالفساد بحدّ يحجب الآفاق.. فمن يقول بألاّ تكون حكومة، يعني أن تسود الفوضى، ويقتتل الناس، ويظلموا بعضهم بعضاً.. من أجل أن يظهر الإمام…!

والإمام يأتي ليفعل ماذا؟ ليدفع هذا الفساد..!

إنّ الإنسان العاقل لا يستطيع أن يقول بهذا.. ومن يقول به، إذا لم يكن من السفهاء، ولا مُغرضاً، ولا من أيادي السياسة التي تهدف إلى إقصائنا عن الساحة؛ ليفعلوا ما يحلو لهم… إذا لم يكن القائل بهذا أحد هؤلاء، فهو ضعيف العقل، عديم الفهم..

ولكن الحقيقة أنّ أيادي السياسة كانت وراء هذه النظرية، كما كانوا أوحوا إلى الأمم والمسلمين وبقية شرائح المجتمعات في العالم، أنّ السياسة ليست من اختصاصكم.. عليكم أن تنشغلوا بأعمالكم الخاصة، وما يرتبط بالسياسة فدعوه للأباطرة.

فهؤلاء كانوا يتمنّون أن يستغفلوا الناس، ويقنعوهم أن يسُلّموا زمام السياسة إلى الظالمين.. إلى أمريكا.. إلى السوفييت، ومَنْ على شاكلتهم، ومنهم أذنابهم وعملاؤهم؛ ليقوموا بنهب كل شيء. لينهبوا جميع خيرات المسلمين، لينهبوا جميع ما يملكه المستضعفون.. أفيعقل أن يكون المطلوب منّا بعد هذا أن نقعد ونقول: لا داعي للحكومة الإسلامية؟

إنه بحق منطقٌ أبلهٌ لا يمكن القبول به..

غاية ما هنالك أنّ يد السياسة لَمّا كانت ذات تأثير، تمّ خداع هؤلاء البسطاء الغافلين، والتلاعب بأفكارهم، وقيل لهم: أنتم لا تتدخّلوا في السياسة.. دعوا الحكومة لنا، وأنتم عليكم بالمساجد..! فما شأنكم أنتم بالسياسة..؟

هؤلاء الذين يقولون: إنّ الوارد المنع من رفع كل رايةٍ وكل حكومة، توهمّوا أنّ المراد كون كل صورة من صور الحكومة تتنافى مع انتظار الفرج.. هؤلاء لا يفهمون ما يقولون، لقد تمّ تلقينهم بهذه الأفكار، وطلب منهم أن يقولوها، وليسوا يفقهون ما يقولون.

عدم وجود الحكومة يعني أن تعمّ الفوضى، ويقتتل الناس، ويتصرّفوا على خلاف نصوص آيات الله تعالى..

لو افترضنا أنّ هناك عشرات الروايات في هذا الموضوع، لكان يتوجّب علينا أن نضرب بها عرض الحائط؛ لأنها تتعارض مع آيات القرآن الكريم. 

إنّ أية روايةٍ تدعو إلى ترك النهي عن المنكر، لا يمكن الالتزام بمفادها، ولكن عديمو الفهم هؤلاء لا يدرون ما يقولون، حيث ينادون بكون كل حكومة باطلة..!

إنها من الأمور التي لولا أنّ يد السياسة ذات تأثير فيها، لكانت مجرد حماقة.. إلا أنهم يقومون بما يقومون به ضمن مخطّط مرسوم بدراية .. أنهم يريدون إقصاءنا عن الساحة.

نعم؛ نحن لا نستطيع أن نملأها قسطاً وعدلاً، ولو كان بمقدورنا لفعلنا، ولأننا لا نقدر، لابد أن يأتي الإمام المهدي.

العالَم الآن مليء بالظلم.. وأنتم لا تمثّلون إلا قطرة في بحر هذه الدنيا، والدنيا مليئة بالظلم. ولو كان بمقدورنا أن نمنع الظلم، يلزمنا أن نقوم بذلك، وهو تكليفنا وواجبنا. إنّ ضروري الإسلام والقرآن يحتّم علينا أن نُعمّل جميع مسؤولياتنا، ولكن لَمّا كنّا لا نستطيع بسبب محدودية قدراتنا، فلابدّ أن يأتي إمام الزمان ليقوم بذلك، وأمّا نحن فعلينا أن نمهّد الأسباب، وذلك بأن ننجز مقدمات العمل، ونقوم بما يجعل العالَم مُعدّاً لمجيء الإمام (عجل الله فرجه الشريف)..

وعلى كلٍّ؛ هذه من المصائب التي يعاني منها المسلمون، والتي تدخّلت في تكوينها أيادي السياسة الأجنبية؛ وذلك بهدف نهب خيرات المسلمين، وسلب عزّتهم.. وقد صدّق بهذه الأطروحة الكثيرون.. وربما يوجد الآن العديد ممن يعتقدون بأنه لابد أن نبقى بلا حكومة، ولتؤجّل قضية الحكومة إلى زمان ظهور الإمام المهدي المنتظر (ارواحنا فداه).

وأنّ كل حكومة تقوم في عصر الغيبة، فهي حكومة ضلال.. وهو ما يعني الفوضى، وأن يمتلئ العالم بالاضطرابات؛ حتى يأتي الإمام ليقوم بإصلاح ذلك..!

بل الصحيح أننا نصلح العالَم من أجل أن يأتي الإمام.

(صحيفة الإمام)  

وحدة المعرفة الذوقية.


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين

السلام عليكم ورحمته وبركاته

وحدة المعرفة الذوقية

السيد : يوسف العاملي

المقصود من المعرفة عند العرفاء هو الله.

من ذاق عرف .

الله واحد وبالتالي فالمعرفة المترتبة على الله هي موحدة عند من عرف ربه.

البحر في كليته الدالة عليه هو المكان الذي يملؤه الماء من جميع الجهات ، غير أن المبحر والغائص في البحر المتوسط لا يجد ما يجده المبحر والغائص في المحيط الهادي مثلا أو الهندي.

التجليات الإلهية عند العرفاء مختلفة إلا أنها صادرة من مصدر واحد.

 الماء في البحر هو الماء غير أن ما يوجد في كل بحر يختلف تماما عن جميع البحار.

أبحر الله لا حدود لحدودها ولا نهاية لنهايتها لهذا تقع الحيرة في معرفة الله.

العارف المتحقق بالبحار كلها هو العارف الحقيقي الذي وقع في بحر الحيرة والجمال اللامتناهي لرب الأرباب صاحب المبدأ الأول والأخير في الإيجاد، فأمر الوجود أمر محير في ذاته.

الحيرة في الله توحد معرفة العرفاء وتجعلها وحدة منسجمة مع الذوق العرفاني السليم.

ففي كل تجل إلهي تكون معرفة وفي كل معرفة يكون ذوق.

المبحر في أعماق البحار لا يرى ما فيه إلا بتوسط الماء وملامسته ، فالماء هو الماء في كل البحار رغم اختلاف المشاهدات والكائنات.

 

الإمام المهدي عليه السلام ومشروع الخطة الإلهية


 بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين

السلام عليكم ورحمته وبركاته

الإمام المهدي عليه السلام ومشروع الخطة الإلهية

السيد : يوسف العاملي

الإنسان مخلوق إلهي لذا وجب عليه أن يعرف مراد خالقه فيه .
لن يهتدي الإنسان إلى معرفة خالقه إلا بمعرفة الخطة الإلهية من أولها إلى أخرها في خلقه.
يقول مولى الموحدين والعارفين أمير المؤمنين عليه بن أبي طالب عليه السلام( رحم الله امرءاً عرف من أين وفي أين وإلى أين).
لم يقل رحم الله امرءا علم من أين وفي أين وإلى أين ؟؟؟
المعرفة ليست هي العلم ؟
المعرفة هي تذكير لشيء يعلمه الإنسان من قبل؟
الإنسان مخلوق يعلم بخالق فطريا لذا وجب التذكير بهذا المعلوم عن طريق التعرف والرسالة والنبوة والولاية .
المعرفة والرسالة والنبوة والولاية هي أرٍكان الخطة الإلهية برمتها.
في المنظومة الوجودية لا يوجد شيء إلا وهو مرتبط بأمر هو أعلى منه مرتبة وجودية.
الإنسان كشيء مخلوق في المنظومة الوجودية هو مرتبط بالإنسان الكامل الإلهي.
لا يمكن مطلقا معرفة الإنسان لهويته ومساره الوجودي إلا بالتحقق بالإنسان الإلهي الكامل.
كل مسار وجودي يدور حول محور وجودي ومسار الإنسان المخلوق الإلهي يدور حول محور الإنسان الكامل .
الأرض تدور حول الشمس والشمس تدور حول محور الشموس المخلوقة كلها في المنظومة الوجودية وهذا المحور هو الإنسان الكامل الإلهي المسمى شمس الشموش.
الخروج من المتاهة والعادة والحجب والشرنقة يوقع الإنسان الآلهي والمتلاهي بمعاشه الأرضي إلى معرفة الإنسان السابح في ملكوت الله الأكبر.
من رحمة الله بعباده أنه لا يقع في هذه المعرفة الشهودية إلا أناس معدودون وإلا لكان الخلق عذاب مستمر؟ فمتابعة الزمن الإلهي يحتاج في حقيقتة الواقعية إلى تنزل عبر محاور وجودية والإنسان الكامل الإلهي أحد هذه المحاور.
الإنسان الكامل رحمة الله في الخلق.
جاء في الذكر الحكيم قوله تعالى (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين )).
ويقول أيضا :
((ولو فتحنا عليهم بابا من السماء فظلوا فيه يعرجون‏،‏ لقالوا انما سكرت ابصارنا بل نحن قوم مسحورون)).
لكي ينجو الإنسان من وهمه ومتاهته وعذابه عليه أن يعرف الإنسان الكامل الإلهي لكي يدخل في هذه الخطة الإلهية والرحمة الموصولة.
في كل عصر يعيشه الإنسان وهو يتنعم بشيء ما يجب عليه وهو في تلك الحالة التعرف على حقيقة هذا التنعم وإلا سيكون قد فاته أمر وجودي إلهي سوف يعاقب عليه.
وفي هذا السياق وجب علينا تذكير أنفسنا بوجود أناس وجدوا في هذه الغاية الإلهية وهم أهل البيت عليهم السلام الأربعة عشر، فإذا ما نظرنا لتقسيمات مفاصل يدنا مثلا الخمسة وجدناها أربعة عشر ( 14 ) مفصلا فلا يوجد شيء في وجودنا وتكويننا اعتباطا ، لذا وجب علينا التنبه والتفطن!!.
الغافلين عن هذا العطاء الالهي هم شر الدواب على الأرض!! .
من لم يدرك جنة النعيم لا يدخل الفردوس الأعلى ولا أي جنة أخرى فما هي جنة النعيم يا ترى ؟
جنة النعيم هم أهل البيت عليهم السلام الأربعة عشر ( 14) .
1+4=5
الإنسان الذي يستطيع أن يشكر هذه النعمة يزداد والذي ينكر هذه النعمة يحرم .
الله شاكر لمن شكره .
كل إنسان دخل في هذه المنظومة الوجودية الإلهية يستطيع التعرف على أول نعمة وهي الإيجاد وبشكرها يستطيع الترقي في مراتب الوجود.
يحمل الإمام المهدي عليه السلام العدد 14 وهذا العدد هو رمز البصيرة الإلهية لأنه بقية الله في الأرض لذا كل من تخلف أو تجاهل في عيشه هذا المعنى يفقد الكثير من مقومات الأستمار في الخطة الإلهية المرسومة في هذه الرحمة الموصولة أهل البيت عليهم السلام.
مذهب أهل البيت عليهم السلام ليس مذهبا أرضيا عقائديا بل هو مذهب وجودي له دور في التكوين الإلهي والعرفاء وحدهم وخصوصا منهم الكونيين يعرفون خطر أهل البيت عليهم السلام ومرتبتهم الوجودية .
السباحة في هذا الوجودي الإلهي تحتاج إلى تبصر إلهي وجودي وأهل البيت عليهم السلام هم أركان هذه الهداية الخاصة وربان السفينة الوجودية الإلهية التي بها يأمن الإنسان الإلهي المخلوق في إرادتة تعالى على وجوده وراحته الأبدية.

 

لولا زينب عليها السلام لما كانت كربيلاء


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين

السلام عليكم ورحمته وبركاته

أرفع أحر تعازي لمولاي الإمام المهدي عليه السلام في ذكرى استشهاد الصديقة الصغرى زينب الكبرى بنت أمير المؤمنين عليه السلام

بسم الله الرحمن الرحيم
“الحمدلله ربّ العالمين وصلّى الله على محمّد وآله الطاهرين واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين من الأوّلين والآخرين.
اللّهمّ العن أوّل ظالم ظلم حق محمد وآل محمد وآخر تابع له على ذلك…
اللهمّ العن العصابة التي جاهدت الحسين (عليه السلام) وشايعت وبايعت وتابعت على قتله…
اللهم العنهم جميعاً”.
قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث ولادة الصديقة الصغرى زينب بنت أمير المؤمنين (عليهما السلام)- مخاطباً أمّها الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام): 
… يا بضعتي وقرّة عيني، إنّ من بكى عليها- يعني السيدة زينب (عليها السلام)- وعلى مصائبها يكون ثواب بكائه كثواب من بكى على أخويها…[۱]
لقد عاشت عقيلة الطالبيين ولبوءة الهاشميين كلّ ما جرى على أصحاب الكساء الخمسة من مصائب ومحن… ولكنها صبرت!

سجدَ البلاءُ لزينبَ مستسلم

ولصبرها ألقى القيادَ وأسلَم

تطاولوا على جدّها الرسول (صلى الله عليه وآله) وكفروا وصادروا نبوته في آخر ساعة من عمره الشريف فقالوا: إنه يهجُر…

وزينب (عليها السلام) تسمع وترى ولكنها صبرت!

وعدوا على أبيها أمير المؤمنين (عليه السلام) فغصبوه الخلافة وقيّدوه بحمائل سيفه…

وزينب (عليها السلام) تسمع وترى، ولكنها صبرت!

هتكوا حرمة بيت أمّها وغصبوا حقها وخمسها وإرثها، وأحرقوا عليها دارها، وكسروا ضلعها وأسقطواجنينها، وضربوها -على رؤوس الأشهاد- حتى احمرّت عينها وبقي أثر السوط في عضُدها كالدُّملج..
فقضت نحيلة تئن من آلامها وأشجانها…

وزينب (عليها السلام) تسمع وترى، ولكنها صبرت!

… قتلوا سبط النبي (صلى الله عليه وآله) -جهاراً نهاراً- فمضى أخوها المحسن الشهيد (عليه السلام) إلى ربه مخضباً بدمه، وبعدُ أكفانُ النبي (صلى الله عليه وأله) لم تجف…

وزينب (عليها السلام) تسمع وترى، ولكنها صبرت!

وتجرّعت الغصص مع أبيها (عليهما السلام) يوم خرج عليه الناكثون والقاسطون والمارقون…
ووقفت تنتظر أباها الذي قلع باب خيبر وجبّن الشجعان وجندل الأبطال، وهو محمول على الأكفّ وقد خضبت شيبته الكريمة من دم رأسه المقدّس، والسماء تصرخ والأرض ترتجف وأبواب الكوفة تصطفق..

وزينب (عليها السلام) تسمع وترى، ولكنها صبرت!

ورجعت مع أخيها السبط الأكبرالحسن المجتبى (عليه السلام) وقد خلفت وراءها ذكريات الأسى والشجى في الكوفة لتستقبل ذكريات المدينة بما فيها من أحزان جدّها وأمّها وأبيها…
ولتودع أخاها الإمام الحسن (عليه السلام) وهو يرحل إلى الآخرة مظلوماً مسموماً مسلوباً مجروحاً شهيداً…

وزينب (عليها السلام) تسمع وترى، ولكنها صبرت!

وأخيراً… جاءت كربلاء… ورجعت مرّة أخرى الى العراق لترى من آيات ربّها الكبرى في سيد الشهداء ومن كان معه…

وزينب (عليها السلام) تسمع وترى، ولكنها صبرت!

وفي الكوفة! اجتمع الناس بين شامت ونادم، وتغطرس اللئيم ابن زياد فشمت وتكبّر وعتا عتوا كبيراً… وزينب (عليها السلام) تسمع ولم تر إلا جميلاً، فصبرت ولكنها نطقت!! فكانت تفرغ على لسان أمير المؤمنين (عليه السلام).
وفي الشام… هز القرد الأموي أعطافه جذلان مسروراً، وظنّ أنه قد أخذ بثار آبائه وأجداده، ومزق نحر الحسين (عليه السلام) -ريحانة النبي (صلى الله عليه وآله)- فقطع صوت التوحيد وأباد رجال الحقّ، فلم يبق من حماة الدين أحد… فتعدّى طوره وانتفخ فوق حجمه وتجاسر وطغى وعتا عتوّاً كبيراً…

وزينب (عليها السلام) تسمع وترى… فصبرت

، ولكنها نطقت!! فكانت تفرغ على لسان النبي الأمين (صلى الله عليه وآله) يوم الغدير، ولسان فاطمة الزهراء (عليها السلام) سيدة نساء العالمين يوم صرخت في وجه الظالمين، ولسان امير المؤمنين (عليه السلام) يوم هدر بالشقشقية، ولسان الحسن المجتبى (عليه السلام) يوم دخول معاوية الكوفة، ولسان سيّد الشهداء (عليه السلام) يوم أقام الحجة على العالمين ولسان سيد الساجدين (عليه السلام) يوم أخرس يزيد اللعين..
صرخت السيّدة -أخت الحسين (عليهما السلام)-، فأرخت بلغتها وبلاغتها لقيام سيّد شباب أهل الجنة، وكانت الكلمة الأخيرة في القيام الحسيني -في مرحلة القتال- لها (عليه السلام)…
فلنتصور الجوّ الذي نطقت فيه عقيلة الهاشميّين، وشريكة الحسين (عليهما السلام)… ثمّ لنستمع إلى ما تقول… ثمّ لنحفظ…
السيد علي السيد جمال أشرف
۲٥/٤/۱٤۳۱

خطبة السيدة زينب (عليها السلام) في الكوفة

روى الطبرسي في “الاحتجاج” عن حذيم بن شريك الأسدي. وابن طيفور في “بلاغات النساء” عن الصادق عن آبائه (عليهم السلام) قال:
لما أتى علي بن الحسين زين العابدين (عليه السلام) بالنسوة من كربلاء، وكان مريضاً. وإذا نساء أهل الكوفة ينتدِبنَ مشقَّقات الجيوب، والرّجال معهن يبكون!
فقال زين العابدين (عليه السلام) بصوت ضئيل. وقد نهكته العلة: 
“إن هؤلاء يبكون علينا! فمن قتلنا غيرهم؟!”
فأومأت [۲] زينب بنت علي بن أبي طالب (عليهم السلام) إلى الناس بالسكوت.
قال حذيم الأسديّ: لم أر –والله- خفِرَة[۳] قطّ أنطق منها. كأنها تنطق وتفرغ [٤] على لسان علي (عليه السلام). وقد أشارت إلى الناس بأن أنصتوا، فارتدت الأنفاس. وسكنت الأجراس.
ثمّ قالت -بعد حمد الله تعالى والصلاة على رسوله (صلى الله عليه وآله)-:
أمّا بعد.
يا أهل الكوفة، يا أهل الختل والغدر[٦]والخذل[۷]،ألا فلا رقأت[۸]العبرة[۹]،ولا هدأت الزفرة[۱۰]،إنما مَثلُكم كمثل التي {نقضَت غزلَها مِن بعدِ قوّةٍ أنكاثاً تتخذونَ أيْمانَكمدخَلاً بينَكم.{
هل فيكم إلا الصّلَفُ والعُجبُ والشَّنْفُ والكذبُ. وملَقُالإماءِ. وغمزُ[۱۱]الأعداءِ. أو كمرعى على دِمنة. أو كفضة على ملحودة[۱۲]،ألا بئس ما قدمت لكم أنفسكم أن سخِط الله عليكم. وفي العذاب أنتم خالدون.
أتبكون أخي؟!
أجل! والله فابكوا. فإنكم أحرى[۱۳] بالبكاء. فابكوا كثيراً واضحكوا قليلاً، فقد اأبليتُم بعارها، ومُنيتم[۱٤]بشنارها[۱٥]، ولن ترحَضُوها[۱٦] أبداً.
وأنى ترحَضون قتلَ سليل خاتم النبوة، ومعدن الرسالة، وسيد شباب أهل الجنة، وملاذ حربكم، ومعاذ[۱۷] حزبكم ومقرّ سلمكم، وآسي كلْمِكم[۱۸]، ومفزع نازلتكم[۱۹]، والمرجع إليه عند مقاتلتكم ومَدَرَة[۲۰] حججكم،ومنار محجتكم[۲۱].
ألا ساء ما قدمت لكم أنفسكم. وساء ما تزرون[۲۲] ليوم بعثكم. 
فتَعساً تَعساً.[۲۳]
ونَكساً نَكساً،[۲٤]
لقد خاب السعي، وتبت[۲٥] الأيدي، وخسرت الصفقة، وبؤتم[۲٦] بغضب من الله وضربت عليكم الذلة والمسكنة.
أتدرون -ويلكم- أي كبد لمحمد (صلى الله عليه وآله) فرثتم؟![۲۷]

وأي عهد نكثتم؟!
وأي كريمة له أبرزتم؟!
وأي حرمة له هتكتم؟!
وأي دم له سفكتم؟!

“لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئاً إِدّاً{۸۹} تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنشَقُّ الْأَرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدّاً {۹۰}” (سورة مريم)
لقد جئتم بها شوْهاءَ[۲۸] صلعاءَ[۲۹] عنقاءَ[۳۰] سوداءَ فقماءَ[۳۱] خرقاءَ[۳۲]، كطلاع الأرض[۳۳]، أو ملءِ السماء.
أفعجِبتُم أن تمطرَ السماء دماً {ولَعذابُ الآخرةِ أخزى وهُم لا يُنصرونَ}.
فلا يستخفَّنَّكم[۳٤] المَهَلُ[۳٥]، فإنه عزوجل لا يَحفَزُه[۳٦] البِدار[۳۷]، ولا يخشى عليه فوتُ الثارِ، كلا إن ربك لنا ولهم لبالمرصاد.
ثمّ أنشأت (عليها السلام) تقول:

ماذا تقولونَ إذ قال النبي لكم

ماذا صنعتُم وأنتم آخرُ الأمم

بأهل بيتي وأولادي وتكرمتي

منهم أسارى ومنهم ضُرِّجوا بدم

ما كان ذاك جزائي إذ نصحتُ لكم

أن تخلُفوني بسوء في ذوي رحمي

إني لأخشى عليكم أن يحِلَّ بكم

مثل العذاب الذي أوْدى على إرم

ثمّ ولت (عليها السلام) عنهم.
قال حذيمٌ:
فرأيت الناس حيارى قد ردّوا أيديهم في أفواههمْ. فالتفت إلي شيخٌ في جانبي يبكي. وقد اخضلِّت لحيته بالبكاء. ويده مرفوعة إلى السماء. وهو يقول:
“بأبي وأمي، كهولُكم خيرُ كهول. ونساؤكم خيرُ نساء. وشبابكم خيرُ شباب. ونسلكم نسلٌ كريمٌ. وفضلكم فضلٌ عظيمٌ.”
ثم أنشد:

كهولكم خيرُ الكهول ونسلُكم

إذا عدّ نسلٌ لا يبور ولا يخزى

فقال عليّ بن الحسين (عليهما السلام): “يا عمة، اسكتي ففي الباقي من الماضي اعتبارٌ. وأنت بحمد الله عالمة غيرُ معلمة، فهِمة غير مفهَّمة”[۳۸]

خطبة السيدة زينب (عليها السلام) في الشام برواية الشيخ الطبرسي (رحمه الله)

روى الشيخ الطبرسي في الاحتجاج: قال: روى شيخٌ صدوقٌ من بني هاشم وغيره من الناس، أنه: لما دخل عليّ بن الحسين (عليهما السلام) وحرمه على يزيد -لعنه الله-. وجيء برأس الحسين (عليه السلام) ووضُع بين يديه في طست، فجَعل يضربُ ثناياه بمخصرة[۳۹] كانت في يده.
وهو يقول:

لعبت هاشمُ بالملكِ فل

خبرٌ جاء ولا وحيٌ نزل

ليت أشياخي ببدر شهدو

جزعَ الخزرج من وقع الأسل[٤۰]

لأهلوا واستهلوا فرح

ولقالوا يا يزيد لا تشلّ

فجزيناهُ ببدر مثل

وأقمْنا مِثلَ بدرٍ فاعتدل

لست من خَندفَ[٤۱] إن لم أنتقِم

من بني أحمدَ ما كان فعل

فلما رأت زينب (عليها السلام) ذلك، فأهوت إلى جيبها فشقته. ثمّ نادت بصوت حزين تقرع[٤۲] القلوب:
“يا حسيناه!
يا حبيب رسول الله!
يابن مكة ومنى!
يابن فاطمة الزهراء سيدة النساء!
يابن محمدٍ المصطفى!”
قال: فأبكت والله كلّ من كان. ويزيد ساكت!
ثمّ قامت على قدميها. وأشرفت[٤۳]على المجلس. وشرعت في الخطبة. إظهاراً لكمالات محمد (صلى الله عليه وآله).وإعلاناً بأنا نصبر لرضاء الله، لا لخوفٍ، ولا دهشةٍ.
فقامت إليه زينب بنت علي (عليهما السلام) وأمها فاطمةبنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقالت:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ على جدي سيدالمرسلين (صلى الله عليه وآله).
صدق الله -سبحانه- كذلك يقول:
ثمَّ كانَ عاقبةَ الذينَ أساؤا السُّوأى أنْ كذبُوابآياتِ اللهِ وكانوا بها يستَهزؤونَ”}.[٤٤]
أظننت -يا يزيد- حين أخذت علينا أقطارَ[٤٥]الأرض، وضيَّقت علينا آفاقَ السّماء، فأصبحنا لك في إسار[٤٦]، نُساق إليك سوقاً في قطار[٤۷]، وأنت علينا ذو اقتدار[٤۸]، أنَّ بنا من الله هواناً[٤۹]. وعليك منه كرامة وامتناناً. وأن ذلك لعِظَم خطرك[٥۰]، وجلالة قدرك، فشمخت بأنفك[٥۱]، ونظرت في عطفك[٥۲]، تضرب أصدَرَيْك[٥۳] فرحاً، وتنقض مِذرَوَيك[٥٤] مرحاً، حين رأيت الدنيا لك مستوسِقة[٥٥]. والأمور لديك متسِقة، وحين صفا لك مُلكُنا، وخلَصَ[٥٦] لك سلطاننا!
فمهلاً مهلاً، لا تطِش[٥۷] جهلاً!
أنسيت قول الله عز وجل:
وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ”(سورة آل عمران۱۷۸)}[٥۸].أمِنَ العدل يا ابن الطلقاء[٥۹]؟! تخديرُك[٦۰] حرائرَك وإماءَك، وسوْقك بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله) سبايا، قد هتكتَ ستورَهنّ، وأبديتَ وجوهَهنّ، يحدُوا[٦۱] بهنّ الأعداءُ من بلدٍ إلى بلدٍ. ويستَشْرفهن[٦۲] أهل المناقل[٦۳]. ويبرُزنَ لأهل المناهل[٦٤]. ويتصفحُ[٦٥] وجوهَهنّ القريب والبعيد. والغائب والشهيد، والشريف والوضيع[٦٦]، والدني[٦۷] والرفيع ليس معهن مِن رجالِهن ولي. ولا من حُماتِهن حميٌ، عتواً[٦۸] منك على الله ، وجحوداً[٦۹] لرسول الله (صلى الله عليه وآله). ودفعاً لما جاء به من عند الله.
ولا غرو[۷۰] منك، ولا عجب من فعلك، وأنى يُرتجى الخير ممن لفظ فوه أكباد الشهداء.
ونبَتَ لحمُه بدماء السعداء. ونصبَ الحربَ لسيد الأنبياء. وجمع الأحزاب، وشهَرَ الحراب[۷۱]، وهز السيوف في وجه رسول الله صلى الله عليه وآله.
أشدّ العرب لله جحوداً، وأنكرهم له رسولاً، وأظهرهم له عدواناً، وأعتاهم على الربّ كفراً وطغياناً.
ألا إنها نتيجة خلال[۷۲] الكفر، وضبٍ[۷۳] يُجرجَر[۷٤] في الصدر لقتلى يوم بدرٍ.
فلا يستبطئ في بغضنا أهل البيت من كان نظرُه إلينا شنَفاً[۷٥] وشنآناً[۷٦] وإحَناً[۷۷] وأظغاناً[۷۸]، يُظهر كفره برسول الله (صلى الله عليه وآله)، ويُفصح[۷۹] ذلك بلسانه، وهو يقول فرحاً بقتل وُلدِه، وسبي ذريته، غير مُتحَوِّب[۸۰] ولا مستعظم، يهتف بأشياخه:
لأهلّوا واستهلّوا فرَح
ولقالوا يا يزيدُ لا تشلْ
منحنياً على ثنايا أبي عبد الله -وكان مُقَبَّل[۸۱] رسول الله -صلى الله عليه وآله- ينكُتها[۸۲] بمِخصرتِه، قد التمع السرور بوجهه.
لعمري[۸۳]! لقد نكأتَ القرحَة[۸٤]، واستأصلتَ[۸٥] الشأفة[۸٦]، بإراقتِك[۸۷] دمَ سيد شباب أهل الجنة، وابن يعسوبِ[۸۸] الدين والعربِ، وشمس آل عبد المطلب.
وهتفتَ بأشياخِك، وتقرّبت بدمهِ إلى الكفرة من أسلافِك[۸۹]. ثمّ صرَختَ بندائك -ولعمري- لقد ناديتهم لو شهدوك[۹۰]! ووشيكاً[۹۱] تشهدُهم، ولم يَشهدوك، ولتوَدّ يمينك -كما زعمت- شَلّت[۹۲] بك عن مرفقها وجَذت[۹۳]، وأحببتّ أمَّك لم تحملْك، وإياك لم تلد. أو حين تصير إلى سخط الله، ومخاصمك رسول الله (صلى الله عليه وآله).
اللهمّ خُذ بحقنا، وانتقِم[۹٤] من ظالمنا، واحلُلْ[۹٥] غضبك على من سفك[۹٦] دماءَنا ونقض[۹۷]ذِمارَنا[۹۸]، وقتل حُماتِنا[۹۹]، وهتكَ[۱۰۰] عنا سدولَنا[۱۰۱].
وفعلت فعلتك التي فعلتَ، وما فريتَ[۱۰۲] إلا جِلدك، وما جزَزتَ[۱۰۳] إلا لحمَك.
وسترد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما تحمَّلتَ من دم ذريته. وانتهكتَ من حرمته، وسفكتَ من دماء عترتِه ولُحَمته[۱۰٤]، حيث يَجمع به شملُهم[۱۰٥]، ويلمَّ به شعَثهم[۱۰٦]، وينتقِم من ظالمِهم، ويأخُذ لهم بحقهِم من أعدائهم.
فلا يستفزنَّك[۱۰۷] الفرحُ بقتلهم. “وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ* فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللّهُ مِن فَضْلِهِ”(سورة آل عمران۱٦۹-۱۷۰)وحسبك بالله ولياً وحاكماً، وبرسول الله (صلى الله عليه وآله) خصماً[۱۰۸]. وبجبرئيل ظهيراً[۱۰۹] وسيعلم من بوَّأك[۱۱۰] ومكّنك[۱۱۱] من رقاب المسلمين أن “بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً”(سورة الكهف ٥۰)
وأيُّكم شرٌ مكاناً وأضلّ سبيلاً.
وما استصغاري[۱۱۲] قدرَك[۱۱۳]، ولا استعظامي تقريعَك[۱۱٤] توهماً لانتجاع[۱۱٥] الخطابِ فيك بعد أن تركتَ عيونَ المسلمين به عبرى[۱۱٦]، وصدورَهم عند ذكرهِ حرّى[۱۱۷]، فتلك قلوبٌ قاسية، ونفوسٌ طاغية، وأجسامٌ محشوة بسخطِ الله ولعنةِ الرسول، قد عشّش[۱۱۸] فيه الشيطان، وفرّخ، ومِن هناك مثلُك ما درجَ ونهضَ.
فالعجبُ كلّ العجب لقتل الأتقياء، وأسباط الأنبياء، وسليل[۱۱۹] الأوصياء، بأيدي الطلقاء الخبيثة. ونسل العهَرَة[۱۲۰] الفجَرَة[۱۲۱]، تنطِفُ[۱۲۲] أكفهم من دمائنا وتتحلّبُ[۱۲۳] افواهُهم من لحومنا، تلك الجثثُ الزاكية على الجيوب الضاحية[۱۲٤]، تنتابها[۱۲٥] العواسِل[۱۲٦] وتعَفرُها[۱۲۷] أمهات الفراعِل[۱۲۸].
فلئن اتخذتنا مغنَم[۱۲۹] لتجدُ بنا وشيكاً مغرَماً[۱۳۰] حين لا تجدُ إلا ما قدّمتْ يداك، وما الله بظلام للعبيد، فإلى الله المشتكى والمعوّلُ، وإليه الملجأ والمؤمَّلُ.
ثمّ كِد[۱۳۱] كيدَك، واجْهَد جَهدَك[۱۳۲]، فوالله الذي شرّفنا بالوحي والكتابِ والنبوة والانتجابِ[۱۳۳]، لا تُدرك أمدَنا[۱۳٤]، ولا تبلُغ غايتنا، ولا تمْحو ذِكرَنا، ولا يُرحَضُ[۱۳٥] عنك عارنا[۱۳٦]. وهل رأيُك إلا فند[۱۳۷]، وأيامُك إلا عددٌ، وجمعُك إلا بددٌ[۱۳۸]، يوم يناد المنادي: ألا لعنَ اللهُ الظالمَ العادي[۱۳۹].
والحمدُ لله الذي حكمَ لأوليائه بالسعادة، وختمَ لأصفيائه بالشهادة، ببلوغ الإرادة، ونقلَهُم إلى الرحمة والرأفة، والرضوان والمغفرة، ولم يَشقَ[۱٤۰] بهم غيرُك، ولا ابتلى بهم سواك.
ونسأله أن يُكمل لهم الأجرَ، ويَجْزلَهُم[۱٤۱] الثوابَ والذخر، ونسأله حسنَ الخلافة، وجميلَ الإنابة، إنه رحيمٌ ودودٌ.
فقال يزيد مجيباً لها:

يا صيحة تُحمَدُ من صوايح

ما أهونَ الموتَ على النوائح[۱٤۲]
 

خطبة السيدة زينب (عليها السلام) برواية السيد ابن طاووس (رحمه الله) في اللهوف
… قال: وجعل يزيد يتمثل بأبيات ابن الزبعري:

ليتَ أشياخي ببدر شهِدو

جزعَ الخزرج من وقع الأسَل

لأهلّوا واستهلّوا فرح

ثمّ قالوا يا يزيدُ لا تشلّ

قد قتلنا القومَ من ساداتهم

وعدلْناهُ ببدر فاعتدَل

لعِبت هاشمُ بالمُلك فل

خبرٌ جاءَ ولا وحيٌ نَزل

لستُ من خندفَ إن لم أنتقِم

من بني أحمدَ ما كان فعل

قال الرّاوي:
فقامت زينب بنت علي بن أبي طالب (عليهم السلام)، فقالت:
“الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله وآله أجمعين”.
صدق الله سبحانه كذلك يقول: “ثُمَّ كَانَ عَاقِبَةَ الَّذِينَ أَسَاؤُوا السُّوأَى أَن كَذَّبُوا بِآيَاتِ اللَّهِ وَكَانُوا بِهَا يَسْتَهْزِئُون”(سورة الروم۱۰)
أظننتَ يا يزيد حيث أخذتَ علينا أقطارَ الأرض، وآفاقَ[۱٤۳] السماء، فأصبحنا نُساق كما تساق الأسرى، أنَّ بنا هواناً عليهِ، وبك عليهِ كرامة، وأن ذلك لعِظَم خطَرك عندَه، فشمَختَ بأنفك، ونظرتَ في عِطفِك، جذلانَ مسروراً، حيث رأيتَ الدنيا لك مستوثقة، والأمورَ متسقة، وحين صفا لك مُلكُنا وسلطانُنا.
فمهلاً مهلاً! أنسيتَ قول الله تعالى: وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِي لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْماً وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ”(سورة آل عمران۱۷۸) أمِنَ العدل يا ابن الطلقاء! تخديرُك حرائرَك وإماءَك، وسوْقك بناتِ رسول الله (صلى الله عليه وآله) سبايا. قد هتكتَ سُتورَهنَّ، وأبديتَ وُجوهَهنَّ، تحْدو بهن الأعداءُ من بلدٍ إلى بلدٍ، ويَستشرفُهُنَّ أهلُ المناهلِ والمناقلِ، ويَتصفحُ وُجوهَهنَّ القريبُ والبعيد، والدنيُّ والشريف. ليسَ معَهنَّ من رجالِهنَّ وليٌ، ولا مِن حُماتِهنَّ حميٌ، وكيف يُرتجى مراقبة[۱٤٤] من لفظَ فوه أكبادَ الأزكياء، ونبَت لحمُه من دماءِ الشهداء، وكيف يستبطئ في بغضِنا أهلَ البيت مَن نَظرَ إلينا بالشنَفِ والشنئان والإحَن والأضْغان. ثمّ تقول غير مُتأثم ولا مُستعظم:

لأهلّوا واستهلّوا فرح

ثمّ قالوا يا يزيدُ لا تشلّ

منتحياً على ثنايا أبي عبد الله سيد شباب أهل الجنة تنكُتها بمِخصَرتَِك!
وكيف لا تقول ذلك، وقد نكأت القرحة، واستأصَلتَ الشأفة بإراقتك دماءَ ذرية محمد (صلى الله عليه وآله)، ونجوم الأرض من آل عبد المطلب، وتهتِفُ بأشياخِك! زعمتَ أنك تناديهم، فلتردَنَّ وشيكاً موردَهم، ولتودَّنَّ أنك شلَلتَ وبكَمْتَ،ولم تكن قلتَ ما قلتَ، وفعلتَ ما فعلت.
اللهُمَّ خُذ لنا بحقنا، وانتقِم من ظالِمنا، وأحلِل غضبَك بمَن سفكَ دماءَنا، وقتل حُماتنا.
فواللهِ ما فرَيتَ إلا جِلدَك. ولا حزَزتَ[۱٤٥] إلا لحمَك، ولتردَنَّ على رسول الله (صلى الله عليه وآله) بما تحمَّلتَ من سفكِ دماءِ ذرّيَته، وانتهكتَ من حرمتِه في عترتِه ولُحمته، حيث يجمعُ الله شملَهم، ويلمَّ شعَثهُم، ويأخذَ يحقهِم “وَلاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ أَمْوَاتاً بَلْ أَحْيَاء عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ”(سورة آل عمران۱٦۹)
وحسبُك باللهِ حاكماً، وبمحمدِ (صلى الله عليه وآله) خَصيماً، وبجَبرئيلَ ظهيراً، وسيعلمُ مَن سوَّلَ لك، ومكّنَك مِن رقابِ المسلمينَ “بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلاً”(سورة الكهف ٥۰). وأيَّكم شرٌ مكاناً وأضعفُ جنداً.
ولئنْ جرّتْ عَليَّ الدّواهي مخاطبَتكَ، إنّي لأستصْغِرُ قدرَك، وأستعظِمُ تقريعَك، وأستكثِرُ توبيخَك[۱٤٦]، لكنَّ العيونَ عبرى، والصّدورَ حرّى.
ألا فالعجبُ كلَّ العجبِ! لِقتل حزبِ الله النجباءِ بحزبِ الشيطان الطلقاءِ. فهذه الأيدي تنطِفُ من دمائنا. والأفواهُ تتحلّبُ من لحومِنا. وتلك الجثثُ الطواهرُ الزواكي تنتابُها العواسِلُ. وتعفرُهاأمهات الفراعِلُ. 
ولئنِ اتخذتنا مغنَماً لتجدَنا وشيكاً مغرماً، حين لا تجد إلا ما قدّمتْ يداك، “وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ”(سورة فصلت٤٦)
فإلى اللهِ المشتكى، وعليهِ المعوَّلُ، فكِد كيدَك، واسعَ سعيَك، وناصبْ جُهدَك، فوالله، لا تمْحو ذكرَنا، ولا تميتُ وحيَنا، ولا تدرك أمَدَنا، ولا ترحَضُ عنكَ عارَها.
وهل رأيُك إلا فندٌ، وأيّامُك إلا عددٌ، وجمعُك إلا بَددٌ، يوم يُنادي المنادي: ألا لعنة اللهِ على الظالمين.
فالحمد للهِ ربِّ العالمين الذي ختمَ لأوَّلنا بالسعادةِ والمغفرة. ولآخرنا بالشهادةِ والرحمة.
ونسأل الله أن يكمِلَ لهُمُ الثوابَ، ويُوجبَ لهُمُ المزيدَ، ويُحسِنَ علينا الخِلافة، إنَّهُ رحيمٌ ودودٌ، وحسبُنا اللهُ ونِعَم الوكيلُ.
فقال يزيد لعنه الله:

يا صيحة تُحمَدُ مِن صوائح

ما أهونَ النوحَ على النوائح


[۱]ناسخ التواريخ/ السيدة زينب (عليها السلام): ٤۷.
[۲]أومات إليه: أي أشرت.
[۳]الخفر: شدّة الحياء، وامرأة خفرة:حيية.
[٤]الفرغ: السعة والسيلان، ويفرغ: يصبّ.
[٥]الختل: التخادع عن غفلة، والمراوغة.
[٦]الغدر: ترك الوفاء ونقض العهد.
[۷]الخذل: ترك الإعانة والنصرة.
[۸]رقاً الدمع والدم: انقطع بعد جريانه.
[۹]العبرة: الدمعة
[۱۰]الزفير: خروج الهواء من الرئتين، وهو عكس الشهيق الذي هو إدخال النفس حتى تنتفخ الضلوع منه. والاسم الزفرة، والزفر من شدة الأنين وقبيحه.
الصلف: مجاوزة قدر الظرف والبراعة والادعاء فوق ذلك. وصلِفٌ: ثقيل الروح، والصلَف: قلة الخير.
[۱۱]الغمز: الاشارة بالعين والحاجب والجفن، والغميز والغميزة: ضعف في العمل وجهلة في العقل. ورجل غمز أي ضعيف. والغميزة:العيب، والمغموز:المتهم. والمغمز: المطمع.
[۱۲]الملحود كاللحد صفة غالبة، واللحد: الشق الذي يكون في جانب القبر موضع الميت.
[۱۳]الحري: الخليق والجدير.
[۱٤]منيت بكذا: ابتليت.
[۱٥]الشنار: العيب والعار.
[۱٦]الرحض: الغسل، أي لن تغسلوها.
[۱۷]عاذ يعوذ ومعاذاً: لاذ به ولجاً إليه واعتصم.
[۱۸]أي مداوي جرحكم.
[۱۹]النازلة: الشديدة من شدائد الدهر تنزل بالقوم.
[۲۰]المدرة: زعيم القوم وخطيبهم والمتكلم عنهم، والذي يرجعون إلى رأيه، والميم زائدة.
[۲۱]المحجة بفتح الميم: جادة الطريق.
[۲۲]الوزر بالكسر فالسكون: الحمل والثقل، وكثيراً ما يطلق في الحديث على الذنب والإثم.
[۲۳]التعس: أن لا ينتعش العاثر من عثرته، وأن ينكس في سفال، والتعس: الانحطاط والهلاك.
[۲٤]النكس: قلب الشيء على رأسه، نكسه ينكسه نكساً، ونكس رأسه إذا طأطأه من ذل.
[۲٥]التباب: الخسران والهلاك، وتبت الأيدي: أي خسرت.
[۲٦]بؤتم: أي رجعتم.
[۲۷]الفرث: تفتيت الكبد بالغم والأذى. وفي بعض النسخ: “فريتم”.
[۲۸]الشوهاء:قبيحة المنظر.
[۲۹]الصلعاء: الداهية الشديدة، والصلع: ذهاب الشعر من مقدّم الرأس إلى مؤخره.
[۳۰]عنقاء: مرتفعة طويلة، والعنقاء: بينة العنق أيضاً.
[۳۱]الفقماء: المائلة الحنك، والفقم:هو أن يخرج أسفل اللحي ويدخل أعلاه، ثم كثر حتى صار كل معوج أفقم، وقيل الفقم في الفم أن تتقدم الثنايا السفلى فلا تقع عليها العليا إذا ضمّ الرجل فاه.
[۳۲]امرأة خرقاء: مثقوبة الأذن ثقباً واسعاً، وناقة خرقاء: لا تتعهد مواضع قوائمها. وريح خرقاء: لا تدوم على جهتها في هبوبها، وقيل: الخرقاء: امرأة غير صناع ولا لها رفق، فإذا بنت بيتاً انهدم سريعاً.
[۳۳]طلاع الأرض: ملؤها.
[۳٤]لا يستخفنك: لا يستفزنك ولا يستجهلنك، واستخفه الفرح إذا ارتاح لأمر.
[۳٥]المهل: الانظار والتأجيل وعدم المعاجلة.
[۳٦]الحفز: الحث والإعجال.
[۳۷]بدرت إلى الشيء أبدر بدوراً: أسرعت، ويقال: ابتدر القوم أمراً وتبادروه أي بادر بعضهم بعضاً إليه أيهم يسبق إليه فيغلب عليه، وبادر فلان فلاناً مولياً ذاهباً في فراره.
[۳۸]الاحتجاج: ۲/۱۰۹، بلاغات النساء: ۳۷، الأمالي للطوسي: ۹۱ مج ۳ ح ٥۱، الأمالي للمفيد: ۳۲۰ مج ۳۸، اللهوف: ۱٤٦، المناقب لابن شهر آشوب: ٤/۱۱٥.
[۳۹]المخصر: بكسر الميم وسكون المعجمة: كالسوط أو كلّ ما أمسكه الإنسان بيده من عصا ونحوها.
[٤۰]الأسل في الأصل: الرماح الطوال وحدّها، ويطلق على كلّ ما أرق من الحديد وحدّد من سيف وسكين وسنان.
[٤۱]خندف: امرأة الياس بن مضر، واسمها ليلى، نسب ولد إلياس اليها. (لسان العرب).
[٤۲]القرع: الضرب بشدّة.
[٤۳]أشرفت عليه: اطلعت عليه من فوق.
[٤٤]الروم: ۱۰.
[٤٥]أقطار: جمع قطر: وهو الناحية والجانب.
[٤٦]الإسار: بالكسر، مصدر أسرته أسراً وإساراً، وهو أيضاً: الحبل والقيد الذي يشدّ به الأسير.
[٤۷]القطار: أن تشد الإبل على نسق واحداً خلف واحد.
[٤۸]الاقتدار على الشيء: القدرة عليه.
[٤۹]الهوان: نقيض العز، هان يهون هواناً، وهو هين وأهون، وأهانه وهونه واستهان به وتهاون به: استخف به.
[٥۰]الخطر بالتحريك: القدر والمنزلة، ومنه في وصف الأئمة (عليهم السلام): ما أجلّ خطركم: أي ما أعظم قدركم ومنزلتكم عند الله.
[٥۱]شمخ بأنفه: أي ارتفع وتكبّر.
[٥۲]عطف الشيء: جانبه، وعطفا الرجل: جانباه عن يمين وشمال، وشقاه من لدن رأسه إلى وركه، والجمع أعطاف.
[٥۳]أصدريه: منكبيه، والأصدران:عرفان يضربان تحت الصدغين، لا يفرد لهما واحد، وجاء يضرب أصدريه إذا جاء فارغاً.
[٥٤]المذروان: جانبا الإليتين، وجاء فلان ينفض مذرويه: إذا جاء باغياً يتهدد. (النهاية).
[٥٥]استوسق: استوسق لك الأمر إذا أمكنك، واستوسقت: اجتمعت وانضمّت.
[٥٦]خلص فلان إلى كذا: أي وصل إليه.
[٥۷]الطيش: خفة العقل، والنزق والخفة، وطاش السهم عن الهدف يطيش طيشاً إذا عدل عنه ولم يقصد الرمية.
[٥۸]آل عمران: ۱۷۸.
[٥۹]الطلقاء بضم الطاء وفتح اللام والمد: هم الذين خلّي عنهم يوم فتح مكة وأطلقهم ولم يسترقهم، واحدهم طليق فعيل بمعنى مفعول، وهو الأسير إذا خلي سبيله.
[٦۰]الخدر: ستر يمدّ للجارية في ناحية البيت ثم صار كلّ ما واراك من بيت ونحوه خدراً.
[٦۱]حدا الابل وحدا بها يحدو حدوا: زجرها خلفها وساقها.
[٦۲]لاستشراف: أن تضع يدك على حاجبك كالذي يستظل من الشمس حتى يتبين الشيء فتطالعه وتراه جيداً.
[٦۳]المنقلة: المنزل من مراحل السفر، والمناقل: المراحل، والمنقل: الطريق في الجبل.
[٦٤]المنهل: المورد، وهو عين ما ترده الإبل في المراعي، وتسمى المنازل التي في المفاوز على طريق السُفّار مناهل، لأن فيها ماء.
[٦٥]صفح القوم وتصفحهم: نظر إليهم طالباً لإنسان، وصفح وجوههم وتصفحها: نظرها متعرفاً لها، وتصفحت وجوه القوم إذا تأملت وجوههم تنظر إلى حلاهم وصورهم وتتعرف أمرهم.
[٦٦]الوضيع من الناس: الدنيء.
[٦۷]الدنيء: الخسيس من الرجال.
[٦۸]عتواً: أي تكبراً وتجبراً.
[٦۹]الجحود هو الإنكار مع العلم، يقال: جحد حقه جحداً وجحوداً: أي أنكره معلمه بثبوته.
[۷۰]الغرو: العجب، ولا غرو:أي ليس بعجب.
[۷۱]الحراب جمع الحربة: الألة دون الرمح.
[۷۲]الخلال: الخصال جمع خلة مثل الخصلة.
[۷۳]الضب: دابة برية.
[۷٤]الجرجرة: صوت يردده البعير في حنجرته. وقوله في الخبر “يجرجر في بطنه نار جهنم” أي يلقي في بطنه، يقال: جرجر فلان من الماء في حلقه: إذا تجرعه جرعاً متتابعاً له صوت، وجررت الحبل جرا: سحبته.
[۷٥]الشنف، بالتحريك: شدة البغض والتنكر.
[۷٦]الشنآن: البغض مع الكراهة والتجنب.
[۷۷]الإحَن جمع الإحنة بكسر الفاء: وهي الضغائن، يقال: في صدره عليّ إحنة أي حقد. وأحن الرجل: حقد وأظهر العداوة.
[۷۸]الضغن والضغينة: الحقد، وهو ما في القلوب مستكن من العداوة، وتضاغن القوم واضطغنوا: انطووا على الأحقاد.
[۷۹]أفصح عن الشيء إذا بينه وكشفه وأظهره. 
[۸۰]التحوّب التأثم من الشيء، يقال: يتحوّب من كذا أي يتأثم.
[۸۱]مقبل: موضع القبلة والقبلة: اللثمة معروفة، والجمع القبل وفعله التقبيل.
[۸۲]النكت: قرعك الارض بعود أو بقضيب، فتؤثر بطرفه فيها.
[۸۳]لعمري: أي أقسم بعمري، والعمر: الحياة.
[۸٤]نكأت القرحة أنكأها: قشرتها، وجرحتها.
[۸٥]استأصل الشيء:إذا قطعه من أصله.
[۸٦]شأفة الرجل أهله وماله، والشأفة: الأصل، واستأصل شأفته: أي أصله.
[۸۷]إراقه الماء ونحوه: صبه.
[۸۸]اليعسوب: أمير النحل وكبيرهم وسيدهم، والنحل تلوذ بيعسوبها، وتتبعه وهو مقدّمها وسيدها.
[۸۹]أسلافك: أي آباؤك المتقدّمون.
[۹۰]شهدوك: أي حضروك واطلعوا عليك وعاينوك.
[۹۱]وشيكاً: أي سريعاً.
[۹۲]الشلل: يبس اليد وذهابها، وفسادها وقطعها.
[۹۳]الجذ: كسر الشيء الصّلب، والقطع السريع المستأصل.
[۹٤]انتقم منه أي عاقبه، والاسم منه النقمة، وهي الأخذ بالعقوبة.
[۹٥]احلل: أنزل.
[۹٦]سفك الدم: صبّه وأراقه.
[۹۷]النقض: ضد الإبرام، وهو إفساد ما أبرمت من عقد أو بناء، والنقض نقض البناء والحبل والعهد.
[۹۸]الذمار: هو كلّ ما يلزمك حفظه وحياطته وحمايته والدفع عنه وإن ضيعه لزمه اللوم. والذمار الحرم والأهل.
[۹۹]حميته حماية: إذا دفعت عنه ومنعت.
[۱۰۰]هتك الستر: تمزيقه وخرقه، وقد هتكته فانهتك أي فضحته.
[۱۰۱]السدول: ما جلل به الهودج من الثباب.
[۱۰۲]أفريت الأوداج: قطعتها، وأفرى أوداجه بالسيف: شقها.
[۱۰۳]الجزّ: القطع.
[۱۰٤] اللحمة بالضم: القرابة. 
[۱۰٥]الشمل: الاجتماع، وجمع الله شملهم أي ما تشتت من أمرهم.
[۱۰٦]الشعث بالتحريك: انتشار الأمر يقال: لم الله شعثك: أي جمع أمرك المنتشر.
[۱۰۷]يستفزنك: أي يستخفنك.
[۱۰۸]الخصومة:الجدل. خاصمه خصاماً ومخاصمة فخصمه يخصمه خصماً:غلبه بالحجة.
[۱۰۹]الظهير: المعين.
[۱۱۰]بوأت للرجل منزلا: هيأته له.
[۱۱۱]مكنته من الشيء تمكيناً: جعلت له عليه سلطاناً وقدرة.
[۱۱۲]استصغره: عده صغيراً.
[۱۱۳]القدر: المنزلة والشرف.
[۱۱٤]التقريع: التأنيب والتعنيف، وهو الايجاع باللوم، وقرعت الرجل إذا وبخته وعذلته.
[۱۱٥]نجع فيه القول والخطاب والوعظ: عمل فيه ودخل وأثر.
[۱۱٦]العين العبرى: الباكية.
[۱۱۷]أي حارة ملتهبة بالحزن.
[۱۱۸]أي اتخذه الشيطان عشاً، والعش: ما يتخذه الطائر في رؤوس الأشجار للتفريخ.
[۱۱۹]السليل الولد.
[۱۲۰]العهرة: جمع عاهر، والعاهر الفاجر الزاني، من العهر بالسكون والتحريك: الزنا والفجور.
[۱۲۱]فجر الرجل بالمرأة يفجر فجوراً: زنا. وفجرت المرأة: زنت. ورجل فاجرٌ من قوم فجّار وفجرة.
[۱۲۲]تنطف أي تقطر، وينطف إذا قطر قليلاً قليلاً.
[۱۲۳]الحلب: استخراج ما في الضرع من اللبن، وتحلّب العرق وانحلب: سال ، وتحلب بدنه عرقاً: سال عرقه.
[۱۲٤]الضاحية: البارزة للشمس الظاهرة لها.
[۱۲٥]انتابت السباع المنهل: رجعت إليه مرة بعد أخرى.
[۱۲٦]العاسل: الذئب، والجمع العسّل والعواسل.
[۱۲۷]التعفير: التمريغ بالتراب.
[۱۲۸]الفرعل: ولد الضبع، وقيل: هو ولد الوبر من ابن آوى، والجمع فراعل.
[۱۲۹]الغنم: الفوز بالشيء من غير مشقة.
[۱۳۰]المغرم كالغرم: وهو الدين ويريد به ما استدين فيما يكرهه الله تعالى، ثم عجز عن أدائه.
[۱۳۱]الكيد: الخبث والمكر، والكيد: الاحتيال والاجتهاد.
[۱۳۲]أجهد جهدك في هذا الأمر: أي أبلغ غايتك.
[۱۳۳]الانتجاب:الاصطفاء والاختيار.
[۱۳٤]الأمد: هو نهاية البلوغ، لا تدرك أمدنا أي لا تبلغ غايتنا.
[۱۳٥]الرحض:الغسل، أي لا يغسل عنك.
[۱۳٦]العار: السبة والعيب، وقيل: هو كلّ شيء يلزم به سبة أو عيب.
[۱۳۷]الفند: الخطأ في الرأي والقول، والفند: الخرف وإنكار القعل من الهرم أو المرض أو غير ذلك.
[۱۳۸]التبديد: التفريق، وبدد: أي متفرق.
[۱۳۹]العادي: الظالم الذي يقصد الناس بالقتل والجرح.
[۱٤۰]يشق: من الشقاء، وهو ضد السعادة.
[۱٤۱]أجزلت لهم في العطاء: أي أكثرت.
[۱٤۲]الاحتجاج: ۲/۳٤-۳۷.
[۱٤۳]الأفق: الناحية، والجمع آفاق، ومنه: آفاق السماء لنواحيها.
[۱٤٤]الرقيب: المنتظر، والمراقبة: الانتظار، والرقيب: الحافظ والحارس.
[۱٤٥]حززت: أي قرضت.
[۱٤٦]التوبيخ: التهديد والتأنيب واللوم.

 

ما رأيت إلا جميلا


بسم الله الرحمن الرحيم 
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد  وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين


السلام عليكم ورحمته وبركاته
ما رأيت إلا جميلا

السيد : يوسف العاملي

هكذا قالت السيدة الوقورة والمجاهدة زين الباء الحوراء زينب بنت أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وبنت مولاتنا الزهراء عليها السلام وأخت الحسن والحسين عليها السلام وحفيدة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم. 

ما هو هذا الجميل الذي رأته مولاتنا الحوراء زينب عليها السلام وهي ترى في كربلاء قتل كل أهلها؟ 

الجميل الذي رأته مولاتنا زينب عليها السلام هو مولانا الإمام المهدي عليه السلام السر المستودع في مولاتنا الزهراء عليها السلام. 

إذا ما أضفنا الجميل والسر المستودع إلى مولانا المهدي عليه السلام نخلص إلى وجود حياة طيبة للمؤمنين في عصر الظهور المقدس. 

إن قتل الشيعة على مدى التاريخ الإسلامي ونعتهم بكل أنواع البعد عن الصواب والدين الخالص واستحالة دمائمهم هو أمر إلهي لا بد له من يوم فاصل ينال الظالمين فيه جزاءهم ، فقتل شيعة أمير المؤمنين عليه السلام وقبل ذلك قتل أولاد الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم هو أمر محزن جدا أخر رسالة الإسلام وجعلها رسالة لم تخرج إلى حد الساعة من رد الفعل إلى الفعل والسلام والرحمة . 

الجميل الذي سوف نراه قريبا جدا مع مولانا الإمام المهدي عليه السلام هو هلاك الظالمين والعروش الخاوية وسيطرة مبادئ الحق والفضيلة والفطرية والكرامة على كل ساكنة الأرض . 

“وَعْدَ اللَّهِ لَا يُخْلِفُ اللَّهُ وَعْدَهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ ، يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآَخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ ” سورة الروم 

الآخرة ستظهر قريبا وسوف يظهر جمالها لأصحابها وهذا الجمال هو سر مكنون في جوهر الزمان مولانا الإمام المهدي عليه السلام. 

إن هلاك الظالمين والطغاة سوف يخرج الأرض من طور ويدخلها في طورآخر فالعالم اليوم لا يعرف ماذا يحصل له، في أوروبا يجتمعون لتخليص العملة من الانهيار المحتم قريبا وهم لا يعلمون أنهم يعيشون النهاية التي وضعوها لأنفسهم بجهلهم وابتعادهم عن الفطرة والتعاليم السماوية المسيحية الابراهيمية. 

سوف تنهار أوروبا قريبا وأمريكا معها وكل الظالمين من حكام العرب وسوف يكون ذلك أمر سييظهر فيه حكم الله في آخر الزمان . 

العرب المواطنين الذين يعيشون الأراضي العربية يستحيل عليهم معرفة حقيقة الدين الخالص إلا بصدمة وجودية فحكم الجماعات السنية الآن سوف يتبعه انعدام الحيلة بعدما جربوا كل شيء في الحكم.

في العقل السليم الفطري المنطقي وجود جماعتين في الدين يدل على أن واحدة على صواب والأخرى على باطل وإلا سيكون الدين ليس بصحيح فكونهم على صواب جميعا يوجب الحوار والوحدة والسلام وهذا أمر لا نراه الان ونحن نعيش الحروب الصليبية والطائفية. 

وكونهم على فساد جميعا هو كذلك أمر مستحيل لأنه لو وقع لكان الدين هوالسبب كما هي النظريات المادية التي لم تدرك كل الابعاد الوجودية في نظريتها. 

يقول مولانا جعفر الصادق عليه السلام شرقوا أو غربوا فلن تجدوا علما صحيحا إلا عندنا أهل البيت عليهم السلام. 

إلى أن يصل العرب إلى معنى هذا الحديث المقدس يجب أن يفتنوا في دينهم ودنياهم وإلا لكانوا قد وصلوا إلى هذا المعنى منذ استشهاد مولانا سيد الشهداء الحسين عليه السلام في عصر عاشواء في أرض كربلاء. 

سيظهر مولانا الإمام المهدي عليه السلام منتقما لما جرى في كربلاء وسيكون ظهوره مقدسا ومسيطرا على كل الأرض بعدما ملئت ظلما وجورا وهذا هو الجميل الذي رأته مولاتنا الحوراء زين الباء زينب عليها السلام.

وليد الكعبة علي بن أبي طالب عليه السلام


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين

السلام عليكم ورحمته وبركاته.

وليد الكعبة علي بن أبي طالب عليه السلام

بحث مختصر من الحقيقة العلوية 

السيد : يوسف العاملي

أبارك لمولاي المهدي عليه السلام مولد جده أمير المؤمنين أبوا الأئمة الكرام علي بن أبي طالب عليه السلام

قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :((يا علي لا يعرف الله إلا أنا وأنت ولا يعرفني إلا الله و أنت ولا يعرفك إلا الله وأنا)). 
الله ذات لا معلولة فهو غاية العلل ولا يستدل عليه بعلة فكيف عرف ؟ وهل عرف ؟
الله لا يعرف بل يعلم توحيده في قوله تعالى :(( فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك )). 
وفي قول أمير المؤمنين عليه السلام في دعاء الصباح (يا من دل على ذاته بذاته وتنزه عن مجانسة مخلوقاته ). 
سيأتي المسيحي ويقول لنا أنتم يا مسلمون تعيبون ثالوثنا وأنتم تقولون به (الله محمد علي ). 
إن الذي سيخرجنا من هذا الثالوث المقدس هو نفسه هذا الثالوث المقدس ، كيف يمكن ذلك ؟؟؟ 
إن إظهار هذه الحقيقة المغيبة تحتاج إلى ثلاثة أمور وهي كذلك في ذاتها لا تحتاج إلى شيء في أصل وجودها. 
الشخص والمرآة والصورة هي ثلاثة أمور ضرورية للوعي بالوجود ، إنها وحدة وجودية متعينة بالعدد ولا عدد. كما قال أميرنا علي بن أبي طالب في التوحيد ( واحد ليس كالعدد).

معلمي واستاذي المسافر في غيبات التجلي الإلهي جاءني يوما يقول لي لقد رأيت رؤيا عجيبة لا تكاد تصدق ، رأيت في منامي طاحونة كلما سئلت سؤالا تجيب فتقدمت لسؤالها في دوري فقلت لها من أين أتى علي بن أبي طالب عليه السلام بعلومه هذه فأجابت بقولها لي هذا هو السؤال الوحيد الذي لا يمكنني مطلقا الإجابة عليه. صدق مولى الموحدين علي بن أبي طالب عليه السلام عندما قال العلم نقطة كثرها الجاهلون “مثلنا”.

وها نحن كالفراش ندور حول النقطة فلا نعرف كنهها ،علي بن أبي طالب عليه السلام أعجوبة كل الأزمان حقا.

إن كل ما يمكننا إدراكه في معرفة أمير المؤمنين عليه السلام هو ما قدمته النملة لسليمان عليه السلام كهدية منها وهي فخد جرادة تظن أنها قدمت الشيء الكثير.

كلنا نمل نريد أن نقدم فخذ الجراد لأمير المؤمنين عليه السلام فمهما بلغ فهمنا فهو لن يحيط بمقام أمير المؤمنين عليه السلام أنه مجرد فهم على قدرعقولنا نحن المتملقون القاصرون.

يقول أمير المؤمنين عليه السلام (( الْعِلْمُ عِلْمَانِ: مَطْبُوعٌ وَمَسْمُوعٌ ، وَلاَ يَنْفَعُ الْمَسْمُوعُ إِذَا لَمْ يَكُنِ الْمَطْبُوعُ..) .

ويقول أيضا في الإيمان :

( فمن الإيمان ما يكون ثابتاً مستقراً فـي القلوب و منه ما يكون عواري بين القلوب و الصدور إلى أجل معلوم).

وفي الحكمة :

(خذ الحكمة أنى كانت، فإن الحكمة تكون في صدر المنافق فتلجلج في صدره حتى تخرج فتسكن إلى صواحبها في صدر المؤمن ).
كل من كان علمه مطبوع وإيمانه مستقر باحثا عن الحكمة أنى كانت ،حتى وإن كانت على لسان المنافق يستطيع أن يؤمن بخطبة أمير المؤمنين عليه السلام الموسومة بخطبة معرفة أمير المؤمنين بالنورانية .

يقول أمير المؤمنين عليه السلام في هذه الخطبة ( رواه سلمان وأبو ذر، عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه قال: مَنْ كان ظاهره في ولايتي أكثر من باطنه خفّت موازينه؛ يا سلمان لا يكمل المؤمن إيمانه حتى يعرفني بالنورانية، وإذا عرفني بذلك فهو مؤمن، امتحن اللَّه قلبه للإيمان، وشرح صدره للإسلام، وصار عارفاً بدينه مستبصراً، ومن قصر عن ذاك فهو شاك مرتاب، يا سلمان ويا جندب، إن معرفتي بالنورانية معرفة اللَّه، ومعرفة اللَّه معرفتي، وهو الدين الخالص، بقول اللَّه سبحانه: ‘وما أمروا إلّا لِيَعْبُدوا اللَّه مُخْلِصِينَ لَهُ الدِيْنَ ‘ (البينة:5) وهو الإخلاص، وقوله: ‘حنفاء’ وهو الإقرار بنبوّة محمد صلى الله عليه و آله و سلم، وهوالدين الحنيف، وقوله: ‘ويقيموا الصلاة’، وهي ولايتي، فمن والاني فقد أقام الصلاة، وهو صعب مستصعب. 
‘ويؤتوا الزكاة’، وهو الإقرار بالأئمة، ‘وذلك دين القيمة’ أي وذلك دين اللَّه القيم. 
شهد القرآن أن الدين القيم الإخلاص بالتوحيد، والإقرار بالنبوّة والولاية، فمن جاء بهذا فقد أتى بالدين. 
يا سلمان ويا جندب، المؤمن الممتحن الذي لم يرد عليه شي ء من أمرنا، إلّا شرح اللَّه صدره لقبوله، ولم يشك ولم يرتَبْ، ومن قال لِمَ وكيفَ فقد كفر، فسلموا للَّه أمره، فنحن أمر اللَّه، يا سلمان ويا جندب، إنّ اللَّه جعلني أمينه على خلقه، وخليفته في أرضه وبلاده وعباده، وأعطاني ما لم يصفه الواصفون، ولا يعرفه العارفون، فإذا عرفتموني هكذا فأنتم مؤمنون، يا سلمان قال اللَّه تعالى: ‘وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ’ فالصبر محمد، والصلاة ولايتي، ولذلك قال: ‘وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ’، ولم يقل وإنهما، ثم قال: ‘إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ’ (البقرة:45) ، فاستثنى أهل ولايتي الذين استبصروا بنور هدايتي، يا سلمان، نحن سرّ اللَّه الذي لا يخفى، ونوره الذي لا يطفى، ونعمته التي لا تجزى، أوّلنا محمد، وأوسطنا محمد، وآخرنا محمد، فمن عرفنا فقد استكمل الدين القيم.

يا سلمان ويا جندب، كنت ومحمداً نوراً نسبِّح قبل المسبّحات، ونشرق قبل المخلوقات، فقسم اللَّه ذلك النور نصفين: نبي مصطفى، ووصي مرتضى، فقال اللَّه عز وجل لذلك النصف: كن محمداً، وللآخر كن علياً، ولذلك قال النبي صلى الله عليه و آله و سلم:أنا من علي، وعلي منّي، ولا يؤدي عنّي إلّا أنا أو علي. وإليه الإشارة بقوله: ‘وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ’ (آل عمران: 61)، وهو إشارة إلى اتحادهما في عالم الأرواح والأنوار، ومثله قوله: ‘أَفَإِن مَاتَ أَوْ قُتِلَ’(آل عمران: 144)، والمراد هنا مات أو قُتل الوصي، لأنّهما شي ء واحد، ومعنى واحد، ونور واحد، اتّحدا بالمعنى والصفة، وافترقا بالجسد والتسمية، فهما شي ء واحد في عالم الأرواح ‘أنت روحي التي بين جنبيّ’ ، وكذا في عالم الأجساد: ‘أنت منّي وأنا منك ترثني وأرثك’ ، ‘أنت منّي بمنزلة الروح من الجسد’. وإليه الإشارة بقوله: ‘صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً’ (الأحزاب: 56) ، ومعناه صلّوا على محمد، وسلّموا لعلي أمره، فجمعهما في جسد واحد جوهري، وفرّق بينهما بالتسمية والصفات في الأمر، فقال: ‘صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً ‘، فقال: صلّوا على النبي، وسلّموا على الوصي، ولا تنفعكم صلواتكم على النبي بالرسالة إلّا بتسليمكم على علي بالولاية.

يا سلمان ويا جندب، وكان محمد الناطق، وأنا الصامت، ولابد في كل زمان من صامت وناطق، فمحمد صاحب الجمع، وأنا صاحب الحشر، ومحمد المنذر، وأنا الهادي، ومحمد صاحب الجنة، وأنا صاحب الرجعة، محمد صاحب الحوض، وأنا صاحب اللواء، محمد صاحب المفاتيح، وأنا صاحب الجنة والنار، ومحمد صاحب الوحي، وأنا صاحب الإلهام، محمد صاحب الدلالات، وأنا صاحب المعجزات، محمد خاتم النبيين، وأنا خاتم الوصيين، محمد صاحب الدعوة، وأنا صاحب السيف والسطوة، محمد النبي الكريم، وأنا الصراط المستقيم، محمد الرؤوف الرحيم، وأنا العلي العظيم . 
يا سلمان، قال اللَّه سبحانه: ‘يُلْقِي الرُّوحَ مِنْ أَمْرِهِ عَلى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ’ (غافر: 15) ، ولا يعطي هذا الروح إلّا من فوّض إليه الأمر والقدر، وأنا أُحيي الموتى، واعلم ما في السَّموَات والأرض، وأنا الكتاب المبين، يا سلمان، محمد مقيم الحجّة، وأنا حجّة الحق على الخلق، وبذلك الروح عرج به إلى السماء، أنا حملت نوحاً في السفينة، أنا صاحب يونس في بطن الحوت، وأنا الذي حاورت موسى في البحر، وأهلكت القرون الأولى، أعطيت علم الأنبياء والأوصياء، وفصل الخطاب، وبي تمّت نبوّة محمد، أنا أجريت الأنهار والبحار، وفجّرت الأرض عيوناً، أنا كاب الدنيا لوجهها، أنا عذاب يوم الظلة، أنا الخضر معلِّم موسى، أنا معلم داود وسليمان، أنا ذو القرنين، أنا الذي دفعت سمكها بإذن اللَّه عز وجل، أنا دحوت أرضها، أنا عذاب يوم الظلة، أنا المنادي من مكان بعيد، أنا دابة الأرض، أنا كما يقول لي رسول اللَّه صلى الله عليه و آله و سلم:أنت يا علي ذو قرنيها، وكلا طرفيها، ولك الآخرة والأولى، يا سلمان إن ميّتنا إذا مات لم يمت، ومقتولنا لم يقتل، وغائبنا إذا غاب لم يغب، ولا نلد ولا نولد في البطون، ولا يقاس بنا أحد من الناس، أنا تكلّمت على لسان عيسى في المهد، أنا نوح، أنا إبراهيم، أنا صاحب الناقة، أنا صاحب الراجفة، أنا صاحب الزلزلة. أنا اللوح المحفوظ، إليَّ انتهى علم ما فيه، أنا أنقلب في الصور كيف شاء اللَّه، من رآهم فقد رآني، ومن رآني فقد رآهم، ونحن في الحقيقة نور اللَّه الذي لا يزول ولا يتغيّر. 
يا سلمان، بنا شرف كل مبعوث، فلا تدعونا أرباباً، وقولوا فينا ما شئتم، ففينا هلك وبنا نجي. يا سلمان، من آمن بما قلت وشرحت فهو مؤمن، امتحن اللَّه قلبه للإيمان، ورضي عنه، ومن شك وارتاب فهو ناصب، وإن ادعى ولايتي فهو كاذب. 
يا سلمان أنا والهداة من أهل بيتي سرّ اللَّه المكنون، وأولياؤه المقرّبون، كلّنا واحد، وسرّنا واحد، فلا تفرّقوا فينا فتهلكوا، فإنّا نظهر في كل زمان بما شاء الرحمن، فالويل كل الويل لمن أنكر ما قلت، ولا ينكره إلّا أهل الغباوة، ومن ختم على قلبه وسمعه وجعل على بصره غشاوة، 
يا سلمان، أنا أبو كل مؤمن ومؤمنة، يا سلمان، أنا الطامة الكبرى، أنا الآزفة إذا أزفت، أنا الحاقة، أنا القارعة، أنا الغاشية، أنا الصاخة، أنا المحنة النازلة، ونحن الآيات والدلالات والحجب ووجه اللَّه، أنا كتب اسمي على العرش فاستقر، وعلى السَّموَات فقامت، وعلى الأرض ففرشت، وعلى الريح فذرت، وعلى البرق فلمع، وعلى الوادي فهمع، وعلى النور فقطع، وعلى السحاب فدمع، وعلى الرعد فخشع، وعلى الليل فدجى وأظلم، وعلى النهار فأنار وتبسّم . من الناس، أنا تكلّمت على لسان عيسى في المهد، أنا نوح، أنا إبراهيم، أنا صاحب الناقة، أنا صاحب الراجفة، أنا صاحب الزلزلة. أنا اللوح المحفوظ، إليَّ انتهى علم ما فيه، أنا أنقلب في الصور كيف شاء اللَّه، من رآهم فقد رآني، ومن رآني فقد رآهم، ونحن في الحقيقة نور اللَّه الذي لا يزول ولا يتغيّر. 
يا سلمان، بنا شرف كل مبعوث، فلا تدعونا أرباباً، وقولوا فينا ما شئتم، ففينا هلك وبنا نجي. يا سلمان، من آمن بما قلت وشرحت فهو مؤمن، امتحن اللَّه قلبه للإيمان، ورضي عنه، ومن شك وارتاب فهو ناصب، وإن ادعى ولايتي فهو كاذب. 
يا سلمان أنا والهداة من أهل بيتي سرّ اللَّه المكنون، وأولياؤه المقرّبون، كلّنا واحد، وسرّنا واحد، فلا تفرّقوا فينا فتهلكوا، فإنّا نظهر في كل زمان بما شاء الرحمن، فالويل كل الويل لمن أنكر ما قلت، ولا ينكره إلّا أهل الغباوة، ومن ختم على قلبه وسمعه وجعل على بصره غشاوة.

%d مدونون معجبون بهذه: