من عرف نفسه فقد عرف ربه *** أفضل العبادة إنتظار الفرج

(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون).

Monthly Archives: أفريل 2014

اعرف المودة

باقر العلوم


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألأعن أعداءهم من الأولين والآخرين

السلام عليكم ورحمته وبركاته

 

أبارك لمولاي الإمام المهدي عليه السلام مولد جده الإمام محمد بن علي الباقر عليه السلام 

الأول من رجب 1435

ولادته و نشأته
لقد ازدهرت الحياة الفكرية والعلمية في الإسلام بهذا الإمام العظيم الذي التقت فيه عناصر الشخصيّة من السبطين الحسن والحسين عليهما السلام، وامتزجت به تلك الاصول الكريمة والاصلاب الشامخة، والارحام المطهَّرة، التي تفرّع منها.
فالأب : هو سيد الساجدين وزين العابدين وألمع سادات المسلمين.
والأم: هي السيدة الزكية الطاهرة فاطمة بنت الإمام الحسن سيد شباب أهل الجنة، وتكنى أم عبد الله وكانت من سيدات نساء بني هاشم، وكان الإمام زين العابدين عليه السلام يسميها الصديقة ويقول فيها الإمام أبو عبدالله الصادق عليه السلام: «كانت صديقة لم تدرك في آل الحسن مثلها» وحسبها سموّاً أنها بضعة من ريحانة رسول الله، وأنها نشأت في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، ففي حجرها الطاهر تربى الإمام الباقر عليه السلام .
المولود المبارك
وأشرقت الدنيا بمولد الإمام الزكي محمد الباقر الذي بشّر به النبي صلى الله عليه وآله قبل ولادته، وكان أهل البيت عليهم السلام ينتظرونه بفارغ الصبر لأنه من أئمة المسلمين الذين نص عليهم النبي صلى الله عليه وآله وجعلهم قادة لاُمته، وقرنهم بمحكم التنزيل وكانت ولادته في يثرب في اليوم الثالث من شهر صفر سنة ( 56 هـ )، وقيل سنة ( 57 هـ ) في غرة رجب يوم الجمعة وقد ولد قبل استشهاد جده الإمام الحسين عليه السلام بثلاث سنين وقيل بأربع سنين كما أدلى عليه السلام بذلك وقيل بسنتين وأشهر.
وقد أجريت له فور ولادته مراسيم الولادة كالاذان والاقامة في اُذنيه وحلق رأسه والتصدق بزنة شعره فضة على المساكين، والعَقِّ عنه بكبش والتصدّق به على الفقراء.
وكانت ولادته في عهد معاوية والبلاد الاسلامية تعج بالظلم، وتموج بالكوارث والخطوب من ظلم معاوية وجور ولاته الذين نشروا الإرهاب وأشاعوا الظلم في البلاد.
تسميته
وسماه جده رسول الله صلى الله عليه وآله بمحمد، ولقّبه بالباقر قبل أن يولد بعشرات السنين، وكان ذلك من أعلام نبوته، وقد استشف صلى الله عليه وآله من وراء الغيب ما يقوم به سبطه من نشر العلم واذاعته بين الناس فبشّر به أمته، كما حمل له تحياته على يد الصحابي الجليل جابر بن عبد الله الانصاري.
كنيته
« أبو جعفر » ولا كنية له غيرها .
ألقابه الشريفة
وقد دلّت على ملامح من شخصيته العظيمة وهي :
الشبيه (لأنه كان يشبه جده رسول الله (ص))
الأمين
الشاكر
الهادي
الصابر
الشاهد
الباقر
وهذا من اكثر ألقابه ذيوعاً وانتشاراً، وقد لقب هو وولده الإمام الصادق بــ ( الباقرين ) كما لقبا بــ ( الصادقين ) من باب التغليب. ويكاد يجمع المؤرخون والمترجمون للإمام على أنه إنّما لقب بالباقر لانه بقر العلم أي شقه، وتوسع فيه فعرف أصله وعلم خفيه. وقيل : إنما لقّب به لكثرة سجوده فقد بقر جبهته أي فتحها ووسعها. تحيات النبيّ صلى الله عليه وآله الى الباقر عليه السلام: ويجمع المؤرخون على أن النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم حمّل الصحابي العظيم جابر بن عبد الله الانصاري تحياته، الى سبطه الإمام الباقر، وكان جابر ينتظر ولادته بفارغ الصبر ليؤدي اليه رسالة جده، فلما ولد الإمام وصار صبياً يافعاً التقى به جابر فأدى اليه تحيات النبيّ صلى الله عليه وآله.
حياة الامام
مرّ الإمام الباقر عليه السلام بمرحلة رافقت الكثير من الأحداث والظواهر في ظلّ جده وأبيه عليهما السلام ويمكن تلخيصها بالشكل التالي : عاش الإمام الباقر عليه السلام في ظلّ جدّه الحسين عليه السلام منذ ولادته وحتى الرابعة من عمره الشريف وقد مكنه ذلك من الإطلاع على الأحداث والوقائع الاجتماعية والسياسية وإدراك طبيعة سيرها وفهم اتجاه حركتها بما اُوتي من ذكاء وفهم منذ صباه. لقد عاش الإمام الباقر عليه السلام في مقتبل عمره حادثة مصرع أعمامه وأهل بيته الطاهرين وشاهد باُم عينيه ملحمة عاشوراء ومقتل جدّه الحسين عليه السلام واُخذ مأسوراً الى طواغيت الكوفة والشام وشارك سبايا أهل البيت عليهم السلام فيما جرى عليهم من المحن والمصائب الأليمة التي تتصدّع لها القلوب. كما استمع إلى أقوال أبيه الساخنة وهو يخاطب الطاغية المتغطرس يزيد في الشام والتي كان منها قوله عليه السلام : يا يزيد! ومحمد هذا جدي أم جدّك ؟ فإن زعمت أنه جدّك فقد كذبت وكفرت، وإن زعمت أنه جدّي فِلمَ قتلت عترته ؟ ! ! ). وعاصر الإمام الباقر عليه السلام في سنة ( 63 هـ ) واقعة الحرّة التي ثار فيها أهل المدينة على حكم يزيد وهو في السادسة من عمره الشريف، حيث شاهد نقض أكابر أهل المدينة وفقهائها لبيعة يزيد الفاجر ورأى مدينة جدّه عندما أباحها يزيد لجيشه الجاهلي ثلاثة أيّام متواليات يقتلون أهلها، وينهبون أموالهم ويهتكون أعراضهم.
عاصر الإمام الباقر عليه السلام في هذه المرحلة من حياته الانحرافَ الفكريَ الذي تسبب الاُمويّون في إيجاده مثل بثّهم للعقائد الباطلة كالجبر والتفويض والإرجاء خدمةً لسلطانهم; لأن هذه المفاهيم تستطيع أن تجعل الاُمة مستسلمة للحكام الطغاة ما دامت تبررّ طغيانهم وعصيانهم لأوامر الله ورسوله .
ومن الظواهر التي عاصرها الإمام محمّد الباقر عليه السلام وهو في ظلّ أبيه السجّاد عليه السلام ظاهرة الانحراف السياسي وتتمثل في تحويل الاُمويين للخلافة إلى ملك عضوض يتوارثه الأبناء عن الآباء، ويوزّعون فيه المناصب الحكومية على ذويهم وأقاربهم . لقد عاش عليه السلام محنة عداء الاُمويين للعلويين والذي تمثل في ظاهرة سبّهم لجدّه الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام على المنابر طيلة ستة عقود.
ومن الأحداث البارزة في حياة الإمام الباقر عليه السلام توالي الثورات المسلحة ضد الحكم الاُموي بعد واقعة كربلاء الخالدة.
ففي سنة ( 63 هـ ) ثار أهل المدينة في سنة ( 65 هـ ) ثار التوابون ، وفي سنة ( 66 هـ ) ثار المختار بن أبي عبيدة الثقفي وثار الزبيريون، وفي سنة ( 77 هـ ) ثار المطرّف بن المغيرة بن شعبة، وفي سنة ( 81 هـ ) تمرّد عبد الرحمن بن محمّد بن الأشعث على حكومة عبد الملك بن مروان.
وانتشرت في هذه الفترة ظاهرة وضع الحديث المؤلمة فقد ركّز الاُمويون على هذه الأداة لخدمة سلطانهم ، حتّى روى ابن طرفة المعروف بنفطويه في تأريخه أن أكثر الأحاديث الموضوعة في فضائل الصحابة كانت في أيام بني اُميّة تقرّباً إليهم بما يظنّون أنهم يُرغمون اُنوف بني هاشم.
أما الانحراف الأخلاقي والاجتماعي فقد استشرى في أوساط الاُمة حيث اشتهر يزيد بن معاوية بفسقه إذ كان يشرب الخمر ويلعب بالكلاب والقرود ويقضي أوقاته بين المغنّين والمغنّيات وشاع عنه ذلك وعرفه عامّة الناس. وكان مروان بن الحكم أيضاً فاحشاً بذيئاً، كما كان أولاده وأحفاده على شاكلته. وأشاع الاُمويّون بين المسلمين روح التعصّب فقرّبوا العرب وأبعدوا غير العرب وأثاروا الشعوبية فمزّقوا بذلك وحدة الصف الإسلامي وأثاروا الأحقاد وزرعوا بذور الشر في قلوب أبناء المجتمع الاسلامي .
وعاش الإمام الباقر عليه السلام في هذه المرحلة من حياته في ظلّ سيرة أبيه عليه السلام بكل وجوده الذي كان يركز نشاطه على إعادة بناء المجتمع الإسلامي وتشييد دعائم العقيدة الاسلامية القويمة، حيث كان يحاول الإمام زين العابدين عليه السلام من خلال بثّ القيم العقائدية والأخلاقية عبر الأدعية وتوجيه رسائل الحقوق وما شابه ذلك صياغة كيان الجماعة الصالحة التي كان عليها أن تتولى عمليّة التغيير في المجتمع الذي راح يتردّى باستمرار. وكان يشارك أباه السجّاد عليه السلام في أهدافه وخطواته وأساليبه المتعددة في المرحلة التي استغرقت ثلاثة وثلاثين عاماً والتي تمثّلت في الدعاء والانفاق والعتق والتربية المباشرة للرقيق والأحرار باعتبارها نشاطاً بارزاً للإمام زين العابدين عليه السلام خلال هذه المرحلة .
وقف الإمام الباقر عليه السلام مواقف أبيه من الثورات والحركات المسلحة التي كانت تهدف إلى إسقاط النظام الفاسد إذ كان يرشدها ويقودها بصورة غير مباشرة من دون أن يعطي للحكام أي دليل يدل على التنسيق من الإمام عليه السلام مع الثوّار ضد الحكم الاُموي الغاشم.
وكان للإمام الباقر دور بارز وهو في ظلّ أبيه في حركته لتأسيس صرح العلم والمعرفة الاسلامية حيث كان يحضر المحافل العامة ليحدّث الناس ويرشدهم، كما كان يفسّر القرآن ويعلّم الناس الأحاديث النبويّة الشريفة ويثقّفهم بالسيرة النبويّة المباركة .
ان التنصيص من الإمام السجّاد عليه السلام على إمامة ابنه الباقر يعود تأريخياً الى النصوص التي وردت عن رسول الله صلى الله عليه وآله والأئمة من بعده ونصّت على إمامة اثني عشر إماماً بعد رسول الله كلهم من قريش وبني هاشم، وتداولها الصحابة والتابعون واستند اليها أهل البيت عليهم السلام. ومن تلك النصوص التي ورد فيها اسم الإمام الباقر عليه السلام بشكل خاص هو النص الذي رواه جابر بن عبدالله الأنصاري وقد جاء في هذا النص ما يلي: «…فقال: يا رسول الله وَمَنْ الائمة من ولد علي بن أبي طالب؟ قال: «الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة، ثم سيد العابدين في زمانه عليّ بن الحسين، ثم الباقر محمد بن عليّ وستدركه يا جابر، فاذا أدركته فاقرأه منّي السلام».
وكان الإمام زين العابدين عليه السلام يوجّه الانظار الى امامة ابنه الباقر عليه السلام، ويستثمر الفرص لإعلانها أمام أبنائه أو بعض أبنائه أو خاصّته وثقاته، يصرّح تارة بها ويلمّح إليها تارة اُخرى.
فحينما سأله ابنه عمر عن سرّ اهتمامه بالباقر عليهما السلام أجابه: «انّ الإمامة في ولده الى أن يقوم قائمنا عليه السلام فيملأها قسطاً وعدلاً، وانه الإمام أبو الأئمة…».
وعن الحسين ابن الإمام زين العابدين عليهما السلام قال: سأل رجل أبي عليه السلام عن الائمة ، فقال: «اثنا عشر سبعة من صلب هذا، ووضع يده على كتف أخي محمد».
وكان يصرّح لابنه الباقر عليهما السلام بامامته ويقول له: « يا بنيّ انّي جعلتك خليفتي من بعدي».
وروي عن أبي خالد أ نّه قال: قلت لعليّ بن الحسين: من الإمام بعدك ؟ قال: « محمّد ابني يبقر العلم بقراً».
وفي مرضه الذي توفي فيه سأله الزهري قائلاً: فإلى من نختلف بعدك؟ فأجاب عليه السلام: «يا أبا عبد الله الى ابني هذا ـ وأشار الى محمد ابنه ـ انه وصيّي ووارثي وعيبة علمي ومعدن العلم وباقر العلم»، فقال له الزهري: يا ابن رسول الله هلاّ أوصيت إلى أكبر اولادك؟ فقال عليه السلام: «يا أبا عبد الله ليست الامامة بالصغر والكبر، هكذا عهد الينا رسول الله صلى الله عليه وآله وهكذا وجدنا مكتوباً في اللوح والصحيفة».
وفي أيامه الأخيرة جمع الإمام زين العابدين عليه السلام أولاده: محمد والحسن وعبد الله وعمر وزيد والحسين، وأوصى الى ابنه محمد… وجعل أمرهم اليه.
وفي الساعات الأخيرة من حياته التفت عليه السلام الى ولده وهم مجتمعون عنده، ثم التفت الى ابنه الباقر عليه السلام فقال: « يا محمد هذا الصندوق اذهب به الى بيتك ». اما أنه لم يكن فيه دينار ولا درهم، ولكن كان مملوءاً علماً.

أدعية رجب الأصب

اذا اعددت جيشك

سر العدد والحرف في دولة الإمام المهدي عليه السلام


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهمك من الأولين والآخرين

السلام عليكم ورحمته وبركاته

سر العدد والحرف في دولة الإمام المهدي عليه السلام

السيد : يوسف العاملي

تبدأ سورة البقرة بذكر ثلاثة أحرف. الألف واللآم والميم.

أ لـــــــــم.

إذا ما تأملنا كثيرا في بداية سورة البقرة نجد ذكر كلمة المهدي في أول هذه السورة غير أنها ليست متصلة.

الم —–ذلك الكتاب لا ريب فيه —–هدى– للمتقين .

كلمة المهدي تتوسطها عبارة —-ذلك الكتاب لا ريب فيه—–.

قد تكون هذه تخريجة غير موفقة لاستخراج كلمة *المهدي* في القرآن غير أنها وهي كذلك شيء يمكن ملاحظته في بداية سورة البقرة.

العلوم المهدوية هي علوم الكتاب .

ما هي علوم الكتاب إذن ؟

علوم الكتاب هي سر ملكوت الحروف والعدد والعلاقة الجامعة بين العدد والحرف، واتحادهما في سر وجودها الأولي.

أصف بن برخية أحد أصحاب سليمان النبي عليه السلام كان عنده علم من الكتاب فجاء بعرش بلقيص قبل أرتداد الطرف، يعني في زمن قوله هذا الكلام نفسه أمام حضرة سليمان النبي عليه السلام.

مولانا أمير المؤمنين عليه السلام هو من عنده علم الكتاب كله في قوله : (( ٍٍوَيَقُولُ الَّذِينَ كَفَرُوا لَسْتَ مُرْسَلًا قُلْ كَفَى بِاَللَّهِ شَهِيدًا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَمَنْ عِنْدَهُ عِلْمُ الْكِتَابِ }

جاء في تفسير هذه الأية أن من عنده علم الكتاب هو مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام.

علم الكتاب هو علم عزيز .

العلم العزيز لا يظهر جليا إلا في آخر الزمان في قوله تعالى ((ولله العزة جميعا )).

فكما حمل صاحب النبي سليمان عليه السلام أصف بن برخية سر حرف واحد مكن له بأن يأتي بعرش بلقيس من اليمن إلى القدس قبل إرتداد الطرف كذلك سيحمل أصحاب المهدي عليه السلام أسرار هذا العلم العزيز ليوسعوا به دولة خاتم الأسرار الإلهية دولة مولانا وقائدنا الإمام المهدي عليه السلام فعند أكتمال سر الحرف والعدد يدخل الإنسان إلى عالم الهداية الإلهية الكبرى حيث الرحابة والسعادة والسباحة في ملكوت كل شيء.

الألف هو أب الحروف كلها والعدد 1 هو أب الأعداد كلها .

من أراد أن يدخل في هذه العلوم العزيزة عليه أن يجتهد في معرفة علم التوحيد الإلهي الخاص الذاتي.

الألف والواحد متحدين في الكتابة وهما كذلك قائمان إلى الأعلى.

في دولة القائم ستقوم كل الحروف والأعداد كما قاما الألف والواحد لتقوم دولة الأسرار الخاتمة للخلافة الأرضية والباقية في السر الإلهي .

دعاء العهد

السير في المحبة


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمته وبركاته

السير في المحبة

السيد : يوسف العاملي

 

يقول مولى المحبين وأمير المؤمنين عليه السلام : (( سيدي أنا من حبك جائع لا أشبع ، أنا من حبك ظمآن لا اروى ، واشوقاه الى من يراني ولا اراه … ))

المحبة الإلهية هي سر أولياء الله عبر الدهور والعصور لذا من يدخلها يصير حباني بمعنى سراني.

للمحبة مقامات عالية وشائقة لا يتحملها إلا أكابر أولياء الله الخلَُّص.

احد رفقائي يوما قالوا له بعض أصحابه أدعو معنا فرفع يديه وقال( اللهم أرحم الناس جميعا ولا ترحمني). فبقي أصحابه يستغربون من هذه الدعوة الغريبة عنهم وعندما سألته لماذا قلت ذلك قال لي دعوت الله أن يرحم الناس جميعا ولا يرحمني في محبته.

الوله بالمحبة الإلهية ليس إدعاء أو حرفة أو تصنعا إنه أمر ساري في أعماق وجود المحب فيصيره ذاتا محبة للذات الباقية بالأصالة. ( وأن إلى ربك المنتهى).

حب الجنة من عموم المسلمين قد تجعل الطامع فيها يفجر نفسه في سبيل تحصيل هذه الجائزة الإلهية، وهكذا وجدنا الاف الشباب يذهبون للعراق ليفجرون أنفسهم على شيعة أمير المؤمنين عليه السلام .

الوله بالجنة المخلوقة جعل بعض الشباب يفجرون أنفسهم فكيف بمن أحب من خلق الجنة وكل شيء ماذا يا ترى سوف يفعل بذاته؟؟؟؟؟.

ليس في الجنة شيء على الإطلاق كل ما فيها هو حب للأنا ومع ذلك الكل يتعشق بالجنة.

يقول مولى العاشقين في بحر الأحدية الأزلية مولانا وحبيب قلوبنا أبا عبد الله الحسين عليه السلام (( إلهي وعزتك وجلالك لقد أحببتك محبة استقرت حلاوتها في قلبي)).

محبة مولانا الحسين عليه السلام لله هي محبة مقترنة بعزة الله وجلاله، كما وهي كذلك مقترنة بالحلاوة التي لا تزول فهي مستقرة في القلب وما أدراك ما قلب الحسين عليه السلام؟ إنه القائل في كربلاء أبكي على هؤلاء سوف يدخلون النار بسببي.

ما أجمل المسيحي المحب للسيد المسيح عليه السلام فرغم أن المسيحي أنزل الربوبية في شخص المسيح عليه السلام إلا أنه صادق في محبته للمسيح عليه السلام فهو يدعوه الرب ياسوع.

المسيحي الشرقي في الكنيسة الشرقية هو متعمق في المحبة الإلهية فهو يحيا فيها ويذوق معانيها السامية ، فقد يعتبره المسلم الظاهري إنسان ضال غير أن ضلاله في المحبة الإلهية.

والذي يجعلنا نصدق هذه المحبة أنهم أكتشفوا بسرها المدفون في ذواتهم أهل البيت عليهم السلام وتعشقوا بهم وقالوا فيهم عليهم السلام الشعر الجميل.

فما أغرب زماننا هذا ففيه نجد مسيح تشيعوا بالمحبة ومسلمين ناصبوا أهل البيت عليهم السلام العداء بمحبتهم للدنيا و الجنة الفانيتين. ( كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والاكرام).

يأتي البوذي لبيت الإمام الخميني رضوان الله عليه فيقول إن هذا المكان فيه محبة كبيرة وروحانية واسعة.

سيقول المسلم العادي الظاهري السطحي البوذي كلامه ليس له أصل إنه كافر .

البوذي كافر بإيمانك أيها المسلم السطحي لذا فهو مؤمن بسر الوجود والمسيحي الشرقي الارثودكسي كافر بالكنسية الغربية البروتستانية والكاتوليكية لذا فهو مؤمن بسر المحبة الإلهية التي وجدها في أهل البيت عليهم السلام.

المحبة الإلهية سر إلهي كبير وحرم الله لذا فمقاماتها كلها سرانية ، والسير فيها هي جراح أقدام الرب العالي وبكاء التائهين في بحر الألوهة.

لا يعرف الوجد إلا من يكابده *** ولا الصبـابة إلا من يعانيها

سر الصلاة

الزيارة الجامعة الكبيرة

العرفان والتطرف


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين

السلام عليكم ورحمته وبركاته

العرفان والتطرف

السيد : يوسف العاملي

كل من جهل نفسه ولم يعرفها يكون عرضة للتطرف كيف ذلك ؟

المعرفة النابعة من معرفة النفس تعصم صاحبها من التطرف لأنها  تربط صاحبها برب رحيم .

فمن عرف نفسه عرف ربه.

من عرف نفسه عرف ربه يعني عرف هويته ،عرف دوره ،عرف كينونته ،عرف وجوده ، عرف من أين وفي أين وإلى أين.

فالله راحم من عرف من أين وفي أين وإلى أين ؟ كما جاء في الحديث (( رحم الله عبدا عرف من أين وفي أين وإلى أين )).

من أين :تحدد أصول الهوية .

في أين : تحدد هدف العبودية .

وإلى أين : تحدد مصير الهوية .

التحقق بهذه الثلاثة تجعل الإنسان العابد يدرك نقطة وجوده فيعرف من خلالها أنه جاء لدور وجودي متكامل يريد به الرقي في أعلى مراتب الوجود كلها.

(( يَا عَبْدِي أَنَا أَقُولُ لِلشَّيْءِ كُنْ فَيَكُونُ أَطِعْنِي أَجْعَلْك تَقُولُ لِلشَّيْءِ كُنْ فَيَكُونُ يَا عَبْدِي أَنَا الْحَيُّ الَّذِي لَا يَمُوتُ أَطِعْنِي أَجْعَلْك حَيًّا لَا تَمُوتُ )). حديث محقق

عندما يغيب هذا المنهج الرباني في معرفة النفس عن وجدان الناس تضيع هويتها العابدة فيكونون في مناهج التطرف البعيدة عن جوهر الوجود القائم بأمر الله في العالمين.

التكفيريون  الوهابيون والبروتستانيون والصهيونيون هم متطرفون في عبادتهم لأنهم يعتبرون أنفسهم أحسن الناس خلقوا في الوجود وهذا هو العناد الذي يمكن تشبيهه كالواقف في مكان واحد والعالم كله رحب وجميل  لا يتحرك فلو تحرك منه لأدرك جمالية الوجود كله من حوله.

عباد الأنا والطواغيب عبدوا أناتهم الجزئية ونسوا حقيقة وجودهم الجوهرية مثل طفل الإنسان يتمسك بشيء تافه في أول عمره فلو أدرك أن هذا الشيء تافه ما تمسك به.

المعرفة تدعونا للتحرر والغبطة كيف ذلك ؟

عندما تكون عارفا تكون لك خيارات كثيرة جدا في الوجود.

فمن يملك عدة خيارات لا ينتحر.

المتطرف لا يملك إلا وهما واحدا إسمه أنت المختار والباقي كلهم عبيدك.

المتطرف يرى نفسه هو العابد الحقيقي ويرى في ذلك أنه مطالب بتغيير العالم إلى قناعاته هو يريد أن يجعل البحر كله في بطن سمكة.

العارف يعرف خريطة الوجود كله ويعرف أن هذه الخريطة موضوعة على خطة محكمة فكل حركاته فيها تتبع حكمة الواضع لهذه الخطة وبالتالي يكون كل وجوده سليما وسالما من الضياع.

سوف ينتصر العارف على المتطرف وانتصار العارف هنا هو ساعة صبر في جنون ثور هائج.

 

حلقات العشق الالهي

زيارة صاحب الامر عليه السلام


 

تعليق 

لا يتم القرب الى الله حقيقة إلا بصاحب الأمر عليه السلام وكل من يظن نفسه أنه قريب إلى الله وهو بعيد عن معرفة صاحب الزمان فهو يعيش في وهم نفسه لا أقل ولا أكثر وإذا ما توفي ولم يعرف إمام زمانه سيموت موتة جاهلية.
يقول الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم (( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات موتة جاهلية )).

اقرأ والأنا


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين

السلام عليكم ورحمته وبركاته

أقرأ والأنا

السيد : يوسف العاملي

 

((أقرا بإسم ربك الذي خلق)) الاية

لكي تكون في قراءة دائمة ومستمرة وفاعلة يجب أن يكون النور ساطعا أمامنا ، فبدون النور والإضاءة لا توجد قراءة .

النور أمر وجودي .

والقراءة أمر إلهي.

يقول سيد الشهداء الحسين عليه السلام ” وجودي ذنب لا يقاس به ذنب “.

عندما يقول الفرد الإنساني منا كلمة ” أنا ” فهو يخرج من النور الأمر الوجودي ويدخل في العدم فهو بهذا القول والفعل يطفئ نور الوجود ويدخل في الظلام الذي تنعدم فيه القراءة وهكذا يتيه الإنسان في مدينة الدنيا.

بدون قراءة لا توجد هداية .

لكي يكون الإنسان المؤمن في التوحيد الإلهي والتوحيد الوجودي يجب عليه أن لا يقول كلمة ” أنا ” فهذه الكلمة تفصل الإنسان عن خالقه فترده في العدم الظاهر .

فالتوحيد الإلهي هو أن تقول ” لا اله إلا الله “

والتوحيد الوجودي هو أن تقول ” لا إله إلا أنت “

لا اله إلا الله + لا اله الا أنت = إنني أنا الله لا إله إلا أنا فاعبدني وأقم الصلاة لذكري.

التوحيد الالوهي هو ما جاءت به الرسالات السماوية والأنبياء جميعا .

والتوحيد الوجودي هو ما جاء به أوصياء محمد صلى الله عليه وآله وسلم، عليهم السلام الأئمة الأثنى عشر الأطهار أولهم علي بن أبي طالب عليه السلام وأخرهم مولانا الإمام المهدي عليه السلام.

كل من أضاف التوحيد الألوهي إلى التوحيد الوجودي يصل إلى التوحيد الشهودي وهو توحيد الله ذاته فالإنسان لا يستطيع توحيد الله كما هو عليه التوحيد الحق إلا إذا دخل في الوحدة الشهودية مع الله.

ولا يمكن أن تدخل لهذه الوحدة الشهودية مع الله وأنت تفصل نفسك عن الوجود بقولك كلمة “أنا”.

كل من منع كلمة ” أنا ” من أن تخرج من فمه 40 يوما يستطيع أن يدخل في التوحيد الوجودي ويصبح كما كان في العهد الأول إنسانا موجودا بأمر الله.

عندما تصبح في أمر الله تصبح قرآنا والقرآن هنا هو أن تجمع الربوبية والعبودية في ذاتك وهي الوحدة.

كل هذا يحتاج إلى إرتباط مع من توحدت ذواتهم مع ذات الإنسان الكامل وهم جماعة العرفاء الإمامية ، فالعارف الإمامي هو صفة الإمام في الناس والإمام هو صفة الله في العوالم كلها.

الفرج في الانتظار


بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين

السلام عليكم ورحمته وبركاته

الفرج في الانتظار

السيد : يوسف العاملي

عندما يغيب الإنسان الكامل عن حياة الإنسان تضيع هوية الإنسان العابدة في متاهة المطلق الغير الواعي. .
فكما لا يمكن نطق البسملة بدون باء لا يمكن العيش بدون إنسان كامل.
فعندما ندخل مساجد العامة لا نجدهم ينطقون بالبسملة في صلواتهم وهذا راجع لكونهم يعيشون في عالم القياس والكثرة.

العامة من المسلمين خرجوا بفعل سامري أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم من شريعة الإنسان الكامل كما فعل سامري بني إسرائيل في غياب موسى عليه السلام.

لا تكون البسملة فاتحة للكتاب التدويني القرآن إلا إذا نطقت بلسان الإنسان الكامل وهذا ما صرحت به الأية الكريمة

((إنا نحن نزلنا القرآن وإنا له لحافظون. ))  الحجر اية 9
القرآن بدون إنسان كامل لا يكون قرآنا تفتح به الآفاق والدرجات والأسرار الإلهية.

العامة من المسلمين تقدس رسم القرآن فقط فعندما نضيف رسم القرآن إلى الإنسان الكامل يصبح ذكرا.

رسم القرآن + الإنسان الكامل = الذكر.

الإنتظار يكون بالله في قوله (( إني معكم من المنتظرين )) لهذا هو يوصل إلى عالم الذكر الذي فيه حفظ لهوية الإنسان العابدة للكمال الإلهي اللآمتناهي.
فلا يمكن تنزيه الله بدون معرفة الإنسان الكامل لأنه هو الوحيد الذي يدرك ما عليه التنزيه في ذاته.
عباداتنا كلها وإن كانت خالصة لله فهي ليست سليمة مائة في المائة إلا إذا كانت بمعية الإنسان الكامل لذا فانتظاره يوجب تصحيح العبادة والتوجه.
فكمال العبادة والتوجه لا يكون إلا إذا أدركت المرجح الإلهي المجعول في الإنسان الكامل.
الإنسان الكامل المهدي المنتظر هو حقيقة وجودية تغيب عن أذهان وأوهام ومخيلة الكثير من الناس وذلك لكون وجوده هو من الأسرار الإلهية الوجودية في ختم الأسرار كلها والرجوع إلى رب الأرباب.
الرجوع الى الله لا يكون إلا من باب الإنسان الكامل الموضوع والمجعول في إرادة الله ومشيئته لهذا الغرض بالضبط.
المنتظر الحقيقي هو العابد لله حقيقة والعابد لله حقيقة هو راجع لله حيث تخلص من الجهل المركب والعناد ودخل في عالم الأمر الإلهي .
اللهم أجعلنا من الذين يأتمرون بولي أمرك القائم بأمرك في العالمين.  

 

%d مدونون معجبون بهذه: