من عرف نفسه فقد عرف ربه *** أفضل العبادة إنتظار الفرج

(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .

Monthly Archives: سبتمبر 2014

أسرار دعاء يوم عرفة لمولانا الحسين عليه السلام


بسم  الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين

السلام عليكم ورحمته وبركاته

أسرار دعاء يوم عرفة لمولانا الحسين عليه السلام

السيد : يوسف العاملي

**********************************************************

دعاء عرفة لمولانا الحسين عليه السلام كله أسرار إلهية .

* يبتدئ هذا الدعاء الجليل بالحمد الإلهي وهذا أول سر في هذا الدعاء لان حمد الحسين عليه السلام لله هو الحمد الحقيقي وجميع الناس تدخل بشفاعة الحسين عليه السلام في الحمد الإلهي.

فعندما يحمد الإنسان الإلهي الكامل الأزلي الحسين عليه السلام الله فهذا هو تمام الحمد .

* يفتح مولانا الإمام  الحسين عليه السلام بهذا الدعاء لشيعته أفاق رحبة في  العبودية  الإلهية وفي معرفة الإله المبدع الأول  بقوله كلمة إلهي فكلمة إلهي من الحسين عليه السلام ليست وهي على لسان الإنسان العادي.

* جاء دعاء يوم عرفة في يوم الحج الأكبر بلسان الإنسان الكامل الإلهي الأزلي الحسين عليه السلام وبهذا ربط الحاج لبيت الله الحرام بالميثاق الإلهي الأول.

* بدعاء عرفة عرَّفَ الإنسان الأزلي الحسين عليه السلام الله لخاصة عباده وهم جماعة العرفاء.

* الوقوف في جبل عرفة والدعاء بدعاء عرفة للحسين عليه السلام هو تمام وكمال مناسك الحج كلها.

* كيف يمكن أن نعرف الله حق المعرفة ونحن لا نعرف دعاء يوم عرفة للحسين عليه السلام فدعاء عرفة هو المعرف لله بلسان العارف الحقيقي بالله .

* كيف نوحد الذي ليس كمثله شيء والدال على ذاته بذاته والمنزه عن مجانسة مخلوقاته ؟ إذا لم ندعو بدعاء يوم عرفة للحسين عليه السلام ؟؟؟؟

* يستحيل مطلقا توحيد الله ومعرفته تمام المعرفة إلا بدعاء عرفة لمولانا الحسين عليه السلام حيث التوحيد والعبودية والمعرفة قائمة ومتحدة ومنسجمة بلسان الإنسان العارف الكامل الإلهي.

* لم يترك دعاء يوم عرفة شيئا يتقرب به إلى الله إلا ذكره مولانا الإمام الحسين عليه السلام.

* دعاء يوم عرفة يقطع على الحاج الواقف الباكي كل علاقته بالدنيا ويدخله في عالم الربوبية بمعية مولاه الحسين عليه فيصير حاجا بكل كليته وجواره.

* يقول مولانا الإمام الحسين عليه السلام في دعاء عرفة : (( اِلهى تَرَدُّدى فِى الاْ ثارِ يُوجِبُ بُعْدَ الْمَزارِ فَاجْمَعْنى عَلَيْكَ بِخِدْمَةٍ تُوصِلُنى اِلَيْكَ كَيْفَ يُسْتَدَلُّ عَلَيْكَ بِما هُوَ فى وُجُودِهِ مُفْتَقِرٌ اِلَيْكَ اَيَكُونُ لِغَيْرِكَ مِنَ الظُّهُورِ ما لَيْسَ لَكَ حَتّى يَكُونَ هُوَ الْمُظْهِرَ لَكَ مَتى غِبْتَ حَتّى تَحْتاجَ اِلى دَليلٍ يَدُلُّ عَليْكَ وَمَتى بَعُدْتَ حَتّى تَكُونَ الاْ ثارُ هِىَ الَّتى تُوصِلُ اِلَيْكَ عَمِيَتْ عَيْنٌ لا تَراكَ عَلَيْه رَقيباً وَخَسِرَتْ صَفْقَةُ عَبْدٍ لَمْ تَجْعَلْ لَهُ مِنْ حُبِّكَ نَصيباً)) . بهذه العبارة أخرج مولانا الإمام الحسين عليه السلام عباد الله من عبادة الفاني إلى عبادة الله الباقي  وبها صار الحب والقرب والوصال  والخدمة والفناء والبقاء.

وحدة المعرفة الذوقية


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين

السلام عليكم ورحمته وبركاته

وحدة المعرفة الذوقية

السيد : يوسف العاملي

.

المقصود من المعرفة عند العرفاء هو الله.

من ذاق عرف .

الله واحد وبالتالي فالمعرفة المترتبة على الله هي موحدة عند من عرف ربه.

البحر في كليته الدالة عليه هو المكان الذي يملؤه الماء من جميع الجهات ، غير أن المبحر والغائص في البحر المتوسط لا يجد ما يجده المبحر والغائص في المحيط الهادي مثلا.

التجليات الإلهية عند العرفاء مختلفة إلا أنها صادرة من مصدر واحد.

الماء في البحر هو الماء غير أن ما يوجد في كل بحر يختلف تماما عن جميع البحار.

أبحر الله لا حدود لحدودها ولا نهاية لنهايتها لهذا تقع الحيرة في معرفة الله.

العارف المتحقق بالبحار كلها هو العارف الحقيقي الذي وقع في بحر الحيرة والجمال اللامتناهي لرب الأرباب صاحب المبدأ الأول والأخير في الإيجاد، فأمر الوجود أمر محير في ذاته.

الحيرة في الله توحد معرفة العرفاء وتجعلها وحدة منسجمة مع الذوق العرفاني السليم.

ففي كل تجل إلهي تكون معرفة وفي كل معرفة يكون ذوق.

المبحر في أعماق البحار لا يرى ما فيه إلا بتوسط الماء وملامسته ، فالماء هو الماء في كل البحاررغم اختلاف المشاهدات والكائنات.

سر رسول الله الأكبر

علاقة ثورة الخميني الخالدة بدولة المهدي الموعودة


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين

السلام عليكم ورحمته وبركاته

علاقة ثورة الخميني الخالدة بدولة المهدي الموعودة

السيد : يوسف العاملي

نجعل بيرق الاسلام يرفرف في جميع اقطاب العالم اننا في منتصف الطريق؛ ولابد لنا من مواصلة هذا الطريق الطويل حتى النهاية. وان هذا الطريق الطويل يتمثل بجعل بيرق الاسلام يرفرف في جميع اقطاب العالم.
كلنا أمل في ان نوفق إلى ذلك، ونتمكن ـ بعد التوكل على الله تبارك وتعالى، وبالعزم الراسخ ـ من طي هذا الطريق الطويل بدون صعاب. هكذا صرح الثائر الخميني رضوان اله عليه أيام الثورة الإسلامية الأولى .

ربط الإمام الخميني رضي الله عنه نهضته بالشجرة المباركة وربطها كذلك بثورة الحسين عليه السلام فقال كل ما لدينا من كربلاء، الشيء الذي سوف يجعل دولته، دولة الإنسان الشاهد والسالك والفقيه والولي العارف، فهذه الأبعاد ستجعل ظهور صاحب الأمر والزمان عليه السلام ممكنا وفاعلا في تغيير المنظومة الوجودية وجعلها منظومة إلهية رحمانية يسود فيها الدين الخالص على الدين كله.

فمجيء هذا الرجل الإلهي ونجاح ثورته لم يكن أمرا اعتباطيا، وذلك لما مثله هذا الفكر التحرري في توجيه الإنسان إلى أخلاق سامية ذات أبعاد كونية وإلهية، الشيء الذي يجعل انتظار صاحب الأمر الموعود أمرا تدور حوله كل فعاليات وحركات الدولة وقواعدها في الجمهورية الإسلامية في إيران، فيكون الإمام الخميني ودولته الحديثة في خدمة الانتظار الحقيقي والفعال الجامع للخلافة والولاية في نفس الإنسان الكامل المنتظر.

فثورة الخميني هي مقدمة لظهور ولي أمر المسلمين جميعا وقطب الأقطاب، وخاتم الولاية التكوينية والإمام الموعود في آخر الزمان، الإمام المهدي عليه السلام، ذلك أنها كانت ثورة ناجحة جعلت للمستضعفين أملا في تحقيق العدالة والإنسانية في زمن تغطت فيه كل القيم الوجودية بالنزعة المادية الاستعلائية.

الإمام الخميني ذلك الرجل الإلهي السالك بنورانية الأنوار العلوية واللطائف المحمدية مسالك العارفين الكبار نجده قد قطع الأسفار العرفانية الأربعة بكل صدق ونجاح وهي السفر من الخلق إلى الحق بالحق ،والسفر من الحق المقيد إلى الحق المطلق، بالحق والسفر من الحق إلى الخلق بالحق ، والسفر في الخلق بالحق .

ففي سفره الثاني من الحق المقيد إلى الحق المطلق قال الخميني مغلوبا على أمره في تجلي الرب عليه : عاشق أنا لا يشعر بوجع العاشق إلا العاشق
غارق أنا في بحر العشق
آه ٍ ربان ٍ كنوح لم يكن..
مفتضح في المدينة
واقع في فخ جدائلك
مفتضح في المدينة
في أزقتها وسوقها
إن أخرجتني من الباب لأدخلن من باب آخر
إن طردتني من الباب
لأدخلن من الحائط
جنون العلم والعمل غادر رأسي
حين أيقضني قدحك الملآن..

أما في سفره الثالث من الحق إلى الخلق قال عندما جاء أحد العابثين من حكومته الأولى بضرب الشريعة الإسلامية ووصفها بالتخلف ، خطب الإمام الخميني قائلا الشريعة هي شريعة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم وخطب في المحبين خطبة أبكتهم كثيرا ،جعلتهم يدركون أبعاد الثورة الإسلامية فيهم وفي دولتهم.

فسلام الله عليك يا روح الله يا خميني يا من أنقذنا من وهم الدنيا واستعلاء الشيطان .

لماذا يقع التطرف ؟


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والأخرين

السلام عليكم ورحمته وبركاته

لماذا يقع التطرف ؟

السيد: يوسف العاملي

           

          الأول يضع غطاء اليهود علي رأسه   والثاني يضع العمامة التي هي تاج العرب ويخاطب العالم 

يقع التطرف في سلوك الإنسان بسبب الجهل .

الإنسان مخلوق إلهي مجبول على المعرفة والعبادة وحيث ما وجد إنسان بعيد عن المعرفة والعبادة نجده في سلوكه متطرفا.

لا يكون الإنسان إنسانا إلا بالمعرفة بدون المعرفة هو يحمل الصفة ولا يحمل الفعل أي يحمل صفة الإنسان ولا يحمل فعل الإنسان.

صفة الإنسان وفعله الذي هو العبادة والمعرفة هما أساس الوجود الإنساني.

جاء في الأثر (( من مات ولم يعرف إمام زمانه مات موتة جاهلية )).

معرفة الإمام هي على درجات متفاوتة .

خرج مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ليلا إلى الصحراء وفي صحبته سلمان المحمدي وابو ذر الغفاري رضوان الله عليهما، وعندما جاء ضوء النهار أمر أمير المؤمنين عليه السلام أبا ذر الغفاري رضي الله عنه أن ينظر إلى أثر الأقدام فلما نظر أبا ذر إلى الأرض لم يجد سوى أثر قدمين فقط ولم يجد أثر القدم الثالثة فسال أمير المؤننين عليه السلام عن سبب ذلك فرد عليه أمير المؤننين عليه السلام بقوله كان سلمان يضع قدمه في أثر قدمي وكنت أنت الثالث تمشي في أثر شخص واحد.

من خلال هذه الرواية التي لربما لم تحكى كما حكيتها بهذه العبارات يتضح أن معرفة أبا ذر ليست هي معرفة سلمان بالإمام فسلمان عليه السلام كان مندكا في ذات الإمام عليه السلام بينما كان ابا ذر تابعا للإمام.

فمع عظم إيمان أبا ذر الغفاري رضوان الله عليه نجد قدمه تطرفت أي بعدت شيئا ما عن قدم الإمام .

بقدر ما يكون الإنسان مجتهدا في معرفة نفسه بقدر ما يكون قريبا إلى حد كبير بالإمام .

التطرف يأتي من الجهل بالإمام فمن عرف إمام زمانه خرج من الجهل ومن خرج من الجهل خرج من العار.

بقدر البعد عن الإمام يكون التطرف ؟

الجماعات المتطرفة التكفيرية اليوم ذهبت إلى حيث لا عودة في انتهاك حرمة الإنسان وذلك لبعدها عن الإمام،

أنصار الله في اليمن سيطروا على دوليب الدولة لكنهم لم يقطعوا الرؤوس ولم يهتكوا الحرمات لقربهم من الإمام.

والسؤال المطروح الآن كيف نعرف إمام زماننا وكيف يكون القرب منه ؟

 الشيعة عموما تجتهد في معرفة إمام زمانها لكن هل كل الشيعة تعرف حقيقة الإمامة ؟

لمعرفة حقيقة الإمامة عليك الإيمان بدعاء المعصوم بقلب متوجه وخاشع فعندما يأتي الخبر بأن هذا هو أثر المعصوم يكون الأثر دالا على صاحبه في نفس الداعي.

لا يعرف قيمة الأدعية الواردة عن مدرسة العصمة والطهارة إلا المستبصرين من الشيعة لماذا ؟

المستبصرين عرفوا الفرق بين الماء العادي والماء العذب الزلال الطاهر النقي.

فالذي يشرب متعودا على ماء واحد لا يعرف قيمته المعنوية حتى وإن كان أطهر المياه على الإطلاق لأن قيمته الحقيقية مجهولة عنده بسبب التعود والتقليد.

الشيعي المستبصر يجد في دعاء المعصوم الدواء الحقيقي الذي أخرجه من سلطان الطبع إلى أتباع سلطان الفطرة الذي هو المعصوم.

فالذي بلغ الاربعين ولم يهزم سلطان الطبع في باطنه يكون سلوكه الانساني مائلا إلى التطرف والذي بلغ الأربعين واأنتصر سلطان الفطرة على سلطان الطبع في باطنه يكون سلوكه الإنساني تابعا لسلطان الفطرة الذي هو الإمام.

حسب تجربة كبار العرفاء الوجودية والتي هي معرفة نفس الإمام في وجوده يكون دعاء إمام الزمان هو المظهر لحقيقة الإمام في نفسه .

فعندما يكون الإمام غائبا بجسده ،فهذا لا يعني البتة غيابه الكلي عنا، لماذا ؟ لأن نفس الإمام وهو في غيبته أكبر من وجوده بنفسه وجسده مع شيعته ، لهذا كانت العبادة في زمن الغيبة أفضل من العبادة في زمن الظهور.

كانت غيبة صاحب الزمان عليه السلام عن شيعته بسبب الأمر الإلهي والعبادة في زمن الغيبة هي مرتبطة بعالم الأمر كذلك هذا إذا ما تعلقت قلوبنا بأدعية مولانا الإمام المهدي عليه السلام في زمن غيبته وهنا نجد نوعين من الأدعية أدعية مرتبطة بنفس الإمام وهي الأدعية التي صدرت من الناحية المقدسة كدعاء العبرات ودعاء سهم الليل مثلا وأدعية مرتبطة بغيبته وهي دعاء الندبة ودعاء زمن الغيبة وكل الأدعية المرتبطة بتعجيل الفرج عموما.

الشيعي المنتظر لمولاه المهدي عليه السلام يكون سلوكه قريبا من الإمام إذا ما حافظ في توجهه العبادي على الدعاء الموجب للظهور والدعاء الموجب للارتباط بالحضرة المهدوية والذي هو الدعاء الصادر عن الإمام نفسه .

السلوك الإنساني البعيد عن التطرف هو الشوق المفرط لصاحب الزمان عليه السلام ولا يكون هذا الشوق إلا عن معرفة خاصة بذات الإمام ولا تكون هذه المعرفة الخاصة إلا بوعي وجودي بدور الإمامة في الوجود.

الوعي الوجودي هو الإرتباط بمصدر الوعي والانتظار للأمر الإلهي.

الارتباط يكون بأدعية الإمام نفسه كدعاء العبرات .

والانتظار يكون بأدعية الإنتظار كدعاء زمن الغيبة والندبة.

اللهم عجل فرج مولانا الإمام المهدي عليه السلام وأجعلنا في انتظارنا مرتبطين بأنفاسه الزكية حتى نخرج من الجهل لكي نخرج من التطرف الموجب للعار.

 

 

 

 

 

معرفة الله بالله

شخصية تسير مع الزمن

المهدويون أهل عزة العفاف


* المهدويون أهل عزة العفاف
* صمية العلامات المحتومة
* سجدت شكراً لله

بسم الله الرحمن الرحيم

أمل أنت ان تفاقم خطب
وهدىً للصراط ان ضل ركب
وسناً تنمحي به ظلمة الكفر
اذا أطبقت ليعبد رب
وحياً سيحيى به جادب العدل
ويغشى ثرى المظالم جدب
يا ندى العدل، يا ربيع الهدى
والخير، يا نبع عزة فيه أصبو
وكمالاً به السفالات تنهى
ومغيث الأنسان في حين يكبو
ومعز الابرار في كل فج
ومذل الاشرار والعزم صلب

بسم الله والحمدلله الذي هدانا للتوسل اليه بموالاة صفوته المنتجبين حبيبنا سيد النبيين وآله الطيبين الطاهرين- صلوات الله وبركاته وتحياته عليهم أجمعين-.
السلام عليكم اعزاءنا المستمعين وأهلاً بكم في لقاء اليوم من هذا البرنامج ايها الاحبة الابيات التي استمعتم لها آنفاً هي من قصيدة مهدوية للخطيب الحسيني الشيخ محمد حسين الفقيه –رضوان الله عليه-.
وفيما يأتي تستمعون أحباءنا الى الفقرات التالية:
في الفقرة التربوية نواصل استلهام وصايا مولانا بقية الله المهدي –عليه السلام- للمؤمنين وتحت عنوان: المهدويون أهل عزة العفاف
تليها خلاصة أجوبة العلماء والنصوص الشريفة على سؤال الأخ خليل العامري عن: صمية العلامات المحتومة
ثم حكاية تربوية في تقوية الارتباط بامام العصر –عليه السلام- تحت عنوان: سجدت شكراً لله
تابعونا مع الفقرة التالية من فقرات برنامجكم (شمس خلف السحاب) وعنوانها هو:
المهدويون اهل عزة العفاف

قال امام زماننا الحجة المهدي الموعود –عجل الله فرجه- في دعائه الجامع المعروف بدعاء (توفيق الطاعة):
“اللهم وتفضل على مشايخنا بالوقار والسكينة وعلى الشباب بالانابة والتوبة وعلى النساء بالحياء والعفة وعلى الأغنياء بالتواضع والسعة وعلى الفقراء بالصبر والقناعة”.
أيها الاخوات والأخوة، انتهى بنا الحديث في استلهام الوصايا المهدوية التي تستنبطها فقرات هذا الدعاء المبارك الى وصية امام العصر –ارواحنا فداه- بالتخلق بخلق (العفة) وقد عرفنا في الحلقات السابقة أن هذه الوصية عامة تشمل الرجال ولا تنحصر بالعفة في المعاشرة وان تاكدت الحاجة اليها بالنسبة للنساء بسبب خصوصياتهن وخطورة الآثار الاجتماعية لغياب العفة بينهن.
من هنا ينبغي لنا جميعاً مؤمنين ومؤمنات السعي للعمل بهذه الوصية المهدوية، ومن أجل ذلك ينبغي ان نعرف أولاً معناها:
مستمعينا الاكارم عندما نرجع الى كتب الاخلاق نجد أن العلماء قد عدوا (العفة) أول الاخلاق الثلاثة الرئيسة التي تتفرع منها جميع الاخلاق الفاضلة المنجية للإنسان من مهلكات الهوى كما ورد في كتاب جامع السعادات للمولى النراقي وشرح الأسماء الحسنى للمولى هادي السبزواري وغيرهما، فقال الاخير مثلاً:
“ومهلكات الهوى كثيرة مشروحة في علم تهذيب الأخلاق وأمهاتها الأطراف الستة للرؤوساء الثلاثة –للأخلاق- التي هي العفة والشجاعة والحكمة ومجموعها العدالة”.
ومعرفة هذه المنزلة المحورية المهمة للعفة في حياة الانسان تزيدنا ولاشك رغبة في التعرف الى معناها ومصاديقها وهذا ما نتابعه بعد قليل فأبقوا معنا مشكورين:
قال العلامة الخليل بن أحمد الفراهيدي –رضوان الله عليه- في كتاب (العين) وهو من أقدم كتب فقه اللغة العربية (العفة الكف عما لا يحل)
وقال العلامة الشيخ فخر الدين الطريحي في كتاب (مجمع البحرين): (في الحديث الشريف: أفضل العبادة العفاف، والعفاف بفتح العين والتعفف: كف النفس عن المحرمات وعن سؤال الناس ومنه [الحديث الشريف]: (رحم الله عبداً عف وتعفف وكف عن المسألة)،.. وفي الدعاء الشريف: “اللهم اني أسألك العفاف والغنى، قيل العفاف هنا قدر الكفاف، والغنى غنى النفس، وفي الخبر: من يستعفف يعفه الله، قال بعض الشارحين: الاستعفاف طلب العفاف، والتعفف هو الكف عن الحرام والسؤال من الناس”، وقيل الاستعفاف هو: الصبر والنزاهة عن القبايح) وفي كتاب مفردات الفاظ غريب القرآن قال الراغب الاصفهاني:
(العفة [تعني] حصول حالة للنفس تمتنع بها عن غلبة الشهوة، والمتعفف المتعاطي لذلك [أي المتحلي بحالة العفة] بضرب من الممارسة والقهر،… والاستعفاف طلب العفة، قال الله عزوجل: “وَمَن كَانَ غَنِيّاً فَلْيَسْتَعْفِفْ” (۲۷۳ البقرة)
أيها الاخوة والأخوات، والذي نستفيده من النصوص المتقدمة هو أن معنى العفة حالة من حالات الكمال الانساني يكون فيها العقل حاكماً على غرائز الانسان فلا يسمح لها بتعاطي ما هو قبيح صوناً للنفس من الرذيلة، قال العلامة النراقي في كتاب جامع السعادات: “وأما فضيلة العفة فقد عرفت انها عبارة عن ملكة انقياد القوة الشهوية للعقل حتى يكون تصرفها مقصوراً على أمره ونهيه فيقدم على ما فيه المصلحة وينزجر عما يتضمن المفسدة … وينبغي ان يكون الباعث للاتصاف بتلك الملكة كونها فضيلة وكمالاً للنفس وحصول السعادة الحقيقية بها… فالاعراض عن اللذات الدنيوية لتحصيل الأزيد من جنسها ليس عفة كما هو شأن بعض تاركي الدنيا للدنيا”.
إذن، فالتحلي بالعفة هو مستمعينا الافاضل من أسمى الكمالات الانسانية، يهب الانسان الحياة الكريمة والعزة الحقيقية في الحياة الدنيا، اما اذا اقترن بنية التقرب الى الله عزوجل وابتغاء مرضاته فانه يرقى بالانسان للفوز بالسعادة الحقيقية والحياة الطيبة في الدنيا والآخرة، والى هذا المعنى يشير قوله تبارك وتعالى في الآيتين ۳۹ و٤۰ من سورة النازعات:
“وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى”
كما أن التحلي بالعفة يعني –أيها الاحبة- سير الانسان على الجادة الوسطى بين افراط الانغماس في الشهوات وهو الشره، وتفريط (الخمود) اي كبت الغرائز وحرمان النفس من احتياجاتها المشروعة.
أعزاءنا المستمعين، وبناءً على التوضيحات المتقدمة نفهم أن مولانا امام زماننا المهدي –ارواحنا فداه- يوصينا في الفقرة المتقدمة من دعائه المبارك المعروف بدعاء (توفيق الطاعة) بأن نجتهد بأن نخلص النية في ابتغاء مرضاة الله ونحن نتخلق بخلق العفة بما تعنيه من ضبط الاستجابة للغرائز في دائرة أوامره ونواهيه تبارك وتعالى، في مختلف شؤون الحياة؛ وبذلك يكون هذا السعي من أفضل مصاديق العبادة كما صرحت بذلك الاحاديث الشريفة.
اما سبل التخلق بهذا الخلق النبيل والعمل بهذه الوصية المهدوية، فهذا ما سنفصل الحديث عنه انطلاقاً مما ذكرته النصوص الشريفة في حلقة مقبلة بأذن الله تبارك وتعالى:
أيها الاحبة، نتابع تقديم برنامجكم (شمس خلف السحاب) من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران ومعكم الآن زميلنا الاخ عباس باقري وخلاصة اجوبة العلماء على سؤال هذه الحلقة، نستمع معاً:
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم احباءنا وسلام على مستمعنا الكريم الأخ خليل العامري، أيها الأخوة والأخوات الأخ العامري بعث لنا برسالة إشتملت على أكثر من سؤال فيما يرتبط بكثرة ذكر المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف كإحدى العلامات التي ذكرتها الأحاديث الشريفة لظهوره، في حلقة سابقة تقدمت الإجابة عن أسئلة فرعية وردت في رسالته، هل أن هذا الذكر يخص المؤمنين وأنصار الامام أم حتى أعداءه فأجابنا خلاصته أن المستفاد من الأحاديث الشريفة نعم أن المؤمنون يشتاقون اليه وكذلك عموم البشرية تبحث عن منقذ فتكثر ذكر المنقذ ولو لم تشخص هويته بالامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف والقضية الثالثة حتى اعداءه يكثرون ذكره بمعنى تتبع اخباره وإن ينكرون علنياً وجوده ولكن عملياً يتعاملون على أساس السعي للقضاء على هذه الحركة الاصلاحية الكبرى الإلهية والموعودة. اما بالنسبة الى سؤال الأخ خليل العامري هل أن هذه العلامة من علامات ظهوره الحتمية؟ فيما يرتبط بهذا السؤال لم نجد في الروايات الشريفة وأقوال العلماء مايصرح بأنها من العلامات المحتومة ولكن يمكن الإستفادة من أنها من العلامات الأساسية من ملاحظة بعض القرائن يعني أمثال طبيعة الجو الموجود مثلاً في دعاء الندبة وطبيعة الجو او حالة الروحية التي تسعى زياراته عليه السلام ونصوص زياراته عليه السلام المروية عن أئمة اهل البيت وكذلك نصوص الأدعية الواردة بشأنه أنه كلما إشتد ارتباط المؤمنين وذكر المؤمنين له كلما توفر أحد الشروط الأساسية لظهوره وذلك يشكل اذا كان شرطاً أساسياً فهو من العلامات الحتمية هذا اولاً، ثانياً هنالك على الطرف الآخر هناك رويات تشير الى أن ظهوره عليه السلام يكون بغتة والبغتة قد لاتنسجم ظاهرياً مع الذكر الظاهري له عليه السلام والترقب الظاهري له عليه السلام وهذا الأمر والاشكال يمكن أن يزال بأنه مباغت من جهة للأعداء أولاً وثانياً بإعتبار أنه بغتة يوم لا تنفع توبة او بهذا المضمون ورد ذلك في الأحاديث الشريفة في رسائل الامام المهدي للشيخ المفيد كما تعلمون، لذلك يمكن أن ينتشر ذكره دون أن يؤثر ذلك على علامات ظهوره. هنالك اشارة أكدتها الأحاديث الشريفة والعلماء الأعلام، آية الله الشيخ بهجت نقلنا عنه في حلقة سابقة أن حتى العلامات المحتومة يمكن أن يحققها الله تبارك وتعالى اذا تقرر او أذن بظهور الامام المهدي سلام الله عليه في وقتها بمعنى أنه اذا لم يلاحظ المؤمنون كثرة ذكره ظاهرياً هذه العلامة حتى لو كانت محتومة يمكن أن يعجل الله تبارك وتعالى في ظهورها اذا أذن بظهور الامام لذلك هنالك تكليف عقائدي عام بحثه وفصله آية الله السيد محمد تقي الأصفهاني في كتابه القيم مكيال المكارم بوجوب توقع ظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف في كل حين وأن الله تبارك وتعالى يمكن أن يجمع حتى العلامات المحتومة ويحققها في آن واحد يعني في وقت سريع ولعل ذلك هو احد الوجوه التي ذكرها العلماء لتفسير معنى الحديث النبوي الشريف “يصلح أمره في ليلة” عن الامام المهدي سلام الله عليه، أن يحقق ما لزم من لوازم وشروط ظهوره اذا قرر الله تيارك وتعالى او استجاب لدعاء المؤمنين بأن يعجل ظهوره. عجل الله تعالى فرجه وجعلنا من خيار أعوانه وأنصاره.
مستمعينا الافاضل، حان الآن موعدكم مع الفقرة الختامية في لقاء اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب)
وحكاية موثقة اخرى فيها شاهد على بركات التوسل الى الله عزوجل بخليفته ووليه امام العصر –ارواحنا فداه-، اخترنا لحكاية اليوم العنوان التالي:
سجدت شكراً لله
أيها الاطائب، تدعونا كثيرٌ من النصوص الشريفة –قرآنا وسنة- الى التوسل الى الله بمن أمر عزوجل بأتخاذهم وسيلة اليه وهم محمد وأهل بيته الطاهرين –صلوات الله عليه وعليهم أجمعين-.
فهذا التوسل اذن هو من جهة عبودية لله عزوجل لأنه استجابة عملية لما امر به، كما ان من حكمه تقوية ارتباط المؤمنين بخلفاء الله الصادقين –عليهم السلام- كهداة اليه بأمره تبارك وتعالى.
وهذا الامر يصدق على التوسل الى الله عزوجل بخليفته امام العصر بل ويتأكد بالنسبه اليه بسبب غيبته –عجل الله فرجه- فالتوسل به من وسائل تقوية الايمان به في غيبته وتقوية الارتباط والائتمام به –عليه السلام-.
ولذلك فإن الاستغاثة به هي من في واقعها استغاثة بربه الجليل تبارك وتعالى، وعلى ذلك جرت سنة العلماء الاتقياء ومنهم آية الله المولى الزاهد الشيخ الفقيه باقر البهبهاني احد اعلام الحوزة النجفية في القرن الهجري الرابع عشر، وقد سجل احدى توسلاته بامام العصر –ارواحنا فداه- في كتابه القيم (الدمعة الساكبة)، ننقل لكم ما رواه هذا العالم الجليل بعد قليل فأبقوا معنا شكورين:
قال –رضوان الله عليه- في كتابه المذكور وطبق ما نقله مترجماً الى الفارسية آية الله الشيخ النهاوندي في كتاب (العبقري الحسان):
(اصيب ولدي الوحيد (علي محمد) بمرض عضال كان يشتد كل يوم ويشتد معه غمي وحزني، حتى يأس الناس من شفائه وايقنوا من أنه ميت لا محالة، فتوجه العلماء والسادة الى الدعاء، وكانوا يطلبون شفاءه في أدعيتهم…
وفي الليلة الحادية عشر من مرضه بلغت آلامه ذروتها، فلم تبق لي وسيلة سوى الالتجاء الى مولاي قائم آل محمد –صلى الله عليه وآله-، فخرجت من عند ولدي وقد سيطر علي الاضطراب والأذى وصعدت الى سطح داري وتوسلت بمولاي بألحاح وناديته:
يا صاحب الزمان أدركني، يا صاحب الزمان أغثني.
وبعد هذا التوسل نزلت الى غرفة ولدي وجلست مقابله لآراه وقد استعادت انفاسه نظمها الطبيعي وخرج من غشيته وعاد يدرك ما حوله بصورة طبيعية وقد تعرق كثيراً وزال عنه المرض العضال… فسجدت حمداً لله وشكراً على هذه النعمة الكريمة).
نشكركم أطيب الشكر مستمعينا الاطائب على طيب المتابعة لفقرات حلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب)… تابعونا في الحلقة المقبلة التي تأتيكم بأذن الله من اذاعة طهران صوت الجمهورية الاسلامية في ايران …. دمتم في رعاية الله آمنين وببركات موالاة محمد وآله الطاهرين متنعمين والحمدلله رب العالمين.

%d مدونون معجبون بهذه: