بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمته وبركاته
أصحــاب الإمام المهــديعجل الله فرجه قريبا

أصحاب الإمام المهدي عليه السلام ثلة طيبة، وصفوة مهذبة، من خيرة الخلق ذوي الكفاءة التامة، واللياقة الكاملة، لصحبة الإمام، وتدبير المهام، وإدارة الأرض، والدولة العالمية.
وقد وردت أحاديث متظافرة من الفريقين في بيان مدحهم وعظيم مقامهم.
وتفيد أنهم تـــــطوى لهم الأرض، ويـــذلل لهم كل صعب، وأنهم جيش الغضب لله تعالى. وأنهم خيار الأمّة مع أبرار العترة، والفقهاء القضاة، وأنهم أفضل من أصحاب الأنبياء. وأنهم أولوا البأس الشديد الذين وعد الله تعالى أن يسلّطهم على اليهود في قوله تعالى: (بَعَثْنا عَلَيْكُمْ عِباداً لَنا أُولِي بَأْسٍ شَدِيدٍ)(1).
ولـــم يقتصر اصحابه على الإنس فقـط بــل ستكون الملائكة شريكة معهم كما جاء في الحديث: (ينهض عليه السلام في خمسة آلاف من الملائكة، جبـــرئيل عن يمينه، ومــــيكائيل عن شماله، والمؤمــــنون بين يديه، وهو يفرّق الجنود في البلاد)(2)..
وأمّـا صـــفاتهم فــهم رجال لا ينامون الليل، لهم دويٌ في صلاتهم كدوي النحل، يبيتون قياماً على أطرافهم، ويصبحون على خيولهم، رهـــبان بالليل، لــيوث بالنهار، هم أطوع له من الأمّة لسيدها، كالمصابيح كأن قلوبهم القناديل، وهم من خشية الله مشفقون، يدعون بالشهادة، ويتمنون أن يقتلوا في سبيل الله، شعارهم: يا لثارات الحسين)(3).
وفي حديث الإمام الصادق عليه السلام:
(إِذَا اُذِنَ الإِمَامُ دَعَا اللَّهَ بِاسْمِهِ الْعِبْرَانِيّ، فَاُتِيحَتْ لَهُ صَحَابَتُهُ الثَّلاثُمِائَةِ وَثَلاثَةَ عَشَرَ، قَزَعٌ كَقَزَع الْخَريفِ، وَهُمْ أصْحَابُ الألْويَةِ. مِنْهُمْ مَنْ يُفْقَدُ عَنْ فِرَاشِهِ لَيْلاً فَيُصْبِحُ بِمَكَّةَ، وَمِنْهُمْ مَنْ يُرَى يَسِيرُ فِي السَّحَابِ نَهَاراً يُعْرَفُ بِاسْمِهِ وَاسْم أبِيهِ وَحِلْيَتِهِ وَنَسَبِهِ(4) …….إلى أنْ قالَ: وَفِيهِمْ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَة:
(أَيْنَ ما تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً)(5).
واذا أردنا أن يجعلنا الله من أنصاره وأعوانه- فما علينا سوى الرجوع إلى مادلّنا عليه اهل البيت-ع-
ومن ذلك دعاء العهد الشريف الذي ورد عن الإمام الصادق عليه السلام أنه:
(من دعا إلى الله تعالى أربعين صباحاً بهذا العهد كان من أنصار قائمنا، فإن مات قبله أخرجه الله تعالى من قبره، وأعطاه بكل كلمة ألف حسنة، ومحا عنه ألف سيئة)(6).
عَصْرُ الْظُهُورْ
_____________________
(1) سورة الإسراء: اية رقم ٥.
(2) الإرشاد ١: ٣٨٠.
(3) بحار الأنوار ٥٢: ٣٠٨/ باب ٢٦/ ح ٨١ و٨٢.
(4) غيبة النعماني: ٣١٣/ باب ٢٠/ ح ٣.
(5) سورة البقرة: اية رقم ١٤٨
(6) مصباح الكفعمي: ٥٥١.