سم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمته وبركاته
السلوك الإلهي بين سلطان الوهم وسلطان الحقيقة
السيد : يوسف العاملي

ينقسم السلوك إلى الله إلى أربعة أقسام وهي :
سالك بنفسه .
سالك بربه .
سالك بالمجموع .
سالك لا سالك.
لا يتحقق السلوك الحقيقي إلا إذا تجاوز السالك برزخ النفس الواقع بين عالم الفجور والتقوى.
فالسالك بنفسه هو المجتهد في تحصيل المحبة الإلهية بجهده وذلك بالمحافظة على الفرائض والأتيان بالنوافل.
والسالك بربه هو الذي يكون الحق سمعه وبصره وعندما نقول الحق ليس كما نقول سمعه وبصره الله فهناك فرق يعرفه ويدركه أصحاب العلم.
والسالك بالمجموع هو للعبد الذي تحقق بالسلوك الأول والثاني .
أما سالك لا سالك فهو للعبد الذي نظر لسلوكه بالمجموع ونظر أن عينه لم تكن لتكون إلا به فأدرك في ذلك قوله تعالى ( وما رميت إذ رميت ولكن الله رمى) ، فصار بذلك سالك لا سالك.
السالك في الحقيقة هو من سلك به سلطان الحقيقة مولانا الإمام المهدي عليه السلام من برزخ النفس الجزئية إلى حضرة النفس الكاملة .
كيف يكون هذا السلوك ؟
يكون السلوك الإلهي بوجه الله المهدي نفسه عليه السلام فمن وجد حب المهدي عجل الله فرجه في قلبه ، فذلك لكون هذا العبد له حظ مع الله في عهده الأول فهل هذا جبر أم اختيار وتذكر؟
الله لا يجبر أحد على حبه فبالحب الذاتي الإلهي أحب العبد خالقه ومبدعه وأحب العاصي الابتعاد عنه وبه تم كل شيء وبه خلق كل شيء.
في أدعية مدرسة العصمة والكمال والطهارة مدرسة أهل البيت عليهم السلام نجد الطريقة التي يتحول بها المنتظر إلى سالك فليس كل منتظر سالك ؟
يتم هذا السلوك المهدوي بالدعاء فالداعي يشبه الطائر الصغير الذي يفتح فمه للطعام الإلهي حيث يقول مولى الموحدين والعارفين وأمير المؤمنين ولا أمير المؤمنين سواه عليه السلام ” ينحدر مني السيل ولا يرقى إلي الطير “
كل من أتخذ شيخا للتربية بدون مولانا الإمام المهدي عليه السلام فهو سالك مع سلطان الوهم .
وكل من قال وهو منتظر مؤمن في دعاء القنوت بعد دعاء الفرج هذا الدعاء يصير سالكا بإذن الله فلا يتم السلوك إلا بإذن الله . وهو (( اللهم أسلك بي على يديه منهاج الهدى والمحجة العظمى والطريقة الوسطى التي يرجع إليها الغالي ويلحق بها التالي )).
في حقل الرياضة نجد الهاوي الواصل إلى عتبة الاحتراف حائر بين المضي في طريق الاحتراف أو الرجوع إلى الهواية ، فعندما يجد مدربا محترفا وصل إلى درجة عالية من التجربة والحنكة الرياضية يصير بطلا بسرعة فائقة، لكنه سرعان ما ينتكس ويتقهقر إذا ما سلم نفسه إلى محترف فاشل.
كل من سلم نفسه لغير الإنسان الكامل المهدي عجل الله فرجه يدخل في عالم العجب والعجب هو القاطع للسيل النازل للعبد من الأعالي العلوية.