بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمته وبركاته
التروحن ليس هو القرب ؟
السيد : يوسف العاملي

جاء في زيارة صاحب الأمر يوم الجمعة العبارة التالية: (( اَنَا مَوْلاكَ عارِفٌ بِاُولاكَ وَاُخْراكَ اَتَقَرَّبُ اِلَى اللهِ تَعالى بِكَ)).
التقرب إلى الله لا يتم إلا بالإنسان الكامل الإلهي المجعول في مسار التكوين والخلق والإبداع والهداية لهذا الغرض فغاية الخلق هي معرفة الله ولا تتم معرفته إلا بالقرب منه .
يظهر على الكثير من الروحانيين في العالم على اختلاف مللهم وطبقاتهم ومذاهبهم ومداركهم ما يشبه المعاجز فهل هذا الذي يظهر عليهم هو القرب من الله أم هو شيء أخر ؟
المتحقق بالقرب من الله قد لا تظهر عليه أي معاجز وأي كرامة وقد تظهر عليه حسب ما تقتضيه الظروف المحيطة به .
الروحانية عالم كبير ولا متناهي وفي هذا العالم يستطيع البوذي أن يظهر عليه معاجز كما يظهر على المسيحي واليهودي وكل من كان له باطن تقوى بالروحانية عن طريق التأمل والصمت والارتياض عن طريق الصوم المتواصل .
لكن هل كل ما يظهر على هؤلاء الروحانيين هو قرب من الله أم هو قرب من سر الروحانية فقط ؟
الروحانية والمعرفة والنورانية هي ثلاث مراحل متقدمة جدا في المعرفة الإلهية يشترك الكل في الروحانية والمعرفة ويختص القليل من عباد الله في النورانية لأن عالم النورانية هو عالم خاص وليس فيه اشتراك.
جاءت في المناجاة الشعبانية المباركة هذه العبارة (( إلهي إن من انتهج بك لمُستنير)) .
فكلمة بك في زيارة صاحب الأمر يومه الجمعة جاءت في المناجاة الشعبانية كذلك حيث استعملت في القرب والاستنارة معا.
فما سر ذلك ؟
كل من تابع الإمام المعصوم المجعول في الجعل الإلهي هو منتهج بالنهج الإلهي وبالتالي فهو مستنير وكل مستنير هو مهتدي وكل مهتدي هو ناج وكل ناج هو قريب وليس ببعيد.