من عرف نفسه فقد عرف ربه *** أفضل العبادة إنتظار الفرج

(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .

Monthly Archives: أوت 2015

السر المهدوي


بسم الله الرحمان الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والأخرين

السلام عليكم ورحمته وبركاته

السر المهدوي

مولانا الإمام المهدي عليه السلام هو عين الله في خلقه فهو  سر الله الأعظم في رجوع عباد الله إلى خالقهم ، فعندما نتأمل حياة  من لا يؤمن بالإمام المهدي عليه السلام وعجل الله فرجه الشريف في الدنيا نجدهم خارجين عن الآدمية والفطرة الفاطمية والإنسانية، وبالتالي فعندما تجادل أي شخص ناكر لهذا السر المكنون في الوجود فأنت سوف تواجه مخلوق خارج عن نظام الخلق خارج عن الخطة الإلهية خارج عن الرحمة الخاصة والهداية الخاصة .

وهكذا فأنت وهو على نقيض من الوجود هو في خطة الشيطان وسيراك من جهته أنك أنت من تحمل مشروع الشيطان في ذاتك ، وهذا ما يراه كل شخص في المراة، فالمراة هي التي تحد الجهات فتعكسها ، فالمؤمن بالسر الإلهي المهدوي هو المراة لأنه عكست فيه جهات الوجود كلها، بينما الكافر بهذا السر المكنون لم يعكس في وجوده إلا العدم الظاهر.

السيد : يوسف العاملي

أزمة من يحكم في آخر الزمان ؟


بسم الله  الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين

السلام عليكم ورحمته وبركاته

أزمة من يحكم في أخر الزمان؟

السيد : يوسف العاملي

كثرت المصطلحات والمسميات فكثر معها التعصب والتطرف ؟

عندما ينسى نوع الإنسان حقيقة وجوده الأول تضيع هويته في المسميات والمخترعات والطوائف والمذاهب ؟

لن ينجح نوع الإنسان في أي نوع من الحكم إلا إذا عرفت المجتمعات البشرية الإنسانية  ابن الإنسان ؟ وهو صاحب كل عصر.

كل عصر يقوده إنسان كامل ؟

إذا سألت إنسان عامي مثقل بالجهل المركب عن الإنسان  الكامل يرد عليك ببداهة سريعة جدا “الكمال لله” فيغلق الموضوع  بسرعة فائقة.

الأنيياء والرسل كلهم  يدخلون في دائرة الإنسان الكامل .

لن يفلح نوع الإنسان في ايجاد منظومة للحكم عادلة  إلا إذا عرف هويته؟

كيف يعرف هويته ؟

لا يمكن معرفة طول الغرفة الكبيرة بضوء الشمعة لهذا يجب أن نتشفع بالضوء المنتشر في كل الغرفة لمعرفة حدودها ؟

الضوء المنتشر في كل الغرفة هو تمثيل لما عليه حقيقة  وجود الإنسان  في هذا الوجود  .

فضوء الشمعة هو ضوء نوع الإنسان .

والضوء المنتشر في كل الغرفة  “الوجود ” هو  ضوء الإنسان الكامل .

لا يمكن معرفة هوية الإنسان السابحة في هذا الوجود اللآمتناهي بوجود  الله الخالق المبدع الذي لا  غاية له فينتهي ولا أخر له فينقضي إلا بمعرفة الإنسان الكامل لأنه المرجع الذي وضع في عالم الخلق والأمر للتحقق بالحق والحقيقة والوجود.

الجمهورية الإسلامية في إيران  هي الدولة الوحيدة في العالم التي يستند الحكم القائم فيها إلى مرجعية الإنسان الكامل وبالتالي فهي تعرف كيد الأعداء وتخبر خططهم لأنها متصلة بعالم الغيب عن طريق وجود عرفاء عارفين بحقيقة عالمي الخلق والأمر.

يقول مولانا جعفر الصادق عليه السلام : (( لا يظهر صاحب الأمر ما لم يصل إلى الحكم جميع أصناف الناس ، حتى لا يقول أحد عندما تتشكل حكومة المهدي عليه السلام لو أننا وصلنا إلى الحكم لعملنا بالعدل )).

كيف يعمل بالعدل من هو جاهل بنفسه جاهل ب ” أين وفي أين وإلى أين ؟”.

في عصرنا هذا نشهد وبكل وضوح عجز جميع المنظومات الحكمية في تسيير حكم قادر على إسعاد الإنسانية وبالتالي فنحن نعيش الأيام التي تعقبها ظهور حكم عالم الأمر في عالم الخلق.

الإخوان  المسلمون باسم استرجاع حكم  الخلافة الراشدة حكموا عقول المتعاطفين والنتيجة هي داعش.

اليساريون حكموا باسم الحرية فعبدوا الحرية فكانت النتيجة أن أصبح اليساري هولند الفرنسي امبريالي.

الشيوعية ارتكزت على الجدلية لكن وهي شيوعية  ستضيع الجدلية في الشيوعية.

الديمقراطية هي حكم الأغلية وبالتالي عندما تنتصر الأغلبية يجب اختفاء المعارضة.

كل الأنظمة الوضعية فشلت حتى وصلنا إلى حكم المثليين ،فعندما يحكم المثلي الجنسي فهذه إشارة واضحة وجلية  على انقراض النوع الإنساني ففي المثلية الجنسية وحكمها لا يوجد أي نوع من التكاثر وبالتالي العدمية الحتمية.

غاية معرفة الله


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين

السلام عليكم ورحمته وبركاته

غاية معرفة الله

السيد : يوسف العاملي

إن أي إدراك وجودي يستخلصه الإنسان على وجه هذه الأرض هو إدراك من أجل غاية وجوده.

صيرورة الانسان من العدم الى الإيجاد وراءها قوانين غيبية إلهية سرانية.

شكر نعمة الايجاد هي الحقيقة التي تدور عليها غاية معرفة الله.

الحمد لله رب العالمين هو الشكر الذي نقراه في الصلاة ،فهو يعني أن الله يحمد نفسه، فكل المحامد له ،فأصل الوجود وربه يدعو الناس لشكر وجودهم بمعرفة من أوجدهم، فالله حامد والإنسان يدخل في حمد الله لنفسه لأنه مخلوق في غاية معرفة هذا الوجود وربه فمن شكر يزداد وجودا يزداد قربا يزداد فهما يزداد إدراكا يزداد لذة.

كيف نشكر الله؟

من شكر الله خرج من العدم المعدم إلى العدم الظاهر إلى إنجاح أسماء الله تعالى .

يقول مولانا زين العابدين علي بن الحسين عليهما السلام في مناجاة الشاكرين (..فَكُلَّما قُلْتُ لَكَ الْحَمْدُ وَجَبَ لِذلِكَ اَنْ اَقُولَ لَكَ الْحَمْد…)

لا يمكن للعدم أن يشكر الوجود وهذا ما يؤكده قول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ( يا من سبق وجوده العدم ).

بشفاعة الإنسان الكامل يستطيع نوع الإنسان أن يشكر الله بلسان الإنسان الكامل العارف المستخلف هذا إذا ما وقعت الموافقة.

السلطان الفاتح التركي عندما التقى بالعارف المحقق محيي الدين بن عربي رضوان الله عليه قال له أتركني أكون في صحبتك فصحبتك خير لي من هذا الملك الزائل ، فقال له اذهب للملك فالملك العادل خير عند الله من العابد الفقير.

ملوكنا في عصرنا هذا بدلا من أن يدخلوا في نظام التكامل والمعاني والبحث عن الفضيلة تراهم يدخلون إلى نادي الماسونية فتأمرهم هذه الأخيرة بتقويد الزوايا والمجتمعات الروحية بإدخال عناصر مدسوسة فيها.

عندما تعطل المؤسسات الروحية في بلاد المسلمين يعطل معها كل شيء، فلا تسقط الأمطار وتكثر الجرائم ويدعي الداعون المهدوية وتهتك المقدسات .

اللهم بحق الزهراء سلام الله عليها والسر المستودع فيها اقتل ملوك العرب الخونة فلقد باعوا دين الله واشتروا به أياما معدودة من ملك الدنيا الزائل وتركوا شعوبهم إلى ملة الكفر تتحكم فيها باسم الديمقراطية و(التقدم) وحرية الإباحة.

سمعت أبا عبد الله عليه السلام يقول (( لا يمحّض رجلٌ الإيمانَ بالله حتى يكون الله أحبَّ إليه من نفسه وأبيه وأمِّه وولده وأهله وماله ومن الناس كلّهم.))

سبحان الله الذي لا غاية له فينتهي ، ولا أخر له فينقضي.( حديث شريف ).

إذا كان الإنسان راغب في الله فرغبة الإنسان من الله.

الله راغب في الإنسان فهو صنعته الذاتية الإلهية ولهذا خلقه فالله محب لخلقه.

معرفة النفس هي لكشف من خلقنا وحقيقته، وماذا خلق فينا من صفات مركبة في ذواتنا تجعل منا نرقى إلى حضرة الخالق الأوحد المبدع.

يحكى أن رجلا عندما رأى مكاشفا للعوالم أحب أن يكون مثله حيث اجتهد ثلاثين سنة في مجاهدة النفس لكي يحصل ملكة الكشف ، بعدما مات رآه أحد اصدقائه في المنام يقول له ، لقد قيل لي لقد اجتهدت يا هذا ثلاثين سنة في حب نفسك وفي خدمتها فلم تقدم لنا شيئا؟؟؟.

الجلوس مع العرفاء والتقرب الى مجالسهم ليس من أجل كسب ملكة الكشف أو تقوية الباطن أو حتى استجابة الدعوة.

الجلوس مع أهل الله هو من أجل الله فقط.

فأي نية غير الله لا تحصل ولا تدرك ولا تعطي حسن المآب.

من جلس مع الله كان الله له .

قال أمير المؤمنين عليه السلام: (إنَّ للهِ تعالى شرابا لأوليائه إذا شربوا سكروا وإذا سكروا طابوا وإذا طابوا ذابوا وإذا ذابوا خلصوا وإذا خلصوا طلبوا وإذا طلبوا وجدوا وإذا وجدوا وصلوا وإذا وصلوا اتَّصلوا وإذا اتَّصلوا لا فرق بينهم وبين حبيبهم).

لا فرق بينهم وبين حبيبهم في المحبة فقط ،وليس في الذات فذات الله ليست معلومة في قول أمير المؤمنين عليه السلام في دعاء الصباح ( يا من دل على ذاته بذاته وتنزه عن مجانسة مخلوقاته).

كان أبو ذر قد تخلف عن رسول الله صلى الله عليه وآله و سلَّم : في غزوه تبوك ثلاثة أيام و ذلك إن جَمَلَه كان أعجف(العجف بالتحريك الهزال و الاعجف المهزول و الانثى العجفاء و العجفاء يجمع على عجف كصماء على صم) فلحق بعد ثلاثة أيام و وقف عليه جمله في بعض الطريق فتركه و حمل ثيابه على ظهره فلما ارتفع النهار نظر المسلمون إلى شخصٍ مقبلٍ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله و سلَّم : كأَنَّ أبا ذرٍ فقالوا: هو أبو ذر فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم: أدركوه بالماء فإنَّه عطشان فأدركوه بالماء ووافى أبو ذرّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم ومعه إداوة فيها ماء فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم : يا أبا ذر معك ماء وعطشت فقال نعم يا رسول الله بأبي أنت وأمِّي انتهيت إلى صخرةٍ وعليها ماءُ السماء فذقتُه فإذا هو عذبٌ باردٌ فقلت لا أشربه حتى يشربه حبيبي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم ، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلَّم يا أبا ذر رحمك الله تعيش وحدك وتموت وحدك وتبعث وحدك وتدخل الجنة وحدك يسعد بك قوم من أهل العراق يتولَّون غسلك وتجهيزك والصلاة عليك ودفنك}(بحار الأنوار ج 22 ص 429 رواية 37 باب 12).

لقد أحب أبا ذر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم محبة جعلته ينسى نفسه وهو في حالة العطش الشديد، ففي محبة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم يسهو الإنسان عن نفسه لأنه في اتصال بحقيقتها الحقة.

يقول سيد الشهداء الإمام السبط الشهيد مولانا الحسين عليه السلام في دعاء عرفة ( اللَّهُمَّ إِنِّي أَرْغَبُ إِلَيْكَ وَ أَشْهَدُ بِالرُّبُوبِيَّةِ لَكَ ، مُقِرّاً بِأَنَّكَ رَبِّي ، وَ أَنَّ إِلَيْكَ مَرَدِّي ، ابْتَدَأْتَنِي بِنِعْمَتِكَ قَبْلَ أَنْ أَكُونَ شَيْئاً مَذْكُوراً ).

الإنسان الذي تحقق بإنسانيته الحقة (الإنسان الكامل )، راغب في الله وهذه الرغبة غايتها هي طلب اللقاء بالله الأحد.

ما معنى لقاء الله ؟

لقاء الله هو ملاقاة وجه الله بمعنى الدخول في أحد أسراره الذاتية الموجبة للقرب المفرط.

لا يصل إلى لقاء الله حقيقة إلا الإنسان الكامل الإلهي وكل ما سواه فهو داخل في هذا المعنى بقدر تعرفه على الإنسان الكامل.

بقدر ما يتعرف الإنسان على كماله الوجودي الإلهي في معرفة الإنسان الكامل يصل إلى معنى لقاء الله.

التحقق بلقاء الله يحتاج إلى تحقق؟

لكي يصل العبد منا إلى هذا السر المكنون في سر وجودنا نحتاج أن نتحقق بمعرفة من تحققوا فعلا بمعرفة الله أهل البيت عليهم السلام .

لو يؤذن للعرفاء في الخوض في أسرار أهل البيت عليهم السلام الكبيرة والخطيرة لاستغرب البعيد ولاستراب القريب.

فأسرارأهل البيت عليهم السلام هي ممتدة عبرالوجود المطلق الإلهي فهم سر الله الأكبر الذي حير به كل موجود خلقت فيه إرادة الكمال.

يَا مَوْلَايَ أَنْتَ الَّذِي أَنْعَمْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَحْسَنْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَجْمَلْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَفْضَلْتَ ، أَنْتَ الَّذِي مَنَنْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَكْمَلْتَ ، أَنْتَ الَّذِي رَزَقْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَعْطَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَغْنَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَقْنَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي آوَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي كَفَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي هَدَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي عَصَمْتَ ، أَنْتَ الَّذِي سَتَرْتَ ، أَنْتَ الَّذِي غَفَرْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَقَلْتَ ، أَنْتَ الَّذِي مَكَّنْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَعْزَزْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَعَنْتَ ، أَنْتَ الَّذِي عَضَدْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَيَّدْتَ ، أَنْتَ الَّذِي نَصَرْتَ ، أَنْتَ الَّذِي شَفَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي عَافَيْتَ ، أَنْتَ الَّذِي أَكْرَمْتَ ، تَبَارَكْتَ رَبِّي وَ تَعَالَيْتَ ، فَلَكَ الْحَمْدُ دَائِماً ، وَ لَكَ الشُّكْرُ وَاصِباً. (مقطع من دعاء عرفة لمولانا الحسين عليه السلام ).

أنت أنت الله كما وصفك مولاي الحسين عليه السلام في دعاء عرفة ، لا كما توهمتك في خيالي، ولا كما طلبتك بآمالي، ولا كما فهمت في قصور عقلي ومعرفتي.

كان لي صديق محب مكاشف قد ذاق من كأس الملاطفة الإلهية، طلب منه في إحدى الأمسيات الروحية أن يدعو مع الفقراء إلى الله فقال في دعواه “اللهم ارحم الناس جميعا ولا ترحمني.”..

دعوة غريبة لا تصدق في مزاجنا التديني؟؟؟

سألته في فضول بعد هذه الجلسة عن سر هذه الدعوة فقال لي سألت الله أن لا يرحمني في محبته ويرحم الناس كلهم برحمته.

عندما نذوق من كأس الملاطفة الإلهية يصبح المريد حسينيا شاربا من كأس السر الإلهي فيقول في هذا المذاق الرفيع.

 

رق الزجاج وراقت الخمر ***فتشابها وتشاكل الأمر.

 

الذوبان في هذه المحبة والبقاء فيها سرمدا هو غاية كل سالك دروب الغيوب الإلهية.

الله سر في الأسرار وسير فيها أيضا هذا من وجهة السالك أما عن حقيقة وجوده هو في ذاته فالإدراك عاجز عن الوصف.

معرفة الله عند بعض المكاشفين الروحانيين مستحيلة غير أنها ممكنة عند العرفاء بالله المحققين الذين سبقت لهم من الله الحسنى في أزلية العهد الأول.

فهي مستحيلة عندما نريد معرفة صاحب سر الوجود في ذاته وممكنة عندما يصبح السالك موجها لمعرفة الوجهة الإلهية كما هي ممكنة في دعواه لعباده إليه.

فالله لا يدعو إلى أمر يستحيل وجوده وإلا سيصبح الأمر ليس بالأمر.

َ(شهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُوْلُوا الْعِلْمِ قَائِمًا بِالْقِسْطِ.) ال عمران .

إن الدخول في هذه الشهادة هو غاية المعرفة الحقة الإلهية .

العرفاء السالكين مذهب أهل الجذب والتحقيق داخلين في هذا المعنى بشفاعة أولي العلم أهل البيت عليهم السلام .

لا يشهد الله في شؤون هويته إلا من هم في شأنه وهويته أهل البيت عليهم السلام .

“إِلَهِي مَا أَلَذَّ خَوَاطِرَ الْإِلْهَامِ بِذِكْرِكَ عَلَى الْقُلُوبِ ، وَ مَا أَحْلَى الْمَسِيرَ إِلَيْكَ بِالْأَوْهَامِ فِي مَسَالِكِ الْغُيُوبِ ، وَ مَا أَطْيَبَ طَعْمَ حُبِّكَ ، وَ مَا أَعْذَبَ شِرْبَ قُرْبِكَ ، فَأَعِذْنَا مِنْ طَرْدِكَ وَ إِبْعَادِكَ ، وَ اجْعَلْنَا مِنْ أَخَصِّ عَارِفِيكَ ، وَ أَصْلَحِ عِبَادِكَ ، وَ أَصْدَقِ طَائِعِيكَ ، وَ أَخْلَصِ عُبَّادِكَ ، يَا عَظِيمُ يَا جَلِيلُ ، يَا كَرِيمُ يَا مُنِيلُ ، بِرَحْمَتِكَ وَ مَنِّكَ يَا أَرْحَمَ الرَّاحِمِينَ ” .

مقطع من مناجاة العارفين لمولانا زين العابدين علي بن الحسين عليه السلام

غوث الأقطاب الإنسية


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين

السلام عليكم ورحمته وبركاته

غوث الأقطاب الإنسية

السيد : يوسف العاملي

القطب هو العبد المكلف  بتعليم الأولياء الذين هم في دائرته.

القطب هو ذلك الشخص الذي لا أحد  في الأرض يستطيع معرفة دوره الوجودي باستثناء المعصوم فهو يعلم سره ودوره لأنه  أقرب شخص من الإمام في كل عصر.

القطب  يدق باب  النبوة لكن لا يفتح له في التشريع لأن هذا الباب ختم بنبوة الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم ،وهو كذلك يفتح له  في النبوة الباطنية فيصير في سر الخضر عليه السلام يعمل بالهمة في تنزيل الأوامر الإلهية حسب المكان والزمان.

قد نستعمل الكمبيوتر من الخارج  لكن وهو يعمل من الداخل لا يدرك ذلك السر إلا المتخصص في علم البرمجة والالكترونيات.

القطب هو ذلك الشخص الذي يعمل  في باطن الوجود بأمر إلهي فيه.

مولانا علي بن موسى الرضا عليه السلام هو غوث الأقطاب الإنسية بمعنى هو ذلك الشخص الذي يدير جميع المنظومات الوجودية السابحة في هذا الكون الإلهي .

علم  ظاهر الدنيا يمكن تشبيهه بما يظهر على الكمبيوتر من برامج .

الآخرة هي أساس عالم الدنيا وبالتالي ففيها تكمن جميع ما قامت به الدنيا في ظاهرها.

اذا ما وصل العبد إلى درجة القطبية وذهب في زيارة مولانا علي بن موسى الرضا عليه السلام في مشهد  المقدسة سيشهد معنى غوث الأقطاب الإنسية في مكنون سره ،فالمسألة  أعظم من الخيال وأعظم من كل تصور وأعظم من أن تنقلها الكلمات في تعابير قد لا تفهم على مستوى الخيال .

فسلام الله على غوث الله  في العالمين الذي به عرفت الأقطاب حقيقة المسار الإلهي.

مشاركة السيد علي الخامنئي (دام ظله) في رفع الغبار عن ضريح الامام الرضا (ع)

وأنا من شروطها.


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين

السلام عليكم ورحمته وبركاته

 

أنا من شروطها 

 

روى الصدوق في أماليه الصفحة 195،الحديث 8 من المجلس الحادي والأربعين قال:
حدّثنا محمّد بن موسى بن المتوكّل (4) قال: حدّثنا عليّ بن إبراهيم (5) عن أبيه (6)، عن يوسف بن عقيل (7)، عن إسحاق بن إبراهيم بن مخلّد الحنظليّ المعروف بـ ابن راهويه (8).
وروى أيضاً في معاني الأخبار الصفحة370، وفي التوحيد الصفحة25، عن محمّد بن المتوكّل (9) قال: حدّثنا محمّد بن جعفر الأسدي (10) قال: حدّثنا محمّد بن الحسين الصولي (11) قال: حدّثنا يوسف بن عقيل (12) عن إسحاق بن راهويه (13) قال:
لمّا وافى أبوالحسن الرضا عليه السّلام نيسابور وأراد أن يرحل منها إلى المأمون اجتمع عليه أصحاب الحديث فقالوا: يابن رسول الله صلّى الله عليه وآله، ترحل عنا ولا تحدّثنا بحديث فنستفيده منك! ـ وقد كان قعد في العماريّة ـ فأطْلع رأسه وقال: سمعتُ أبي موسى بنَ جعفر يقول: سمعت أبي جعفرَ بن محمّد يقول: سمعت أبي محمّدَ بن عليّ يقول: سمعت أبي عليَّ بن الحسين يقول: سمعت أبي الحسينَ بن علي يقول: سمعت أبي اميرَ المؤمنين عليّ بن أبي طالب يقول: سمعت رسول الله صلّى الله عليه وآله يقول: سمعت جبرئيل يقول: سمعت الله عزّ وجلّ يقول:

لا إله إلاّ الله حصني، فمن دخل حصني أمنَ من عذابي.

فلمّا مرّت الراحلة نادانا:

بشروطها، وأنا من شروطها.

زيارة الإمام الرضا عليه السلام

قصة أم الامام الرضا(ع) ومقامها


 

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين

السلام عليكم ورحمته وبركاته

الراوي: مستمعينا الاعزاء في الحلقة السابقة من هذه السيرة العطرة انتقلنا الى اجواء المدينة المنورة في القرن الهجري الثالث، وقد التقى توفيق في عالم الخيال بابن ابي نصر احد اصحاب الامام الرضا عليه السلام، فجال به جولة مباركة وتوقفنا في الحلقة السابقة عند طلبه من ابن ابي نصر صاحب الامام ان يحدثه عن ام الامام .. فلنتابع معاً هذه الرحلة…
الراوي: كان توفيق يسير مع مضيفه ابن ابي نصر ها انه هو…
توفيق وبن ابي نصر: السلام عليك.
الشيخ: وعليكم السلام.
ابن ابي نصر: يا ابى الحسن علي بن ميثم، يسأل صاحبي عن ام الامام الرضا(ع) فهل يمكن لك بان ترشده…
الشيخ: على الرحب والسعة.
ابن ابي نصر: حسناً انا ذاهب.
الشيخ وتوفيق: في امان الله…
الشيخ: يا ضيفنا لو ندخل المسجد ونجلس في ركن منه ثم احدثك عما جئت من اجله.
توفيق: حسناً حسناً.
الشيخ: ساحدثك يا ولدي حديثاً مقتضباً عن ام الامام الرضا(ع) تلك المرأة الطاهرة التقية الورعة وقد عرفت بين الناس باسم “تكتم” وهو اسمها المشهور.
توفيق: عذراً سيدي وهل لها اسماء اخرى؟
الشيخ: نعم يا ولدي فكانت تسمى ايضاً “نجمة” و”اروى” و”سكن”. حيث كانت جارية اشترتها حميدة المصفاة “ام الأمام ابي الحسن موسى بن جعفر”. وذات يوم قالت حميدة لولدها ابي الحسن موسى”…

*******

حميدة: يا ابا الحسن…
الامام(ع): نعم يا اماه.
حميدة: كما ترى يا ولدي بأني كبرت ولا اعلم متى سيأتي اجلي.
الامام(ع): اطال الله في عمرك يا اماه.
حميدة: لي امنية يا ولدي ابا الحسن واحب ان تحققها لي.
الامام(ع): سمعاً وطاعة يا اماه .. فانا ادعو الله عز وجل ان يعينني على تحقيقها. فما هي امنيتك يا اماه؟
حميدة: انت تعلم يا ولدي بان كل ام تتمنى ان ترى زواج ابنائها ويكون لها احفاد في البيت يمرحون ويلعبون على مرأى منها .. قبل ان توافيها المنية.
الامام(ع): حفظك الله يا اماه وبارك لك في عمرك.
حميدة: يا ولدي اني وجدت لك امرأة تليق ان تكون اماً لابنك.
الامام(ع): انا رهن امرك يا اماه وعسى الله ان يجعل فيه خيراً، ولكن من هي تلك المرأة؟
حميدة: ما تعلم يا ولدي ابا الحسن ان جاريتي “تكتم” من افضل النساء في عقلها ودينها واعظامها لي.
الامام(ع): اعلم ذلك يا اماه.
حميدة: فما جلست “تكتم” بين يديَّ يوماً منذ ان ملكتها اجلالاً لي … والله ما رأيت جارية قط افضل منها…
الامام(ع): الحق فيما تقولينه يا اماه.
حميدة: ولست اشك بان الله سبحانه وتعالى سيظهر نسلها، لاني رأيت رسول الله(ص) في المنام وطلب مني ان اهبها لك … لانه سيولد لك منها خير اهل الارض…
الامام(ع): ان رؤياك حق يا اماه.. ان جدي رسول الله(ص) يقول من رآني في المنام فقد رآني، فان الشيطان لا يتمثل بي.
حميدة: وانا يا ولدي قد وهبتها لك، فاستوص بها خيراً.
الامام(ع): صدق جدي رسول الله(ص) وسأحقق لك امنيتك يا اماه.
توفيق: يا شيخ لقد تذكرت بيتين من الشعر قالهما احد الشعراء يمدح بهما الامام الرضا(ع):

الا ان خير الناس نفساً ووالداً

ورهطاً واجداداً عليُّ المعظم

اتتنابه للعلم والحلم ثامناً

اماماً يؤدي حجة الله تكتم

الشيخ: احسنت يا ولدي … وجزى الله شاعر اهل البيت خيراً.
توفيق: وكذلك احسنت يا سيدي الجليل ابا الحسن علي بن ميثم على هذه الرواية اللطيفة… وماذا حصل يا سيدي بعد زواج مولانا ابي الحسن موسى بن جعفر من تكتم.
الشيخ: بارك الله لها في زواجها من ابي الحسن وحملت منه بالامام الرضا(ع)… وكان حملاً عجيباً ليس كحمل باقي الامهات.
توفيق: وكيف ذلك يا شيخ فما وجه العجب فيه؟
الشيخ: ليس كما تتصور بهذه البساطة، فانه من نوع آخر، فاسمع الحكاية كما تناقلها الرواة عن تكتم ام الرضا(ع):
تكتم: لما حملت بابني علي الرضا لم اشعر بثقل الحمل … وكنت اسمع في منامي تسبيحاً وتهليلاً وتمجيداً من بطني … فيفزعني ذلك ويهولني .. فاذا انتبهت لم اسمع شيئاً. ولما وضعته وقع على الارض واضعاً يديه على الارض رافعاً رأسه الى السماء يحرك شفتيه كأنه يتكلم. فدخل الي ابوه موسى بن جعفر وقال:
الامام(ع): هنيئاً لك يا امرأة كرامة ربك … ناوليني ولدي علي لاشمه واقبله.
تكتم: فناولته اياه وهو في خرقة بيضاء.. فأذَّن في اذنه اليمنى، وأقام في اذنه اليسرى، وحنكه بماء الفرات، ثم رده اليَّ وقال:
الامام(ع): خذيه، فانه بقية الله تعالى في ارضه.

*******

الراوي: قرر توفيق ان يعود الى اهله، لقد تأخر وسوف تفتقده زوجته وبناته… نظرَ الى ساعة يده، فهيأ له دوران عقاربها بسرعة فائقة الى الوراء، ووجد نفسه بجانب رجل كهل، حسن الهيئة والمنظر واقف بحذاء باب بيت كأنه ينتظر شخصاً ما…
توفيق: السلام عليك.
المفضل: وعليك السلام.
الغلام: تفضل يا سيدي.. لقد اذن لك مولاي ابو الحسن بالدخول اليه .. انت ومن معك. ومن باب حب الاستطلاع، همس في اذن الغلام.
توفيق: يا غلام، من هو هذا الرجل… ومن هو ملاك الذي اذن له بالدخول؟
الغلام: هذا المفضل بن عمر، من اصحاب مولاي ابي الحسن موسى بن جعفر، ومن رواة حديثه.
توفيق: “بحسرة بصوت واطيء” يا ليتني ادخل معه الى مولاي موسى بن جعفر.
الغلام: وانت ايضاً مأذون لك بالدخول.
توفيق: “بفرح يملؤه الخجل من الامام” وكيف؟
الغلام: الم تسمعني، قلت للمفضل، اذن لك مولاي انت ومن معك؟
توفيق: بلى، سمعت ذلك.
الغلام: فمن الذي معه غيرك.. تفضل ولا تخجل فان مولاي يستقبل كل الناس، ويحب كل الناس…
توفيق: انه مولاي ابو الحسن موسى بن جعفر انه واضعاً ابنه علي الرضا(ع) في حجره وهو يقبله ويضعه على عاتقه ويضمه اليه ويقول:
الامام(ع): بابي انت وامي ما اطيب ريحك واطهر خلقك وأبين فصلك.
توفيق والمفضل: السلام عليك يا مولانا.
الامام(ع): وعليكم السلام تفضلا.
المفضل: جعلت فداك يا مولاي لقد وقع في قلبي لهذا الغلام من المودة مالم يقع لاحد الا لك.
قال الامام(ع): يا مفضل هو مني بمنزلتي من ابي(ع). ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم.
المفضل: هل هو هذا صاحب الامر من بعدك؟
قال الامام(ع): نعم يا مفضل، فمن اطاعه رشد، ومن عصاه كفر.

*******

الراوي: بعد مضي سنوات وقد شبَّ الامام الرضا(ع) في كنف ابيه موسى بن جعفر(ع) … فصادف ان دخل عليهما الحسن بن الحسن ذات يوم وقال للامام موسى بن جعفر(ع)
الحسن: يا سيدي ابا الحسن جعلت فداك، اود ان اسألك سؤالاً.
قال الامام(ع): سل امامك.
الحسن: من تعني يا مولاي؟ فاني لا اعرف اماماً غيرك.
قال الامام(ع): هو عليٌّ ابني، وقد نحلته كنيتي.
الحسن: سيدي انقذني من النار … فان اباك ابا عبد الله الصادق(ع) قال انك القائم بهذا الامر.
قال الامام(ع): او لم اكن قائماً.
الحسن: بلى يا سيدي.
قال الامام(ع): اعلن يا حسن، ما من امام يكون قائماً في امة الا وهو القائم، فاذا مضى منهم، فالذي يليه هو القائم والحجة حتى يغيب عنهم … فكلنا قائم … فاصرف جميع ما انت تعاملني به الى ابني علي.
الحسن: نعم يا مولاي، سمعاً وطاعة.
قال الامام(ع): والله … والله، ما انا فعلت ذلك، بل الله فعل به ذلك حباً.
الراوي: انا لله وانا اليه راجعون والله لقد نعى الامام موسى بن جعفر نفسه بتلك الكلمات حيث سلم امور الامامة الى ابنه علي الرضا(ع).
فما لبث(ع) حتى ارسل هارون الرشيد من يأتيه بموسى بن جعفر(ع). وما زال ينقله من سجن الى سجن حتى استقر اخيراً في سجن السندي ابن شاهك، حيث دس اليه السم في طعام قدمه له، فلما اكله احس بالسم يسري في بدنه الشريف لم يلبث بعدها الا ثلاثة ايام حيث فارقت روحه الطاهرة بدنه الشريف، وذهب الى الله صابراً محتسباً. وبقي الامام الرضا(ع) تحف به اخطار الحكم العباسي.

*******

%d مدونون معجبون بهذه: