من عرف نفسه فقد عرف ربه *** أفضل العبادة إنتظار الفرج

(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .

Monthly Archives: أكتوبر 2015

العارف والزمان


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعداءهم من الاولين والاخرين

السلام عليكم ورحمته وبركاته

العارف والزمان

السيد : يوسف العاملي

إذا مـات العارف فـلن يجدهُ السائق والشهيَّد يوم القيَّامة ولن يجدهُ رضوان الجنة فيهـا ، ولا مالك النار فيهـا فقال أحدهُم : إذاً فـأين العارف !؟قال عليهِ السلام : إنهُ قُرب الله !

فـ العارف دائماً لا فيَّ السماء ولا فيَّ الأرض ولا فيَّ الجنة ولا فيَّ النـار ، إنهُ عند خالق السماء والجنة ]

 11141336_1457228884582528_4231377795227363336_n

إذا كان الخيال العلمي في أفلام الخيال العلمي يؤمن بالقفزة الفضائية يعني السفر إلى أماكن مجهولة بطي الزمان، فالعارف يؤمن  بالقفزة الوجودية.

 

العارف المتحقق بالوجود الحق الله جلا جلاله هو فوق كل شيء خلقه الله .

العارف يشم رائحة البحر وهو في البر بعيدا عن البحر. وهذه علامة على أنه في الملكوت.

العارف يشم رائحة الغمام في السماء وهو في الأرض وهذه علامة على أنه يجاور الملائكة .

الزمان هو حجاب  يفصل بين حضرة الحق والمخلوق.

الدنيا سبعة أيام وكل يوم بألف عام والآخرة سبعة أيام وكل يوم بألف عام ، كل أيام الدنيا والآخرة هي تسعة وأربعون ألف عام (49000) . إذا أضفنا يوم الرب المعبر عنه في القرآن (( وَإِنَّ يَوْمًا عِنْدَ رَبِّكَ كَأَلْفِ سَنَةٍ مِمَّا تَعُدُّونَ)). هكذا  ستصبح المدة الفاصلة بين أرض البلاء البشرية وحضرة الحق جلا  جلاله هي خمسون الف سنة (50000)  وهذا هو يوم القيامة.

كل هذه المسافات والأزمان يقطعها العارف وهو في أرض البلاء البشرية .

إذا ظهر صاحب الزمان عليه السلام فهذا يعني ظهور الحقائق الإلهية كلها.

المتحقق بصاحب الزمان في آخر الزمان هم أصحابه  عليهم السلام لأنهم العارفون  بدولته الإلهية التي هي دولة الحق .

فدولة الحق هي دولة الأسرار الإلهية ولا يتحقق هذا السر الوجودي الإلهي في أرض الإنسان إلا بعد تحقق ما شاءته المشيئة الإلهية في مسارها الجمالي المبدع  الذي حول العدم إلى وجود بعدما كان العدم يسأله عن ماهية وجوده في العدم المعدوم . فسؤال العدم جاء سرا وجوديا منذ كان العدم معدما، ففي الحقيقة المطلقة الإلهية لا وجود لعدم من نفسه فما تم إلا الله.

سئل البسطامي يوما كيف أصبحت؟  فقال لهم ليس لي صباح ولا مساء.

تجري الصفات والمتغيرات على الكائن الإنساني بينما العارف بالله سبق وجوده كل هذا لأنه كائن إذ لم يكن كما كان  مع من يجري كل شيء الله جلا جلاله عظم سلطانه وتنزه عن أدراك كنهه وهم الواهمين.

أرواح أنصاره


الليلة 14 : أرواح أنصاره

الموضوع: محرم 1437، الليلة 14 : أرواح أنصاره
                تحميل كتاب الطلب والارادة له علاقة بالمحاضرة

الإيمان بالمهدي والميثاق الإلهي


  • الإيمان بالمهدي والميثاق الإلهي

  • مقامات الخضر اما المهدي

  • واحترام المقام

 

يا سيدي، اليوم وصلك موعد

أم دون ذاك حوادث وخطوب

هل أنت محجوب؟ توهم عاقل

وبسرك القدسي حار لبيب

إذ أنت فينا حاضر بل ناظر

بل سامع لندائنا ومجيب

صبراً جميلاً وانتظارك بعده

فرج وفتح عاجل وقريب

 

بسم الله والحمد لله صادق الوعد اللطيف الخبير، والصلاة والسلام على أشرف الوسائل إليه وأكرمها عليه حبيبه وحبيبنا الهادي البشير وآله أهل آية التطهير.
سلام من الله عليكم أيها الأعزة ورحمة الله وبركاته..
معكم بتوفيق الله في حلقة جديدة من برنامجكم هذا نصطحبكم فيها شاكرين عبر المحطات التالية:
الأولى: ترتبط بواجبات عصر الغيبة عنوانها: الإيمان بالمهدي والميثاق الإلهي
وفي الثانية إجابة عن سؤال الأخ عبدالعزيز سليم وملخصه هو: مقامات الخضر اما المهدي
والثالثة حكاية أخرى من الحكايات الموثقة التي تزيدنا معرفة بإمامنا وخليفة الله المهدي – أرواحنا فداه – عنوان الحكاية هو: واحترام المقام
نرجو من الله لكم ولنا أنفع الأوقات مع فقرات لقاء اليوم من برنامج شمس خلف السحاب، تابعونا والمحطة التالية تحت عنوان:

الإيمان بالمهدي والميثاق الإلهي

روي في كتاب الكافي عن إمامنا جعفر الصادق – عليه السلام – أنه قال:
“..أما والله ليغيبن إمامكم سنيناً من دهركم، ولتمحصن حتى يقال: مات، قتل، هلك بأي واد سلك؟
ولتدمعن عليه عيون المؤمنين، ولتكفأن – أي تضطرب وتنقلب – كما تكفأ السفن في أمواج البحر، فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وأيده بروح منه”
.

مستمعينا الأفاضل، إن من حقائق الدين الحق الإيمان بوجود إمام العصر وغيبته وكونه – أرواحنا فداه – هو الثاني عشر من أئمة العترة المحمدية، وخاتم الأوصياء المحمديين وأنه هو المهدي الموعود – عجل الله فرجه – الذي وعد الله عباده أن يملأ على يديه الأرض قسطاً وعدلاً كما ملئت ظلماً وجوراً.
هذه الحقيقة العقائدية دلتنا عليها كثير من الآيات القرآنية وصحاح الأحاديث الشريفة والبراهين العقلية بل والأدلة الوجدانية، وقد فصل الحديث عن هذه الأدلة والبراهين علماء مدرسة الثقلين في دراسات تحقيقية كثيرة على مدى قرون التأريخ الإسلامي وحتى قبل ولادة خاتم الأوصياء الإثني عشر وغيبته – عجل الله فرجه -.
وقد تناولنا في عديد من حلقات هذا البرنامج تلكم الأدلة النقلية الناصعة والبراهين العقلية الساطعة والشواهد الوجدانية الملموسة، والتأمل فيها يكفي المؤمن للثبات على هذا الإعتقاد الحق وعدم السماح لتشكيكات شياطين الجن والإنس حتى سخريتهم واستهزائهم به أن تؤثر على اعتقاده هذا أو تضعفه بعد ثبوت الأدلة والبراهين الصادقة عليه.
من هنا كانت مراجعة هذه الأدلة والبراهين والتفكر فيها من أهم الوسائل العملية لترسخ الإعتقاد الصادق بالمهدي وغيبته – عجل الله فرجه -.
والى جانب هذه الوسيلة العملية يبين لنا مولانا الإمام الصادق – عليه السلام – في حديثه الذي قرأناه في بداية هذه الفقرة وسائل أخرى تعين المؤمن على ترسيخ إيمانه بإمام زمانه – أرواحنا فداه – وهذا ما نتناوله بعد قليل فابقوا معنا مشكورين..
أيها الإخوة والأخوات، نلاحظ أولاً في حديث مولانا الصادق شدة تحذيره من تقلب القلوب في عصر الغيبة بسبب شدة فتنها التي يشبهها – صلوات الله عليه – بأمواج البحر العاتية التي تضطرب بسببها السفن وتغرق، أي أنها فتن بجميع أشطالها الإغرائية الأخلاقية والفكرية توقع من لم يرسخ إيمانه الحق بإمام زمانه في متاهات إنكار وجوده – عليه السلام – وعرض أفكاراً متعددة كالقول بوفاته – أرواحنا فداه – أم أن وجوده أصبح ملكوتياً معزولاً لا صلة له بهذا العالم كما يشير لذلك قوله – عليه السلام – حتى يقال “مات، قتل، هلك، بأي واد سلك” ونظائر ذلك من التشكيكات التي نسمعها بين حين وآخر من هذا أو ذاك.
فكيف تكون النجاة من ذلك؟ يجيب الإمام الصادق – صلوات الله عليه – “فلا ينجو إلا من أخذ الله ميثاقه وأيده بروح منه”.
وهذه العبارة تشتمل على وسيلتين للنجاة الأولى: أن يقوي المؤمن روح الصدق في قلبه بشأن التزامه بالميثاق الإلهي وما عاهد الله عليه من التمسك بسفينة النجاة المحمدية المتمثلة بموالاة أهل البيت النبوي وهم عليهم السلام الذين مثلهم كسفينة نوح – عليه السلام – من ركبها نجا ومن تخلف عنها هلك كما صحت بذلك الأحاديث النبوية.
فإذا صدق في التمسك بولايتهم قبل الله ميثلقه وأنجاه واستجاب دعاءه في طلب الوسيلة الثانية أي التأييد الإلهي في الثبات على الدين الحق فيؤيده بروح منه عزوجل.
وإضافة لهاتين الوسيلتين نلمح في قول مولانا الصادق (ولتدمعن عليه عيون المؤمنين) إشارة الى وسيلة ثالثة تعين المؤمن على ثبات إيمانه الحق بإمام زمانه المهدي وهي وسيلة حفظ ارتباطه القلبي به – أرواحنا فداه – والذي يتمثل في دوام التشوق له والحزن لفراقه – عجل الله فرجه الشريف ورزقنا لقاءه ورؤية طلعته الرشيدة وغرته الحميدة – آمين.

يا سيدي، أبفجر يوم نلتقي

أم أنت بدر يحتويه غروب

أكما بيثرب من قدوم محمد

تأتي صباحاً أم أطل مغيب

يا سيدي إن كان عتبي مؤلماً

عذراً فأنت لديننا يعسوب

لا زلنا معكم أيها الأطائب وحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) نتابع تقديمها من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران..
من مستمعنا الكريم الأخ عبدالعزيز سليم من بغداد وصلت رسالة الكترونية تضمنت سؤالاً يقول فيه:
توجد في مدن العراق، مقامات عدة في مناطق يسكنها إخوتنا أهل السنة تنسب للخضر – عليه السلام – فهل يحتمل أنها في الأصل مقامات للإمام المهدي – عليه السلام – نسبوها للخضر لأن عقيدتهم هي أن المهدي يولد في آخر الزمان؟ وهل للخضر علاقة بصاحب الزمان – عليهما السلام -؟
نستمع لخلاصة إجابة الأحاديث الشريفة عن هذا السؤال من أخينا الحاج عباس باقري في الدقائق التالية..
الباقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم أيها الأخوة والأخوات وكذلك سلام على أخينا عبد العزيز سليم. أخ عبد العزيز بالنسبة لما ذكرتموه، نعم من المحتمل ذلك ونص عليه بعض العلماء بأن بعض المقامات التي تنسب للخضر عليه السلام هي ايضاً مقامات الامام المهدي. الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف صرحت بعض الروايات الشريفة بأن من أهم ملازميه في غيبته هو الخضر بل أن بعض الروايات تصرح بأن هذا العبد الصالح إنما أطال الله تبارك وتعالى في عمره لأمر يرتبط بالامام المهدي سلام الله عليه. الايمان بالخضر مشترك بين جميع الفرق الاسلامية يعني يؤمن به أهل السنة والمذاهب المختلفة مثلما يؤمن به أتباع مدرسة اهل البيت سلام الله عليهم. هنالك حديث جميل ورد في كتاب كمال الدين وتمام النعمة للشيخ الصدوق وايضاً عدة من الكتب المعتبرة عن الامام الصادق سلام الله عليه. لاحظوا هذا الحديث يقول عليه السلام “أما العبد الصالح أعني الخضر فإن الله عزوجل طوّل عمره لا لنبوة قدرها له ولا لكتاب ينزل فيه ولالشريعة ينسخ بها شريعة من كان قبله من الأنبياء ولا لإمامة يلزم عباده الاقتداء بها ولا لطاعة فرضها له بل الحكمة او العلة والتقدير الالهي لإطالة عمر الخضر بل إن الله تعالى لما كان في سابق علمه أن يقدر من عمر القائم في أيام غيبته ما يقدر علم مايكون من إنكار الأمة له أي إنكار الأمة لغيبته عليه السلام” وهذا أمر مشهود والكثيرون ينكرون غيبة الامام بسبب طول عمره “أراد أن يطول عمره ذلك الطول أي طول عمر عبد الصالح أي الخضر من غير سبب أوجب ذلك إلا لأجل الإستدلال به على القائم عجل الله تعالى فرجه الشريف وليقطع بذلك حجة المعاندين لأن لايكون للناس حجة”. هنالك جملة من الأحاديث تصرح بأنه ملازم للامام بعضها اشارة الى حضوره الحج وأنه يحضر الموسم كل سنه، في حديث للامام الرضا سلام الله عليه كما ورد في كما الدين وغيره وأنه أي الخضر ليحضر الموسم كل سنة فيقضي جميع المناسك ويقف بعرفة فيؤمن على دعاء المؤمنين. حديث آخر ايضاً عن الامام الرضا سلام الله عليه “وسيؤنس الله به وحشة قائمنا في غيبته ويصل به وحدته” الكثير من الروايات الموثقة بالإلتقاء بالامام المهدي سلام الله عليه كما في رواية إنشاء مسجد جمكران، في قرية جمكران من ضواحي مدينة قم، ورد فيها أوصاف لملازم للامام المهدي سلام الله عليه هذه الأوصاف تنطبق بالكامل على الخضر فهو ملازم سلام الله عليه حتى في الكثير من اللقاءات وعليه تكون من المحتمل جداً بل من المؤكد أن الكثير من مقامات الخضر او التي تنسب الى الخضر وليس جميعها ولكن الكثير من المقامات هي في آن واحد هي مقامات للعبد الصالح وكذلك مقامات للامام المهدي سلام الله عليه وعجل الله تعالى فرجه في الوقت نفسه. تبقى إشارة أن هذا العبد الصالح هو الذي ورد ذكره في سورة الكهف في الآيات المختصة بنبي الله موسى سلام الله عليه وفي هذه الآيات ايضاً اشارة الى سمو مقامه ومنزلته عند الله تبارك وتعالى وطول عمره كما نص على ذلك المفسرون من مختلف الفرق الاسلامية. شكراً للأخ عبد العزيز سليم وشكراً لكم أيها الأحبة.
نشكر أخانا الحاج عباس باقري على هذه التوضيحات ونتابع لقاء اليوم بتقديم حكاية نقدمها لكم تحت عنوان:

واحترم المقام

أيها الأفاضل..
من الأهداف المهمة لإستجابة الله عزوجل دعوات المستغيثين والمتوسلين إليه بخليفته وبقيته المهدي – عجل الله فرجه – هو هدف تثبيت إيمان المؤمنين بالإمام خاصة في عصر غيبته من جهة، ومن جهة ثانية إتمام الحجة على المنكرين له – عليه السلام – وهذا من جميل لطف الله عزوجل ورحمته بعباده، ندعوكم للتأمل بهذا الهدف التربوي ونحن ننقل لكم الحكاية التالية التي يعود تأريخها الى بداية القرن الهجري الثامن وقد نقلها أحد أعلام علماء مدرسة الثقلين في عصره هو السيد الجليل علي بن عبد الحميد النيلي الحلي في كتابه القيم (السلطان المفرج عن أهل الإيمان) عند ذكره من راى القائم – عليه السلام – من معاصريه، وقد نقلها عن معاصره وشاهدها المباشر الذي وصفه بـ (الشيخ الزاهد العابد المحقق شمس الدين محمد بن قارون) وذكر أنها من الحكايات التي اشتهرت بين جماعة من الأعيان الأماثل وأهل الصدق والأفاضل حسب تعبير السيد الثقة علي بن عبدالحميد – رضوان الله عليه – تابعونا ونحن ننقل تفيصلات هذه الحكاية المؤثرة بعد قليل..
ذكر الشيخ الزاهد العابد شمس الدين محمد في بداية الحكاية ما شهده من أن جماعة من النواصب وشوا بنميمة عند حاكم الحلة يومذاك وإسمه (مرجان الصغير) بأحد الأخيار في الحلة إسمه أبوراجح الحمامي لقب بذلك لكون كان صاحب حمام واتهموه بتهم الرفض، قال – رضوان الله عليه -:
(فأحضره الحاكم وأمر بضربه ضرباً شديداً مهلكاً على جميع بدنه، حتى أنه ضرب على وجهه فسقطت ثناياه – أي أسنانه الأمامية – وأخرج لسانه فجعل فيه مسلة من الحديد – أي إبرة كبيرة مؤذية – وخرق أنفه ووضع في فمه شركة من الشعر وشد فيها حبلاً وسلمه الى جماعة من أصحابه وأمرهم أن يطوفوا به في أزقة الكوفة – أي إذلالاً له… ثم سقط الرجل الى الأرض وعاين الهلاك فأخبر الحاكم بذلك فأمر بقتله، فقال الحاضرون: إنه شيخ كبير وقد حصل له ما يكفيه وهو ميت لما به فاتركه يموت حتف أنفه ولا تتقلد بدمه.
وبالغوا في ذلك – أي في طلبهم من الحاكم أن يتركه – حتى أمر بتخليته وقد انتفخ وجهه ولسانه – لما لاقاه من الضرب – فنقله أهله ولم يشك أحد أنه يمون من ليلته).
وهذا ما لم يحدث، مستمعينا الأكارم، ففي اليوم التالي جاؤوا إليه فوجدوه على نقيض الحال التي تركوه فيها وعلى نقيض ما توقعوا… قال شمس الدين محمد – رضوان الله عليه -:
(لما كان من الغد غدا الناس عليه، فإذا هو قائم يصلي على أتم حالة وقد عادت ثناياه التي سقطت كما كانت واندملت جراحاته ولم يبق لها أثر والشجة قد زالت من وجهه، فتعجبوا وسألوه عن أمره فقال:
إني لما عاينت الموت لم يبق لي لسان أسأل الله تعالى به، فكنت أسأله بقلبي واستغثت الى سيدي ومولاي صاحب الزمان عليه السلام، فلما جن علي الليل فإذا بالدار قد امتلأت نوراً وإذا بمولاي صاحب الزمان، قد أمر يده الشريفة على وجهي وقال لي:
أخرج، وكد على عيالك، فقد عافاك الله..
قال أبو راجح: فأصبحت كما ترون..
أيها الأكارم ونلمح في تتمة هذه الحكاية آثار هذه الكرامة الإلهية في تثبيت قلوب الناس على الإيمان الحق وردع الحاكم عن الإستهزاء به حيث كان يستهين بمقام صاحب الزمان المشهور في مدينة الحلة، قال هذا العالم العابد الجليل – رضوان الله عليه – في تتمة حكايته:
(وأقسم بالله تعالى، أن أبا راجح هذا كان ضعيفاً جداً أصفر اللون، شين الوجه مقرض اللحية، وكنت دائماً أراه على هذه الحالة كلما دخلت الحمام الذي يعمل فيه، فلما أصبحت في غد تلك الواقعة، كنت ممن دخل عليه فرأيته وقد اشتدت قوته وانتصبت قامته وطالت لحيته واحمر وجهه وعاد كأنه ابن عشرين سنة ولم يزل على ذلك حتى توفاه الله.
ولما شاع خبره طلبه الحاكم فرآه على ضد الحالة التي كان عليها بالأمس فداخل الحاكم من ذلك رعب عظيم، فصار بعد ذلك يزور مقام الإمام – عليه السلام – في الحلة ويجلس فيه مستقبلاً القبلة الشريفة بعد أن كان إذا أتاه جلس مستدبراً القبلة – استهزاءً – وأصبح يتطلف بأهل الحلة ويتجاوز عن مسيئهم ويحسن الى محسنهم.. ولم يلبث بعد ذلك إلا قليلاً حتى مات).

شرق البلاد وغربها بك تحتفي

وتطيب فيك شمائل وجنوب

وعذاب من شغفوا بحبك سائغ

ولقد أصيب بيوسف يعقوب

لكنها عين الحيارى صدها

نور فناظرها به مسلوب

والنور من تلك الزجاجة مشرق

فيخر موسى والجبال تذوب

 

نشكركم أيها الأحبة على طيب الإستماع والمتابعة لحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب) قدمناها لكم من إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران.
دمتم في أمان الله..

يا إله الحق


بسم الله  الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

يا إله الحق

السيد : يوسف العاملي

الإسلام من دون الديانات يدعو للصلاة .

ومذهب أهل البيت عليهم السلام من دون المذاهب يدعو للحق.

المتألهون عبر العصور يعبدون إله الغيب لكن هل يعبدون إله الحق وهم يعبدون إله الغيب؟

الحق يحتاج إلى تحقق.

ووالتحقق يحتاج إلى حجة.

والحجة هي الإنسان الكامل الإلهي الذي يعبد إله الحق.

كيف نوضح هذا ؟

يقول مولانا زين العابدين عليه السلام في صحيفته :

((1 ـ الْحَمْدُ للهِ الَّذِي تَجَلَّى لِلْقُلُوبِ بِالْعَظَمَةِ، وَاحْتَجَبَ عِنِ الاَبْصَارِ بِالْعِزَّةِ، وَاقْتَدَرَ عَلَى الاَشْيآءِ بِالْقُدْرَةِ.

2 ـ فَلاَ الاَبْصارُ تَثْبُتُ لِرُؤْيَتِهِ وَلاَ الاَوْهَامُ تَبْلُغُ كُنْهَ عَظَمَتِهِ.

3 ـ تَجَبَّرَ بالْعَظَمَةِ وَالْكِبْرِيآءِ، وَتَعَطَّفَ بِالْعِزِّ وَالْبِرِّ وَالْجَلالِ، وَتَقَدَّسَ بِالْحُسْنِ وَالْجَمَالِ، وَتَمَجَّدَ بِالْفَخْرِ وَالْبَهآءِ، وَتَجَلَّلَ بِالْمَجْدِ وَالاْلاءِ، وَاسْتَخْلَصَ بِالنَّورِ وَالضِّيآءِ.

4 ـ خالِقٌ لا نَظِيرَ لَهُ، وَأَحَدٌ لا نِدَّ لَهُ، وَواحِدٌ لا ضِدَّ لَهُ، وَصَمَدٌ لاَ كُفْوَ لَهُ، وَإلهٌ لا ثَانِيَ مَعَهُ، وَفاطِرٌ لا شَرِيكَ لَهُ، وَرازِقٌ لا مُعِينَ لَهُ.

5 ـ وَالأَوَّلُ بِلا زَوال، والدَّآئِمُ بِلا فَناء، وَالْقائِمُ بِلا عَنآء، وَالْمُؤْمِنُ بِلا نِهَايَة وَالْمُبْدِئُ بِلا أَمَد، وَالصَّانِعُ بِلا أَحَد، وَالرَّبُّ بِلا شَرِيك، وَالْفاطِرُ بِلا كُلْفَة، وَالْفَعَّالُ بِلا عَجْز.

6 ـ لَيْسَ لَهُ حَدٌّ فِي مَكان، وَلا غايَةٌ فِي زَمان. لَمْ يَزَلْ وَلاَ يَزُولُ وَلَنْ يَزَالَ كَذلِكَ أَبَدَاً هُوَ الإِلهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ، الدَّآئِمُ الْقادِرُ الْحَكِيمُ.

7 ـ إلهِي عُبَيْدُكَ بِفِنآئِكَ، سآئِلُكَ بِفِنآئِكَ، فَقِيرُكَ بِفِنآئِكَ (ثَلاثاً).

8 ـ إلهِي لَكَ يَرْهَبُ الْمُتَرَهِّبُونَ، وَإلَيْكَ أَخْلَصَ الْمُسْتَهِلُّونَ، رَهْبَةً لَكَ، وَرَجآءً لِعَفْوِكَ.

9 ـ يا إلهَ الْحَقِّ ارْحَمْ دُعآءَ الْمُسْتَصْرِخِينَ، وَاعْفُ عَنْ جَرآئِمِ الْغافِلِينَ، وَزِدْ فِي إحْسَانِ الْمُنِيبِينَ يَوْمَ الْوُفُودِ عَلَيْكَ يا كَرِيمُ.

يختم مولانا الإمام زين العابدين هذا التمجيد الإلهي بقوله “يا إله الحق.”

فماذا يعني هذا ؟

بدون وجود الإنسان الكامل لا يستطيع أي شخص عابد أن يعبد الله حقيقة.

الإنسان الكامل هو الميزان الإلهي.

كل من يعبد الله بدون معرفة الإنسان الإلهي لا يعبد شيئا.

لهذا نجد من يقول يوم يكشف عن ساق أنه لم يكن يعبد شيئا.

فالله شيء بخلاف الأشياء كما قال مولانا الإمام الحسين عليه السلام وذلك حتى لا يشبه أو يعطل.

الأشاعرة عطلوا الله لأنهم أرادوا تنزيهه ، حيث قلوا ليس كمثله شيء .

فلو أعتقد الأشاعرة بالإمام الذي هو الميزان لما وقع لهم هذا التعطيل ولدخلوا في حقيقة العبادة التي هي الولاية فمن لا ولاية له لايمكنه الدخول في الميزان.

ومن لا ميزان له لا وزن له.

القوى العالمية اليوم في عالمنا هذا المعولم لا يقيمون وزنا للأشاعرة لأنهم لا يمثلون أي حقيقة وجودية وهذا من تجليات يوم القيامة .

بخلاف أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام حيث يجدونهم في غاية الإنسانية والعمق الوجودي.

المخابرات المركزية الأمريكية كانت تضع مخبرين في مساجد الشيعة وبعد مضي عشرين سنة من المراقبة المستمرة أعترفت أن هؤلاء لا نحتاج معهم لمخبرين يكلفوننا ميزانية كبيرة بخلاف مساجد العامة فيها ،فهي مليئة بالمخبرين لأن العامة تعبد الله بدون ميزان إلهي في العبادة وبالتالي فعبادتهم لله هي مزاجية والإنسان المزاجي يحتاج إلى مراقبة مستمرة.

 

 

إن منكم إلا واردها

البكاء هو حقيقة الجنة

الهي امرت بالرجوع الى الآثار


بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين

السلام عليكم ورحمته وبركاته

الهي امرت بالرجوع الى الآثار

السيد : يوسف العاملي

“الهي امرت بالرجوع الى الآثار فارجعني اليك بكسوة الأنوار وهداية الاستبصار حتى أرجع اليك منها كما دخلت اليك منها مصون السر عن النظر اليها، ومرفوع الهمة عن الاعتماد عليها، انك على كل شيء قدير”. 

وقفة مع المقطع.

ينسب هذا المقطع لابن العطاء الاسكندري عند أبناء العامة وهم لا يعلمون أن هذه المناجاة المنسوبة لابن عطاء الاسكندري هي فصل مقتطع من دعاء عرفة لإمامنا الحسين عليه السلام .

ردوا الأمانات إلى أهلها.

في السفر الثالث يأمر العبد السالك إلى الرجوع إلى الخلق(  الهي أمرت بالرجوع الى الآثار فارجعني إليك بكسوة الأنوار وهداية الاستبصار..)

فوجود السالك مع الخلق والآثار بعد أن تم الوصال والاتصال في السفر الثاني هو أمر في غاية الصعوبة ، فبعدما تم الاتصال بالأحد الصمد يأمر العبد بالاتصال بالواحد في الكثرة حيث إقبال المريدين والدنيا والسمعة والذكر الحسن بين الناس.

فكلمة فارجعنا يدل على الرجوع مرة ثانية  بعد الانفصال من السفر الثاني وفي هذه الرجعة يكون الإمام قائدا إلى الله بكسوة الأنوار وهداية الاستبصار.

هنا نجد مصطلح الاستبصار فما معناه.

 الاستبصار هنا  مرفوقا بكلمة هداية .

فالهداية الحقيقة لا تتم إلا باستبصار الحقيقة ولا يتم استبصار الحقيقة إلا بمعرفة النفس ولا يتم معرفة النفس إلا بمعرفة الأطهار عليهم السلام في قولهم ( من عرف نفسه عرف ربه) ولا تتم معرفة النفس إلا بمعرفة منهاج فطري يوافق الظاهر والباطن.

ولا يوجد هذا المنهاج السليم إلا في معرفة طريقة أهل البيت عليهم السلام التي هي دعاء وذكر وتعزيرات تشريعية ظاهرية  ومحبة ومعرفة وولاية وجهاد ومجاهدة.

فطريقة أهل البيت عليهم السلام في الباطن والسلوك هي إخلاص الدعاء له بقلب يملؤه الشوق والرهبة والتوكل ، فالدعاء توسع طولي أي يوسع روحانية العبد فتتصل بالملأ الأعلى فيصبح صوته مسموعا فيه وكلما توسعت هذه الرؤية الوجودية صار العبد ذو ذكر وكلما أصبح ذو ذكر أصبح في توسع وجودي عرضي والذكر الخاص من طرف الشيخ للمحب المريد  هو طريقة أخرى خاصة للعبد لمعانقة الأسرار من جهة خاصة جدا.

 

الليلة 11و12

%d مدونون معجبون بهذه: