من عرف نفسه فقد عرف ربه *** أفضل العبادة إنتظار الفرج

(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .

الهي امرت بالرجوع الى الآثار

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين

السلام عليكم ورحمته وبركاته

الهي امرت بالرجوع الى الآثار

السيد : يوسف العاملي

“الهي امرت بالرجوع الى الآثار فارجعني اليك بكسوة الأنوار وهداية الاستبصار حتى أرجع اليك منها كما دخلت اليك منها مصون السر عن النظر اليها، ومرفوع الهمة عن الاعتماد عليها، انك على كل شيء قدير”. 

وقفة مع المقطع.

ينسب هذا المقطع لابن العطاء الاسكندري عند أبناء العامة وهم لا يعلمون أن هذه المناجاة المنسوبة لابن عطاء الاسكندري هي فصل مقتطع من دعاء عرفة لإمامنا الحسين عليه السلام .

ردوا الأمانات إلى أهلها.

في السفر الثالث يأمر العبد السالك إلى الرجوع إلى الخلق(  الهي أمرت بالرجوع الى الآثار فارجعني إليك بكسوة الأنوار وهداية الاستبصار..)

فوجود السالك مع الخلق والآثار بعد أن تم الوصال والاتصال في السفر الثاني هو أمر في غاية الصعوبة ، فبعدما تم الاتصال بالأحد الصمد يأمر العبد بالاتصال بالواحد في الكثرة حيث إقبال المريدين والدنيا والسمعة والذكر الحسن بين الناس.

فكلمة فارجعنا يدل على الرجوع مرة ثانية  بعد الانفصال من السفر الثاني وفي هذه الرجعة يكون الإمام قائدا إلى الله بكسوة الأنوار وهداية الاستبصار.

هنا نجد مصطلح الاستبصار فما معناه.

 الاستبصار هنا  مرفوقا بكلمة هداية .

فالهداية الحقيقة لا تتم إلا باستبصار الحقيقة ولا يتم استبصار الحقيقة إلا بمعرفة النفس ولا يتم معرفة النفس إلا بمعرفة الأطهار عليهم السلام في قولهم ( من عرف نفسه عرف ربه) ولا تتم معرفة النفس إلا بمعرفة منهاج فطري يوافق الظاهر والباطن.

ولا يوجد هذا المنهاج السليم إلا في معرفة طريقة أهل البيت عليهم السلام التي هي دعاء وذكر وتعزيرات تشريعية ظاهرية  ومحبة ومعرفة وولاية وجهاد ومجاهدة.

فطريقة أهل البيت عليهم السلام في الباطن والسلوك هي إخلاص الدعاء له بقلب يملؤه الشوق والرهبة والتوكل ، فالدعاء توسع طولي أي يوسع روحانية العبد فتتصل بالملأ الأعلى فيصبح صوته مسموعا فيه وكلما توسعت هذه الرؤية الوجودية صار العبد ذو ذكر وكلما أصبح ذو ذكر أصبح في توسع وجودي عرضي والذكر الخاص من طرف الشيخ للمحب المريد  هو طريقة أخرى خاصة للعبد لمعانقة الأسرار من جهة خاصة جدا.

 

One response to “الهي امرت بالرجوع الى الآثار

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

%d مدونون معجبون بهذه: