(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
وجه قائد الثورة الإسلامية في إيران آية الله السيد علي خامنئي رسالة جديدة إلى الشباب في البلدان الغربية وذلك على ضوء الأحداث المريرة التي شهدتها فرنسا مؤخراً.
وأكد آية الله خامنئي في الرسالة التي وصلت نسخة منها الى قناة العالم: أن معاناة الإنسان محزنة في أي مكان من العالم سواء في فرنسا أو في فلسطين والعراق ولبنان وسوريا، داعياً الشباب الغربيين إلى استلهام الدروس من محن اليوم وسد الطرق الخاطئة التي أوصلت الغرب إلى ما هو عليه الآن. وأضاف قائد الثورة الإسلامية أن العالم الإسلامي كان ضحية الإرهاب والعنف بأبعاد أوسع بكثير، مؤكدا أن هذا العنف كان للأسف مدعوماً على الدوام من قبل بعض القوى الكبرى بأساليب متنوعة. وفيما يلي النص الكامل للرسالة:
بسم الله الرحمن الرحيم إلى كل الشباب في البلدان الغربية الأحداث المريرة التي ارتكبها الإرهاب الأعمى في فرنسا دفعتني مرة أخرى لمخاطبتکم. ویؤسفنی أن توفر مثل هذه الأحداث أرضية الحوار، بيد أن الواقع هو أن القضايا المؤلمة إذا لم توفر الأرضية للتفكير بالحلول ولم تعط الفرصة لتبادل الأفكار، فستكون الخسارة مضاعفة. فمعاناة الإنسان، في أيّ مكان من العالم، محزنة بحد ذاتها لبنی البشر. مشهد طفل في حالة نزع الروح أمام أحبائه، وأمّ تبدلت فرحة عائلتها إلى مأتم، وزوج يحمل جسد زوجته مسرعا إلى ناحية ما، أو متفرّج لا يدري أنه سيشاهد بعد لحظات المقطع الأخیر من مسرحیة حیاته، هذه ليست مشاهد لا تثير العواطف والمشاعر الإنسانية. كل من له نصيب من المحبة والإنسانية يتأثر ويتألم لمشاهدة هذه المناظر، سواء وقعت في فرنسا، أو في فلسطين والعراق ولبنان وسورية. ولا شك أن ملياراً ونصف المليار من المسلمین لهم نفس الشعور، وهم براء ومبغضون لمرتكبي هذه الفجائع ومسببيها. غير أن القضية هی أن آلام اليوم إذا لم تؤد إلى بناء غد أفضل وأكثر أمناً، فسوف تختزل لتکون مجرد ذكريات مُرّة عديمة الفائدة. إنني أؤمن أنكم أنتم الشباب وحدکم قادرون، باستلهام الدروس من محن اليوم، على أن تجدوا السبل الجديدة لبناء المستقبل، وتسدوا الطرق الخاطئة التي أوصلت الغرب إلى ما هوعليه الآن. صحيح أن الإرهاب أصبح اليوم الهم والألم المشترك بيننا وبينكم، لكن من الضروري أن تعرفوا أن القلق وانعدام الأمن الذي جرّبتموه في الأحداث الأخيرة يختلف اختلافين أساسيين عن الآلآم التي تحملتها شعوب العراق واليمن وسورية وأفغانستان طوال سنين متتالية: أو لا إن العالم الإسلامي كان ضحية الإرهاب والعنف بأبعاد أوسع بكثير، وبحجم أضخم، ولفترة أطول بكثير. وثانيا إن هذا العنف كان للأسف مدعوماً على الدوام من قبل بعض القوى الكبرى بشكل مؤثر وبأساليب متنوعة. قلّ ما يوجد اليوم من لا علم له بدور الولايات المتحدة الأمريكية في تكوين وتقوية وتسليح القاعدة، وطالبان، وامتداداتهما المشؤومة. وإلى جانب هذا الدعم المباشر، نری حماة الإرهاب التكفيري العلنيون المعروفون کانوا دائماً عداد حلفاء الغرب بالرغم من أن أنظمتهم أكثر الأنظمة السياسية تخلفاً، بینما تتعرض أكثر وأنصع الأفكار النابعة من الديمقراطيات الفاعلة في المنطقة إلى القمع بكل قسوة. والإزدواجیة فی تعامل الغرب مع حركة الصحوة في العالم الإسلامي هی نموذج بليغ للتناقض في السياسات الغربية. الوجه الآخر لهذا التناقض يلاحظ في دعم إرهاب الدولة الذی ترتکبه إسرائيل. الشعب الفلسطيني المظلوم يعاني منذ أكثر من ستين عاماً من أسوء أنواع الإرهاب. إذا كانت الشعوب الأوربية اليوم تلوذ ببيوتها لعدة أيام وتتجنب التواجد في التجمعات والأماكن المزدحمة، فإن العائلة الفلسطينية لا تشعر بالأمن من آلة القتل والهدم الصهيونية منذ عشرات الأعوام، حتى وهي في بيتها. أيّ نوع من العنف يمكن مقارنته اليوم من حيث شدة القسوة ببناء الكيان الصهيوني للمستوطنات؟ إن هذا الكيان يدمر كل يوم بيوت الفلسطينيين ومزارعهم وبساتينهم من دون أن يتعرض أبداً لمؤاخذة جادة مؤثرة من قبل حلفائه المتنفذين، أو على الأقل من المنظمات الدولية التی تدعی استقلالیتها، من دون أن تتاح للفلسطينيين حتى فرصة نقل أثاثهم أو حصاد محاصيلهم الزراعية، ويحصل كل هذا في الغالب أمام الأعين المذعورة الدامعة للنساء والأطفال الذين يشهدون ضرب وإصابة أفراد عوائلهم، أو نقلهم في بعض الأحيان إلى مراكز التعذيب المرعبة. تری هل تعرفون في عالم اليوم قسوة بهذا الحجم والأبعاد وبهذا الاستمرار عبر الزمن؟ إمطار سيدة بالرصاص في وسط الشارع لمجرد الاعتراض على جندي مدجّج بالسلاح، إنْ لم يكن إرهاباً فما هو إذن؟ وهل من الصحیح أن لا تعدّ هذه البربرية تطرفاً لأنها ترتکب من قبل قوات شرطة حكومة محتلة؟ أو بما أن هذه الصور تكررت على شاشات التلفزة منذ ستين سنة، فإنها يجب أن لا تستفز ضمائرنا؟ الحملات العسكرية التي تعرض لها العالم الإسلامي في السنوات الأخيرة، والتي تسببت في الكثير من الضحايا، هی نموذج آخر لمنطق الغرب المتناقض. البلدان التي تعرضت للهجمات ، فقدت بناها التحتية الاقتصادية والصناعية، وتعرضت مسيرتها نحو الرقي والتنمية إما للتوقف أو التباطؤ، وفي بعض الأحيان تراجعت لعشرات الأعوام فضلاً عن ما تحملته من خسائر إنسانية. ورغم كل هذا يطلب منهم بوقاحة أن لا يعتبروا أنفسهم مظلومين. كيف يمكن تحويل بلد إلى أنقاض وإحراق مدنه وقراه وتحويلها إلى رماد، ثم يقال لأهالیه لا تعتبروا أنفسكم مظلومين رجاء! أليس الأفضل الاعتذار بصدق بدل الدعوة إلى تعطیل الفهم أو نسيان الفجائع؟ إن الألم الذي تحمله العالم الإسلامي خلال هذه الأعوام من نفاق المهاجمين وسعیهم لتنزیه ساحتهم ليس بأقل من الخسائر المادية. أيها الشباب الأعزاء، إنني آمل أن تغيروا أنتم في الحاضر أو المستقبل هذه العقلیة الملوثة بالتزييف والخداع، العقلیة التي تمتاز بإخفاء الأهداف البعيدة وتجميل الأغراض الخبیثة. أعتقد أن الخطوة الأولى في توفير الأمن والاستقرار هو إصلاح هذه الأفكار المنتجة للعنف. وطالما تسود المعايير المزدوجة على السياسة الغربية، وطالما یقسّم الإرهاب في أنظار حماته الأقوياء إلى أنواع حسنة وأخرى سيئة، وطالما یتم ترجيح مصالح الحكومات على القيم الإنسانية والأخلاقية، ينبغي عدم البحث عن جذور العنف في أماكن أخرى. لقد ترسّخت للأسف هذه الجذور تدريجياً على مدى سنين طويلة في أعماق السياسات الثقافية للغرب أيضاً، وراحت تعِدّ لغزو ناعم صامت. الكثير من بلدان العالم تعتز بثقافاتها المحلية الوطنية، تلک الثقافات التي غذّت المجتمعات البشرية على نحو جيد طوال مئات الأعوام محافظه علی إزدهارها وإنجابها. والعالم الإسلامي ليس استثناء لهذه الحالة. ولكن العالم الغربی استخدم في الحقبة المعاصرة، أدوات متطورة مصرّاً على الاستنساخ والتطبیع الثقافي في العالم. إنني أعتبر فرض الثقافة الغربية على سائر الشعوب، واستصغار الثقافات المستقلة، عنفاً صامتاً وعظيم الضرر. ویتم إذلال الثقافات الغنية والإسائة لأكثر جوانبها حرمة، رغم أن الثقافة البديلة لا تستوعب ان تکون البديل لها على الإطلاق. وعلى سبيل المثال، إن عنصری «الصخب» و«التحلل الأخلاقي» اللذین تحوّلا للأسف إلى مكوّنين أصليين في الثقافة الغربية، هبطا بمكانتها ومدی قبولها حتى في موطن ظهورها. والسؤال الآن هو: هل هو ذنبنا نحن أننا نرفض ثقافة عدوانية متحللة بعیدة عن القیم؟ هل نحن مقصّرين إذا منعنا سيلاً مدمراً ينهال على شبابنا على شكل نتاجات شبه فنية مختلفة؟ إنني لا أنكر أهمية الأواصر الثقافية وقيمتها. وهذه الأواصر متى ما حصلت في ظروف طبيعية وشهدت احترام المجتمع المتلقی لها ستنتج التطور والإزدهاروالإثراء. وفي المقابل فإن الأواصر غير المتناغمة والمفروضة ستعود فاشلة جالبة للخسائر. يجب أن أقول بمنتهى الأسف أن جماعات دنیئة مثل داعش هي ثمرة مثل هذه الصلات الفاشلة مع الثقافات الوافدة. فإذا كانت المشكلة عقيدية حقاً لوجب مشاهدة نظير هذه الظواهر في العالم الإسلامي قبل عصر الاستعمار أيضاً، في حين أن التاريخ يشهد بخلاف ذلك. التوثيقات التاريخية الأكيدة تدلّ بوضوح كيف أن التقاء الاستعمار بفكر متطرف منبوذ نشأ في كبد قبيلة بدوية، زرع بذور التطرف في هذه المنطقة. وإلّا كيف يمكن أن يخرج من واحدة من أكثر المدارس الدينية أخلاقاً وإنسانية في العالم ، والتي تعتبر وفق نسختها الأصلية أن قتل إنسان واحد يعدّ بمثابة قتل الإنسانية كلها، كيف يمكن أن يخرج منها زبلٌ مثل داعش؟ من جانب آخر، ينبغي السؤال: لماذا ينجذب من ولد في أوروبا وتربّی في تلك البيئة الفكرية والروحية إلى هذا النوع من الجماعات؟ هل يمكن التصديق بأن الأفراد ينقلبون فجأة بسفرة أو سفرتين إلى المناطق الحربية إلى متطرفين یمطرون أبناء وطنهم بالرصاص؟ وبالتأكيد علینا أن لا ننسی تأثیرات التغذية الثقافية غير السليمة في بيئة ملوثة ومنتجة للعنف طوال سنوات عمر هولاء. ينبغي الوصول إلی تحليل شامل في هذا الخصوص، تحليل يكشف النقاب عن الأدران الظاهرة والخفية في المجتمع. وربما كانت الكراهية العميقة التي زرعت في قلوب شرائح من المجتمعات الغربية طوال سنوات الازدهار الصناعي والاقتصادي، ونتيجة حالات عدم المساواة، وربما حالات التمييز القانونية والبنيوية، قد أوجدت عقداً تتفجّر بين الحين والآخر بهذه الأشكال المريضة. على كل حال، أنتم الذين يجب أن تتجاوزوا الصور الظاهریة لمجتمعاتكم، وتجدوا مکامن العقد والأحقاد وتكافحوها. ينبغي ترميم الهوّات بدل تعميقها. الخطأ الكبير في محاربة الإرهاب هو القیام بردود الأفعال المتسرّعة التي تزيد من حالات القطیعة الموجودة. أية خطوة هياجية متسرعة تدفع المجتمع المسلم في أوروبا وأمريكا، والمكوّن من ملايين الأفراد الناشطين المتحمّلين لمسؤولياتهم، نحو العزلة أو الخوف والاضطراب، وتحرمهم أكثر من السابق من حقوقهم الأساسية، وتقصيهم عن ساحة المجتمع، لن تعجز فقط عن حل المشكلة بل ستزيد المسافات الفاصلة وتكرّس الحزازات. التدابير السطحية والانفعالية، خصوصاً إذا شرعنت وأضفی علیها الطابع القانوني، لن تثمر سوى تكريس الاستقطابات القائمة وفتح الطريق أمام أزمات مستقبلية. وفقاً لما وصل من أنباء، فقد سنّت في بعض البلدان الأوروبية مقررات تدفع المواطنين للتجسس على المسلمين. هذه السلوكيات ظالمة، وكلنا يعلم أن الظلم يعود عکسیا شئنا أم أبينا. ثم إن المسلمين لا يستحقون هذا الجحود. العالم الغربي يعرف المسلمين جيداً منذ قرون. إذ يوم كان الغربيون ضيوفاً في دارالإسلام وامتدت أعينهم إلى ثروات أصحاب الدار، أو یوم كانوا مضيّفين وانتفعوا من أعمال المسلمين وأفكارهم، لم يلاقوا منهم في الغالب سوى المحبة والصبر. وعليه، فإنني أطلب منكم أيها الشباب أن ترسوا أسس تعامل صحيح وشريف مع العالم الإسلامي، قائم على ركائز معرفة صحيحة عميقة، ومن منطلق الاستفادة من التجارب المريرة. في هذه الحالة ستجدون في مستقبل غير بعيد أن البناء الذي شيّدتموه على هذه الأسس يمدّ ظلال الثقة والاعتماد على رؤوس بُناته، ويهديهم الأمن والطمأنينة، ويشرق بأنوار الأمل بمستقبل زاهر على أرض المعمورة. السيد علي الخامنئي ۲۹ نوفمبر/ تشرین الثاني ۲۰۱٥
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمته وبركاته
الإسلام المحمدي الأصيل بين الهجرة الأولى إلى ملك الحبشة وحلف المقاومة.
السيد : يوسف العاملي
النصارى يحملون حكمة المسيح عليه السلام لهذا هم حواريون.
في بداية الإسلام المحمدي الأصيل هاجر المسلمون الأوائل إلى ملك الحبشة النصراني فأواهم وحماهم من بطش كفار قريش .
في بداية الثورة الإسلامية في إيران ،أرسل قائد الثورة الإسلامية روح الله الموسوي الخميني رضوان الله عليه رسالة إلى رئيس الإتحاد السوفياتي يدعوه فيها للإسلام والتفكر في رسالة الإسلام العظيمة.
بوتين ألقى كلمة أثناء مراسيم تدشين المسجد الكبير في موسكو فوصف الإسلام بالدين العظيم.
بوتين يقول نحن لا نطعن أصدقاءنا في الظهر .
وسؤالنا الآن والذي حير الكثير من المراقبين في هذه الأيام الحرجة هو : هل يفعل فلاديمير بوتين رئيس روسيا الاتحادية ما فعله ملك الحبشة أصحمة النجاشي ؟
ولماذا روح الله الخميني رضوان الله عليه أرسل رسالة الإسلامإلى الإتحاد السوفياتي ولم يرسلها للغرب المادي الإمبريالي الاستعماري؟
لا شك أن الخميني العظيم ض كان ينظر إلى الجمهوريات السوفياتية نظرة عرفانية ومستقبلية لهذا أسرع في إرسال تلك الرسالة التاريخية والمهمة.
في كل الأحوال فمهما كانت مصلحة الجمهورية الروسية الإتحادية ، فهي ستكون لصالح معسكر المقاومة وذلك لأن روسيا اليوم هي قائمة على الحوار والتفاهم وليس على الإقصاء والإرهاب كما هو المعسكر الأعرابي الغربي الاستعماري الإمبريالي.
المسيح الشرقيون كلهم يقرأون القرآن لأن أغلبهم يعرفون اللغة العربية وبالتالي فكونهم مسيح لا يعني أنهم بعيدون عن تعاليم الإسلام السمحة ، ولا غرابة في ذلك فحسب تجربتي المتواضعة أعرف أصدقاء مسيح هم يفكرون بلغة القرآن ويستشهدون بآيات منه كذلك .
الحوار القائم على الإنسانية والمصالح المشتركة واحترام الشريك في أسس تفكيره هو ما نراه اليوم قائما بين الجمهورية الإسلامية في إيران والجمهورية الروسية الإتحادية.
يقول السيد روح الله الخميني قائد الثورة الإسلامية ض ((نشكر الله تعالى أن جعل أعداءنا ومناهضي سياستنا الإسلامية من الحمقى والجهلاء؛ لأنّهم لا يعون كون أعمالهم العشوائية أدت الى تدعيم موقفنا والتعريف بمظلوميتنا ومهدّت الطريق لارتقاء مذهبنا، إذ لو استفدنا من مئات الوسائل الدعائية وأرسلنا آلاف المروجين وعلماء الدين إلى مختلف أقطار العالم للتمييز بين الإسلام الأصيل والإسلام الأمريكي والتفريق بين حكومة العدل وحكومة العمالة الزاعمة للذود عن الإسلام لما تمكنا من ذلك بالشكل الذي حصل…. الخ)).
كل ملوك ورؤساء الأعراب والغرب الاستعماري حمقى و الذي يؤكد هذا، حماقة الرئيس التركي الأخيرة فالطعنة التي تلقتها روسيا في الظهر جعلت سماء سوريا محصنة ، وهكذا أصبح المشهد أكثر تعقيدا لمن كان يراهن على سقوط بشار الأسد.
المقاومة قوت الجمهورية الروسية الإتحادية فجاء الروس لترد المقاومة أنفاسها.
لولا المقاومة لما تقوت روسيا ولولا الروس لما ردت المقاومة أنفاسها.
عندما تجمع المقاومة كل أنفاسها سوف تطهر الأرض من كل التكفيريين ومعهم كل الدول التي حرضت على الإرهاب من وراء الكواليس وسيكون ذلك متزامنا مع الإجماع الدولي على أنها دول راعية للإرهاب الدولي بالفعل والشواهد الميدانية .
السياسة المزدوجة والنفاق السياسي والاستكبار جعل الغرب الامبريالي أكثر تهورا وسذاجة في فهم الواقع الأرضي وما يجري فيه بالضبط.
الواقعية التي تمتاز بها الجمهورية الإسلامية في إيران في قراءة الأحداث وربطها بالماضي العريق والأصيل في واقعة كربلاء الحسين عليه السلام وما جرى فيها من أحداث والمستقبل المزهر على يد مولانا صاحب الأمر والزمان عجل الله فرجه جعلتها أكثر حكمة واستبصار في عملية النهوض بالأمة الإسلامية الذي أثقلها المخادعون والمنافقون والغاصبون من الداخل والاستكبار العالمي من الخارج.
سينتصر الصادقون الأقوياء ويسنتصر السلام الكوني العالمي وستشرق الأرض بنور ربها يومئد سيفرح المؤمنون .
(إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى ) .
صدق الله العلي العظيم وبلغ رسوله الكريم ونحن على ذلك من الشاهدين.
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمته وبركاته
دولة الإمام المهدي عليه السلام والعلوم الكاملة
السيد : يوسف العاملي
لا يوجد العلم كامل إلا عند الإنسان الكامل.
الإنسان الكامل هو من يحمل السر الإلهي والسر الوجودي والسر الكوني.
جاء في دعاء الندبة ليوم الجمعة العبارة التالية (( يا ابن العلوم الكاملة )).
العلم الكامل هو العلم الذي حمله مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام .
يقول حيدر الآملي رضوان الله عليه المحقق والعارف : “لكي يكون الإنسان المجتهد مرجعا فقهيا كاملا عليه أن يدرس علوم الفقه 80 سنة متواصلة.”
في زمن الغيبة الكبرى تدين أتباع مدرسة أهل البيت عليهم السلام هو كله اجتهادي وليس تدينا كاملا .
التدين الكامل هو الذي يصنع الإنسان الكامل .
أن تعبد الله وحده فذلك هو التوحيد الخالص الصافي من كل الشوائب فهل يستطاع ذلك والإنسان كل تعبده اجتهادي؟
لا يعبد الله حقا وصدقا وواقعا إلا في دولة مولانا الإمام المهدي عليه السلام دولة الإنسان الكامل الإلهي.
في دولة الإمام المهدي عليه السلام ستقوم الحروف والأعداد كلها لتعطي للإنسان حقيقة وجودية مخفية في سر وجودها.
في دولة الإمام المهدي عليه السلام ستقوم الأسرار الصامتة في سرادقات العرش الإلهي لتسير بالإنسان إلى حقيقة وجوده الإلهي.
في دولة الإمام المهدي عليه السلام ستبوح كل الأسرار بأسرارها ،ففي كل سر سر إلى ما لا نهاية من الأسرار.
بالعلم والسر يتكامل وجود سر الإنسان في حقيقة وجود الصانع المبدع فالعلم للمكان والسر للزمان والكون في كلمة كن هو سر مدفون في دولة الأسرار الإلهية دولة مولانا الإمام المهدي عليه السلام الخاتم للأسرار الإلهية.
يقول مولانا أمير المؤمنين عليه السلام ” ما من علم إلا وأنا أفتحه وما من سر إلا والقائم يختمه.”
اللهم اجعلنا في دولة خاتم الأسرار الإلهية مسرورين في سرك المبدع لكل شيء.
بسم الله وله الحمد والمجد مبدأ كل خير ومنتهاه.. والصلاة والسلام على شموس حكمته وهداه.. حبيبنا المصطفى الأمين وآله الطيبين صلوات الله عليهم أجمعين. السلام عليكم إخوتنا المستمعين ورحمة الله وبركاته.. معكم في حلقة جديدة من هذا البرنامج المهدوي نصحبكم فيها ضمن الفقرات التالية: الفقرة الخاصة بتكاليف عصر الغيبة وعنوانها في هذا اللقاء: طوبى للغرباء تليها إجابة عن سؤال الأخت الكريمة (أم فاطمة) من القطيف بشأن: القرآن الكريم وعلامات الظهور ثم حكاية لأحد العلماء المهدويين الأبرار عنوانها: أخذ بيدي مع داعئنا بقضاء أطيب الأوقات وأنفعها مع لقاء اليوم من برنامج (شمس خلف السحاب) ندعوكم لمرافقتنا في الفقرة التالية تحت عنوان:
طوبى للغرباء
روى الشيخ النعماني في كتاب (الغيبة) بسنده عن السيد الجليل عبد العظيم الحسني – سلام الله عليه – أنه سمع مولانا الإمام الجواد – صلوات الله عليه – يقول: “إذا مات إبني علي بدا سرج بعده ثم خفي، فويل للمرتاب وطوبى للغريب الفار بدينه، ثم يكون بعد ذلك أحداث تشيب فيها النواصي ويسير الصم الصلاب”. في هذا الحديث الشريف يشير مولانا تاسع أئمة العترة المحمدية التقي الجواد – صلوات الله عليه – الى إثنين من تكاليف المؤمنين في عصر غيبة خاتم الأوصياء المحمديين بقية الله المهدي – أرواحنا فداه -. وقد تحدثنا في حلقات سابقة أولها وهو نفي الشكوك ومجاهدة الشبهات العقائدية التي تضعف إيمانه العقلي والقلبي بوجود الإمام الثاني عشر صاحب الزمان بسبب غيبته الظاهرية – عجل الله فرجه – والثبات على الدين الحق الذي أكمله الله لعباده بولاية الأئمة الإثني عشر. وفي هذا النص يحثنا مولانا الإمام الجواد – عليه السلام – على العمل بهذا الواجب من خلال التحذير من عاقبة المستسلم لهذه الشكوك والشبهات، حيث يقول – عليه السلام -: (فويل للمرتاب)، والويل هو – أجارنا الله منه – من أعلى مراتب الشقاء الذي يحدق بالإنسان، ومن استخدام هذا التعبير في النص الجوادي المتقدم يتضح أن السماح لتلك الشكوك والشبهات الواهية بالدخول الى القلب وتحول الإنسان الى مرتاب شاك بوجود إمام زمانه المحمدي رغم أنه قد نص عليه وأخبر بغيبته جده المصطفى وأوصيائه – عليه وعليهم السلام – في نصوص صحيحة كثيرة متواترة المضمون: هذا الأمر يوقع الشاك في مستنقع الجهل بإمام زمانه ومبايعته والإرتباط به – عليه السلام – وبالتالي تكون عاقبته أن يكوت ميتة جاهلية كما صرح بذلك الحديث النبوي الشهير المروي من الطرق المعتبرة عند مختلف المذاهب الإسلامية.
أما الواجب الثاني من واجبات مؤمني عصر الغيبة الذي يهدينا إليه مولانا الإمام التقي الجواد فهو الذي يشير إليه قوله – عليه السلام – “وطوبى للغريب الفار بدينه”. وهذه العبارة تشير الى حسن عاقبة الذي يفر بدينه في عصر الغيبة، فما معنى القيام بذلك؟ في الإجابة عن هذا السؤال نشير أولاً الى أن هذا التعبير قد ورد في أحاديث مروية عن النبي الأكرم – صلى الله عليه وآله – في الكتب المعتبرة عند مختلف المذاهب الإسلامية، وفيها إشارات الى ارتباط الفرار بالدين بقضية الإمام المهدي وغيبته – عجل الله فرجه – فقد روى البخاري في تأريخه ونعيم بن حماد في كتاب الفتن وأبونعيم في الحيلة والزمخشري في ربيع الأبرار وغيرهم بأسانيدهم عن رسول الله – صلى الله عليه وآله – قال: “أحب شيء الى الله تعالى الغرباء.. الذين يفرون بدينهم يجمعون الى عيسى بن مريم”. وجمعهم لعيسى يشير الى نزوله – عليه السلام – لنصرة المهدي – عجل الله فرجه – كما صحت بذلك الأحاديث الشريفة المروية من طرق الفريقين؛ وهذا يدل على عظمة أجر من يقوم بواجب (الفرار بدينه) من مؤمني عصر الغيبة إذ أنه يصبح من أحباء الله الذين يدخرهم عزوجل لنصرة خليفته المهدي – عجل الله فرجه وجعلنا من خيار أنصاره في غيبته وظهوره -. أيها الأفاضل، وبعد اتضاح عظمة بركات القيام بهذا الواجب من واجبات عصر الغيبة ننتقل للتعرف الى معنى فرار المؤمن بدينه في عصر الغيبة وكيف يقوم بهذا الواجب؛ فما هو المراد بذلك؟ في الإجابة عن هذا السؤال نقول إن المستفاد من الأحاديث الشريفة أن المقصود بفرار المؤمن بدينه ليس العزلة الظاهرية الكاملة عن المجتمع، فهذا المعنى تنفيه أحاديث عدة تصف الغرباء الفارين بدينهم بأنهم “أناس صالحون في أناس سوء كثير، من يعصيهم أكثر ممن يطيعهم” كما ورد في حديث نبوي رواه أحمد بن حنبل في مسنده قال النبي الأكرم في مقدمته (طوبى للغرباء) ولما سئل عنهم أجاب – صلى الله عليه وآله – أنه قال في حديث آخر بعد ذكر الفتن: “..فطوبى للغرباء الذين يصلحون ما أفسد الناس بعدي من سنتي”.
وعليه نفهم من هذه الأحاديث ونظائرها أن هؤلاء الغرباء الذين يفرون بدينهم يتحركون في الوسط الإجتماعي ويحفظون السنة المحمدية النقية ويزيلوا التحريفات عنها ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وغاية الأمر أنهم قلة ومن يطيعهم ويستجيب لهم قلة مقابل كثرة من يعصيهم. وبعد اتضاح بطلان أن يكون معنى الفرار بالدين هو العزلة عن المجتمع وعن العمل التبليغي، وبملاحظة أن النصوص الشريفة ومنها النص المتقدم تضم الفرار بالدين الى واجب نفي الشبهات والشكوك العقائدية والثبات على التمسك بالدين الحق يتضح من كل ذلك أن القيام بواجب الفرار بالدين يعني حفظ المؤمن التزامه الديني من التأثر بالشبهات والشكوك والتحريفات ومن أشكال سوء الفهم والقراءات المنحرفة للدين الحق التي تحاول تحريف قيم وحقائق الدين المحمدي النقي والإلتزام بها الى حالة تنسجم مع الأوضاع أو أشكال الفهم المتأثرة بالهجوم الثقافي الغربي مثلاً أو دعوات الأئمة المضلين وهذه من مصاديق الفتن التي حذرت منها النصوص الشريفة وأمرت المؤمنين بعدم الدخول فيها لأن في ذلك ضياع الدين.
فمتى تشرق دنيانا
بأصباح حقيقي
ومتى تبتسم الدنيا
بميلاد الشروق
ليرف الحق في الدنيا
منيراً لي طريقي
فحياة النفس بالمهدي
يا نفس أفيقي
وإذا ما ذكر المهدي
ولّى كل ضيق
مستمعينا الأطائب، هل ورد في القرآن الكريم إشارات الى علامات ظهور المهدي المنتظر – عجل الله فرجه -؟ هذا هو السؤال الذي بعثته عبر البريد الإلكتروني الأخت الكريمة (أم فاطمة) من القطيف لبرنامجها وبرنامجكم (شمس خلف السحاب) الذي تستمعون له من إذاعة طهران صوت
الجمهورية الإسلامية في ايران.
والإجابة عن هذا السؤال نستمع لها من أخينا الحاج عباس باقري في الدقائق التالية: باقري: بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم مستمعينا الأفاضل وسلام على اختنا الكريمة أم فاطمة. نعم وردت في القرآن الكريم أشارات متعددة الى علامات ظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف، هذه القضية هي جزء من حديث الآيات الكريمة من الإعتقاد بالمهدي سلام الله عليه وغيبته وعلامات ظهوره وخصائص دولته، كل هذه الموضوعات وغيرها تناولتها آيات كريمة عدة، جمعها العلماء في كتب مختصة بهذا الموضوع منها كتاب “المحجة فيما نزل في القائم الحجة” للعلامة البحراني رضوان الله عليه اضافة الى كتب اخرى متعددة. لعل من أجمع هذه الكتب هو كتاب الأستاذ عرفان محمود “القضية المهدوية في الرؤية القرآنية”. هنا ينبغي الاشارة الى أن هناك عدة احاديث شريفة عندما نقول وردت في القرآن الكريم اشارات الى علامات الظهور بملاحظة تفسير أهل البيت يعني الثقل الثاني للقرآن الكريم. فسرت مجموعة من الآيات الكريمة ببيان مصاديقها بأن من مصاديقها وأسمى مصاديقها وأهم مصاديقها يرتبط بعلامات الظهور. أذكر بعض النماذج لذلك مثلاً ورد في كتاب الغيبة للنعماني أن أبا بصير سأل الامام الباقر سلام الله عليه عن تفسير قول الله عزوجل في الآية الثالثة والخمسين من سورة فصلت “سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق” هذه الآية لها معنى، هذا المعنى يطبقه الامام الباقر على قضية علامات ظهور الامام المهدي يعني يشير الى أننا ينبغي أن نتعرف على بعض علامات الامام المهدي من خلال تطبيق الآيات الكريمة بالإستعانة ببيان الأئمة المعصومين عليهم السلام. أجاب الامام الباقر فقال “نريهم في أنفسهم المسخ ونريهم في الآفاق إنقاض الآفاق عليهم فيرون قدرة الله في أنفسهم وفي الآفاق” وقوله “حتى يتبين لهم أنه الحق” يعني بذلك خروج القائم هو الحق من الله عزوجل يراه هذا الخلق لابد منه يعني الآية الكريمة يستفاد منها الامام الباقر ويعلمنا أن نستفيد بأن فيها اشارات الى أن ظهور الامام المهدي سلام الله عليه ينتج عن حالة من الشعور الوجداني لدى البشر جميعاً بمختلف طوائفهم ومللهم، شعورهم بالحاجة الى منقذ إلهي هو الحق يتبين أن الحق عند محمد وآله الطاهرين كما ورد في تفسير آيات اخرى. هنالك في كتاب الكافي ايضاً رواية اخرى قضية “إن نشأ ننزل عليهم من السماء آية فظلت اعناقهم لها خاضعين” في سورة الشعراء مضمون الآية الكريمة يطبقها على الصيحة السماوية يعني من علامات ظهور المهدي ظهور آيات سماوية يخضع لها البشر ويقرون بأن هذا الذي يظهر الآن مقترن ظهوره بعلامات لايمكن أن تصدر إلا من الله تبارك وتعالى فيما يرتبط بأولياءه. ايضاً من النصوص الواردة في تطبيق بعض الآيات ماورد في ينابيع المودة عن الامام الصادق سلام الله عليه أن أمام قيام القائم علامات بل ومن الله للمؤمنين. سأل الراوي ماهي هذه العلامات؟ قال هذه الآية “لنبلونكم بشيء من الخوف” مضمون الآية، هنا الامام يطبق هذه الآية الكريمة الواردة في سورة البقرة “بشيء من الخوف والجوع ونقص من الأموال والأنفس” كل هذه لعلامات ظهور الامام المهدي يقول بشيء من الخوف لتلقيهم الأسقام، الجوع بغلاء الأسعار، نقص من الأموال بالقحط، بالأنفس بموت ذريع، الثمرات بعدم نزول المطر. اذن هذه كلها علامات مستفادة من الآية الكريمة وتطبيقها على عصر ما قبل ظهور الامام المهدي عجل الله تعالى فرجه الشريف. شكراً للأخت أم فاطمة من القطيف وشكراً لكم أحباءنا. نشكر أخانا الحاج عباس باقري على هذه الإجابة وننقلكم الى رحاب الحكايات الموثقة التي تزيد معرفة بإمام زماننا بقية الله المهدي ودوره – أرواحنا فداه – في رعاية المؤمنين. تابعونا إذن والفقرة التالية تحت عنوان:
أخذ بيدي
مستمعينا الأفاضل، يعد العلامة الزاهد والمجتهد المتعبد آية الله الشيخ محمود العراقي الميثمي المتوفى سنة ۱۳۰۸ للهجرة من أفاضل تلامذة الشيخ الأنصاري وأعلام أساتذة الحوزة النجفية في عصره، وقد ألف – رضوان الله عليه – بالفارسية كتاباً في الإمام المهدي – عليه السلام – سماه (دار السلام) يعد من أفضل الكتب الجامعة في إثبات وجود إمام العصر ورد الشبهات المثارة بشأن غيبته – عجل الله فرجه -. ومما نقله في أواخر كتابه قضية جرت له تبين جميل عناية خليفة الله المهدي – أرواحنا فداه – بتثبيت إيمان شيعته وإزالة الشكوك من قلوبهم وبعث الرجاء الصادق وحسن الظن بالرحمة الإلهية في قلوبهم. قال العلامة الميثمي – قدس سره – وهو يحكي هذه الواقعة: “ساورتني مدة أفكار أرقتني وآذتني بشأن عاقبتي وما سيؤول إليه بعدما لاحظت أن كثيراً من المعاصرين ومن الأسلاف كانوا يعدون من الأخيار ثم انحرفوا وماتوا وهم يحملون عقائد منحرفة؛ فكانت عاقبتهم عاقبة السوء. إضطربت قلبي بسبب هذه الأفكار وأنا لا أدري ما الذي يضمن أن لا تكون عاقبتي مثل عواقب هؤلاء”. مستمعينا الأفاضل، ومن الله عزوجل على هذا العبد الصالح بأن أراه في عالم الرؤيا الصادقة ما اطمئن له قلبه وأزال عنه تلك الأفكار وثبت قلبه وأناره بأن التمسك بولاية إمام العصر وخليفة الله المهدي – أرواحنا فداه – هو ضمان الفوز بحسن العاقبة. قال – قدس سره – في تتمة حكايته: “بقيت على تلك الحالة الى أن رأيت في عالم الرؤيا الصادقة ذات ليلة وكأن مولاي إمام العصر – روحي فداه – قد حضر في مسجد الهندي – وهو من مساجد المباركة قرب المشهد العلوي في النجف الأشرف – كان – عليه السلام – محاطاً بعدد كبير من الأخيار في داخل المسجد، وكنت أنا واقفاً عند الباب أتطلع لخروجه لكي أتشرف بزيارته.. وفجأة رأيته – عليه السلام – وقد اقترب مني، فهويت أقبل قدميه وأنا أقول: فديتك يا مولاي، كيف ستكون عاقبتي؟
وهنا مد – عليه السلام – يده الكريمة وأخذ يدي برأفة وعطف ورفعني عن الأرض وقال وقد علت على شفتيه إبتسامة تأسر القلوب:
لن أذهب إلا وأنت معي.
فوقع في قلبي أن معنى هذه الكلمة هو: لن أدخل الجنة بدونك، وبسماع هذه البشارة الكريمة إستيقظت مسروراً مبتهجاً ولم تعاودني تلك الأفكار بعد هذه الواقعة أبداً”.
يا ناصر الإسلام يا غوث الورى
عطفاً بنا، فالكون أجهم مظلم
مولاي لطفاً منك يا نور الهدى
فالظلم باد والضلال مخيم
وقلوبنا ولهى يمزقها الأسى
وصدورنا جرحى يفيض بها الدم
أنت الطبيب لنا فعجل مقبلاً
بالعدل يا من للجراح البلسم
أنت الإمام الحق يا نبع الندى
عجل فديتك فالحشا متضرم
أيها الأطائب، ختاماً تقبلوا جزيل الشكر من إخوتكم وأخواتكم في إذاعة طهران صوت الجمهورية الإسلامية في ايران على جميل متابعتكم لحلقة اليوم من برنامجكم (شمس خلف السحاب). دمتم بكل خير وفي أمان الله..
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمته وبركاته
دولة الحب الذاتي الإلهي
السيد : يوسف العاملي
يقول مولى الموحدين علي بن أبي طالب عليه السلام
(الهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا وكفى بي فخرا ان تكون لي ربا ، أنت كما أحب ،فاجعلني كما تحب )”2″.
الكل يدعو في مدرسة أهل البيت عليهم السلام بهذه المناجاة العلوية العشقية غير أن الكثير وهم كذلك ما زالوا لم يشهدوا تحققها الفعلي والذوقي في كياناتهم ، فالله محب للسلام والعدل فهل تحقق السلام القائم والعدل القائم يعني هل هو ظاهر للكل ؟
يقول السهروردي المقتول في كتابه هياكل النور: (يا قيوم، أيِّدنا بالنور، وثبِّتنا على النور، واحشرنا إلى النور). هنا السهروردي يدعو الله باسمه الأعظم الذي هو إمام الزمان القائم صلوات رب العزة عليه لكي يؤيده بنوره ويثبته عليه ويحشره إليه ؟ فما سر ذلك ؟
فالسر في ذلك كون أهل البيت عليهم السلام هم الوسيلة والغاية فكيف ذلك؟ .
الله سبحانه وتعالى يحب ذاته المقدسة وهذه الذات حبها في ذاتها له تعينات في عالمي الخلق والأمر وهذا الحب يتجلى في الاسم الذي خرج منه واليه ( المعصومون جميعا ) وهو الاسم الأعظم في الهوية الغيبية.
———————————————–
“1” سورة البقرة 45
“2” الخصال: للصدوق ص420
79
إن هذا الحب الذاتي الإلهي يتجلى في الأربعة عشر معصوما الذين هم نور قبل الخلق قبل عالمي الروح والمادة ، حيث جاء في رواية عن أنس عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: ( إن الله خلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين قبل أن يخلق آدم حين لا سماء مبينة ولا أرض مدحية ولا ظلمة ولا نور ولا شمس ولا قمر ولاجنة ولانار . فقال العباس كيف كان بدء خلقكم؟ قال ياعم: لما أراد الله أن يخلقنا تكلم بكلمة خلق منها نورا , تكلم بكلمة أخرى فخلق منها روحا,ثم مزج النور بالروح فخلقني وخلق عليا وفاطمة والحسن والحسين فكنا نسبحه حين لا تسبيح , ونقدسه حين لا تقديس , فلما أراد الله تعالى أن ينشىء خلقه فتق نوري فخلق منه العرش , فالعرش من نوري ونوري من نور الله ونوري أفضل من العرش ,ثم فتق نور أخي علي فخلق منه الملائكة فالملائكة من نور علي وعلي أفضل من الملائكة, ثم فتق نور إبنتي فخلق منه السماوات والأرض من نور إبنتي فاطمة ونور إبنتي فاطمة من نور الله وإبنتي فاطمة أفضل من السماوات والأرض ,ثم فتق نور ولدي الحسن فخلق منه الشمس والقمر فالشمس والقمر من نور ولدي الحسن ونور الحسن من نور الله والحسن أفضل من الشمس والقمر, ففتق نور ولدي
الحسين فخلق منه الجنة وحور العين ,فالجنة وحور العين من نور ولدي الحسين ونور ولدي الحسين من نور الله وولدي الحسين أفضل من الجنة والحور العين..)”1″
أهل البيت عليهم السلام كانوا قبل الخلق وهم كما كانوا قبله هم باقون بعده يعني نور مجرد عن الصفات البشرية ، فأول صادر عن الذات المقدسة هم هذه الأنوار المقدسة وفي دولة المهدي عليه السلام سوف نحيا معنى المحبة الإلهية لهذه الذوات ونحن نعيش في حضرة القائم الفاتح للأسرار الغيبية الإلهية مولانا بقية الله في الأرضين الحاضر في الأفكار الغائب عن الأبصار المراقب الفاعل بإذن الجبار.