(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
الرحمة الموصولة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمته وبركاته
الرحمة الموصولة
السيد : يوسف العاملي

أبارك لمولاي وقائدي وإمامي صاحب الزمان ناصر المستضعفين في الأرض مولاي أبا صالح المهدي مولد جده الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم .

الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ ۚ فَالَّذِينَ آمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنزِلَ مَعَهُ ۙ أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (157) .
صدق الله العلي العظيم

بعث الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بالرحمة الرحمانية الشاملة ، وأنزل معه النور.
جاء الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم بالنور والرحمة لإخراج ذرية آدم من ضيق الدنيا إلى جنة الله الباقية .
الرحمة والنور هما الرحمة الموصولة بالله أرحم الراحمين.
لله ارادتان ومشيئتان.
كانت إرادة الله الأولى والأخيرة والتكوينية في إرسال أخر الرسل وأولهم في قلب العالم الأرضي ، متعلقة بارادة ذاته المقدسة ، فالإنسان الحامل للأمانة الإلهية وجب على من حمَلَّه الأمانة إدخاله في نوره وبقائه وسره.
إرادة الله التكوينية في البعثة النبوية هدفها هو إصلاح كيان الإنسان بأكمله ليصلح لجوار ربه.
فالهدف الأساسي من البعثة هو التطهر من الجهل الذي صحب حياة الإنسان الأرضي منذ خلقه الأول والذي حارت فيه كل الحضارات والأفكار والديانات والروحانيات والعلوم، فحقيقة الخلق هي سر عميق في سر التكوين الإلهي ، وهو كذلك متعلق بإرادة الحق في ذاته المقدسة .
يقول أحد العرفاء
لولاك ما وجدت ولولاي ما ظهرت .
بالله كان الوجود وبخلقه ظهر .
فهذا الخلق الذي عرف به الله هو الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم .
فمن أدرك حقيقة البعثة النبوية في ذاته ،دخل في إرادة الله التكوينية ومن لم يدرك حقيقتها دخل في إرادة الله التشريعية.
شاءت مشيئة الله الخير والشر وأرادت للإنسان الحامل للأمانة الإلهية الخير.
لا يدرك عظمة الله اللآمتناهية في العظم إلا من أدرك الحكمة الإلهية في الخلق.
النور الذي أنزل مع الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم تعلق بإرادة الله التكوينية ،فعندما تكون الرحمة والنور في كيان واحد يستحق هذا الكيان مجاورة الرب.
أهل البيت عليهم السلام أصحاب الكساء اليماني الخمسة هم النور الإلهي، الذي أنزل مع الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله. من دخل في ولايتهم دخل في إرادة الله التكوينية ليخلص لوجه الله في الخالدين.
الفلاح هو النجاح في الامتحان الإلهي ،فالذي قبل الوجود دخل في دائرته التكوينية ، ومن دخل في دائرته التكوينية دخل في إرادة الله الأولى والأخيرة في الخلق.
الطاغوت الذي اعترض على وصية الرسول الخاتم صلى الله عليه وآله وسلم يوم الخميس ،حرم الإنسان الأرضي من الجوار الإلهي، فالأرض كانت سترجع إلى جنة البرزخ ، ثم إلى جنة الخلد مباشرة بعد البعثة النبوية الشريفة.
لا يعرف الصفاء الإلهي إلا من عرف حقيقة النور الإلهي المتمثل في الأطهار الأربعة عشر الذين جعلوا في إرادة الله التكوينية ثم التشريعة للخلاص من الجهل والعار.