من عرف نفسه فقد عرف ربه *** أفضل العبادة إنتظار الفرج

(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .

من هم المؤمنون في آخر الزمان؟

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين

السلام عليكم ورحمته وبركاته

من هم المؤمنون في آخر الزمان؟

السيد : يوسف العاملي

الإيمان بالغيب هو الإيمان الحقيقي وإلا فكل الناس مؤمنون.

الإيمان بالغيب هو الإيمان الحقيقي وليس ما تعارف عليه عامة العباد  على اختلاف مذاهبهم ومناهجهم وطوائفهم ودياناتهم.

الإيمان بالغيب هو الهداية الحقيقية في قوله تعالى ((الم (1) ذَٰلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ ۛ فِيهِ ۛ هُدًى لِّلْمُتَّقِينَ (2) الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ…)) .

الغيب هو صاحب الزمان عليه السلام وعجل الله فرجه وسهل مخرجه وكثر جنده.

المؤمنون بالمهدي عليه السلام هم من يرون الأشياء على حقيقتها لأنهم يرون بنور الإنسان الكامل المغيب في الأوهام والحاضر بالقوة الوجودية في واقعنا.

في علم الفيزياء تغيب قوانين حاكمة وبقدر ما يستطيع علماء الفيزياء اكتشافها بقدر ما يرون الأشياء على حقيقتها هذا في ما يخص عالم المادة ، أما في ما يخص عالم الروح  الذي هو أكبر وأوسع من عالم المادة والذي كل قوانينه هي من عالم الأمر ، فبقدر ما يكون العبد قريب من حضرة الإنسان الكامل ، يكون في خير وجودي لا مثيل له على الإطلاق ، فالقرب من الواحد المتكثر هو التوحيد الحقيقي الذي يوجب الوحدة مع أصل الأشياء كلها.

—الواحد المتكثر— هو مصطلح  عرفاني جاء في حديث مولانا الإمام الرضا عليه السلام مع رأس الجالوت  ( انظروا للحوار في كتاب التعليقة على الفوائد الرضوية لروح الله الموسوي الخميني رضوان الله عليه ). وهو يعني أن في الواحد كل الأعداد وأن كل الاعداد تحتاج إلى الواحد وبالتالي فهو واحد ومتكثر.

الموجود بالقوة والفعل في الواقع والحقيقة  هو شخص الإمام المهدي عليه السلام والذي يغيب عن هذه الحقيقة هو الكافر بها.

بقدر ما يؤمن الإنسان العبد بالمهدي عليه السلام يحضر في هذا النور المتجلي والباهر والغائب عن أصحاب القلوب المنكرة ، لهذا  نجد مفارقة كبيرة بين المؤمنون والكافرون بهذه الحقيقة.

فالمؤمنون بهذه الحقيقة الإلهية هم في خير وجودي لا مثيل له حيث يرون الأشياء على حقيقتها، أما المنكرون فهم كجمهور كرة القدم يزينون الملاعب بحضورهم ، لكن في كل الأحوال لا يستطيعون اللعب وإن كان حضورهم  بقدر ما يؤثر في سير المقابلات لهذا يسميهم العرفاء  بالعدم الظاهر.

المؤمن بالمهدي عليه السلام هو العارف الحقيقي ، فعالم الكيمياء  هو الشخص الوحيد الذي يستطيع تفادي المصائب الكبرى الذي يحدثها الجهل بخواص الأشياء المستعملة في حياتنا ، فالجاهل بالبنزين قد يجعل البنزين يحرقه من حيث لا يعلم.

اللهم أرني الأشياء على حقيقتها . وأجعلنا من أولياء صاحب الأمر مولانا الإمام المهدي عليه السلام وعجل الله فرجه وسهل مخرجه.

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

صورة تويتر

أنت تعلق بإستخدام حساب Twitter. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

هذا الموقع يستخدم خدمة أكيسميت للتقليل من البريد المزعجة. اعرف المزيد عن كيفية التعامل مع بيانات التعليقات الخاصة بك processed.

%d مدونون معجبون بهذه: