(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
عقل العرفاء وعقل العلماء
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمته وبركاته
عقل العرفاء وعقل العلماء
السيد يوسف العاملي

((قِيلَ لَهَا ادْخُلِي الصَّرْحَ فَلَمَّا رَأَتْهُ حَسِبَتْهُ لُجَّةً وَكَشَفَتْ عَن سَاقَيْهَا قَالَ إِنَّهُ صَرْحٌ مُّمَرَّدٌ مِّن قَوَارِيرَ قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.)).
صدق الله العلي العظيم
عقل العلماء هو عبارة “فلما رأته حسبت لجة وكشفت عن ساقيها.”
عقل العرفاء هو عبارة ” قَالَتْ رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي وَأَسْلَمْتُ مَعَ سُلَيْمَانَ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.”
العالم بالله هو العارف بالله ، ولا يمكن معرفة الله بالعقل الحسي لأن العقل عقال والله مؤمن بلا نهاية فكيف يعرف المنتهي -العقل- الغير المنتهي الله.؟؟؟
لكل عقل إيمان ولكل إيمان عقل والله مؤمن بلا نهاية كما جاء في عبارة واردة في أحد أدعية علي بن الحسين عليه السلام.
اخضاع الرواية الواردة عن مدرسة العصمة والطهارة والعقل الأول للعقل هو ما استعملته ملكة سبأ في الكشف عن ساقيها ، لأن عقلها أوهمها أن الصرح الممرد من قوارير هو لجة.
بعدما أدركت حجم إدراكها بالتجربة والذوق أدركت أنها ظالمة، ظالمة لنفسها فأكبر الظلم هو ظلم النفس .
أحد المراجع العلمية قبل عشر سنوات أو أكثر عندما كان عالما مجتهدا في تبليغ الرسالة كان يقول على جميع مراجع الدين أن يبايعوا مرجعية ولاية الفقيه لكنه بعدما أصبح مرجعا فقهيا هو الآخر نسى ما ذكر به المراجع في أيام شهرته الأولى.
من يريد استعمال العقل في كل رواية صدرت عن أهل البيت عليهم السلام فعليه استعمال العقل أيضا في نص القرآن لأنه هو الآخر مروي نصا وحرفا وصدورا عن أهل البيت عليهم السلام.
العلم هو الحجاب الأعظم
متى ما أصبح العلم حجابا أصبح ظلما للنفس.؟.
كيف نبرهن عن أمر هو أصلا خارج عن طور العقل ؟
العقل يتنفس علما فجعل نفسه العلم في رواية .
فمن وقف عقله انتهى علمه وبدأ تسليمه حيث عقل المعرفة الشهودية الحقة.
الاستسلام للحقيقة الأولى المتحكمة في كل شيء هو عقل العرفاء الذي به يرون الأشياء على حقيقتها .
جاء في حديث صحيح على شكل دعاء مروي عن من مدرسة أهل البيت عليهم السلام ” اللهم أرني الأشياء على حقيقتها”.
كل من لم ير الأشياء على حقيقتها سيكون مثل ملكة سبأ حيث رأت الصرح الممرد بالقوارير لجة ماء.
بدلا أن نخضع الروايات عن مدرسة العصمة والطهارة لعقولنا الواهمة علينا أن نؤمن بها أولا ، فلكل ايمان عقل وعندما نكون في عقلها سنكون مع أهل البيت عليهم السلام في نظرتهم الوجودية للأشياء والأمور وهذا هو كمال الولاية التي بها النجاة والخاتمة الحسنة.