(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
دانت لدينك الأديان وحار في عشقك العشق أنت الحسين الذي به فتحت كل أسرار العرفان.
كيف لمن لا يعرف حروفك أن يمضي نحو مجد السماء؟. خروجك يوم الطف هو ذاته خروجك قبل بدء البدء، هو سر لا يعلمه إلا الأوحدي الحسيني الذي مات بعشقك قبل أن يكون له عين في أرض الأعيان فصار بهذا القتل عاشقا لشهادتك الكبرى في عين كل عين. الحسين هو دين الله الذي به امتحنت الأنام فصير الكافر كافرا والمؤمن مؤمنا، من قبل أن يخلق الوهم . لا يهمنا وهم الواهمين فعشقك تملكنا في عالم الست بربكم قبل أن نخلق في أرض الأنام والبلاء. عشق الحسين أشتكى منه المطلق والوجود الى رب العالمين فقاما يقولان نحن لا قيام لنا إلا بهذا العشق. فلا المطلق مطلق ولا الوجود وجود بلا حسين. وتمضي الكربلاء تقلب الوجود وجودا والمطلق مطلقا إلى رب الأعيان والمجرات. من لا يعرف حسينا ليس له في الوهم وهم وليس له في العلم علم وليس له في العرفان عرفان. بك قمت وقامت أركاني قبل أن يخلق الخلق، وبك صرت كما صارت بعشقك المجرات.
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين السلام عليكم ورحمت الله وبركاته
عندما يفقد الإنسان وعيه ؟
السيد يوسف لعاملي
السؤال المحير هو : كيف يمكن لأبناء الجنس البشري الواحد أن يختلفوا ويتحاربوا فيما بينهم رغم أنهم كلهم صادرون من مصدر واحد ؟
المصدر الواحد هو أنهم في هيئتهم التكوينية الخارجية الظاهرية متشابهون إلى حد التطابق في كل الأوصاف، الكل يحمل وجه وعينان وشعر وأنف وفم وأذنين وهيئة مستقيمية واقفة من الأسف إلى الأعلى مع رجلين .
فإذا كان هذا الكل واحد فلما النزاع إذن ؟
كل أبناء ادم الغير المرتبطون بوحي السماء لا يستطيعون الوعي بحقيقة الكينونة التي من أجلها خلقوا وبالتالي ضاعت قواهم الفاعلة في مسارات وهمية في قوله تعالى (( قَالَ أَرَأَيْتَكَ هَٰذَا الَّذِي كَرَّمْتَ عَلَيَّ لَئِنْ أَخَّرْتَنِ إِلَىٰ يَوْمِ الْقِيَامَةِ لَأَحْتَنِكَنَّ ذُرِّيَّتَهُ إِلَّا قَلِيلًا)). الاسراء.
خلقنا من أجل غاية فوق كل الأوهام المتسلطة على أفكارنا السطحية ، فعندما شعرنا بوجودنا شعرنا بتلك اللذة التي اخترعتنا من العدم .
إنها لذة الكينونة ؟
الوعي بهذه اللذة والعيش فيها يتطلب الوحدة مع مصدرها الأزلي وإلا فالنجاح مستحيل ؟
هو الأول والأخر والظاهر والباطن وهو بكل شيء عليم ( سورة الحديد) .
الهوية التي اخترعتنا من العدم تطلب منا الكينونة في تلك الهوية المعبر عنها بالدائرة الوجودية والولاية الإلهية .
فعندما يأتي المسيحي ويقول يسوع( الرب ) فهو يريد أدخال أبناء ادم في هذه الدائرة الوجودية التي لها سبعة أيام في الدنيا وسبعة أيام في الأخرة وكل يوم هو بألف سنة ، فيكون المجموع 49000 سنة وإذا ما أضفنا سنة الرب التي هي ألف سنة مما نعد يكون المجموع النهائي لهذه الدائرة الوجودية هو 50000 سنة .
السيد المسيح عليه السلام هو صاحب الولاية العامة لهذا هو حي عند الكثير من أبناء ادم في هذه الأرض .
أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام هو صاحب الولاية المطلقة يعني أن جميع الأنبياء كلهم هو حاضر في باطنهم بما فيهم السيد المسيح عليه السلام صاحب الولاية العامة.
الإمام المهدي عليه السلام خاتم الأسرار الإلهية هو صاحب الولاية الخاصة يعني أنه الشخص الوحيد المعين بالإسم والمكان والوقت والنسب الذي سوف يرد هذه الدائرة إلى الهوية الأولى الإلهية .
الوعي الحقيقي
هو أن تكون :
واعيا بالأول
واعيا بالأخر
واعيا بالظاهر
واعيا بالباطن .
إنه الوعي بهوية الكينونة الفاعلة في كل شيء (وهو بكل شيء عليم ).
السيد المسيح عليه السلام صاحب الولاية العامة يبشر بقدوم ابن الإنسان في أخر الزمان عندما يفقد أبناء ادم هويتهم فيكثر فيهم النزاع والبغض والحرب والكراهية والحسد والمقت وكل ألوان الفاحشة ظاهرها وباطنها ،حينها ستسقط النجوم وتتزلزل قوة الأفلاك .
في قرننا هذا قامت فرنسا وانجلترا وأمريكا وكوريا الشمالية وروسيا والصين بالعديد من التجارب النووية فعندما أكتشف الإنسان حقيقة الذرة غاب وعيه الإلهي لهذا ذهب بعيدا في اكتشاف حقيقة القوة في عالم المادة أخر عوالم الوجود.
هذه التجارب النووية خربت كل النظام البيئي الحياتي الأرضي ،فما بالك بالحرب النووية القادمة ؟؟؟.
عندما يفقد الإنسان وعيه يفقد كل شيء وعندما يسترجع الإنسان وعيه سيملك كل شيء .
فمتى يملك الإنسان وعيه؟
سيملك الإنسان وعيه عندما يرجع إلى وحدة الجنس البشري ووحدة الأديان ووحدة الإرادة في الوجود.
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين السلام عليكم ورحمت الله وبركاته
دعاء العارفين المتألهين
السيد : يوسف العاملي
نقرأ في النصف الثاني من دعاء عرفة لسيد الشهداء الحسين عليه السلام
( اِلهى اَنَا الْفَقيرُ فى غِناىَ فَكَيْفَ لا اَكُونُ فَقيراً فى فَقْرى ، اِلهى اَنَا الْجاهِلُ فى عِلْمى فَكَيْفَ لا اَكُونُ جَهُولاً فى جَهْلى ، اِلهى اِنَّ اخْتِلافَ تَدْبيرِكَ ، وَسُرْعَةَ طَوآءِ مَقاديرِكَ ، مَنَعا عِبادَكَ الْعارِفينَ بِكَ عَنْ السُّكُونِ اِلى عَطآء ، وَالْيأْسِ مِنْكَ فى بَلاء ).
حسب رواية السيد ابن طاووس .
في كل الأحوال ما جاء في تتمة دعاء سيد الشهداء في يوم عرفة حسب رواية أبن طاووس هو يحمل معاني عرفانية عميقة في المعرفة الإلهية وذلك لوجود كلمة إلهي في كل مقاطع الدعاء. ووجود كلمة العارفين. في قوله (( …منعا عبادك العارفين بك ….)) يتأله العارف بالحسين عليه السلام فيصبح عارفا متألها. يستحيل مطلقا أن تعرف طريق التأله وأنت لا تعرف الحسين عليه السلام. في معرفة الحسين عليه السلام يتحقق العبد بمعرفة نفسه معرفة تأهله لمعرفة إلهه. معرفة النفس تأهل الموالي المريد السالك إلى معرفة الرب. ومعرفة الحسين عليه السلام تأهل العارف به إلى معرفة الله. من عرف الحسين عليه السلام حق المعرفة عرف الله. العارف بالحسين عليه السلام يغرق في بحر الأسرار الإلهية . سر الحسين عليه السلام أقوى من كل سر. الحسين عليه السلام ترك الأولاد بل ترك أطوع خلق الله لله خلقا وفهما وجمالا وعبادة لله مولانا زين العابدين عليه السلام. ترك الخلق كله . ترك كل ما سوى الله. الوصول والتنفس بهوا الله هو بغية الحسين عليه السلام في قوله . (( تركت الخلق طرا في هواك وايتمت العيال لكي اراك فلو قطعتني في الحب اربا لما مال الفؤاد الى سواك فخذ ما شئت يامولاي مني انا القربان وجهني نداك اتيتك ياالهي عند وعدي منيبا علني احظى رضاك انا المشتاق للقيا فخذني وهل لي منية الا لقاك)). بالحسين يكون التوجه إلى الله اللهم أجعلني وجيها بالحسين عليه السلام يعني أجعل لي طريقا موجها إلى لقائك بالحسين عليه السلام . الحسين عليه السلام فتح باب لقاء الله بشهادته الكبرى وشفاعته الكبرى . من أراد لقاء الله فطريق الحسين عليه السلام أوسع طريق وأسرع طريق. أنصح نفسي وكل أصدقائي مداومة دعاء العارفين لمولانا الحسين عليه السلام من نصفه الثاني في قوله إلهي أنا الفقير في غناي إلى أخره ففي مدوامة هذا الدعاء أثار عرفانية لا يعرف أسرارها إلا من داوم عليه.