(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين السلام عليكم ورحمت الله وبركاته
دعاء العارفين المتألهين
السيد : يوسف العاملي
نقرأ في النصف الثاني من دعاء عرفة لسيد الشهداء الحسين عليه السلام
( اِلهى اَنَا الْفَقيرُ فى غِناىَ فَكَيْفَ لا اَكُونُ فَقيراً فى فَقْرى ، اِلهى اَنَا الْجاهِلُ فى عِلْمى فَكَيْفَ لا اَكُونُ جَهُولاً فى جَهْلى ، اِلهى اِنَّ اخْتِلافَ تَدْبيرِكَ ، وَسُرْعَةَ طَوآءِ مَقاديرِكَ ، مَنَعا عِبادَكَ الْعارِفينَ بِكَ عَنْ السُّكُونِ اِلى عَطآء ، وَالْيأْسِ مِنْكَ فى بَلاء ).
حسب رواية السيد ابن طاووس .
في كل الأحوال ما جاء في تتمة دعاء سيد الشهداء في يوم عرفة حسب رواية أبن طاووس هو يحمل معاني عرفانية عميقة في المعرفة الإلهية وذلك لوجود كلمة إلهي في كل مقاطع الدعاء. ووجود كلمة العارفين. في قوله (( …منعا عبادك العارفين بك ….)) يتأله العارف بالحسين عليه السلام فيصبح عارفا متألها. يستحيل مطلقا أن تعرف طريق التأله وأنت لا تعرف الحسين عليه السلام. في معرفة الحسين عليه السلام يتحقق العبد بمعرفة نفسه معرفة تأهله لمعرفة إلهه. معرفة النفس تأهل الموالي المريد السالك إلى معرفة الرب. ومعرفة الحسين عليه السلام تأهل العارف به إلى معرفة الله. من عرف الحسين عليه السلام حق المعرفة عرف الله. العارف بالحسين عليه السلام يغرق في بحر الأسرار الإلهية . سر الحسين عليه السلام أقوى من كل سر. الحسين عليه السلام ترك الأولاد بل ترك أطوع خلق الله لله خلقا وفهما وجمالا وعبادة لله مولانا زين العابدين عليه السلام. ترك الخلق كله . ترك كل ما سوى الله. الوصول والتنفس بهوا الله هو بغية الحسين عليه السلام في قوله . (( تركت الخلق طرا في هواك وايتمت العيال لكي اراك فلو قطعتني في الحب اربا لما مال الفؤاد الى سواك فخذ ما شئت يامولاي مني انا القربان وجهني نداك اتيتك ياالهي عند وعدي منيبا علني احظى رضاك انا المشتاق للقيا فخذني وهل لي منية الا لقاك)). بالحسين يكون التوجه إلى الله اللهم أجعلني وجيها بالحسين عليه السلام يعني أجعل لي طريقا موجها إلى لقائك بالحسين عليه السلام . الحسين عليه السلام فتح باب لقاء الله بشهادته الكبرى وشفاعته الكبرى . من أراد لقاء الله فطريق الحسين عليه السلام أوسع طريق وأسرع طريق. أنصح نفسي وكل أصدقائي مداومة دعاء العارفين لمولانا الحسين عليه السلام من نصفه الثاني في قوله إلهي أنا الفقير في غناي إلى أخره ففي مدوامة هذا الدعاء أثار عرفانية لا يعرف أسرارها إلا من داوم عليه.