(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
Monthly Archives: جويلية 2017
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته
العارف الحقيقي هو المنتظر الحقيقي
السيد : يوسف العاملي

العارف بصاحب الزمان مولانا الإمام المهدي عليه السلام هو المنتظر الحقيقي.
التحقق بإسم الله الأعظم هو ما ينشده كل سالك طريق المعارف الإلهية.
مولانا الإمام المهدي عليه السلام هو وجه الله ، ووجه الله هذا هو صاحب الأسرار الإلهية كلها.
إذا وجدتم من يدعي العرفان بلا انتظار فكذبوه فلا يوجد عرفان حقيقي وواقعي وحقيقي وسالم وصافي إلا بانتظار صاحب الزمان عليه السلام.
التوحيد الصافي هوأعظم درجة من التوحيد الخالص، ففي هذا التوحيد وحده تصفى المشارب الإلهية وهو لا يكون إلا بمعية إنسان كامل ومعصوم .
وهذا ما نجده بالضبط في المناجاة العرفانية لمولانا وسيدنا سيد الساجدين علي بن الحسين عليه السلام في قوله:
(( إلهِي فَاجْعَلْنا مِنَ الَّذِينَ تَرَسَّخَتْ أَشْجارُ الشَّوقِ إلَيْكَ فِي حَدآئِقِ صُدُورِهِمْ، وَأَخَذَتْ لَوْعَةُ مَحَبَّتِكَ بِمَجامِعِ قُلُوبِهِمْ، فَهُمْ إلَى أَوْكارِ الأَفْكارِ يَأْوُونَ، وَفِي رِياضِ الْقُرْبِ وَالْمُكاشَفَةِ يَرْتَعُونَ، وَمِنْ حِياضِ الْمَحَبَّةِ بِكَأْسِ الْمُلاطَفَةِ يَكْرَعُونَ، وَشَرايعَ الْمُصافاةِ يَرِدُونَ، قَدْ كُشِفَ الْغِطآءُ عَنْ أَبْصَارِهِمْ، وَانْجَلَتْ ظُلْمَةُ الرَّيْبِ عَنْ عَقآئِدِهِمْ، وَانْتَفَتْ مُخالَجَةُ الشَّكِّ عَنْ قُلُوبِهِمْ وَسَرآئِرِهِمْ، وَانْشَرَحَتْ بِتَحْقِيقِ الْمَعْرِفَةِ صُدُورُهُمْ، وَعَلَتْ لِسَبْقِ السَّعادَةِ فِي الزَّهادَةِ هِمَمُهُمْ، وَعَذُبَ فِي مَعِينِ الْمُعامَلَةِ شِرْبُهُمْ وَطابَ فِي مَجْلِسِ الأُنْسِ سِرُّهُمْ، وَأَمِنَ فِي مَوْطِنِ الْمَخافَةِ سِرْبُهُمْ، وَاطْمَأَنَّتْ بِالرُّجُوْعِ إلى رَبِّ الأَرْبابِ أَنْفُسُهُمْ، وَتَيَقَّنَتْ بِالْفَوْزِ وَالْفَلاحِ أَرْواحُهُمْ، وَقَرَّتْ بِالنَّظَرِ إلى مَحْبُوبِهِمْ أَعْيُنُهُمْ، وَاسْتَقَرَّ بِإدْراكِ السُّؤْلِ وَنَيْلِ الْمَأْمُولِ قَرَارُهُمْ، وَرَبِحَتْ فِي بَيْعِ الدُّنْيَا بِالآخِرَةِ تِجارَتُهُمْ.)).
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
غيروا أساليبكم الفكرية !
مع رفرفة روحية وتغيير أساليبكم الفكرية أوجدوا تحولا” مهما” في انفسكم وابتعدوا عن الذين لا تفاوت عندهم بين ظهور صاحب العصر والزمان صلوات الله عليه وغيبته . وأعملوا يقينا” كما ان الغفلة عن الاب الظاهري ذنب عظيم , وكذلك الغفلة عن الاب المعنوي ذنب أعظم ولها عاقبة مظلمة .
فان لم تشعروا الى الان بتفاوت بين ظهور الامام المنتظر عجل الله فرجه وغيبته ولم تتفكروا في ظهوره الذي هو واهب الحياة , وان كنتم الى الان لم تدعو لتعجيل ظهوره القيم ولم تعلموا ان في ذمتكم وظيفة مخصوصة بالنسبة الى صاحبكم وامام زمانكم , فالان اذا علمتم الحقيقة في ان على ذمة الناس في عصر الغيبة وظائف ثقيلة , فأنجوا انفسكم وتلافوا مع همة عالية جدية اوقاتكم الماضية , وضعوا أقدامكم في صراط الانتظار . فعلينا ان نعلم ان محبته ورأفته الشديدة لمحبي مقام الولاية توجب العفو والغفران عن الغفلة الماضية , وقلبه الرحيم يجري قلم العفو عن غفلاتنا .
ألم يقل يوسف النبي على نبينا واله و لاخوانه – مع كمال ظلمهم له : «لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الرحمين » . يوسف- 92
وأعلموا يقينا” ان الروح العظيم الانساني لم يخلق لأن يتعلق بالماديات والمسائل الرخيصة بل خلق لأن ينجذب الى المسائل الالهية بمعرفته الله تعالى وخلفائه والامور المعنوية .
هل ينبغي للذي يمكن له الارتباط مع امام العصر اروحنا فداه كالسيد بحر العلوم والشيخ الانصاري أعلى الله مقامهما ان يملأ روحه من الافكار المادية ويقيد وجوده بقيود الغفلات ؟
هل ينبغي للذي يقدر ان يطير في فضاء المعرفة بأهل البيت ان يكسر جناحه ويجعل نفسه في سجن الدنيا وسيلة للعب الشياطين ؟
هل ينبغي ان يعرف مفاسد عصر الغيبة أفراد قليل فقط من مليارات نفوس في سطح العالم ؟
لم لا يعلم كل الناس قيمة نفسه
ولم لا يعلم أنه لا قيمه له الا مع توجهه الى الله والى وليه ؟
———————————–
ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)
زيارة صاحب الأمر أرواحنا فداه يزار بها في المضائق والمخاوف

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمنِ الرَّحيمِ
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مُحَمَّدَ بْنَ الْحَسَنِ الْحُجَّةَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ الْأَمْرِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا صاحِبَ التَّدْبيرِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا مَوْلانا يا صاحِبَ الزَّمانِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْإِمامُ الْمُنْتَظَرُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْقائِمُ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا الْخَلَفُ الصَّالِحُ لِلْأَئِمَّةِ الْمَعْصُومينَ الْمُطَهَّرينَ . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ الْمُسْلِمينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا وَلِيَّ اللَّهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا خَليفَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا فِلْذَةَ كَبِدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا حُجَّةَ اللَّهِ . اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا بَضْعَةَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا جادَّةَ اللَّهِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا غَوْثَ الْمُسْتَغيثينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا غَوْثَ الْمَلْهُوفينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَوْنَ الْمَظْلُومينَ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا قُطْبَ الْعالَمِ .
اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا إِمامَ الْمَسيحِ ، اَلسَّلامُ عَلَيْكَ يا عَديلَ الْخَيْرِ ، أَدْرِكْني ، أَدْرِكْني ، أَدْرِكْني ، أَعِنّي وَلا تُعِنْ عَلَيَّ ، وَانْصُرْني وَلا تَنْصُرْ عَلَيَّ ، كُنْ مَعي وَلا تُفارِقْني ، تَوَكَّلْتُ عَلَى اللَّهِ شاكِراً وَمُصَلِّياً وَهُوَ حَسْبي وَنِعْمَ الْوَكيلُ ، وَصَلَّى اللَّهُ عَلى سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَآلِهِ .
————-
المصدر : کتاب «الآثار و البرکات التوسّل إلی الإمام الحجة عجّل الله تعالی فرجه الشریف: 179»،نقلا عن کتاب «الصحیفة المهدیّة : 380»
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته
العالم الموازي والإمام المهدي عليه السلام
السيد : يوسف العاملي

في الدين نقول : ” من شهده لم يذكره ومن ذكره لم يشهده.”.
في الفيزياء الذرية نقول : ” إذا علمت سرعة الالكترون فستغيب عنك كثلته وإذا علمت كثلته ستغيب عنك سرعته”.
التحقق بالمكان والزمان وحقيقتهما الوجودية لا يكون حقيقة إلا للإنسان الكامل الإلهي لأنه الشخص الوحيد الذي بوجوده يقوما الزمان والمكان بسيولتهما الطبيعية في الوجود.
الكون في عالمين متوازيين في نفس اللحظة هو من اختصاص الإنسان الكامل الإلهي، وبقدر القرب منه يتحقق هذا للمريد السالك .
قال أحدهم لمولانا زين العابدين عليه السلام ما أكثر الحجيج هذا العام فرد عليه عليه سلام الله بقوله ما أكثر الضجيج.
من رأى الحجيج لم ير الضجيج لكن عندما وضع الإمام يده المباركة علي عينيه رأى الضجيج الذي لم يكن يراه في الحجيج فرأى في ذلك حقيقتهم الباطنية التي يراها من هو حاضر في كلا العالمين وهو الإمام.
لا ترى الحقيقة السارية والموجودة بالقوة والفعل في الواقع والحقيقة إلا في مذهب الإمامة لأنه مذهب وجودي فطري قائم منذ أزلية الأزال وقبل أن يكون الإختلاف والاختلاق فهذه الحقيقة هي قائمة في عالم الوحدة التي جمعت المتناقضات في حقيقتها.
الشيعة أنزلت مذهبها الوجودي الفطري لعالمي الكثرة والقياس فكان هذا التنزل يوازي تنزل الحقائق الإلهية في العوالم، فبقدر ما هو ممدوح هذا التنزل هو مدموم وبقدر ما هو مدموم هو ممدوح ليقضي الله أمرا كان مفعولا.
فبقدر الإيمان تكون الفتنة وبقدر البلاء يكون الإيمان وبقدر الإيمان يكون العقل وبقدر العقل يكون الوجود وبقدر الوجود يكون الصدق وبقدر الصدق يكون البقاء .
في العرفان النظري نجد هذا الحديث (( يا رَسُولَ اللَّهِ ، أَيْنَ كَانَ رَبُّنَا قَبْلَ أَنْ يخلقْ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ ؟ قَالَ : كَانَ فِي عَمَاءٍ مَا فَوْقَهُ هَوَاءٌ وَمَا تَحْتَهُ هَوَاءٌ ، ثُمَّ خَلَقَ الْعَرْشَ ، ثُمَّ اسْتَوَى عَلَيْهِ )).
لا تلتقي السماء بالأرض إلا في الأفق البعيد فهل فعلا التقيا؟.
كثيرا ما تحقق لنا الأوهام حقائق لكنها حقائق وهمية . ( ما أحلى المسير إليك بالأوهام في مسالك الغيوب ) الصحيفة السجادية .
لا توجد حقيقة واحدة .
ولا توجد حقيقة ثابتة .
لكنه هناك حقيقة فاعلة .
الحقيقة الفاعلة هي التي قامت بكل الحقائق فليس كل حي قائم لكن كل قائم هو حي.
عندما تصبح الباء ألفا ويصبح الألف باءا ولا باء ولا ألف يتحقق الإنسان العبد السالك دروب الحقائق النورانية بحقيقة خاتم الأسرار الإلهية مولانا الإمام الهمام الحاضر في الأفكار الغائب عن الأبصار المتجلي في الأنفاس.
فسلام الله على يوسف الزهراء وجمال الكونين والحاضر في الحضرتين والقائم بهما في عالم الوجود والخلود.
دور المخالفين والأعداء في ضرورة حفظ الأسرار

لايختلف اثنان في أنّ الاستكبار العالمي لايخفي أسراره، والأسرار السياسية المتعلقة بسائر الدول على الدول الأخرى وشعوبهم فقط، بل يتعدّى الأمر ليخفيها حتّى على رجالاتهم السياسيّة، حيث تكون تلك الأسرار في يدثلّة قليلة من النخب السياسية والاقتصادية والعسكرية.
وكذلك تعتقد الشركات العالمية العملاقة بأنّ العلّة من النجاحات الباهرة والمكاسب الإقتصادية الحاصلة ناتج من إخفائها للأسرار التي لها ارتباط بعملها، وترى أنّ إفشاء أسرارها يعني الهزيمة والإنكسار ونصر لمنافسيها.
وأمّا في مذهب أهل البيت عليهم السلام فإنّ الأئمة الأطهار أمروا الناس بكتمان الأسرار ليس لأجل مثل هذه الأغراض المحصورة في دائرة المنفعة الشخصية؛ باعتبار أنّ المقاييس في هذا المذهب تختلف عن المقاييس الوضعية، إذ إنّه لايوجد أيّ إشكال في إظهار السرّ إذا كان يبتني على إيجاد حالة من التقدم والتطوّر لدى الأخ في الدين ويكون بعيداً عن المفسدة، ومن هذا المنطلق يقول مولانا أميرالمؤمنين علي عليه السلام لكميل:
يا كُمَيْلُ؛ لا بَأْسَ أنْ تُعْلِمَ اَخاكَ سِرَّكَ… .(223)
وعلى ذلك فإنّ الإنسان يستطيع البوح بسره إلى الشخص الذي يثق به،والذي يكون بمنزلة الأخ له، ويبقى في مقام الأخوة ويحافظ عليه مهما جرت بينهما من اُمور وقضيايا!
وهنا يأتي السؤال: إذا كان إفشاء السرّ إلى الصديق المقرّب جائز ولا غبار عليه، إذن لماذا كلّ تلك التوصيات الواردة في الروايات الدالة على كتمانه؟(224)
وفي مقام الإجابة على هذا السؤال نقول: أوّلاً ؛ لأنّ معرفة مثل هؤلاء الإخوة وطبيعتهم ومزاجاتهم المستقبلية، خصوصاً في الظروف والمتغيّرات المختلفة من الناحية الفكرية التي تحصل في نوع الناس أمر في غاية الصعوبة،لذا فمن الواجب بمكان معرفة الأخ في الدين بصورة جيّدة ودراسة شخصيّته من جميع الجوانب، ومن ثمّ تأتي مرحلة بيان السرّ إليه.
وثانياً فإنّ أمر كتمان السرّ الذي أمر به أهل البيت عليهم السلام لم يأت من أجل الأغراض الدنيوية والشخصية التي يطمح إليها السياسيون وأصحاب الثروات الطائلة، وإنّما جاء من باب عدم قبول الأمة ولأنّ عقولهم لاتتحمّلها، وإلاّ فإنّ الإمام بقيّة اللَّه الأعظم أرواحنا لمقدمه الفداء سوف يكشف إلى العالم أجمع جميع الأسرار العجيبة التي حواها هذا الكون، وذلك حينما تكون الإنسانية على أتمّ الإستعداد في القبول والإذعان لها؛ باعتبار أنّ البشرية في ذلك الزمان لها الأرضية المناسبة لسماعها، لما وصلت إليه من تكامل في الجانب الفكري والعقلي، وكذلك فإنّ تلك الحقبة الزمنية تكون خالية من الطغاة والمفسدين الذين يمنعون في كلّ الأوقات من بيان الأسرار.
لقد كان الحكام الظالمون والغاصبون لحقوق أهل البيت عليهم السلام هم مصدر الفساد والظلم الذي أصاب الإنسانية، والمانع الأساسي في تطورها، فإنّ هؤلاء الأشرار لم يكونوا حائلاً أمام تحقّق حكومة الأئمّة الأطهار صلوات اللَّه عليهم أجمعين فحسب وإنما أبقوا العالم يتخبّط في الجهل والظلمات، فما كان من هذا البيت الطاهر إلاّ الإمتناع عن بيان الأسرار والحقائق.
قال الإمام أميرالمؤمنين علي عليه السلام :
كانَ لِرَسوُلِ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم سِرٌّ لايَعْلَمُهُ إِلّا قَليلٌ.
وينقل عن رسول اللَّه صلى الله عليه وآله وسلم قوله:
لَوْلا طُغاةُ هذِهِ الْاُمَّةِ لَبَثَثْتُ هذَا السِرِّ.(225)
وهناك تعبير آخر يقول فيه صلى الله عليه وآله وسلم :
لَوْلا طُغاةُ هذِهِ الْاُمَّةِ لَبَيَّنْتُ هذَا السِرِّ.(226)
وهكذا نرى أنّ أهل البيت صلوات اللَّه عليهم قد أخفوا الحقائق الموجودة فيعالم الخلق، وكلّ ذلك يعود لوجود الطغاة والغاصبين لحقوق العترة الطاهرة، فهؤلاء الأشرار لم يتمكّنوا من مشاهدة الأراضي الإسلامية في يد أصحابها الحقيقين وهم آل محمد صلوات اللَّه عليهم وإنّما عملوا على أخذ «فدك» التي هي ملك الصديقة الكبرى فاطمة الزهراء عليها السلام من يد أميرالمؤمنين عليه السلام!
فكيف يهدأ لهم قرار وبال وهم يشاهدون الناس تتجه أفواجاً أفواجاً صوب أهل البيت عليهم السلام والإطلاع على علومهم وأسرار السماوات والنجوم والأرضين والقدرات العظيمة لعالم الغيب والشهادة والعالم اللامرئي؟!
إنّ طغيان وخيانة هؤلاء كان السبب ليس في حرمان الإنسانيّة في ذلك الزمان من تلك الأسرار والعلوم والمعارف ومعرفة المسائل الحياتية فقط، وإنّما ظلّت هذهالحالة سارية حتّى زماننا الحاضر.
—————————————————————–
223) بحار الأنوار: 416/77، نقلاً عن كتاب تحف العقول: 171.
224) لقد ذكر الإمام أميرالمؤمنين عليه السلام شروطاً معيّنة لمن يمكن البوح لهم بالأسرار، ولمزيد من المعلومات في هذا الجانب يرجى مراجعة كتاب بحار الأنوار: 416/77.
225) بحار الأنوار: 306/95.
226) بحار الأنوار: 267/91.