(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
غيروا أساليبكم الفكرية !
اللهم صل على محمد وآل محمد وعجل فرجهم والعن أعدائهم
غيروا أساليبكم الفكرية !
مع رفرفة روحية وتغيير أساليبكم الفكرية أوجدوا تحولا” مهما” في انفسكم وابتعدوا عن الذين لا تفاوت عندهم بين ظهور صاحب العصر والزمان صلوات الله عليه وغيبته . وأعملوا يقينا” كما ان الغفلة عن الاب الظاهري ذنب عظيم , وكذلك الغفلة عن الاب المعنوي ذنب أعظم ولها عاقبة مظلمة .
فان لم تشعروا الى الان بتفاوت بين ظهور الامام المنتظر عجل الله فرجه وغيبته ولم تتفكروا في ظهوره الذي هو واهب الحياة , وان كنتم الى الان لم تدعو لتعجيل ظهوره القيم ولم تعلموا ان في ذمتكم وظيفة مخصوصة بالنسبة الى صاحبكم وامام زمانكم , فالان اذا علمتم الحقيقة في ان على ذمة الناس في عصر الغيبة وظائف ثقيلة , فأنجوا انفسكم وتلافوا مع همة عالية جدية اوقاتكم الماضية , وضعوا أقدامكم في صراط الانتظار . فعلينا ان نعلم ان محبته ورأفته الشديدة لمحبي مقام الولاية توجب العفو والغفران عن الغفلة الماضية , وقلبه الرحيم يجري قلم العفو عن غفلاتنا .
ألم يقل يوسف النبي على نبينا واله و لاخوانه – مع كمال ظلمهم له : «لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الرحمين » . يوسف- 92
وأعلموا يقينا” ان الروح العظيم الانساني لم يخلق لأن يتعلق بالماديات والمسائل الرخيصة بل خلق لأن ينجذب الى المسائل الالهية بمعرفته الله تعالى وخلفائه والامور المعنوية .
هل ينبغي للذي يمكن له الارتباط مع امام العصر اروحنا فداه كالسيد بحر العلوم والشيخ الانصاري أعلى الله مقامهما ان يملأ روحه من الافكار المادية ويقيد وجوده بقيود الغفلات ؟
هل ينبغي للذي يقدر ان يطير في فضاء المعرفة بأهل البيت ان يكسر جناحه ويجعل نفسه في سجن الدنيا وسيلة للعب الشياطين ؟
هل ينبغي ان يعرف مفاسد عصر الغيبة أفراد قليل فقط من مليارات نفوس في سطح العالم ؟
لم لا يعلم كل الناس قيمة نفسه
ولم لا يعلم أنه لا قيمه له الا مع توجهه الى الله والى وليه ؟
———————————–
ميزان النفحات المهدوية للإمام الحجة (عج)