(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون).
Monthly Archives: سبتمبر 2017
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل الله فرجهم ولعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته
كربلاء الوجود.
السيد يوسف العاملي
لا يشعر بالإنسان الحقيقي وحقيقته الوجودية إلا من قبل حقائقه.
المعصوم هو الإنسان الحقيقي.
يوم ندعو كل اناس بإمامهم أية أختلف كثيرا في تفسيرها وسيبقى الخلاف قائما فيها إلى يوم القيامة.
لماذا يا ترى ؟
بمجرد يعرف الفرد الكائن الإنساني الآدمي إمام زمانه يدخل جنته.
الإمامة حقيقة وجودية تكوينية وليست مسألة اعتبارية أدبية كما يظنها الكثير من ضلوا طريق الصراط المستقيم من مفسري القرآن بالرأي.

المسألة دقيقة جدا وقد أستطيع أن اقرب حقيقتها بهذا المثال ، إذا وجد شخص في أوروبا وأراد الاتصال الهاتفي بشخص في مكان بعيد عن أوروبا اذا لم يركب الرقم كما هو في قانون الاتصال العالمي فلن يستطيع سماع صوت مخاطبه.
في أغلب المكالمات يكون الرقم مكون من 14 رقما أو 13 رقما إذا نقص رقما لا يمكنك الاتصال وأن حاولت مليار مرة.
فكما أنك لا تستطيع الاتصال الهاتفي وأنت خارج عن قانون الاتصال الهاتفي العالمي ، كذلك لا يمكنك الاتصال بحقيقة الوجود وأنت خارج عن قانون الوجود : الإمامة.
جاءت كربلاء من باطن الوجود فهي في حقيقتها جمال الله التكويني في الخليقة.
بكربلاء تزين الوجود وأصبح له طعم.

الذين حاربوا إمام زمانهم في كل عصر هم شر البرية لأنهم ما قبلوا الخلق الذي فيه جمال الله ورحمته وسره العالي المبدع في حكاية (( كنت كنزا مخفيا فأردت أن أعرف فخلقت الخلق لكي أعرف )).
أقوال العرفاء تحمل سرا تكوينيا لمن يقرؤها لكن وهي كذلك لا قيمة لها في عقول الكثير من يدعي المعرفة والعلم والفقاهة .
إذا دخلت في دائرة الإمامة تكون كمن دخل هاتفه في مجال الاتصال الموجي في الاتصالات الهاتفية.

إذا لم تعرف كربلاء فأنت غائب عن قانون الإمامة وإذا كنت غائبا عن قانون الإمامة فأنت في العدم الظاهر .
ما هو العدم الظاهر الذي أتحدث عنه دائما في هذا الموقع ؟
العدم الظاهر هو ((ال))حضور في الدنيا والغياب عن الوجود.
ليس كل من تعين في حس الدنيا هو حاضر في حقيقة الوجود.
الذين يقتلون الشيعة عبر العصور هم حاضرين في حس الدنيا غائبين عن الوجود مثلهم مثل التلاميذ الحاضرين في حجرة الأقسام التعليمية وأذهانهم في ملاعب كرة القدم.
كربلاء هي حقيقة الوجود من دخلها ترقى في درجاته اللآنهائية حتى يصل إلى النطق بكلمة كن الأولى التكونية.
فما أحلى هذا وألذه.
اللذة الموجودة في كربلاء الوجود يتذوقها العشاق الذين شربوا رحيق العسل الوجودي التكويني المبدع في سر الله العالي.
الحسين عليه السلام هو أحلى من الجنة أحلى من كل شيء لهذا نحن نلطم في مصابه وعلى مصابه ، واللطم لا شيء في حقيقة وجوده.

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل حمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته
الحسين عليه السلام الرابط بين عالم الدر ودولة الأسرار الإلهية المهدوية
السيد يوسف العاملي
يقول سيد الشهداء مولانا الحسين عليه السلام في دعاء عرفة .
” لَمْ تُخْرِجْنى لِرَأفَتِكَ بى، وَلُطْفِكَ لى، وَاِحْسانِكَ اِلَىَّ، فى دَوْلَةِ اَئِمَّةِ الْكُفْرِ الَّذينَ نَقَضُوا عَهْدَكَ، وَكَذَّبُوا رُسُلَكَ، لكِنَّكَ اَخْرَجْتَنى للَّذى سَبَقَ لى مِنَ الْهُدى، الَّذى لَهُ يَسَّرْتَنى، وَفيهِ اَنْشَأْتَنى، وَمِنْ قَبْلِ رَؤُفْتَ بى بِجَميلِ صُنْعِكَ.”.
وجود الإمام الحسين عليه السلام كنور كان قبل الظهور المقدس لخاتم الرسل محمد بن عبد الله عليه وعلى اله السلام .
ودليلنا قول مولانا الحسين عليه السلام في دعاء عرفة – لم تخرجني -.
الإمام الحسين عليه السلام كان متعينا قبل البعثة النبوية كنور ، فجميع العرفاء يؤكدون هذه الحقيقة الساطعة .
هذا النور الشامخ هو نور الأزل المعبر عنه بقديم الإحسان. وفي قول مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام : ” نُورٌ يَشْرُقُ مِنْ صُبْحِ الاْزَلِ ، فَتَلُوحُ عَلَي هَيَاكِل التَّوحِيد ءَاثَارُهُ”.

لا يدرك الإنسان في النفس الجزئية حقيقة هذا الوجود المحير إلا بمعرفة الإنسان الأزلي الإمام الحسين عليه السلام والإنسان الأبدي مولانا الإمام المهدي عليه السلام .
يقول الفيلسوف الياباني فكوياما : ” الشيعة لن يهزموا لأنهم يطيرون بجناحين جناح الماضي وهو كربلاء والمستقبل وهو الأمل بثورة المهدي”.
قلت في الكلمة الجامعة للهداية ” من عرف الأزل ولم يعرف رب الأزل فقد ضاع في النسيان ،ومن عرف الأبد ولم يعرف رب الأبد فقد ضاع في الأمل”.
الدائرة الوجودية والهروب من العدم الظاهر.

للهروب من العدم الظاهر على الانسان في النفس الجزئية أن يدرك حقيقة الإنسان الكامل الابدي وحقيقة الإنسان الكامل الأزلي معا .
لا يمكن الهروب من العدم الظاهر إلا في ملة التشيع الأثنى عشري وذلك لأنه يوافق الفطرة والتكوين .
بدون الفطرة لا يمكن للإنسان معرفة أي شيء لأن الفطرة هي أول شيء خلقه الباري في الخليقة ، وبدون معرفة خريطة التكوين لا يمكن معرفة من أين وفي أين وإلى اين ؟؟؟.
في مذهب الإنسان الإلهي المعصوم يدرك الانسان في نفسه الجزئية حقيقة كل شيء.

يقول الإمام الحسين عليه السلام في دعاء عرفة “…وَأَنْتَ الَّذِي لا إِلهَ غَيْرُكَ تَعَرَّفْتَ لِكُلِّ شَيٍْ فَما جَهِلَكَ شَيٌْ وَأَنْتَ الَّذِي تَعَرَّفْتَ إِلَيَّ فِي كُلِّ شَيٍْ فَرَأَيْتُكَ ظاهِراً فِي كُلِّ شَيٍْ …”.
محبة الإمام الحسين عليه السلام موجبة لمعرفته ومعرفته حق المعرفة تجعل الانسان في النفس الجزئية في إزاحة وجودية من عالم الدر إلى أخر الزمان .
هذه الإزاحة تمكن الإنسان في نفسه الجزئية أن يدرك أبعاد الوجود الحقيقية فتدخله في الجعل الإلهي.” فاسْأَلُ الله الَّذي أكْرمني بمعْرفتكُمْ ومعْرفة اوْليائِكُمْ ورزقنى الْبراءة منْ اعْدائِكُمْ انْ يجْعلني معكُمْ في الدُّنْيا والاْخرة وانْ يُثبِّت لي عنْدكُمْ قدم صدْق في الدُّنْيا والاْخرة واسْأَلُهُ انْ يُبلِّغنى الْمقام الَْمحْمُود لكُمْ عنْد الله وانْ يرْزُقني طلب ثاري مع امام هُدى ظاهر ناطق بالْحقِّ منْكُمْ واسْألُ الله بحقِّكُمْ وبالشَّأن الَّذي لكُمْ عنْدهُ انْ يُعْطيني بمُصابي بكُمْ افْضل ما يُعْطي مُصابا بمُصيبته مُصيبة ما اعْظمها واعْظم رزيَّتها في الإسْلام وفي جميع السَّماوات والاْرْض اللّـهُمَّ اجْعلْني في مقامي هذا ممَّنْ تنالُهُ منْك صلواتٌ ورحْمةٌ ومغْفرةٌ، اللّـهُمَّ اجْعلْ محْياى محْيا مُحمَّد وآل مُحمَّد ومماتي ممات مُحمَّد وآل مُحمَّد .”

من واظب على زيارة عاشوراء سيدرك حقيقة الانتظار التي سوف تعطف حقيقة الإنسان الكامل الأزلي الحسين عليه السلام على حقيقة الإنسان الكامل الأبدي .
فيسجد قائلا ” اللّـهُمَّ لك الْحمْدُ حمْد الشّاكرين لك على مُصابهمْ الْحمْدُ لله على عظيم رزيَّتي اللّـهُمَّ ارْزُقْني شفاعة الْحُسيْن يوْم الْوُرُود وثبِّتْ لي قدم صدْق عنْدك مع الْحُسيْن واصْحاب الْحُسيْن الَّذين بذلُوا مُهجهُمْ دُون الْحُسيْن عليْه السَّلامُ .”.
دانت لدينك الأديان وحار في عشقك العشق أنت الحسين الذي به فتحت كل أسرار العرفان.
كيف لمن لا يعرف حروفك أن يمضي نحو مجد السماء؟.
خروجك يوم الطف هو ذاته خروجك قبل بدء البدء، هو سر لا يعلمه إلا الأوحدي الحسيني الذي مات بعشقك قبل أن يكون له عين في أرض الأعيان فصار بهذا القتل عاشقا لشهادتك الكبرى في عين كل عين.
الحسين هو دين الله الذي به امتحنت الأنام فصير الكافر كافرا والمؤمن مؤمنا، من قبل أن يخلق الوهم .
لا يهمنا وهم الواهمين فعشقك تملكنا في عالم الست بربكم قبل أن نخلق في أرض الأنام والبلاء.
عشق الحسين أشتكى منه المطلق والوجود الى رب العالمين فقاما يقولان نحن لا قيام لنا إلا بهذا العشق.
فلا المطلق مطلق ولا الوجود وجود بلا حسين.
وتمضي الكربلاء تقلب الوجود وجودا والمطلق مطلقا إلى رب الأعيان والمجرات.
من لا يعرف حسينا ليس له في الوهم وهم وليس له في العلم علم وليس له في العرفان عرفان.
بك قمت وقامت أركاني قبل أن يخلق الخلق، وبك صرت كما صارت بعشقك المجرات.
السيد : يوسف
كربلاء الملحمة الإلهية الكبرى -الفصل الأخير –
كما وعدتكم جاء الوقت للإعلان عن صاحب هذا البحث في الحقيقة هذا البحث جاءني من صديق مقرب من المولى المقدس محمد صادق الصدر الشهيد الثاني رضوان الله عليه لكن من كتبه بالفعل هل هو صديقي وليد عبد الله أو صديق أخر مقرب من المولى المقدس أو هو نفسه ؟
يبقى هذا من باب الاحتمالات فقط لأن صديقي وليد عبد الله لم يخبرني بمن كتب هذا البحث بالفعل وهكذا حتى لا تضيع الأمانات قررت أن أرد هذا البحث إلى الجهة التي أرسلته لي .
ولأنه بحث يستحق النشر قررت نشره حتى يستفيذ الكثير من الإخوة من هذه الاشارات الحسينية العرفانية النورانية.
عنوان البحث كربلاء الملحمة الإلهية الكبرى هو ليس من الجهة التي كتبت البحث هو من اختياري والسلام عليكم ورحمته وبركاته
أخوكم يوسف العاملي

الإشارة التاسعة والأخيرة
اشارات عقلية لنبذة مختزلة من تلويحات اثار حركة الانصار على الحياة عموما
اولا: اثر انصار الامام (عليه السلام) على انفسهم دنيويا واخرويا .
ان الشروط السلوكية المتجلية في رحلة العروج الشهودي داخل الساحة الحسينية لرحلة الاصحاب اخذت مراتب ومنازل ومقامات مختلفة كلا حسب استعداده وقابلية عروجه ونفسه الامدادي المتصل بالعولم اللطيفة والمنفصل عن العوالم الكثيفة ، وان جمعت هذه الحقائق في مدارات الحضور الحسيني نحو محور التواجد داخل الساحة الحسينية المقدسة فان كلا منها قد اخذ مقامه المعلوم “وما منا الا وله مقام معلوم” تبعا لحركة الامام واصطفاف الحضورات الشريفة في الصفوف الجهادية في المقام والركوع والسجود أي الثبات والاقدام والقدوم والذبح على الصراط بالمقام الفنائي الذاتي المقدس للسجود المطلق على تربة الاصطفاء الادمي المخروج بماء الذات المقدسة الدائر مدار الاسم الالهي الحي المطهّر والطاهر والمثبت والثابت والمحرك والمتحرك بالقدرة المطلقة الامدادية والمنعكسة في حلقة البقاء والدوام المقدس الغيبي الجمعي الاحدي.

فأحتوت هذه الحركات تبعا للأنفاس المقدسة للحضرات والمقامات التي ملأت حلقات الاستحقاق التطهيري للانصار القادمين من سفر العروج وصولا إلى ساحة الفناء المقدس واشتملت رحلتهم الصعودية الاشهادية للرجوع إلى الفطرة الاولى والتدرج السلوكي من الاضعف إلى الاقوى ، ولقد بيّنا رحلة السلوك من خلال الموكب الحسيني القاطع لمراحل السلوك في إتمام حلقة نصف دائرة العروج لانعطافها على نفسها في إتمام النصف الآخر الصعودي والذي تمثل في إتمام الفناء المقدس في ساحة الوقوف الثبوتي الحسيني فكان الأثر النفسي الطاهر على رحلة الاصحاب في داخل اطار الدنيا هو تأكيد الحضور العورجي لادراك المعارف الحقة والتحققات اليقينية للأسفار المقدسة وصولا إلى غاية الغايات والاهداف السامية المقدسة المتحققة في ساحة الشهود الحسيني وامتاز هذا الاثر في توضيح رحلة التطهيرات والتمحيصات للقوى الانسانية والملكات النفسية والعقلية والقلبية والجسدية والروحية وصولا إلى النفس الطاهرة والعقل المجرد المقدسي والقلب العرشي المطهّر والجسدانية الممحصة بالصور الملكوتية اللطيفة والانطلاق الروحي من سجن البدن واتمام التكليف العروجي المقدس وصولا إلى اهلاك جميع الاغيار والسوايئة في التحقق بالواحد القهار “لمن الملك اليوم لله الواحد القهار” فكانت ساحة الدنيا عبارة عن خاتمة للتحققيات العروجية لادراك المقامات الاخروة وصولا إلى منازل اللقاء المحمدي والوصول النوراني المقدس للتطهير والطهار المطلقة حتى ادراك الساحة السجودية بالفناء المطلق والتلاشي المقدس في الذات القاهرية فعبرت رحلة الدنيا عن انعكاس عيني لتحقق المقامات العروجية والمنازل الوهبية للعوالم الغيبية وتطبيق القانون الاخروي المطلق على الارض الدنيوية والغاء قانونها الزائل واظهار القانون الازلي الدائم.

ثانيا: اثرهم على عامة الخاصة ، وخاصة الخاصة.
لقد جمع الانصار في ساحة الشهود المقدسة مقامين رفيعين احدهما يكمل حقيقة الاخر، وعبّروا اعظم تعبير عن وضوح الرؤية والمشاهده اليقينية الحقة في جمع المقامين ، وهما الجهاد الاصغر والجهاد الاكبر في حقيقة التواجد داخل الثبات والمداومة الحقة لاستخراج البواطن ومواجهتها الفعلية للاعداء الحقيقين بشكل باطني وخفي ، الذين ينصبون الفخاخ والشباك لايقاع الانسان في اسر الدنيا وشهواتها ولذاتها ، وكذلك للاعداء الخارجين الذين اصبحوا اعيان محققة للمعنى الشيطاني المتجسد على ارض الدنيا بشكل ظاهر وجلي ، والذين يضعون الاحجار والحجب المانعة لتطبيق النواميس الالهية على ارض الواقع الانساني “لاقعدن لهم صراطك المستقيم” ولقد بين الانصار بشكل فعلي حقيقة التجلي الرحماني والسير والسفر السلوكي نحو التحقق التام في مقام الانسان الكامل غاية الوصول إلى الحقيقة الانسانية بالجبلة الاولى الرحمانية وكذلك التجلي الشيطاني المتجسد على ارض الردة التسافلية في تسافل الانسان هبوطا إلى أدنى المراتب الوجودية وثبات حقيقة المسلكين في المواجهة الفعلية بين المعسكرين ، وبيان الحقيقة السلوكية لمحاربة الشيطان الباطني وجنوده واتباعه واشياعه وقد عبّرت الساحة الحسينية عن المقامات العروجية اصل القرب والوصول الرحماني ، وكذلك اصل البعد والفراق والمقامات التسافلية الشيطانية اللعينة ، ويتجسد ما وضحه الاصحاب رضوان الله تعالى عليهم لكل من عامة الخاصة وخاصة الخاصة كلا حسب مرتبته ومقامه ومنزلته الشريفة كما يلي:

أ. بيان معرفة حركات الشيطان وافعاله ومعارفه وحركاته الباطنية والظاهرية المادية والمعنوية وطرق الدخول والخروج والاتصال والانفصال في حركته الوجودية وتخللاته العدمية في مملكة الانسان وتصرفاته ومكائده لايقاف حركة الانسان العروجية وتكامله الباطني والظاهري وهي معرفة يجب على كل سالك ومسافر معرفتها وبيان حقيقة رجوعها واتمام دائرة محاربتها وغاية تواجدها داخل الساحة الوجودية الارضية واهميتها واضرارها ومنافعها واصل الشرور فيها والنظرة الاجمالية في التحقق بالمعارف الشمولية الخالصة والذي يعبر عنه الرسول الكريم (ص واله) في قوله “بعثت داعيا وليس اليَّ من الهداية شيء وخلق ابليس مضلا وليس اليه من الضلالة شيء” وهو تصديق الاية “من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له” وكذلك المعرفة التفصيلية لحركة ابليس وكثرة الشياطين في اتمام وعده المشوؤم ومحاربته للانسان كونه عدو الله وكيفية اتباع المعارف والسنن والمقامات الشريفة لمواجهة الشيطان اللعين ، وعِلم معرفة المواجهة وكيفية التحقق اليقيني في سلوك الطريق الالهي العظيم كي يتحقق الانتصار الفعلي على معسكر الشيطان الباطني والظاهري الذي نعبر عنه بالنار في اثبات العداوة الحقة بين رحلة الانسان التطهيرية للوصول الرباني اللطيف وحركة الشيطان الارتدادية في قطع سبل الوصول ورمي الكثافة المادية لقطع الاتصال الشريف وبيان حقيقة العداوة في قوله تعالى “ان الشيطان عدو فاتخذوه عدوا” وقوله تعالى ” ان الشيطان كان للانسان عدوا مبينا”.

ب. بيان سبيل الجهاد المعبر عنه في الحديث الشريف عن الرسول الاكرم (ص واله) :”رجعنا من الجهاد الاصغر إلى الجهاد الاكبر” وكيفية التحقق السلوكي لادراك حقيقة العروج الباطني ومحاربة الشيطان الباطني في الاعتقادات الباطنية والاخلاق الرديئة والاراء المذمومة والطموحات الدنيوية الزائلة والجهالات المتراكمة في اتباع الاقوال من غير دراية ولا تمحيص حقاني ولا تأسي فعلي بالانبياء والرسل والائمة والاولياء الكمل وفي كيفية الانتصار على العدو الباطني والخفي الذي يحث الانسان على اداء المفاسد والاعدام والاضرار التي توقعه في مهالك الهاوية ونيران الفراق وظلمانية النفس الشهوانية والغضبية اللتين هما دار الشيطان ومسكنه في الانسان واللتين تحبسان النفس الناطقة الشريفة الملكوتية من التحقق وادراك سر الربوبية والسمو في المنازل النورانية الشريفة ، وكذلك اتمام دائرة العروج في الوقوف عند التعينات الزائلة في الواقع الارضي لحركة الشيطان وتجسداته المادية في جنوده واتباعه واشياعه الذين يثقون في مواجهة تطبيق النواميس الالهية ومحاربتهم والانتصار عليهم ، الا ان البيان الواضح في حركة الساحة الحسينية تمثلت في اتمام الانتصار الباطني وصولا إلى الثبات الظاهري في مواجهة الشياطين الخارجيين الظاهرين ولا يمكن الوقوف والصمود والفتح الحقيقي لطريق الله الا باتمام نظافة المملكة الانسانية من الباطن حتى يتسنى لها التحقق الفعلي في السمو والرفعة والعروج التام للمقامات الالهية لان المواجهة الخارجة للشياطين والكفار واعداء الدين هي مواجهة عرضية زائلة والمواجهة الباطنية الفعلية للشياطين داخل مملكة الانسان الوجودية هي مواجهة ذاتية فعلية مركوزة في الجبَّلة الانسانية فيجب على كل مكلف ان يطرد هؤلاء الشياطين وينتصر عليهم وهي غاية التواجد والحضور في ساحة الميزان والفصل الوجودي للوصل إلى الكمال الحق والعروج التامي المطلق والتحقق في مقام “ورد الله الذين كفروا في غيضهم لم ينالوا خيرا” “وكان الله قويا عزيزا” “وجند الله هم الغالبون” و “حزب الشيطان هم الخاسرون”

ت. لقد فتح انصار الامام الحسين (عليه السلام) لكل المستويات الوجودية ولخاصة الخاصة الذين هم خلاصة التواجد الرحماني بعد العبور من منطقة شياطينهم واتمام دائرة التسليم حتى لشياطينهم ، كما عبّر الرسول (ص واله) في قوله : “لقد اسلم شيطاني على يدي” أو “ان شيطاني اعانني الله عليه فأسلم” فيكون الان الشيطان الذي اسلم ليس شيطانا بل هوية اخرى للحضور الحق داخل سر الانسان المقيم في الحضرات المقدسة فيقوم ويركع ويسجد شيطانه كي يؤكد حقيقة حضوره الرحماني المطلق لقطع رحلة الحجب الظلمانية المشار إليها في التصفحات السابقة وصولا إلى الحجب النورانية كي يخترقها وصولا إلى المقام الاسنى واللقاء العظيم والفناء التام المطلق. واعلم ايها الاخ إنه لا يمكن الوصول إلى مقام حضرة الولي الكامل المقدس والوقوف في ساحة شهوده ومنطقة عروجه وعبوره المطلق إلى العوالم النورانية ما لم تتم حلقة التمحيص والسلوك الحقاني وادراك اسرار حركات الشرور وافعال الشيطان الرجيم حتى يتسنى لك الانتصار والعبور إلى مناطق النور العظيم.
وبهذا فتح اصحاب الامام (عليه السلام) فتحا عظيما في بيان الانتصار الفعلي في المواجهة على كل الاصعدة الباطنية والظاهرية ، واتمام دائرة الصعود والنزول في العروج المطلق واتمام الدائرة الوجودية بحضور الرحمة الرحيمية والرحمانية وتفصيل المنازل اللقائية داخل الساحة المقدسة الاقدسية.
ثالثا: اثرهم على عامة المؤمنين
قد ترك الانصار الموالين لحقيقة الشهود الحسينية اثاراً عظيمة على كل مستويات الوجود بشكل عام ، وعلى المنتسبين لحقيقة الايمان على مستويات عروجها بشكل خاص وتميز كل اثر بمزية وصفات خاصة تتناسب مع المقام والاستعداد والقابلية للحضور وتحصيل علامة العبور اذا تكاملت في حقيقتها كي تتواصل مع الفعل الحسيني المطهّر للعوالم ، والحاضر في ذاكرة الجمع المطلق للانسان عبر مروره في رحلة الزمان في كل مستويات حضوره ونظامه وقوانينه الخاصة ، وكان تأثير الانصار رضوان الله تعالى عليهم على خاصة المؤمنين يتميز بعدة مواقف ثباتية تواصلية هي ؛
ان عامة المؤمنين بعد ثورة الامام (عليه أفضل الصلاة و السلام) الظاهرية والباطنية المادية والمعنوية دخلوا في ساحة الملامة النفسية العالية في رحلة تانيب الضمير وانبعاث الالم النفسي والروحي والدخول في العذاب الناري العقلي لعدم نصرتهم الامام فعليا ، وعدم تطبيق اقوال الواقع الايماني وادراجهم تحت منزلة من كان حاله: “كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالا تفعلون” فشعرو بطردهم وابعادهم عن ساحة الفيض الالهي والعطاء النوراني وانسداد باب التواجد القربي للباري عزّ وجلّ وكل هذه المشاعر والاحاسيس المعنوية لنفوسهم نقلتهم إلى ساحة اللوم ودخول انفسهم إلى مرتبة النفس اللوّامة القاطعة طريق الشر واللائمة على ما فعلته من هذه الشرور. واكبر شر وقع من هذه النفوس التي كانت حاضرة في ساحة الامام (عليه أفضل الصلاة و السلام) هو عدم نصرتها الامام قولا أو فعلا ، فكان رد الفعل المباشر هو الثورة الداخلية التي افرزت ثورة خارجية على الظلمة ، متمثلة بالامام وانصاره وكانت هذه الثورة بمثابة تطهير من الخطايا والذنوب التي ارتكبت بعدم مآزرتهم الفعل الرحماني في ساحة الحضور الالهي والبلاء الحقّاني والامتحان القيامي الذي فشلوا فيه في املاء صحفهم الايمانية بعلامات النجاح واكتساب صفة الحضور الالهي والتكامل الانساني العالي فكانت رحلة الانصار الموالين اشارة وعلامة حقانية للفصل بين الايمان الثبوتي الحاضر والشرك “ولا يؤمن اكثرهم بالله الا وهم مشركون”