(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
* من خلال هذه الكلمة للشيخ إبراهيم الأنصاري يمكن القول أن من لا يعرف إمام زمانه لا يقرأ القرآن ودليلنا على ذلك هو هذه الأية (( حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَىٰ وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ )) القيام بالقنوت في كل صلاة هو أمر غير أن من يقوم به في كل صلاة هم الشيعة الإمامية الإثنى عشرية ، لهذا كل من لا إمام له لا يعرف القرآن.
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته
كيف أدرك الحقيقة ؟ التي أبدعتني
السيد يوسف العاملي
تفكر معي
مذهب الأطهار عليهم السلام الأربعة عشر هو وإن كان مذهبا عقائديا لعموم الشيعة إلا أنه ليس كذلك لخصوص شيعتهم. مذهب أهل البيت عليهم السلام هو مذهب تكويني بل هو مذهب فوق تكويني لأنه مذهب السر وليس مذهبا اعتقاديا لأن مذاهب الاعتقاد لا تسر أصحابها فكلمة اعتقاد دائما يصاحبها في باطنها كلمة شك ودائما كلمة السر يصاحبها في باطنها البهجة والسرور والمساررة.
عندما ننظر إلى اصابع أيدينا نجد فيها 14 شريطا مفصليا بعدد الأربعة عشر معصوما ، صراحة بعدما كوشفت بهذا السر التكويني كنت به مسرورا فرحا ، لم أقره في أي كتاب وكنت أنتظر ببالغ الصبر والترقب أن أقراه في كتاب من كتب الرواية حتى جاء مسلسل يوسف الصديق عليه السلام فوجدت ملك الوحي يقول لنبي الله يوسف عليك أن تتوسل بمن هم بعدد الأشرطة الاربعة عشر الموجودة في يدك في حلقة لم تدعها الترجمة العربية.
إن طريقة أهل البيت عليهم السلام في المعرفة الوجودية هي ذوقية كشفية لمن كان مختارا لهذه الحقيقة ، فالشيعي السراني هو السر الوجودي الثاني بعد وجه الله الباقي أهل البيت عليهم السلام. العاشقون السرانيون عبر تاريخ البشرية أدركوا في سر وجودهم سر الوجود الذي يكون في سر التوجه إلى الغيب. الحقيقة تكمن في ما وراء الظاهر لا يدركها إلا من تعمق في سر الوجود كله. سئل أحد رواد الطريقة الباطنية في معرفة الوجود عن سر الوجود فقال لهم أن أكون قبل أن أكون.
وقال أخر إني لا أخاف النهايات بل أخاف البدايات . أن أكون قبل أن أكون اني اخاف البدايات ولا أخاف النهايات جملتان ستنقلنا إلى سر البقاء في مذهب أهل البيت عليهم السلام وجه الباقي بعد فناء كل شيء. كيف نتعمق في الوجود فنصبح مثل الحوت الذي يعمر كثيرا ويكتشف كثيرا من أسرار البحر هذا هو السؤال الذي يجب أن نطرحه في باطننا في سر وجودنا في هذه الكينونة فنحن مخلوقون للبقاء وليس للفناء.
التشيع لوجه الله الباقي هو نفسه سر ؟ فكيف بمعرفة سر هذا التوجه والدخول في أسراره المخترعة للوجود كله. إنها بهجة الحبور والعبور من ساحل التيه الأعظم إلى بحر الله الأعظم. السماع للحقيقة هو حيلة الباحث عن الحقيقة لأن كل حقيقة لها صوت و صدى ، فالباحث عن شيء متكلم في أرض ما يسمع صوته قبل أن يكتشف جرمه. الباحث عن الحقيقة هو يسمع بروحه ما كان في كونه الأول.
بقدر معرفة الإنسان الأزلي الإمام الحسين عليه السلام يستطيع أي موالي أن يسمع بروحه ما كان في كونه الأول. الخروج من حيرة الإيجاد الأولى لا يكون إلا بالقبول ولا يكون القبول إلا بالاختيار ولا يكون الاختيار إلا عن وعي بما كان ويكون التائهون الناكرون هم أكثرية فاعلة لكن فاعلة في الوهم والعدم. القابلون لسر الكينونة هم أقلية فاعلة بالكل .
عندما يغيب هذا المنهج الرباني في معرفة النفس عن وجدان الناس تضيع هويتها العابدة فيكونون في مناهج التطرف البعيدة عن جوهر الوجود القائم بأمر الله في العالمين.
التكفيريون الوهابيون والبروتستانيون والصهيونيون هم متطرفون في عبادتهم لأنهم يعتبرون أنفسهم أحسن الناس خلقوا في الوجود وهذا هو العناد الذي يمكن تشبيهه كالواقف في مكان واحد والعالم كله رحب وجميل لا يتحرك فلو تحرك منه لأدرك جمالية الوجود كله من حوله.
عباد الأنا والطواغيب عبدوا أناتهم الجزئية ونسوا حقيقة وجودهم الجوهرية مثل طفل الإنسان يتمسك بشيء تافه في أول عمره فلو أدرك أن هذا الشيء تافه ما تمسك به.
المعرفة تدعونا للتحرر والغبطة كيف ذلك ؟
عندما تكون عارفا تكون لك خيارات كثيرة جدا في الوجود.
فمن يملك عدة خيارات لا ينتحر.
المتطرف لا يملك إلا وهما واحدا إسمه أنت المختار والباقي كلهم عبيدك.
المتطرف يرى نفسه هو العابد الحقيقي ويرى في ذلك أنه مطالب بتغيير العالم إلى قناعاته هو يريد أن يجعل البحر كله في بطن سمكة.
العارف يعرف خريطة الوجود كله ويعرف أن هذه الخريطة موضوعة على خطة محكمة فكل حركاته فيها تتبع حكمة الواضع لهذه الخطة وبالتالي يكون كل وجوده سليما وسالما من الضياع.
سوف ينتصر العارف على المتطرف وانتصار العارف هنا هو ساعة صبر في جنون ثور هائج.
سر الخلق هو نفسه سر الظهور من العدم إلى التعينات الوجودية ، هو سر حير الأولين وتابعهم في ذلك الآخرين .
الله لم يشارك في الألوهية يعني لا يوجد لله شريك في الألوهية التي هي وجه من وجوه الذات الإلهية المقدسة.
الكنز المخفي جاء من ألوهية الله الواحد القهار ،فتعين الكنز المخفي كان من ظهور ألوهية الذات الإلهية المقدسة .
يقول مولى الموحدين و العارفين أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ولا أمير المؤمنين سواه عليه السلام ” يا من سبق وجوده العدم “.
وجاء في دعاء يستشير ” الأول غير موصوف”.
في علم العرفان لا يكون الأول أولا ما لم يكن آخرا.
ظهور الكنز المخفي الذي به جاءت الخليقة والعبودية لله سيكون في عصر الظهور المبارك لمولانا الإمام المهدي عليه السلام الهادي إلى عين الحياة الإلهية.
عين الحياة هي الكنز المخفي من وصله وصل إلى حياة الخلد في الخالدين.
الصعود إلى صبح الأزل لا يكون إلا اذا عرفنا اسم الله الآخر.
من صعد إلى صبح الأزل صعد إلى عين الحياة ومن كان في عين الحياة أدار دائرة الوجود وتأله. ” هم درجات عند الله” وفي الحديث القدسي ” يا عبد لقد جعلتك اليوم مثلي تقول لشيء كن فيكون ” فما أجمل هذا وما أروعه لكن وأنت فيه فلا وصف لك فيه ،فتصبح أولا بلا وصف وتصبر أخرا بلا نهاية.
فسبحان الله الذي لا غاية له فينتهي ولا أخر له فينقضي.
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل الله فرجهم ولعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته
حقيقة الظهور المقدس
السيد يوسف العاملي
لا يدرك حقيقة هذا الكون المترامي الأطراف والمليئ بالأسرار والمغيبات إلا الإنسان الكامل الإلهي.
لما يا ترى ؟
الإنسان الكامل الالهي جسمه ونفسه وروحه هي كل ما تراه الأعين وما لا تراه في الوجود.
عين الحياة ، جبل قاف ، الجزيرة الخضراء كلها مصطلحات نسمعها لكن حقيقتها ستبقى مغيبة حتى الظهور المقدس لصاحب الأمر عليه السلام مولانا الإمام المهدي عليه السلام.
ماذا يمثل الظهور المقدس على خريطة الوجود الكبرى والظهور الإلهي ؟
الإمام الثاني عشر عليه السلام هو تمام النشأة في مسار ظهور الكنز المخفي فهو يمثل مقامات الكنز المخفي وظهوره أيضا.
بمجرد الظهور المقدس لصاحب الأمر عليه السلام سوف يُظهر نور الرب كل ما خفي عن العبد.
بنور الرب سيرى العبد خريطة العالم الحقيقي فضوء الشمعة لا يكفي لإضاءة كل الغرفة.
المنتظرون لصاحب الأمر عليه السلام هم منتظرون لمجيئ جمال الرب ، فالدخول إلى العوالم الإلهية اللآهوتية يستوجب تربية تكوينية أرضية.
تفجير الأنهار والعيون هو فعل تكويني أصله إلهي وتحقيقه الفعلي في الفعل الإلهي هو على يد عباد الله المؤمنين في تلك النشأة وكل هذا يستلزم تكوين إلهي خاص.