(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
كيف أدرك الحقيقة ؟ التي أبدعتني
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته
كيف أدرك الحقيقة ؟ التي أبدعتني
السيد يوسف العاملي
تفكر معي
مذهب الأطهار عليهم السلام الأربعة عشر هو وإن كان مذهبا عقائديا لعموم الشيعة إلا أنه ليس كذلك لخصوص شيعتهم.
مذهب أهل البيت عليهم السلام هو مذهب تكويني بل هو مذهب فوق تكويني لأنه مذهب السر وليس مذهبا اعتقاديا لأن مذاهب الاعتقاد لا تسر أصحابها فكلمة اعتقاد دائما يصاحبها في باطنها كلمة شك ودائما كلمة السر يصاحبها في باطنها البهجة والسرور والمساررة.

عندما ننظر إلى اصابع أيدينا نجد فيها 14 شريطا مفصليا بعدد الأربعة عشر معصوما ، صراحة بعدما كوشفت بهذا السر التكويني كنت به مسرورا فرحا ، لم أقره في أي كتاب وكنت أنتظر ببالغ الصبر والترقب أن أقراه في كتاب من كتب الرواية حتى جاء مسلسل يوسف الصديق عليه السلام فوجدت ملك الوحي يقول لنبي الله يوسف عليك أن تتوسل بمن هم بعدد الأشرطة الاربعة عشر الموجودة في يدك في حلقة لم تدعها الترجمة العربية.
إن طريقة أهل البيت عليهم السلام في المعرفة الوجودية هي ذوقية كشفية لمن كان مختارا لهذه الحقيقة ، فالشيعي السراني هو السر الوجودي الثاني بعد وجه الله الباقي أهل البيت عليهم السلام.
العاشقون السرانيون عبر تاريخ البشرية أدركوا في سر وجودهم سر الوجود الذي يكون في سر التوجه إلى الغيب.
الحقيقة تكمن في ما وراء الظاهر لا يدركها إلا من تعمق في سر الوجود كله.
سئل أحد رواد الطريقة الباطنية في معرفة الوجود عن سر الوجود فقال لهم أن أكون قبل أن أكون.
وقال أخر إني لا أخاف النهايات بل أخاف البدايات .
أن أكون قبل أن أكون
اني اخاف البدايات ولا أخاف النهايات
جملتان ستنقلنا إلى سر البقاء في مذهب أهل البيت عليهم السلام وجه الباقي بعد فناء كل شيء.
كيف نتعمق في الوجود فنصبح مثل الحوت الذي يعمر كثيرا ويكتشف كثيرا من أسرار البحر هذا هو السؤال الذي يجب أن نطرحه في باطننا في سر وجودنا في هذه الكينونة فنحن مخلوقون للبقاء وليس للفناء.

التشيع لوجه الله الباقي هو نفسه سر ؟ فكيف بمعرفة سر هذا التوجه والدخول في أسراره المخترعة للوجود كله.
إنها بهجة الحبور والعبور من ساحل التيه الأعظم إلى بحر الله الأعظم.
السماع للحقيقة هو حيلة الباحث عن الحقيقة لأن كل حقيقة لها صوت و صدى ، فالباحث عن شيء متكلم في أرض ما يسمع صوته قبل أن يكتشف جرمه.
الباحث عن الحقيقة هو يسمع بروحه ما كان في كونه الأول.

بقدر معرفة الإنسان الأزلي الإمام الحسين عليه السلام يستطيع أي موالي أن يسمع بروحه ما كان في كونه الأول.
الخروج من حيرة الإيجاد الأولى
لا يكون إلا بالقبول
ولا يكون القبول إلا بالاختيار
ولا يكون الاختيار إلا عن وعي بما كان ويكون
التائهون الناكرون هم أكثرية فاعلة لكن فاعلة في الوهم والعدم.
القابلون لسر الكينونة هم أقلية فاعلة بالكل .