(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
بك عرفتك
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
بك عرفتك
السيد يوسف العاملي

بِكَ عَرَفْتُكَ وَ اَنْتَ دَلَلْتَني عَلَيْكَ وَ دَعَوْتَني اِلَيْكَ ، وَ لَوْلا اَنْتَ لَمْ اَدْرِ ما اَنْتَ .
عندما يقترب السالك العارف من حضرة الخالق البارئ يدرك حقيقة الهداية التي هي ابتداء منه تعالى.
جاء في دعاء الصباح العبارة التالية ” اِلـهي اِنْ لَمْ تَبْتَدِئنِي الرَّحْمَةُ مِنْكَ بِحُسْنِ التَّوْفيقِ فَمَنِ السّالِكُ بي اِلَيْكَ في واضِحِ الطَّريقِ،””.
الهداية هي أمر ابتدائي كما هو الحمد، فالحامد في كل الأحوال هو الله .
وجود الله الذي سبق وجوده العدم هو حقيقة الهداية والحمد. فالسابق حامد ومحمود.
الدخول في السبق الوجودي هو لا يكون إلا للعارف الإمامي في قوله ”وَ لَوْلا اَنْتَ لَمْ اَدْرِ ما اَنْتَ.
الدخول في السبق الوجودي يكون بالفناء في حضرة الإنسان الأزلي الحسين عليه السلام وخدمة صاحب الأمر عليه السلام مولانا صاحب الزمان وبهذا يكون العارف قد تحقق بنقطة الابتداء التي هي نفسها نقطة الانتهاء ففي هذا الوعي الوجودي يقول العارف بك عرفتك ، يعني عندما أدركت التذكر وأدركت فيه حضرة الإنسان الأزلي الحسين عليه السلام وعندما أدركت البقاء وأدركت فيه حضرة الإنسان الأبدي مولانا الإمام المهدي عليه السلام.