(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
التعريف العرفاني لدولة خاتم الأسرار الإلهية
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وال محمد وعجل فرجهم والعن اعداءهم من الاولين والاخرين
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته
التعريف العرفاني لدولة خاتم الأسرار الإلهية
السيد : يوسف العاملي
تختم الدنيا بدولة خاتم الأسرار الإلهية دولة مولانا الحجة القائم الإمام المهدي عليه السلام ، فكيف سوف نشهد هذه الدولة في أعماق كينونتنا الإنسانية سؤال فطري وجودي الجواب عنه يبهج القلب ويجعله في سكون وطمأنينة حقيقيتين؟.
لكل بداية نهاية .

وأصل النهاية الرجوع للبداية لأن الوجود عند أهل الله والتحقق هو دائري .
لا يكون الخلق تاما إلا بالهداية في قوله تعالى (( قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَىٰ كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَىٰ)) الاية 540 طه.
في نهاية الدنيا سوف نشهد بدايتها وعندما نشهد بدايتها سوف نلامس إسم الله الفاطر.
الفطرة والوجود والكون ثلاثة كلمات سوف تندمج في وحدة شهودية في كينونة الإنسان الشاهد والحاضر في دولة الأسرار الإلهية في آخر الزمان كيف ذلك ؟
الجواب على هذا السؤال هو الآن نظري لمن هو مؤمن بالانتظار ودوله الإنسان الكامل، وهو شهودي حضوري معاشي عندما يقبل في الدولة الخاتمة لكل سر إلهي .
هذ البحث هو مأخوذ من كتاب التعليقة على الفوائد الرضوية لروح الله الخميني حيث سوف يفسر الإمام مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ولا أمير المؤمنين سواه عليه السلام مراتب النفس الإنسانية والغاية من خلقها .
أنصح نفسي وأخوتي بقراءة هذا الكتاب على هذا الرابط — التعليقة على الفوائد الرضوية–—
روي عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه أنَّه سأله أعرابيّ عن النفس، فقال عليه السلام له: (عن أيّ الأنفس تسأل )
[110]
فقال يا مولاي هل النفس أنفس عديدة ؟
فقال عليه السلام (نفس نامية نباتيّة، و حسيّة حيوانيّة، و ناطقة قدسيّة، و إلهيّة كليّة ملكوتيّة ).
قال: يا مولاي ما النباتيّة ؟
قال عليه السلام: (قوة أصلها الطبائع، بدء إيجادها عند مسقط النطفة، مقرّها الكبد، مادتها من لطائف الأغذيّة، فعلها النموّ و الزيادة، و سبب فراقها اختلاف المتولّدات، فإذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة ).
فقال: ما النفس الحيوانيّة ؟

قال عليه السلام (قوّة فلكيّة و حرارة غريزيّة أصلها الأفلاك، بدء إيجادها عند الولادة الجسمانيّة، فعلها الحياة و الحركة و الظلم و الغشم و الغلبة و اكتساب الأموال، و الشهوات الدنيويّة، مقرّها القلب، و سبب فراقها اختلاف المتولّدات، فإذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود ممازجة لا عود مجاورة فتعدم صورتها و يبطل فعلها ووجودها فيضمحل تركبها ).
فقال: ما النفس الناطقة القدسيّة ؟
قال عليه السلام: (قوة لاهوتيّة، بدء إيجادها عند الولادة الدنيويّة، مقرّها العلوم الحقيقية الذهنيّة، موادّها التأييدات العقليّة، فعلها المعارف الربانيّة، سبب فراقها تحلّل للآلات الجسمانية، فإذا فارقت عادت إلى ما منه بدأت عود مُجاورة لا عود مُمازجة ).
فقال: ما النفس اللاهوتيّة الملكوتيّة ؟
فقال عليه السلام: (قوّة لاهوتيّة، و جوهرة بسيطة، حيّة بالذات أصلها العقل منه بدأت وعنه دعت، وإليه دلّت وأشارت، وعودتها إليه إذا كملت وشابهت، ومنها بدت الموجودات وإليها تعود بالكمال، فهي ذات العليا وشجرة طوبى و سدرة المنتهى و جنّة المأوى، من عرفها لم يشق أبداً، ومن جهلها ضلّ وغوى ).
فقال السائل: ما العقل ؟
قال عليه السلام: (جوهر درّاك محيط بالأشياء من جميع جهاتها، عارف بالشيء قبل كونه، فهو علّة للموجودات و نهاية المطالب ) (كلمات مكنونة للفيض الكاشاني: 76 ). صدق وليّ الله.
لمعرفة النفس اللاهوتية الملكوتية يحتاج الطالب إلى إيمان وصدق وانتظار فلا يكون الطلب الحقيقي في الوجود إلا بإذن من صاحب كل نعمة وإيجاد.
من عرف هذه النفس بالضبط اللاهوتية الملكوتية لم يشق أبدا.
لا يدرك الإنسان هذه النفس اللآهوتية الملكوتية إلا في ظل دولة الإنسان الكامل حيث تتماهى النفوس الجزئية بالنفس الكلية حيث العقل الكلي الدراك.
وهكذا يمكن تعريف دولة الأسرار الخاتمة بهذا التعريف الإلهي الموصوف بواسطة الولي المطلق علي بن أبي طاب عليه السلام بأنها دولة النفس اللآهوتية الملكوتية .
حيث :
* القوة اللآهوتية الملكوتية .
* الجوهر البسيط يعني أصل العناصر الوجودية كلها.
* الذات العليا .
* أصل الحياة كلها.
* أصل العقل ومبدأه.
* شجرة طوبى ( طوبى للغرباء يعني الباحثين عن دولة الأسرار الإلهية ) في آخر الزمان.
* سدرة المنتهى حيث نهاية السلوك الإنساني وبداية العيش مع الله سرمدا.
* جنة المأوى لا يدخل إلى جنة المأوى إلا الهارب إلى الله ولا يكون الهروب إلا به وبواسطة الإنسان الكامل الإلهي.