(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون).
زيارة عاشوراء الساعة الكاشفة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وال محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلاام عليكم ورحمت الله وبركاته
زيارة عاشـــــــــــــوراء الساعة الكاشفة
السيد يوسف العاملي
معرفة النفس خير للمؤمن من دخوله للجنة فآدم أصيب في الجنة بسبب جهله بنفسه.
معرفة النفس لا تكون إلا بكاشف يكشف لك مكنوناتها المودعة في سر تكوينها الإلهي.
في معرفة النفس تكون معرفة الرب ، لهذا هي خير للمؤمن من دخوله للجنة .
عموم المسلمين في جميع مذاهب العامة يرون وجودهم في الدنيا مصيبة لأنهم طامعون في الجنة، فالقياس المفارق الذي يجدونه في حياتهم المأملة في الجنة ومحنهم في الدنيا يجعلهم يرون امتحانهم في الدنيا مصيبة كبيرة يجب التخلص منها بأي شكل من الأشكال.
في مذهب أهل البيت عليهم السلام يتربى المؤمن على معرفة نفسه ليصلح لجوار ربه ومربيه وبارئه وفاطره.
المجالس الحسينية هي لمعرفة النفس وليس لمعرفة التاريخ ، وما التاريخ في المجالس الحسينية إلا الية من آليات التذكر .
حياة المؤمن الموالي في عالم الدنيا ما هي إلا تكوين تربوي تنويري ضروري ليصلح وينتقل لجوار الرب.
لا يكون العارف عارفا بالمعنى الحقيقي للمعرفة إلا بمعرفة أهل البيت عليهم السلام وجه الله الباقي ولا يكون صادقا في عرفانه إلا بمعرفة مصابهم الجلل في يوم عاشوراء ، عندما حضرت عند الشيخ البهجة رضوان الله عليه في يوم الخميس 13 أو 14 رجب 1424 في صحن الخميني ( ض) عند فاطمة المعصومة عليها السلام بعد صلاة الصبح مع معية صديقي اليمني الذي جاء من اليمن في نفس السنة التي جئت منها من المغرب.

وجدت الشيخ متوجها إلى القبلة يقرأ زيارة عاشوراء وهو يبكي جلست في مجلسه ساعة واحدة كانت تساوي كل سنوات هذه الدنيا الدنية لأنها ساعة الحقيقة .
كل من يقرأ زيارة عاشوراء بصدق يدخل في ساعة الحقيقة .
إذا أردت أيها الموالي أن تحقق ساعتك الوجودية بدقة عالية ومتناهية في الضبط عليك بقراءة زيارة عاشوراء كل يوم وكلما غمرك الحب بسره الجاذب سوف لن تكفيك قراءتها مرة واحدة.
في زيارة عاشوراء ينكشف للموالي حقيقة موالاته فإن كان صادقا سيقراها كاملة بالمائة وأن كان محبا سيقراها بدون المائة.
الحب مع الصدق يجعل الموالي يقرأ زيارة عاشوراء أكثر من مرة في اليوم .
التحقق مع الحقيقة يكون بآلية وضعت لهذا الغرض من طرف الإنسان الكامل المعصوم ليتكامل فيها الغير الكامل المعصوم من شيعته. وهذه الألية هي في مذهبنا ومنهجنا العرفاني هي زيارة عاشوراء فمن حافظ وواظب عليها كشفت له من نفسه ما لم يعرف أدم في جنته.