(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون).
الدعاء و تصحيح الانتظار
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وال محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته
الدعاء و تصحيح الانتظار
السيد يوسف العاملي
المؤمن المنتظر حائر بين أمرين.
الأمر الأول:
بتمثل بالتفويض التام كما جاء في دعاء زمن الغيبة.
اللهم فثبتني على دينك واستعملني بطاعتك وليّن قلبي لولي أمرك وعافني مما امتحنت به خلقك وثبتني على طاعة ولي أمرك الذي سترته عن خلقك فبإذنك غاب عن بريتك وأمرك ينتظر. وأنت العالم غير المعلم بالوقت الذي فيه صلاح أمر وليك في الإذن له بإظهاره أمره وكشف سره وصبرني على ذلك حتى لا أحب تعجيل ما أخرت لا تأخير ما عجلت ولا أكشف عما سترته ولا أبحث عما كتمته ولا أنازع في تدبيرك ولا أقول لِمَ وكيف وما بال ولي أمر الله لا يظهر وقد امتلأت الأرض من الجور، وأفوض أموري كلها إليك.
الأمر الثاني :
صاحب الزمان عليه السلام يبكي دما بدل الدموع منذ أكثر من 1000 سنة ؟؟؟.
الأمر الأول يدعوني للصبر والتفويض والأمر الثاني يدعوني للنصرة.
كيف أكون صابرا وموفضا ومنتصرا لصاحب الزمان عليه السلام.؟

لمعالجة هذين الأمرين المتقابلين في نفس الإنسان المنتظر جاء دعاء زمان الغيبة كدواء حقيقي ، لهذا سمي بدعاء زمن الغيبة لأنه يعالج كل حالات الانسان المنتظر في زمن الغيبة.
كل مضامين هذا الدعاء المبارك يجعل المنتظر يصحح مسار انتظاره المليئ بالجراحات والتناقضات والاكراهات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية .
لا سبيل إلى الصبر والتفويض والنصرة إلا بتقوية القلب وجعله قويا بنفس صاحب الزمان عليه السلام وهذا صراحة ما يجعل طريق معرفة النفس في زمن الغيبة أقوم طريق على الإطلاق في النجاة والفوز والكرامة.