بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وال محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته

علاقة السلوك الإلهي بالانتظار

السيد يوسف العاملي

العارف الحقيقي هو الذي لا يحجب مريديه بنفسه عن الله .
عندما يرتبط السلوك الإلهي بصاحبه الحقيقي مولانا صاحب الزمان عليه السلام يكون العارف المربي، المرآة التي يرى فيه من اتخذه معلما نفسه.
جاء في دعاء العهد هذه العبارة (اسْلُكْ بي مَحَجَّتَهُ)).
وفي دعاء مكارم الاخلاق العبارة التالية ( اللَّهُمَّ اسلُك بِيَ الطَّرِيقَـةَ المُثلَى))
السلوك هنا فرداني والدليل على ذلك كلمة( بي).
بينما السلوك في دعاء الندبة ودعاء زمن الغيبة جاء بصيغة الجماعة حيث نجد العبارة :
(( قوّ قلوبنا على الإيمان به حتى تسلك بنا على يده منهاج الهدى والمحجة العظمى والطريقة الوسطى)).

تسلك بنا يعني جماعة من المنتظرين .
وفي دعاء الندبة نجد العبارة الأخيرة من الدعاء كلها جاءت بصيغة الجمع
(( ٍٍٍٍصِلِ اللّهُمَّ بَيْنَنا وَبَيْنَهُ وُصْلَةً تُؤَدّى اِلى مُرافَقَةِ سَلَفِهِ، وَاجْعَلْنا مِمَّنْ يَأخُذُ بِحُجْزَتِهِمْ، وَيَمْكُثُ في ظِلِّهِمْ، وَاَعِنّا عَلى تَأدِيَةِ حُقُوقِهِ اِلَيْهِ، وَالاْجْتِهادِ في طاعَتِهِ، وَاجْتِنابِ مَعْصِيَتِهِ، وَامْنُنْ عَلَيْنا بِرِضاهُ، وَهَبْ لَنا رَأَفَتَهُ وَرَحْمَتَهُ وَدُعاءَهُ وَخَيْرَهُ مانَنالُ بِهِ سَعَةً مِنْ رَحْمَتِكَ وَفَوْزاً عِنْدَكَ، وَاجْعَلْ صَلاتَنا بِهِ مَقبُولَةً، وَذُنُوبَنا بِهِ مَغْفُورَةً، وَدُعاءَنا بِهِ مُسْتَجاباً وَاجْعَلْ اَرْزاقَنا بِهِ مَبْسُوطَةً، وَهُمُومَنا بِهِ مَكْفِيَّةً، وَحَوآئِجَنا بِهِ مَقْضِيَّةً، وَاَقْبِلْ اِلَيْنا بِوَجْهِكَ الْكَريمِ وَاقْبَلْ تَقَرُّبَنا اِلَيْكَ، وَانْظُرْ اِلَيْنا نَظْرَةً رَحيمَةً نَسْتَكْمِلُ بِهَا الْكَرامَةَ عِنْدَكَ، ثُمَّ لا تَصْرِفْها عَنّا بِجُودِكَ، وَاسْقِنا مِنْ حَوْضِ جَدِّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ بِكَأسِهِ وَبِيَدِهِ رَيّاً رَوِيّاً هَنيئاً سائِغاً لا ظَمَاَ بَعْدَهُ يا اَرْحَمَ الرّاحِمينَ .))
مسألة الهداية والشفاعة هي كلها لله غير أنها وهي كذلك يختص بها الله عبادا له منه جعلهم يحملون في كياناتهم هذه الهداية الإلهية حيث جعل هدايته العامة والكلية مختصة بهم في مسار وجودي محدد .
في زمن الغيبة فالهادي الحقيقي بعد كل عارف وقبله هو مولانا الإمام المهدي عليه السلام فكل عارف لا يدعو إلى صاحب الزمان عليه السلام فدعوته باطلة.
كما أن كل دعوة بإسم صاحب الزمان عليه السلام بعيدة عن متابعة المراجع العظام في الدين فهي باطلة أيضا.

ملحوظة 

اذا كانوا عارفين فما فائدة طلب المعرفة ؟

المعرفة التي يطلبها العارفون في هذه المناجاة هي المعرفة التحققية الواردة في الدعاءين  المشلول و كميل بن زيادة   (( يا إلهي بالتحقيق )) ، ((.. وعَلى قُلُوبٍ اعْتَرَفَتْ بِإِلهِيَّتِكَ مُحَقِّقَةً..)).  إذا لم تعرف الله   بالتحقيق سوف تقول يوم العرض (( بَلْ لَمْ نَكُنْ نَدْعُو مِنْ قَبْلُ شَيْئًا )).

عندما سأل سائل الإمام الحسين عليه السلام هذا السؤال  ” أيجوز أن نقول  على الله  شيء ؟ قال نعم يصح ذلك شرط أن تقول شيء بخلاف الأشياء حتى تخرجه من حدي التعطيل والتشبيه.”

إذا أخرجت عبادتك من حدي التعطيل والتشبيه فأنت تعبد الله على التحقيق.

مناجاة العارفين في طلب المعرفة هي من أجل أن يتحقق السائل العارف بالمعرفة التحققية .

المناجاة ذكر خفي يجمع العبد العارف بالمولى المعبود على سر جامع ، من تحقق به صار عارفا كاملا بالغا كمال المعنى والمعرفة .

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وال محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته

لعنة أهل البيت عليهم السلام ويوم المباهلة.

السيد : يوسف العاملي

لماذا تجنبت نصارى نجران لعنة الرسول وأهل بيته الكرام يوم المباهلة ؟ بينما نزلت هذه اللعنة على أعراب الجاهلية من بني أمية؟.
النصارى أناس حضاريين وروحانيين ومحبين لهذا تجنبوا لعنة الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وأهل بيته الكرام ، أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وسيدة نساء العالمين مولاتنا الزهراء عليها السلام وسيدي شباب أهل الجنة الحسن والحسين عليهم السلام.

لقد قتلت بني أمية في يوم عاشوراء الحسين عليه السلام فنزلت عليهم اللعنات وتاهوا في الدنيا وأصابهم الحمق .
لعنة أهل البيت عليهم السلام هي الإخراج من الرحمة الرحمانية دنيا وآخرة.
النصارى يدركون في روحانيتهم مركزية أهل البيت عليهم السلام في العالمين لهذا تجنبوا هذه اللعنة بينما أعراب الجاهلية غلبت عليهم الحمية والعصبية فتعرضوا لهذه اللعنة.

من كتاب  الإمام الثاني عشر

   لكاتبه هنري كوربان الفرنسي

ملحوظة هامة :

كل الأويسيين  لهم عناية أزلية وهداية أبدية . ولايتهم فيها  ارتباط خفي مع صاحب كل عصر يعيشونه ، فكما كان أويس القرني رضوان الله عليه  مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم  هم جميعا عبر العصور مرتبطين بحبل خفي ورفيع يجمعهم مع الإنسان الكامل،  لهذا هم لا يحتاجون إلى شيخ أو مربي  أو استاذ .

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وال محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته

أسرار دعاء الاسم الأعظم

السيد يوسف العاملي

شجرة الغنى هي  شجرة الأحدية الواحدية  شجرة محمد وآل محمد صلوات رب العزة عليهم أجمعين.

في دعاء الإسم  الأعظم  نجد هذه العبارة (( رَبِّ اَدْخِلْني في لُجَّةِ بَحْرِ اَحَدِيَّتِكَ، وَطَمْطامِ يَمِّ وَحْدانِيَّتِكَ)).

بحر الأحدية هو الإمام علي عليه السلام .

يم  الوحدانية هو  الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم.

معرفة الله الذاتية تتحقق  حضوريا  وحالا  في دولة المبارك الإمام الثاني عشر الخاتم لأيام الله مولانا صاحب الزمان عليه السلام  في إسم  الله  (( وهو   الغني الحميد)).

حرف الألف هو كل الحروف.

العدد  واحد (1)   هو أصل الأعداد، وكل الأعداد أيضا.

الكون في العدد 1  وحرف الألف هو نفسه الدخول في اسمه  (( وهو الغني الحميد)).

التحقق  بهذا يحتاج إلى معرفة ذاتية .

جاء  في  الأثر الصحيح   ((يا علي لا يعرف الله إلا أنا وأنت ولا يعرفني إلا الله و أنت ولا يعرفك إلا الله وأنا)).

معرفة الله  الذاتية  تحقق الغنى في ذات العبد وهذا لا يكون متحققا في أرض الأنام إلا عند نزول كلمة الله الخاتمة للأسرار الإلهية كلها مولانا الإمام  المهدي عليه السلام.

المنتظرون المرتقبون اليوم مثلهم كمثل من يعرف شخصية علمية من خلال  الإعلام لكن في عصر الظهور  ستصبح المعرفة بهذه الشخصية ذاتية حضورية وجها لوجه وجسما لجسم .

عندما تصبح معرفتنا بصاحب  الزمان عليه السلام ذاتية ستكون معرفتنا بموالينا رسول الله وأمير المؤمنين عليهم السلام ذاتية وبهذا نتحقق باسمه  ((وهو  الغني الحميد.)).

لا تستقر الأرض إلا عند نزول المبارك  فيها وأصحابه الأوتاد فتزول الزلازل والأعاصير لندخل   في قوله تعالى (( …

لا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلا زَمْهَرِيرًا )).

أسرار دولة الإمام المهدي  عليه السلام بالنسبة لمن فيها لا يمكن  أن نكتبها لأنها غيبية ذوقية حضورية حتى وان تكلمنا عنها قد لا نر فيها اي معنى إلا بتحققها في ذاتنا فعليا. 

معرفة أمير المؤمنين علي عليه السلام هي عهد قديم قائم منذ أزلية الأزال لا يدركها إلا من كانت روحه في ظل العرش الإلهي قابلة لها.