(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
الإشارة الأخيرة في الظهور المقدس
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته
لازمة السيف
السيد يوسف العاملي

جاء في دعاء زمن الغيبة الفقرة التالية : (( قوّ قلوبنا على الإيمان به حتى تسلك بنا على يده منهاج الهدى والمحجة العظمى والطريقة الوسطى)).
كلما ازداد الإيمان بصاحب الأمر عليه السلام يقع السلوك . كيف ذلك ؟
الله كان كنزا مخفيا في بطن الغيب المغيب فظهر في الخلق وغاب مرة أخرى في شدة ظهوره ( يا من بفرط نوره اختفى ).
يمثل صاحب الأمر عليه السلام إظهار الكنز المخفي بعد الخلق وفي فرط نوره أيضا.
لهذا هو ظاهر وغائب ظاهر لأنه هو المظهر لكل شيء وغائب لأن الخلق لا تستطيع معرفة كنهه الخفي.
لهذا كلما ازداد الإيمان ازداد قوة الظهور لصاحب الأمر في قلب المنتظر. وسوف أشبه هذا الأمر بالهواء فوفرة الهواء في الفضاء الخارجي لا تجعلنا نؤمن بوجوده كما أن وجوده بالقوة هو من يجعلنا نغفل عن وجوده.
شكر نعمة الولاية يؤهل الإنسان الدخول في أسرار الوجود الكبرى .
الشكر هو السبيل الوحيد لتقوية الإيمان في القلب لأن الشكر يزيل الغفلة التي تبعد العبد عن إدراك الحقائق كما هي عليها في الواقع والحقيقة.
كانت الكهرباء كعنصر فاعل في الحياة ، قبل القرون الصناعية القريبة من قرننا هذا لكن لم ير الإنسان المصباح الكهربائي حتى إزداد إيمانه بها وبدأت الأبحاث المعمقة.
في عصرنا هذا مع اشتداد الأزمات الأقتصادية والاجتماعية والنفسية والروحية سيبحث الإنسان الأرضي عن المخلص وكلما تعمق البحث في إيجاده سيقع الإيمان به وكلما ازداد هذا الإيمان رسوخا ويقينا في القلب ظهر صاحب الأمر فيه ثم في الواقع الخارجي.
الشيعة المتعمقون في البحث اليوم ظهر صاحب الأمر عليه السلام عندهم في القلب لكن مع قوة ظهوره في قلوبهم لا يرونه في أرض الواقع .
الظهور في أرض الواقع يحتاج إلى لازمة سوف تظهر في سيف سماوي يمتلكه صاحب الزمان عليه السلام في غيبته الكبرى فينطق هذا السيف طالبا من الإمام أن يستعمله كما هو في هذه الرواية المنقولة من كتاب الإمام الثاني عشر لكاتبه الفيلسوف الفرنسي هنري كوربان.

استعمال سيف سماوي في حروب أرضية له معاني كبيرة جدا في إظهار ما بطن من تجليات الكنز المخفي في عالمنا وحاضرنا فهو يمثل العدل الطولي والعرضي كما جاء في دعاء الاستغاثة بصاحب الأمر عليه السلام.
الاستواء بين العدل الطولي والعدل العرضي سيحققه صاحب الأمر عليه السلام في أخر الزمان وبهذا يتم الظهور المقدس لجميع مقامات الكنز المخفي في قوله (أحببت أن أعرف ).