بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته.
صبح الأزل
السيد يوسف حب الله العاملي
عن أمير المؤمنين (عليه السلام) والذي يرويه عنه كميل بن زياد، والمعروف بـ«حديث الحقيقة» ومتن روایته: (سأله كميل بن زياد عن الحقيقة، فقال: ما لك والحقيقة؟ فقال: أو لست صاحب سرك؟ فقال صلوات الله عليه: بلى، ولكن يترشح عليك ما يطفح مني. فقال كميل: أو مثلك يخيب سائلاً؟ فقال عليه السلام: الحقيقة كشف سبحات الجلال من غير إشارة. فقال: زدني بياناً. فقال عليه السلام: محو الموهوم مع صحو المعلوم. فقال: زدني بياناً. فقال عليه السلام: هتك الستر لغلبة السر. فقال: زدني بياناً. فقال صلوات الله عليه: جذب الأحدية بصفة التوحيد. قال: زدني بياناً. قال عليه السلام: نور يشرق من صبح الأزل فيلوح على هياكل التوحيد آثاره. قال: زدني بياناً. قال: أطفئ السراج فقد طلع الصباح).
صبح الأزل في هذا الحديث هو النور الحسيني الأزلي الذي لاح نوره على هياكل التوحيد أهل البيت عليهم السلام من ولده التسعة.
العارف النوري يقول :
(( الناس تخاف النهايات وأنا أخاف البدايات)).
من لا يعرف الحسين عليه السلام لن يعرف نوره ومن لا يعرف نوره لا يعرف العهد الإلهي في الزمن الأول، ومن لا يعرف العهد الإلهي في الزمن الأول فهو في غيبات العدم.
من أراد أن يدخل في صفة التوحيد عليه أن يعرف هياكل التوحيد الذي لاح نور الأزل عليهم نوره.
الوجود دائرة ولائية أصل مركزها نقطة تكوينية هي أصل الإيجاد كله.
هذه النقطة التكوينية هي سطر الإمامة أصلها الأول نقطة ظاهرها سطر وباطنها سر إلهي متصل بسر الأسرار كلها .
عاشوراء في واقعها الأرضي كانت حدثا تاريخيا مؤلما للغاية لمن وجد في حقيقة التكوين في العهد الأول.
فلا تستغرب ولا تبالي بمن لا يبالي بعاشوراء ، فعاشوراء كانت تذكار للموجودات الحقيقية فقط ولم تكن للمعدومات الظاهرية.