بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته.
خريطة الظهور المقدس
السيد يوسف حب الله العاملي
تأتي الفتن لتظهر الجمال الحقيقي للمعدن .
فعندما نفتن المعدن الخام بجميع الأدوات اللآزمة والمحاليل الكيمائية نستخلص معدنا خالصا.

هكذا هو المنتظر لا يخلص في الإنتظار إلا بالفتن الظاهرة والباطنة .
قال أمير المؤمنين (عليه السلام) :
خالطوا الناس بما يعرفون ودعوهم ممّا ينكرون ولا تحملوهم على أنفسكم وعلينا، إنّ أمرنا صعب مستصعب لا يحتمله إلاّ ملك مقرّب، أو نبيّ مرسل، أو عبد قد امتحن الله قلبه للايمان.
هذا الأمر الصعب المستصعب لا يدخل فيه إلا الخالص الخالص .
الكتابة ليست وسيلة جيدة لتبيين هذا الأمر الصعب المستصعب فهذا الأمر لا ندخل فيه بالقراءة في المقالات الدينية المعمقة بقدر ما ندخل فيه بالتفكر في أمر أهل البيت عليهم السلام.
نعم المقالات الدينية المعمقة تشير وترشدنا إلى التفكر، وبعدما يعمل التفكر عمله فينا نكون في تسليم وقبول لهذا الأمر الصعب المستصعب.
إذا أردت أن تدخل في خريطة الظهور المقدس عليك أن تؤمن بهذا الأمر الصعب المستصعب المشار إليه في الأحاديث .
سيرشدك التفكر إلى هذا الأمر الصعب المستصعب .
أهل البيت عليهم السلام هم الأمر الإلهي الذي بهم فتح الله الوجود وبهم سيختم.
الدخول في سر هذا الأمر يتطلب من المتفكر وهو في تفكره محفز وجودي وهو الإيمان بأن أهل البيت عليهم السلام هم الكلمة الأولى النورانية والوجه الإلهي الباقي بعد فناء كل شيء.
الصعب هو الإيمان بهذه الصورة التي فتح الله بها وبها سيختم.
والمستصعب هو الاذعان لها بالعبودية وهذا لعمري هو الفاصل بين الشيعي الممتحن والشيعي المدعي.
وهكذا سيمتحن الله الشيعي الممتحن بالشيعي المدعي ،ويمتحن الله الشيعي المدعي بالشيعي الممتحن.
فكلاهما يسمتحن بالآخر والغلبة لمن سلم الأمر كله وسلم من الجدال.