بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل الله  فرجهم ولعن أعداءهم من الأولين والآخرين

السلام عليكم ورحمت الله وبركاته.

الحسين عليه السلام  سر البقاء.

السيد : يوسف حب الله  العاملي 

الحسين عليه السلام أقام الصلاة والصلاة عمود الدين والدين هو الحياة .

جاء في محكم التنزيل الأية

(( كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ* وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وَالإِكْرَامِ )).

الرحمن(26)(27

كل كائن حي شعر بالوجود سيكون متألما لمصاب الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء .

فالذين لا يشعرون  بمصاب الحسين عليه السلام في يوم عاشوراء هم الذين نزلت فيهم هذه الاية الكريمة.

(( وَلَوْ جَعَلْنَاهُ قُرْآنًا أَعْجَمِيًّا لَّقَالُوا لَوْلَا فُصِّلَتْ آيَاتُهُ ۖ أَعْجَمِيٌّ وَعَرَبِيٌّ ۗ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ۖ وَالَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ فِي آذَانِهِمْ وَقْرٌ وَهُوَ عَلَيْهِمْ عَمًى ۚ أُولَٰئِكَ يُنَادَوْنَ مِن مَّكَانٍ بَعِيدٍ)). الاية 44 فصلت.

أولئك ينادون من مكان بعيد .

المكان البعيد هو العدم الظاهر .

رحلة الرجوع إلى الله تبدأ بالمعرفة وتنتهي بالمعرفة .

من عرف قصد.

ومن قصد توجه  ومن توجه بوجه  الرب وصل.

من هم وجه الرب الذي بهم يتم التوجه؟

وجه الرب هم محمد وآله الطاهرون .

فبهم فتح الله وبهم يختم .

الحسين عليه  السلام هو الإنسان الأزلي لأنه قديم الإحسان فبالحسين عليه السلام يتذكر المؤمن النشأة الأولى لهذا هو يبكي على مصابه حتى يتذكر حياته الأولى المليئة بالاحسان الإلهي، فالبكاء خلق للحسين عليه السلام فحتى وأن بكيت في همك ووهمك عن شيء ما فأنت تبكي على الحسين عليه السلام.

فعندما يرجع البكاء إلى أصله الحسين عليه السلام يتوجه العبد بوجه الرب إلى الله.

البكاء تكوينيا هو على الحسين عليه السلام فالذين يبكون على الحسين عارفين بحقه ومقامه وحقيقته  هم أقرب المخلوقات قربا من الحضرة الإلهية.

سألني أحد الأشحاص يوما من أبناء ما سموه في التأريخ الدين الإسلامي _السنة والجماعة_ لماذا أنتم تبكون على الحسين عليه السلام ؟

فقلت له إذا ذهبت إلى أوروبا مثلا وهي لا تصوم شهر رمضان وأنت مسلم فهل سوف تفطر معهم أم تصوم ؟

فقال لي أصوم شهر رمضان .

فقلت له نحن نبكي على الحسين عليه السلام كما أنت تصوم شهر رمضان في قوم لا يصومونه ،

عندما تعرف  الحسين عليه  السلام سوف تبكي مصابه  كما يصوم المسلم شهر رمضان في قوم لا يصومونه.

كيف نعرف الحسين عليه السلام ؟

سؤال وجودي يحتاج إلى تجربة ذوقية عميقة في الوجدان الوجودي ؟

كل كائن حي قبل الوجود الإلهي من العدم إلى الإيجاد سيكون عارفا بالحسين عليه السلام ؟

إنسان يترك أهله جميعا في سبيل هدف معين لا بد أن يترك عند عقلاء البشرية جمعاء تساؤلا وجوديا مفاده ، لماذا خرج هذا الرجل في سبيل هذا الهدف ؟

الهندوس المتعمقين في البراهمية عرفوا الحسين عليه السلام لكن هم يسمونه بأسماء أخرى،والبوذيون المتعمقون في الإنسان النوراني بوذا يعرفون الحسين عليه السلام لكن هم الآخرون يسمونه تسمية أخرى .

كل من تعمق في الوجدان الوجودي الإنساني  يعرف الحسين عليه السلام لأن بالحسين عليه السلام يكون الإحساس الحقيقي بالوجود فالطعام  الذي لا ملح فيه لا ذوق فيه.

لهذا قال العرفاء عبر تاريخ الإنسانة من ذاق عرف.

الحسن الوجودي هو الحسين السلام 

العشق هو الحسين عليه السلام.

البقاء في الحسن الوجودي والعشق لا يكون إلا بالحسين عليه السلام لأن بالحسين عليه السلام كان الوجود قائما في الأزل، فالباقي من كان بقاؤه أزليا فالبدايات هي القبول والقبول هو سر المقربين في الحضرة الإلهية.