بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمته وبركاته
الحقيقة لا عقيدة لها إلا ذاتها ؟
السيد يوسف حب الله العاملي
لا تعرف الحقيقة إلا بالحقيقة .
(يامن دلّ على ذاته بذاته) دعاء الصباح .
عنّ كميل بن زياد سأل أمير المؤمنين (عليه السلام) عن الحقيقة، فقال: ما لك والحقيقة؟ فقال: أو لست صاحب سرك؟ فقال (عليه السلام): بلى، ولكن يترشح عليك ما يطفح مني. فقال كميل: أو مثلك يخيب سائلاً؟ فقال : الحقيقة كشف سبحات الجلال من غير إشارة. فقال: زدني بياناً. فقال (عليه السلام): محو الموهوم مع صحو المعلوم. فقال: زدني بياناً. فقال (عليه السلام): هتك الستر لغلبة السر. فقال: زدني بياناً. فقال (عليه السلام): جذب الأحدية بصفة التوحيد. قال: زدني بياناً. قال (عليه السلام): نور يشرق من صبح الأزل فيلوح على هياكل التوحيد آثاره. قال: زدني بياناً. قال: أطفئ السراج فقد طلع الصباح.
ولا ترى الحقيقة إلا بالنورانية .
انه لا يستكمل احد الإيمان حتى يعرفني كنه معرفتي بالنورانية فاذا عرفني بهذه المعرفة فقد امتحن الله قلبه للايمان وشرح صدره اللاسلام وصار عارفا مستبصرا ومن قصر عن معرفة ذلك فهو شاك مرتاب .
في حديث الحقيقة والنورانية ودعاء الصباح نجد وصفا للحقيقة التي لا تستطيع أي عقيدة تحملها فهي فوق تصور المقصرين والشاكين أصحاب العقائد.
أصحاب العقائد كلهم يكذبون حديث الحقيقة والنورانية ولربما حتى دعاء الصباح وهذا ناتج عن طينتهم التي لا تتحمل السر الإلهي الوجودي.