(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
حديـــث الصـــــــورة
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمته وبركاته
حديـــث الصـــــــورة
روايــــــــة
الإمام الصادق (منه السلام) : يا مفضل إن ظهور الأزل بين خلقه عجيب لا يعلم ذلك إلا عالم خبير*.
قال المفضل : قلت يا مولاي ، زدني شرحا فقد علمت من فضلك ونعمك ما أقصر عن صفته .
قال : يا مفضل سل عما أحببت .
قلت : يا مولاي تلك الصورة التي رأيت على المنابر تدعو من ذاتها إلى ذاتها بالمعنوية ، وتصرح باللاهوتية قلت لي إنها ليست كلية الباري ولا الباري غيرها ،
فكيف يعلم بحقيقة هذا القول ؟
قال : يا مفضل تلك بيوت النور ، وقمص الظهور ، وألسن العبارة ، ومعدن الإشارة ،
حجبك بها عنه، ودلك منها إليه ،
لا هي هو
ولا هو غيرها،
محتجب بالنور ،
ظاهر بالتجلي كل يراه بحسب معرفته ،
وينال على مقدار طاعته ،
فمنهم من يراه قريبا ،
ومنهم من يراه بعيدا ،
يا مفضل إن الصورة نور منير ، وقدرة قدير ،
ظهور مولاك رحمة لمن آمن به وأقر ،
وعذاب على من جحد وأنكر ،
ليس وراءه غاية ولا له نهاية .
قلت : يا مولاي فالواحد الذي هو محمد ؟
فقال : هو الواحد إذا سمي ، ومحمد إذا وصف .
قلت : يا مولاي فعلي منه باين كذا غير المعنى كذا وصف اسمه؟
فقال : ألم تسمع إلى قوله :
ظاهري إمامة ووصية وباطني غيب لا يدرك .
قلت : يا مولاي فما باطن الميم؟
فقال (منه السلام) :نـــــــــــور الذات ،
وهو أول الكون ، ومبدء الخلق ، ومكون لكل مخلوق،
ومـــتـــصـــل بـــالـــنـــور
منفصل لمشاهدة الظهور ،
إن بعد فقريب وإن نأى فمجيب،
وهو الواحد الذي أبداه الأحد من نوره ،
والأحد لا يدخل في عدد
والواحد أصل الأعداد ،
وإليه عودها
وهــــو الــمــكــنــون……..إنتهى
*عالم خبير : ((الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَىٰ عَلَى الْعَرْشِ ۚ الرَّحْمَٰنُ فَاسْأَلْ بِهِ خَبِيرًا)).