بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته
كيف أرى الأشياء على حقيقتها ؟
السيد يوسف حب الله العاملي
جاء في محكم التنزيل :
(( وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ وَرَحْمَتُهُ لَهَمَّت طَّائِفَةٌ مِّنْهُمْ أَن يُضِلُّوكَ وَمَا يُضِلُّونَ إِلَّا أَنفُسَهُمْ ۖ وَمَا يَضُرُّونَكَ مِن شَيْءٍ ۚ وَأَنزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَكَ مَا لَمْ تَكُن تَعْلَمُ ۚ وَكَانَ فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكَ عَظِيمًا)) (113) النساء .
لسنا رسلا ولا أنبياء ولا دعاة ، إنما متفكرين في دين الله .
التفكر هو إكسير معرفة الأشياء على حقيقتها.
المتفكر في دين الله يشمله الله بفضله كما شمل الأنبياء والرسل ولا سيما الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم في آخر رسالة سماوية خاتمة لكل الأديان.
في التفكر سر عظيم لو استطاع المؤمن إدراكه في ذاته لأدرك به حقيقة كل شيء.
– رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن التفكر حياة قلب البصير، كما يمشي المستنير في الظلمات بالنور، يحسن التخلص، ويقل التربص .
-الإمام علي (عليه السلام): فضل فكر وتفهم، أنجع من فضل تكرار ودراسة .
-(عليه السلام): من أكثر الفكر فيما تعلم أتقن علمه، وفهم ما لم يكن يفهم .
– عنه (عليه السلام): لاعلم كالتفكر .
الفكر مرآة – الإمام علي (عليه السلام): الفكر مرآة صافية .
– العالم (عليه السلام): التفكر مرآتك تريك سيئاتك وحسناتك.
– الإمام الصادق (عليه السلام): الفكرة مرآة الحسنات وكفارة السيئات .
– الإمام علي (عليه السلام): فكر المرء مرآة تريه حسن عمله من قبحه.
لا عبادة كالتفكر – الإمام الرضا (عليه السلام): ليست العبادة كثرة الصلاة والصوم، إنما العبادة التفكر في أمر الله .
– الإمام الصادق (عليه السلام): كان أكثر عبادة أبي ذر (رحمه الله) التفكر والاعتبار .
– أم أبي ذر – وقد سئلت عن عبادة أبي ذر :كان نهاره أجمع يتفكر في ناحية عن الناس .
– الإمام علي (عليه السلام): التفكر في آلاء الله نعم العبادة.
– عنه (عليه السلام): التفكر في ملكوت السماوات والأرض عبادة المخلصين .
– عنه (عليه السلام): تمييز الباقي من الفاني من أشرف النظر.
– رسول الله (صلى الله عليه وآله): أعطوا أعينكم حظها من العبادة، قالوا: وما حظها من العبادة يا رسول الله؟ قال: النظر في المصحف والتفكر فيه والاعتبار عند عجائبه .
– الإمام الصادق (عليه السلام): أفضل العبادة إدمان التفكر في الله وقدرته.
– الإمام الصادق (عليه السلام): تفكر ساعة خير من عبادة سنة * (إنما يتذكر أولوا الألباب) .
كانت هذه باقة من أحاديث أهل البيت عليهم السلام في التفكر.
فما سر التفكر ؟
المتفكر يدخل إلى المصفوفة مصفوفة التحكم.
فالذي يرى الأشياء على حقيقتها هو الوحيد القادر على التحكم .
المتفكر هو الوحيد الذي يدرك أطراف الطريق إلى الله يعرف الإفراط والتفريط فيسير في وسطه.
التفكر له علاقة بالزمان ، فكلما قوي تفكرك كبرت علاقتك بصاحب الزمان ،فعبادة أولوا الألباب هي التفكر.
المتفكر في أمر الله الغالب هو الوحيد القادر على معرفة حقيقة هذه الأمور :
العبادة ، الهيئة ، الولاية ، التوحيد ، الدنيا ، الآخرة.
في آخر الزمان الكل مشغول بحياته الخاصة ( قبيلته دينه وطنه مذهبه حزبه عمله أسرته دولته محوره أرضه قادته زعمائه علمائه عرفائه أصحابه وهكذا ) ، لهذا يقل المتفكرين فلا يبقى منهم إلا من سيكون مع صاحب الزمان في ظهوره وخروجه.