بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على محمد وآل محمد وعجل فرجهم وألعن أعداءهم من الأولين والآخرين
السلام عليكم ورحمت الله وبركاته
كيف يكون الظهور المقدس ؟
السيد يوسف حب الله العاملي
هل الظهور المقدس مرتبط بعلامات الظهور ( الأحداث الواقعة في التاريخ والأرض ) أم بالمعرفة الإلهية أم كلاهما معا ؟.
بقدر المعرفة الإلهية بقدر المعرفة الكاملة بالعلامات الحقيقية للظهور المقدس ؟
كيف ذلك؟.
في دعاء زمن الغيبة نجد العبارة التالية :
(( اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي نَفْسَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي نَفْسَكَ لَمْ أَعْرِفْ رَسُولَكَ اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي رَسُولَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي رَسُولَكَ لَمْ أَعْرِفْ حُجَّتَكَ اللَّهُمَّ عَرِّفْنِي حُجَّتَكَ فَإِنَّكَ إِنْ لَمْ تُعَرِّفْنِي حُجَّتَكَ ضَلَلْتُ عَنْ دِينِي )).
إذا عرفت نفسك سوف لن تضل عن دينك الذي هو وليك.
جميع الفرق المنتظرة المقصرة منها والعاملة تحمل في كتبها الحقيقة لكن من يراها ؟
لا ير الحقيقة المكنونة في الكتب إلا من عرف نفسه بتعريف إلهي .
ولن تعرف نفسك بتعريف إلهي إلا إذا كنت مستقلا عن جميع هذه الفرق الدينية السياسية والمدعية.
اذا لم تكن مستقلا سوف تتلون الحقيقة عندك بلون الفرقة التي أنت من خلالها ترى الوجود ، فتكون مثل راكب سيارة لون زجاجها أحمر فتقول ما أحلى الطبيعة الحمراء بينما هي في الحقيقة خضراء.
فالناجي والمستفيد من الأدعية الواردة هو الانسان العارف المستقل عن جميع الفرق الدينية السياسية وإلا سيكون هو نفسه فتنة.
وهذا ما عبر عنه دعاء زمن الغيبة أيضا في هذا المقطع ؟
(( اللَّهُمَّ فَثَبِّتْنِي عَلَى دِينِكَ وَ اسْتَعْمِلْنِي بِطَاعَتِكَ وَ لَيِّنْ قَلْبِي لِوَلِيِّ أَمْرِكَ، وَ عَافِنِي مِمَّا امْتَحَنْتَ بِهِ خَلْقَكَ وَ ثَبِّتْنِي عَلَى طَاعَةِ وَلِيِّ أَمْرِكَ الَّذِي سَتَرْتَهُ عَنْ خَلْقِكَ وَ بِإِذْنِكَ غَابَ عَنْ بَرِيَّتِكَ وَ أَمْرَكَ يَنْتَظِرُ وَ أَنْتَ الْعَالِمُ غَيْرُ الْمُعَلَّمِ بِالْوَقْتِ الَّذِي فِيهِ صَلاحُ أَمْرِ وَلِيِّكَ فِي الْإِذْنِ لَهُ بِإِظْهَارِ أَمْرِهِ وَ كَشْفِ سِتْرِهِ فَصَبِّرْنِي عَلَى ذَلِكَ حَتَّى لا أُحِبَّ تَعْجِيلَ مَا أَخَّرْتَ وَ لا تَأْخِيرَ مَا عَجَّلْتَ وَ لا كَشْفَ مَا سَتَرْتَ وَ لا الْبَحْثَ عَمَّا كَتَمْتَ وَ لا أُنَازِعَكَ فِي تَدْبِيرِكَ وَ لا أَقُولَ لِمَ وَ كَيْفَ وَ مَا بَالُ وَلِيِّ الْأَمْرِ لا يَظْهَرُ وَ قَدِ امْتَلَأَتِ الْأَرْضُ مِنَ الْجَوْرِ وَ أُفَوِّضُ أُمُورِي كُلَّهَا إِلَيْكَ …)).
الأساس هو المعرفة الإلهية فعندما تتحقق بها ستكون كل أحداث وعلامات الظهور متحققة لديك.
في دعاء زمن الغيبة نجد أيضا العبارة التالية :
((… وَ اجْعَلْنَا يَا رَبِّ مِنْ أَعْوَانِهِ وَ مُقَوِّيَةِ سُلْطَانِهِ وَ الْمُؤْتَمِرِينَ لِأَمْرِهِ وَ الرَّاضِينَ بِفِعْلِهِ وَ الْمُسَلِّمِينَ لِأَحْكَامِهِ وَ مِمَّنْ لا حَاجَةَ بِهِ إِلَى التَّقِيَّةِ مِنْ خَلْقِكَ .)).

هذا الدعاء يخص فرقة واحدة لا غيرها ، وهي الفرقة التي عرفت العلم المكنون وهي التي تستعمل التقية في تعاملها مع جميع الفرق الأخرى حتى تتعايش معها اجتماعيا واقتصاديا وإلا ؟؟؟؟
فالفرق الظاهرية المؤمنة بالقياس والاجتهاد لا تعرف ماذا تعني التقية هنا ؟ فهي لا تحتاج لها أصلا.
إذا المعني بالتقية هنا هي فرقة واحدة وهي الفرقة التي تعبد المعنى دون الاسم.