(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
النبي إيراهيم هو على يمين العرش وصل إلى هذه الدرجة لأنه سلم أمره إلى الغيب الذي لا يدرك المولى المعبود والنبأ الذين هم فيه مختلفون مولانا أمير المؤمنين منه السلام.
لكي تكون في هذه الرتبة الوجودية الخطيرة عليك بمعرفة التوحيد عن طريق باب الباطن .
عن المفضل :
من عبد من لا يرى فقد عبد مجهولا غائبا. ومن عبد من يرى فقد عبد محدودا مدروكا. ومن قال إنه غير مشاهد فقد أحال على غائب. ومن قال إن الأبصار تشاهده فقد يرى مثله. ومن عبد المعنى والاسم جميعا فقد أشرك بهم . ومن وصفه بما يقع عليه فكره فإنما وصف نفسه. ومن قال إنه محتجب عن خلقه فإنما عنى غيره. ومن قال إنه ظاهر لهم يرونه فقد عاناه. ومن عرفه من جهة الإقرار وعلمه من ظهور المعجزات ونفى ما رأى وأثبت ما علم فأولئك أصحاب أمير المؤمنين.
الإقرار للصورة المرئية بالعبودية هو الأمر الذي خفي عن كل الناس وهو نفسه الدين الجديد الذي سيظهره صاحب الأمر منه السلام والذي نفسه الذي سيرفضه جميع المنتظرين له قبيل ظهوره العلني لجميع الناس.
وهو كذلك الامتحان الصعب الذي سقط فيه أكثر المنتظرين لصاحب الأمر منه السلام ظانين أن التوحيد هو عبادة النور المجرد والكلية النورانية التي لا يمكن عبادتها مطلقا أو معرفتها على الإطلاق إلا عن طريق الربوبية والألوهية المتمثلة في الصورة المرئية .
أغلب المنتظرين رفضوا هذا الأمر من حيث أرادوا التنزيه فسقطوا من حيث أرادوا النجاة.