(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
بسم الله الرحمن الرحیم اللهم صلني لمحمد وآل محمد اللهم صلني بمحمد وآل محمد
الإقرار بالربوبية في عالم الذر للمولى المعبود
جاء في كتاب الصراط
واعلم يا مفضل أن العالم قبل الكون الكلي وقبل التجلي كانوا إبداء المبدي لهم كما أراد وكانت إرادة الباري فيهم المساوي بينهم إرادة واحدة هي معرفة الكون والتكريم والمجازاة لأنه لما أبداهم في البدء الأول النوراني ظهر لهم بنعوتهم وظهر لهم بكونهم ثم دعاهم عند إيجادهم لأنفسهم وأعلمهم أنه المكوّن لهم الخالق لهم وأنهم من كونه كانوا ومن إرادته ثم ظهر ظهور المعاينة فلما عاينوه ووقفوا عن الإجابة وقفة واحدة الجمع كله كان أول خطابه مع ظهوره لهم :
أنا ربكم ورب آبائكم الأولين أي أنا رب كونكم الذي كونتم منه وهي الإرادة منه لكونهم فكان الوقوف عند ذلك السكوت بغير إضمار ولا إجابة ولا إنكار ثم أعاد القول الثاني من مخاطبته إياهم في قوله (مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَىٰ أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ شَهِدْنَا) ومعنى قوله من ظهورهم في وقت ظهورهم فلما ثنى عليهم القول أجاب حزب وأنكر حزب فكان المجيبون أن خبر عنهم حين أجابوا (قَالُوا بَلَىٰ) أقررنا وكانوا في ذلك أطواراً على رتب ومنازل انزلوها في العالم النوراني والبشري فسبقت الإجابة لمن قال الله فيهم (فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ) فكان أهل السعادة المجيبين وأهل الشقاوة هم المنكرين فأبان منازل أهل السعادة وكشف منازل أهل الشقاوة وقال تبارك اسمه :
(وَأَمَّا الَّذِينَ سُعِدُوا فَفِي الْجَنَّةِ خَالِدِينَ). وقال :
قدم الموضع وأتباعه فأهل السعادة هم أهل القبول وأهل الإجابة وهم على رتب شتى عظيمة من رتب الإجابة والإقرار وأهل الشقاوة هم أهل الجحود والإنكار وهم في النار خالدون والنار هي المسوخية لا يخرجون منها إلى المعرفة .