بسم الله الرحمن الرحیم
اللهم صلني لمحمد وآل محمد
اللهم صلني بمحمد وآل محمد
مقدمة كتاب الصراط للمفضل
بسم الله الرحمن الرحيم
رواهُ أبو الحسن محمّد الهُدْري, قال: رويتُ عن الشيخ الفاضل الثقة أبي الحسيْن بن حمدان الخُصيْبي, شرّف الله العليٌّ مَقامه . قال: حدثني محمد بن منصور البغدادي، قال حدثنا أبو الحُسين علي بن سليمان. قال: حدثني أحمد بن إسحق البزْاز. قال حدثني الحسيْن بن محمد القُمي عنْ ماهان الأبُلي عن يونس بن ظبيان عن المفضل بن عمر عليه السلام، قال:
سألت مولاي جعفر الصادق الوعد عليه السلام، وقد حضر عندهُ جماعة من أهل التوحيد والإقرار يسألونه عن معرفة الصّراط وشرح باطنه وبيان نعته .
فقال مولاي: يا مفضل
عمي الخلق عن معرفة الباري, فكيف لا يعمون عن الأوصاف والنعوت؟!
وذلك أن الإنسان يحبُ أن يكون بالمعنى أشد بصيرة وأشد تفرساً، وأوجد اختباراً منه بظنّ نفسه، وذلك أن الله تعالى ظهر لخلقه بالنوارنية وأظهرهم بها, وأوجدهم نفسه، ودلهم على ذاته,فناجاهم خطاباً واضحاً، ونُطقاً بينْاً عياناً وإيجاداً ووجوداً،وعرفهم أنه الخالق لهم، فقال وقوله الحق (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَىٰ). وكان ذلك السؤال اعترافاً واختياراً اختبرهم به: هل يعرفونه؟
وإنما قال (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) كما قد صح ذلك لكم فقالوا بلى أجابوهُ بالمعرفة والإقرار له قبل السؤال .
وذلك أن الله تبارك وتعالى لم يكُن يسأل من لم يعرفه ولا عاينهُ، ولا أقر به، فيقول (أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ) .
وإنما كان ذلك عن معرفة متقدمة، وكانوا عند ذلك من العماية به والشك فهي فيه مع الإجابة والإقرار وهم أشد درءاً في النور وأشد تيهاً وحيرة منهم فيه عند ظهوره بالبشرية لما أظهر لهم الأفعال وأوجدهم أنه كهم، وأنه مولاهم ودعاهم إلى الإقرار به كما أقروا به في ذلك الوقت، وقد ظهر في اللاهوتية العُظمى والنورانية الباهرة، فلما اشتكل عليهم في الحالين صدوا عنه العالم, نسبوا الأفعال إلى السحر والكهانة لأنهم عرفوا السحر والكهانة، وما هُما وما باطنُهما وما نعتُهما، وأي حجة تلزم العالم في معرفة السحر والكهانة، ومن أين أصلت وعلام فُرعت، وإلام تأولت.
*************************