(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
ألا إنَّ علیاً لا مَهرَبَ منهُ إلاَّ إلیهِ فسارِعوا إلى طاعتِهِ ولا تخالِفوهُ ولا تعصُوهُ فیما أمرَكُم ولا تموتنَّ إلاَّ وأنتُم مسلِمونَ…
فاجتنبوا فیهِ القولَ الزُّورَ وتمسَّكوا بهِ ولا تتخلَّفوا عنهُ …
ألا فاعلَموا أنهُ أمامَكمْ ومِنْ ورائِكُمْ وهو عَنْ أیمانِكمْ وعَنْ شمائِلُكمْ ومِنْ فوقِكمْ …
ألا إنهُ محیطٌ بكمْ یعرِفُ ضمائرَكُمْ وأسرارَكُمْ وما تخفِي الصُّدورُ…
{{قدْ بیَّنا لكُمُ الآیاتِ إنْ كنتمْ تعقِلونَ}}
ألا إنَّ علیاً خلقكُمْ وصوَّركُمْ وأَحیاكُمْ وهو یُمیتُكمْ ثم إلیهِ ترجعونَ…
ألا إنهُ شاهِدُكمْ وناشِرُكُمْ وباعِثُكمْ وحاشِرُكمْ وسائِلُكمْ عمَّا كنتمْ تعملونَ…
ألا إنَّ علیاً لایُحَدُّ ولا یُوصفُ ولا یُنعَتُ…
لم یلِدْ ولم یولدْ ولم یكُنْ لهُ كفواً أحدٌ…
ولم یتخِذْ صاحبةً ولا ولداً…
ولم یكنْ لهُ شریكٌ في الملكِ ولم یكنْ لهُ وليٌ مِنَ الذُّلِ وكبِّرْهُ تكبيراً …
لا شریكَ لهُ ولا نظیراً ، ولا عوناً ولا ظهيراً ، ولا شبیهاً ولا مثیلاً…
هو الأولُ بِلا مثالٍ ولا بِدایةٍ ، والآخِرُ بِلا فناءٍ ، ولا زوالٍ ولا نهایةٍ…
الظاهرُ بالآیاتِ ، الباطنُ بالكائناتِ…
ألا إنَّ علیاً هو اللَّه لا إلهَ إلاَّ هو الحيُّ القیومُ لا تأخُذهُ سِنةٌ ولا نومٌ لهُ ما في السماواتِ وما في الأرضِ مَنْ ذا الذي یشفَعُ عِندَهُ إلاَّ بإذنِه یعلَمُ ما بینَ أیدیهِمْ وما
خلفَهُم ولا یُحِیطونَ بشيءٍ مِنْ علمِه إلاَّ بما شاءَ وسِعَ كُرسیُّه السماواتِ والأرضَ ولا یؤودُه حِفظُهما وهو العليُّ العظیمُ…
ألا إنَّ علیاً بیدِهِ الخیرُ وهو على كلِّ شيءٍ قدیرٌ …
ألا إنَّ علیاً برأكُمْ أشباحاً وأجناساً مختلفةً…
ألا إنَّ علیاً ذرأها وبرأها ، ولا یَطیقُ أحدٌ رؤیتَهُ ، ولا یقومُ عندَ رؤیتِهِ…
ثم التفتَ(صلى الله عليهِ وآلِهِ) ومولانا أمیرُ المؤمنینَ منهُ الرحمةُ جالِسَاً عَنْ یمینهِ فقالَ لهُ:
أسأَلُكَ بِعِزِّ عِزِّكَ…
وعِزِّ جلالِكَ وكِبریائِكَ…
وعظیمِ ملكوتِكَ ولاهوتِكَ…
فما استتمَّ كلامُه حتى غیَّبَ مولانا شخصَهُ فأضاءَ لنا نورٌ عظیمٌ لا یُحَاطُ بكیانِه …
ولا تدرَكُ نِهایتهُ …
فأخذتنا الغِشیةُ مِنْ شِدةِ ضوءِهِ فكأننا نراهُ في الْحُلُمِ ولو كانَ برؤیةِ الأبصارِ لذهبَتْ أبصارُنا وذُهِلتْ عقولُنا مِنَّا…