(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
سلمان الفارسي أصبح سلمان المحمدي لأنه عرف الله بالنورانية ، ففي دين يوم القيامة لا تنفع العشيرة ولا النسب الهاشمي ولا الحوزة ولا الدرجة العلمية ولا المكانة الاجتماعية .
كل المراجع الدينية لبسوا الكمامة وهذا يعني نهاية دين الظاهر ليبدأ دين الباطن والدينونة ؟
فما دين الباطن والدينونة ؟
دين الباطن هو الإيمان بالصورة الأنزعية ، فالمؤمن بها هو الشخص الوحيد الذي سيبقى آمنا يوم القيامة .
في ظل الارتباك السائد في الأوساط الدينية بسبب كثرة المراجع والأفكار والفرق الدينية والتزوير والتشنيع سوف يكفر الكل بالصورة الأنزعية ، وهنا سوف يسقط الكل في فتنة آخر الزمان ، فالكافر بها يظن في قرارات نفسه أنه الفاهم لدين الله على حقيقته بينهما هو مقلد فقط.
إذا ما وجدت جهة ما تخلصت من كل مصالحها الأرضية الواهية سترفعها المشيئة الإلهية إلى مقام رفيع جدا.
الارتباط بالغيب أمر ممكن لأي جهة تخلصت من المصلحة الأرضية وحسن توجهها إلى السماء عن طريق التفكر والتدبر في آيات الله الآفاقية القرآنية الواقعية.
في زمن ما قبل الفتح المبين سوف يدعي النبوة الكثير من الذين شعروا أو تخيلوا أو توهموا أنهم مرتبطين بالسماء .
شعور هؤلاء الناس بالنبوة المزعومة هو كما يحصل للكثير من الناس في الحياة الواقعية والاجتماعية أنهم يتذكرون في وقت معين أشخاص ماتوا فإذا بهم تحصل وقائع مرتبطة بهؤلاء الأشخاص في واقعهم المعاشي ، فهم من جهة احسوا بشيء سيقع لكنهم لا يعرفون كيف هو وقوعه.
إدعاء الكثير النبوة في زمننا هذا هو ناتج عن أمر جلل إلهي آت من السماء .
المرتبط بالسماء هو شخص واحد في الأرض يكون هو باب الله.
ملك الملوك له ملك سرمدي فوق الزمان والمكان وفي الزمان والمكان يكفيه شخص واحد فقط في الزمكان يكون هو سلمان.
من وجد سلمان وجد باب الله ومن وجد باب الله وجد الله.
يصعب الفهم بل قد يكون مستحيلا ؟؟؟؟ ، في زمن الإدعاء والكثرة والمدارس والتجمعات الحزبية والدينية والسياسية والاديولوجية والإثنية والقومية والعرقية والفكرية والعقائدية والطائفية والمندسين بشعارات تغييرية.
لماذا ؟.
الاتصال بالحقيقة يحتاج إلى معدن خاص ونادر.
إنه معدن الحقيقة .
ما هو معدن الحقيقة إذن ؟
الناس معادن أنفسها على الإطلاق من عرف نفسه.
نفس آدمية واحدة تعرف الله على (وفي ) حقيقة تجليه تكون المنجية لكل الناس.
جاء في كتاب الأسوس :
قال العالم:
(( نعم بقي منها أن الله من أول ما خلق الخلق حتى يميتهم، لا بدّ من أن يكون هو المدبّر فيهم، فصار في أطراف بلادهم ووسطها، بهيئتهم وهيئة نسبهم للاحتجاج عليهم، حتى لا يبقى وجه من الوجوه إلا واحتجّ به عليهم بنفسه، حتى يريهم قدرته ومشيئته وما ينطق به على ألسن النبيين والمرسلين، وما يغيرون من الشيء من صفاته، ويعملون الشيء الذي لا يقدر عليه أحد إلا الله، فيدين بذلك من وهب الله له الفهم، وذلك أنّ الأنبياء، عليهم السلام، دون الله، وكذلك الملائكة دونه. وكل منهم له الفعل ، فليسوا هم الفاعلون، إنما الفعل بقدرته وأمره وإذنه. أما سمعت قول المسيح، عليه السلام حيث يقول : ( أخلق بإذن الله وأفعل بإذن الله) .
وغاية المعرفة بالله أن تؤمن بالقدرة أنها من الله وهو فاعلها وإن ظهرت من غيره لأن الله باق وكل ما دونه فان ، فإذا قصد إليه المؤمن فهو غاية الإيمان به وإذا برئ الكافر منه فهو في غاية الكفر به.)).
الفاهم عن الله هو شخص واحد في كل زمان ، فابحثوا عنه في التفكر تجدوه.