(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
لا يعبد الله على حقيقته وحقيقة عبوديته إلا من عرفه حق المعرفة.
الغير العارف هو مشتبه والمشتبه هو شاك مرتاب.
الخروج من الاشتباه إلى اليقين الذي يطابق الواقع والحقيقة يتطلب من العبد جهادا خاصا على مستوى الفهم والوعي والإدراك.
الفهم 10 درجات.
الوعي 9 درجات
الإدراك 19 درجة .
من تحقق بالفهم والوعي والإدراك سوف يرى الأشياء على حقيقتها.
التطهر من العقائد الفاسدة لأصحاب الرأي والقياس في دين الله ليس أمرا سهلا على الإطلاق، فتذكر العهد الإلهي الأول في عالم الذر يتطلب مسلكا عرفانيا إلهيا خاصا في غاية الدقة والميزان والمزاج.
يا مفضل : ((علمنا صعب مستصعب، وسرنا وعر بعيد على اللسان أن يترجم عنه إلا تلويحا، وما يعرف شيعتنا إلا بحسب درايتهم لنا ومعرفتهم بنا ، وسحقا لمن يروي ما لا يدري ويقصد ما لا يبصر ويصبح في عقل ولا يصبح في لب ، وذلك أن القرآن نزل على معنى إياك أعني وأسمعي يا جارة.)).
يروي ما لا يدري تراه يتكلم عن الصراط المستقيم وهو ما زال يقرأ (( هَذَا صِرَاطٌ عَلَيَّ مُسْتَقِيمٌ)) ولا يقرأ (( هَذَا صِرَاطُ عَلَيِِّ مُسْتَقِيمٌ)).
يقصد ما لا يبصر (( وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) القيامة .
يصبح في عقل ولا يصبح في لب يعني يصبح في كامل قواه العقلية ولا يتفكربها ليصل إلى منبع النور اللب.
القرآن نزل جامعا التوراة والأنجيل والزبور ، فالذين سيرون الله جهرة والذين سيدخلون ملكوت السماوات والأرض هم أصحاب الهادي منه النور في آخر الزمان وليس أصحاب موسى ولا أصحاب عيسى ، فالقرآن يعني هنا بأفضلية بني اسرائيل قوم في آخر الزمان سيعبدون الله باللب والفهم والوعي والإدراك.
كل من يعبد الله بلب وفهم ووعي وادراك سيكون في الخيرية والوسطية* والأفضلية ، في مقعد صدق عند مليك مقتدر.
* الأمة الوسط ما جسدت المعاني الغيبية والأشخاص النورانية ، وما جحدت الصور الشرعية للأشخاص النورانية والمعاني الغيبية. فكيف سوف تفهمون ؟؟؟؟؟؟.
فالذين اتبعوا العلاقات التجريدية الرياضية في علم الفلك والفيزياء ضلوا ضلالا بعيدا من حيث يعتقدون أنهم في قمة الوعي فالذي يجرد الحقائق البسيطة ويدخل تفكيره في المجرد لا يستطيع الرجوع للبسيط وهذا ما جعل الكثير من الناس لا تدرك سطحية الأرض ، لأنهم أدخلوا البسيط في التجريد فضاعت عليهم الحقيقة.