(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
قال جابر بن يزيد الجعفي جئت مولاي العالم ( منه النور) لأساله عن قوله تعالى :
((وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ ٱللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَآئِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِىَ بِإِذْنِهِۦ مَا يَشَآءُ ۚ إِنَّهُۥ عَلِىٌّ حَكِيمٌ)). فقال : جئت تسأل عن وحي الله وحجابه ورسوله ؟. قلت : بلى وحق إسمك العظيم . قال : إعلم يا جابر بأن الله يكلم أوليائه وحيا وهو نور يخرج من باطنه إلى بواطنهم وأما كلامه من وراء حجابه فهو لأولياء أوليائه وهو نور يخرج من بواطنهم إلى بواطن أوليائهم . وأما كلامه بإرسال رسوله فهو لأولياء أوليائه وهو نور يخرج من بواطنهم إلى ظاهر أوليائهم فيسمعوه . قلت يا مولاي وما هي صورة ذلك النور ؟؟ قال : ذرات منزوعة الصفات تحمل في باطنها روح القلم وروح اللوح ، فبروح القلم تخرج من مستقرها وبروح اللوح تصل لمستودعها من القلب ؟ فعند ذلك يا جابر ، يفهم المعنى من تكلم الله معه . انتهت الرواية.
من خلال هذه الرواية يتضح جليا :
* أن للنور صورة .
* أن المؤمنين بالمعنى الذي هو فوق الاسم والحجاب هم أولياء الله الذي يكلمهم في بواطنهم.