(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
يقول المولى مولانا أمير المؤمنين منه النور وجل جلاله.
(( الروح
حياة البدن
والعقل
حياة الروح )).
فما حياة العقل ؟
عن الاحتجاج ، عن أبي حمزة الثمالي ، عن أبي خالد الكابلي عن علي بن الحسين ـ عليهما السلام ـ قال :
«تمتد الغيبة بوليّ الله الثاني عشر من أوصياء رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ والأئمة بعده ، يا أبا خالد ، إنّ أهل زمان غيبته القائلون بإمامته ، المنتظرون لظهوره أفضل أهل كلّ زمان ؛ لأنّ الله تعالى ذكره أعطاهم من العقول والإفهام والمعرفة ما صارت به الغيبة عندهم بمنزلة المشاهدة ، وجعلهم في ذلك الزمان بمنزلة المجاهدين بين يدي رسول الله ـ صلى الله عليه وآله ـ بالسيف ، اولئك المخلصون حقّا ، وشيعتنا صدقا والدعاة إلى دين الله سرا وجهرا ، وقال ـ عليه السلام ـ انتظار الفرج من اعظم الفرج» .
أعطاهم من العقول والأفهام والمعرفة ؟.
حياة العقل هي الفهم والمعرفة كيف ذلك ؟
النتيجة :
من لا معرفة له
لا فهم له
من لا فهم له
لا عقل له.
والسؤال كيف نكون في مصفوفة المعرفة والفهم حتى نحيا بحياة العقل ؟
العقل هو معرفة الواحد والفهم هو الكينونة فيه.
الواحد هو النفس المحذرة المحمدية صفة الذات.
فمن عرف صفة الذات عرف مصدر ومركز كل حياة.
اللهم عرفني نفسك .
من عرف الواحد ودخل في كينونته أصبح في حياته ومن أصبح في حياته أدرك علم الأولين والآخرين.
يا مفضل: أما سمعت قوله تعالى (هذا صراطي مستقيما فاتبعوه) فأما الصراط الذي ذكرته عامة من لا يعرفه إنه مثل حد السيف وأدق من الشعرة فدقته علمه ، واستقامته الإقرار بتلك الصورة ، فمن أقر بتلك الصورة وعلم بأنها ظاهر اللاهوت فقد استقام على الصراط المستقيم الذي لا عوج فيه وعرف السر الخفي والنور المضيء …..))