(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون).
الوقت المعلوم
فهذا القول مثبت باطنا ظاهرا أم لا؟.
فاعلم أيها الأخ (أرشدك الله إلى هدايته وأيدك الله بعنايته، وأسعدك مع أهل طاعته، وجعلنا واياك من الفائزين في ظهور المهدي والمؤيدين مع جنوده آمين) فاعلم أن المهدي هو الاسم الأعظم والحجاب الأكرم، وأما ظهورة فهو حتما لازما وقولا جازما، وقد وعد به القرآن وحتم بظهوره الرحمن لقوله تعالى:
إن الساعة آتية أكاد أخفيها لتجزى كل نفس بما تسعى (طه15).
ففي هذا المعنى أن الباري تعالى وقت ظهور القائم المهدي، ولكن خافيه عن التحديد، تحديد المخلوقين لقوله تعالى:
القارعة ما القارعة وما أدراك ما القارعة (القارعة3-1)
أي ليس تدركة الناس وهو حتما مقضيا لا غنى عن ظهوره، ولكن تكون الناس في غفلة عنه، لقوله تعالى:
اقترب للناس حسابهم وهم في غفلة معرضون (الأنبياء1)
وقال تعالى في نفي تحديد الساعة:
يسألونك عن الساعة أيان مرساها فيم أنت من ذكراها إلى ريك منتهاها (النازعات42- 44).
أي إليه تنتهي الساعة وهو ظهور المهدي.
وقال تعالى مخاطبا للنبي:
إنما أنت منذر من يخشاها (النازعات 45)
وقال تعالى: وذكرهم بأيام الله (إبراهيم5).
وقال في معنى قيام الساعة:
اقتربت الساعة وانشق القمر (القمر 1).
وقال فيها:
يا أيها الناس اتقوا ربكم إن زلزلة الساعة شيء عظيم يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى (الحج2-1).
واعلم يا أخي أن قبل ظهور المهدي يكون الناس في غفلة ونظرة، لأنه وقت مهلة، لقوله تعالى:
أمهلهم رويدا (الطارق 17).
وقال تعالى:
وانتظروا إنا منتظرون (هود122).
وكل فعل قبل ظهور المهدي يحاسب فاعلة، لقوله تعالى:
فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره (الزلزلة7-8).
وانظر يا أخي إلى المعتمدين على نهب الأموال، وضل الأنفس، وفعل الشر، كيف الله(سبحانة وتعالى) يستدرجهم بالإمهال.
وأما ظهور المهدي فإنه جحيم على المنافقين، لقوله تعالى:
لترون الجحيم (التكاثر6).
وهو يوضح الحق ويأخذ كل أمة بإمامهم ويفصل بين الناس بالحق، لقوله سبحانه وتعالى:
إن ربك هو يفصل بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون (السجدة25).
ويكشف التوحيد، وظهورة هو الموسوم بكشف الساق، لقوله تعالى:
يوم يكشف عن ساق ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون (القلم 43-42).
وفيه ِيقولُ الكِتاب:
يوم يدعو الداع إلى شيء نكر (القمر6)
أي الإقرار بالصورة الأنزعية وفي عصره يفرح المؤمنون ويسرعون إليه، لقوله تعالى:
يوم يخرجون من الأجداث سراعا (المعارج43)
وقال:
مهطعين إلى الداع (القمر8).
وقال فيهم:
وترى الجبال تحسبها جامدة وهي تمر مر السحاب (النمل88).
وها هنا تأييد المؤمنين لقوله تعالى: ونريد أن نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين (القصص 5).
وقال فيهم:
لقد كتبنا في الزيور من بعد الذكر أن الأرض يرثها عبادي الصالحون الأنبياء105).
وقال:
والآخرة خير وأبقى (الأعلى17).