(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
كل ما كان في وسعي أن أعرفه عن الخالق بمراقبة الكون والاستعمال الصائب لمواهبي هو ما سبق أن بيّنته لك
لكي أخطو خطورة إلى الأمام أحتاج إلى وسائل غير عادية ، وهذه ليست في حوزة البشر، لا ميزة لأي إنسان عليّ ، ما يعرفه بطرق طبيعية يمكنني أن أعرفه بدوري كما أنه معرّض دائماً للخطأ. إن صدّقتُ ما يقول فليس لأنه قاله بل لأنه واجهني بحجة ، شهادة البشر ليست في آخر تحليل سوى شهادة العقل ولا تربوعلى المسالك الطبيعية التي وهبها الخالق لي لأدرك الحقيقة .
أيها الداعي إلى الرشد ، ماذا عندك مما لا يجوز لي تمحيصه؟
تقول:
الربّ نطق فما عليك إلا السمع! هذه مسألة جديدة ، الرب نطق، ما أثقلها من كلمة! الربّ كلم مَن؟ كلم بني آدم ، ولماذا لم أسمع وأنا من البشر شيئاً من كلامه؟ لأنه كلّف، أناساً آخرين ليبلغوا عنه ، أفهم من جوابك أن أناساً سيقولون لي ما قاله الرب، كنت أفضل أن يقول لي ذلك مباشرة، هل كان يكلّفه جهداً أكبر؟ ثم لو فعل لعصمني من الضلال، لا خوف عليك، لن تضل إذ جعل الرب رسالته واضحة بيّنة. وكيف ذلك؟ بالمعجزات. أين هي؟ موصوفة في الكتب ، ومن ألّف الكتب؟ الرجال. ويّحك! الرجال ، الرجال ، دائماً رجال يروون لي ما رواه لهم رجال آخرون ، ما أكثر الوسائط من البشر بيني وبين الخالق! رغم اعتراضاتي هذه يجب عليّ أن أنظر، أن أمحص أن أقارن أن أحقق. آه. لو شاء الرب وأعفاني من كل هذه المشاق ، أكنتٌ أعبده بقلب أقل خشوعاً؟