---

---

بسم الله الرحمن الرحيم

اللهم صلني لمحمد وآل محمد

اللهم صلني بمحمد وآل محمد.

---

---

السلام عليكم ورحمت الله وبركاته

---

---

لو وجد ثلاثة أشخاص أدركوا ما جاء في الرواية الكاشفة للتوحيد  لوحدوا كل الناس  على مبدئ واحد لا ثالث له.

السيد   يوسف حب الله العاملي

---

---

وإليكم الرواية أنصح  أصحابي أن يسلموا ففي التسليم سيكون الفهم لهذه الرواية .

***

وفـي الخــبر مـن كتاب التوحید عن محمد بن سنان علیه السلام قال:
دخلنـا علیـه ونحن أربعة وثلاثون رجلاً كّل واحٍد ِمَّنا یزعُم أنـه قـد بلـغ معرفـة التوحید ، فقال لنا محمد بن سنان: توحدون االله؟
قلنا: نعم نوِّحده. قال: كیف توِّحدونه؟
قلنا: نشهُد أنَّ المعنى هو االله ربُّ العالمین الذي لم یـزل ولا یـزال ظاهرا بأسمائه الحسـنى، وأ َّن محمـداً عبـده ورسـوله.

فقـال محمـد بن سنان:

على أي معنى توِّحدونـه علـى أنـه ظـاهٌر أو محتجـب؟
قلنا:
على أنه ظاهٌر و هو المعنى المحتجب.

قال:
من زعـم أ َّن علّیـاً الظـاهر هـو االله فقـد كفـر، ومـن زعـم أنـه یحـُّده فقد أشرك معه غیره، ومن زعم أنه یعرف االله بالظاهر فقد فسـق، ومن زعم أنه یعرف االله بالباطن فقد محـق، ومـن زعـم أنـه یعـرف الله بصـفٍة فقـد مـرَقَ.

فقلنـا:
إنا لله ٕواّنــا إلیـه راجعـون فقـد فنیــت أعمارنا وذهبت أیامنـا حـتى ظننـا أّنـا وحـدناه وبلغنـا المنتهـى فـي معرفته، فقال لنا محمد بن سنان: أو لیس الاسم خـلاف المعـنى، والمعنى خلاف الاسم؟
قلنـا:

لیـس الاسـم خـلاف المعـنى.

قـال:

إذا كـان الأمـر علـى مـا تقولون فأعوذ باالله العلي العظیـم، فالظـاهر غـیر البـاطن والباطـن غــیر الظـاهر. قلنــا: قـــد قـال هــو الأول والآخـــر والظـــاهر والبـــاطن، فـــدَّل علـــى أنَّ الظَّـــاهر هـــو الباطـــن والباطن هو الظاهر.

قال لنا:

نعم قد قال ذلك ولكنـه أراد بالظاهـر أنـه ظهـر بالظـاهر امتحانـاً منـه لهـم ولـم یكـن لظهـوره بالظاهـرحقیقـة، وإنمـا ظهـر لتكـون لـه الحجـة علـى خلقـه ولیـأنس إلیـه المؤمن إذا رآه مـن جنسـه فـي البشـریة، فعلمنـا أنهـا القـدرة التـي أظهرهــا لخلقــه.

فقلنــا:

الظــاهر خــلاف البــاطن والبــاطن خــلاف الظاهر؟
قال محمد بن سنان:

أجل هذا هـو الحـق لأن الحجـاب خـلاف المحتجــب بــه، والقــدرة خــلاف  الناســوت ، وهــي البیــوت التــي نطق منها الربُّ.

ثـَّم قـال:

ألسـتم إذا نظرتمـوه نظـرتم إلـى مخلـوق مثلكم تعرفونـه باســمه وصــفته وكنیته ونسبه؟

قلنا:

نعم.

قال:
كیف قلتم أنه االله واالله لا تدِرَكه الأبصار وهو ُیدِرُك الأبصار؟
ثَّم قال:

أولیس االله باطناً محتجباً لا ُیرى؟

قلنا:

نعم.
قال :

فالباطن المحتجب الذي لا ُیرى هو االله القـدیم الأزل الـذي لا شـریك لـه ولا نظـیر ولا ضـَّد ولا ِنـَّد.

قلنـا:

صـدقت.

قـال:

فهـل لهذا المعنى اسم؟
قلنا:

نعم.

قال:

ما اسم هذا المعنى؟
قلنا:

علي.
قال:

إن علّیاً اسٌم للمعنى، والمعنى خلاف الاسم.
قلنا:

المعنى هو الغایة.
قال:

المعنى هو المحتجب بالغایة، والغایة هي الأزل القـدیم، لأ َّن الله لا یظهر في وقت من الأوقات إلا بغایٍة، والمعنى هـو الناطـق مـن الغایـة، والغایـة هـو المحتجـب بالحجـاب البشـرِّي الآدمـي.

ثـَّم قال محمد بن سنان:

قال لي سیدي ومـولاي:

االله بـاطن لا ُیـدَرُك وظـاهٌر لا ُیعقـل، فظــاهر االله هـم الأوصـیاء فاقبـل قبــولا حســناً.
قلت:

سـیدي أعـدهُ علـي.

فقـال:

بـاطن االله غیـب لا ُیـدَرك وظـاهره أنواره وحجبه وهم الأوصیاء .
ثم قال لنا محمد بن سنان:

لا یـدُّل علـى االله إلاَّ مـن كـان منـه أو من نوره الخاص .

قلنا:

أعده یا رحمة االله.
قـال:

ألسـتم تعلمـون أ ّن محمـداً دَّل علـى علـيٍ بقولـه:

مـن كنـت مولاه فعلي مولاه یعني معناه، ومحمد دَّل على عليٍ إذ كان منـه
ومن نوره أفهمتموه؟ قلنا: نعم.
ثم قال: أو لیس علي حروفاً متقطعة ومتصلة ؟
قلنا:

نعم.

قال:

واالله حروف مقطعة ومتصلة؟
قلنا:

نعم.

قال:

من زعم أ َّن حروف االله ” الألف واللاَّمان والهاء ” هـي االله فقـد كفـر ومـن زعـم

أن حـروف علـي ” ع ، ل، ي ” هـي االله فقد كفر.

قلنا:

فسر لنا هذا.
قال:

إن اسم علي ثلاثة أحرف والمعنى واحد وهـو خـلاف الاسـم،والشـيء هـو الجسـم والمعـنى هـو النـور الـذي منـه بـدا الجسـم، وغایة الشـيء هـي النفـس، لأن النفـس نـور الجسـم، والـروح فـي النفـس لا فـي الجسـم واالله ظـاهر غـلاف فـي جـوف غـلا ٍف، ولـو ظهـر فـي غـلا ٍف واحـٍد لكـان قـد عرفـه الصـادر والـوارد ، واالله أجُّل من أن ینزل بیتـاً كثیفـاً كـدرً ولكنـه یـنزل فـي نفسـه المحـِّذرة وهي الغایة، وُیظهُر نفسه في الناسـوت وهـو قولـه:

ویحـِّذركم االله نفسه، والغایة هي أول مقامات االله.
قلنا:

فالاسم على من وقع؟
قـال: اسـم علـي وقـع علـى الناسـوت ، واسـم االله وقـع علـى اللاَّهوت، وعلي ٌهو االله، واالله هو علي، لأ َّن ذلك الناسـوت ُعـِرف باسمه، كما ُعِرف ناسوت كّل مخلوق باسمه، ٕوانما سِّمي ناسوتاً بهذه العبارة للوجود وإثبات المعرفة.
قلنا:

أخبرنا عن اللاَّهوت وما یقع علیه إذ هو باطن نورٌّي؟
قـال:

یقـع علیـه اسـم االله.

قلنـا:

فهـل تقـع علیـه الحـروف؟

قـال:
لا لأ َّن الحروف محدثٌة ومن قبلها ضَّل من ضَّل.
قلنا:

فعلى من تقع الحروف؟
قـال:

علـى ولّیـه لأنـه أنحلـه الأسـماء والصـفات ولأ َّن االله باطنـه غیب لاُ یدَرك، وولَّیه نـوٌر ظـاهٌر مـدروٌك، فتقـع الحـروف الظـاهرة علــى شــخص محمــد، فیكــون محمــد اســم االله ونفســه وصــورته، وتقــع حــروف محمــد علـى ولّیـه سلسـل، ومحمــد وولَّیــه ظــاهران ُمدَركان، واللاَّهوت هو المعنى الظاهر بالغایة، والغایـة هـي الأزل القـدیم، ٕوان الأسـماء والصـفات والنعـوت واقعـة علـى الولـي، لأ َّن االله أجُّل من أن یقع علیه اسم أو صفة أو نعت .
قال محمد بن سنان:

قال مولانا الباقر منه السلام:
إن وارئـــي غـــیري ولیـــس علیكـــم معرفـــة ذلـــك الغـــیر، أراد بـــه
المحتجب بالحجاب.
قلنا:

فلأي معنى أقام الناسوت؟
قــال:

لعلّــة وجــود أبــدانكم، فلَّمــا ظهــر منــه العلــم والقــدرة وعجــز المخلوقــون عنهمـا علمـوا أ َّن لتلـك الصـورة معـنى، وأ َّن البشـریة التي أظهرها لم یكن لها حقیقة، ٕوان الحقیقة في الربوبیة لإظهار القــدرة لا فــي البشــریة لإظهــار العجــز، ٕوان االله ظهــر فیمــا شــاء كیف شاء في كبیر الخلق وصغیره وألهمكم معرفته في الناسـوتیة لئلا ترتابوا وتضلُّوا.
ثَّم قال:

إن المعنى هو الأزل القدیم، والغایـة هـي الحجـاب الـذي یحتجــب بــه، وهــو غایــة هــذا الخلــق وصــاحب النــداء الواضــح والـّدعاء الظـاهر، حیـث دعـا إلـى االله وظهـر منـه النطـق والقـدرة والتوحیـــد، ألـــم تعلـــم أ َّن االله الأزل القـــدیم ظهـــر بالغایـــة، وهـــي الصـورة الأحدیـة، ونطـق بالمعنویـة، والمعـاني هـي الحجـب، لأن المعاني خلاف المعنى والمعنى هو الفـرد، والمعـاني صـوٌر شـتَّى، والحجاب هو الـذي یحتجـب االله بـه. فهـذه معرفـة الغایـة والمعنـى والمعــاني المحدثة ومعرفــة الحجــاب، ٕوانمــا یــدُّل الحجــاب علــى المعنى بالقدرة ، والقدرة تدُّل على االله بالحجاب.

---

---