(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون).
وقال جعفر بن محمد بن المفضل اطلبوا العلم من العلماء بالرفق والتودد فإن العلم هو الرزق، خذوا معالم دينكم من عالمكم الذي هو أعلم منكم وليتكلم بمعرفة الله أعرفكم بالله وتفكروا في ملكوت الله ومعرفته ليهرب الشيطان عنكم والصدقة تدفع ميتة السوء وهي مطارحة العلم بين المؤمنين ممن هو دونه في العلم والمعرفة وميتة السوء الكفر، من سألكم شيئاً يزيل عنه الشك ، فأعطوه من نثائر موائدكم، معناه : إذا جاءكم السائل الطالب لمعرفة الله فأعطوه مثل ما تعطون تلاميذكم والمائدة الباب، والنثارة العلم الذي يخرج منه.
وقولـه:
أشهد أن الأحد معید غیبة الأبد، یعني بـه الصـورة الأزلیـة وأنهـا أحدّیة الَّذات والحقیقة مرشدة إلى توحید الأبد، ثم قال: وأشهد أنَّ الواحد منه رسول وعلیـه دلیـل لـم ینفصـل عنـه فیكـون ثانیـاً معـه ولم یتصل به فیكون هو هو، بل كلمته العلیا وآیته العظمى.
وقد قَّدمنا لك القول في غیر هذا الموضـع مبینـاً لتعرفـه إن شـاء االله.
ومــا جعلــت الإقامــة للصــلاة فــرادى إلا لتجردهــا عــن النظــر إلــى المراتب العالیة، والسلوك في مراتب الأنوار المجردة.
وقد قـال االله تعالى : (( یا أَُّیها الَِّذین آَمُنوْا َ لا تَْقَرُبوْا الصلاةَ َوأَنتُْم ُسَكاَرى )) والسكُرهو الغفلة والجهل، فأمر بتجرید النفس من علائقها وقطعها عـن شــــواغلها، لتكــــون متهیئــــة مســـتعدةً لقبــــول مواهـــب االله، لأ َّن المصـــلي إذا أحضـــر نفســـه عنـــد المواجهـــة والـــذكر لجـــلال االله وجبروته وعظمته وسلطانه، ونظر إلـى المراتـب العالیـة رتبـة بعـد رتبـة، ونـَّزه االله وأجلَّـه وعظمـه عـن الرتبـة البابیـة الـتي هـي مقـام النفـس الكلیــة والكلمـة الإلهیــة ترقَّــى إلـى رتبــة الحجــاب الأعلــى الذي هو مقام العقل الكلـي، وحینئـٍذ یتـأدب ویقـف وقـوف العـارف المتصــل بــالله المشــاهد لجــلال جبروتــه وعظــم ســلطانه فیكــون مصلیاً على الحقیقـة متصـلاً بـالله بمقـدار طاقتـه، ویكـثر اكتسـابه مـــن بـــوارق الأنـــوار والمواهـــب القدســـیة علـــى قـــدرة قـــوة عقلـــه واستعداد نفسه فیكون إذاً موِّحـداً ومنِّزهـاً ومجـِّرداً ومالكـاً وعارفـاً، وهذه رتبة أصحاب الاتصال بالله الذین اتسموا بالإیمـان. وأمـا إن كــان وقوفــه للصــلاة لعبــاً وكلامــه لغــواً فیكــون أشــَّد جحــوداً مــن المنكر المخالف.
قال االله تعالى في الإنسان ((أَلَْم َنجَعل لَّه َعْیَنْین َوِلساناً َو َشفَتَْین َوَهَدْیَناهُ الَّنجَدْین)).
بسم الله الرحمن الرحيم اللهم صلني لمحمد وآل محمد اللهم صلني بمحمد وآل محمد.
لم يبق إلا المُسَلِمون السيد يوسف حب الله
خريطة التمحيص تتناسب مع الأحداث الجارية في العالم، ففي كل بداية دور أوعصر أو كور يظهر دين جديد لا يقبله أتباع الأصنام البشرية . جاء في حديث منسوب لآل البيت منهم السلام قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). غيبة صاحب الزمان المخفي منه السلام والمحبة الطويلة جدا لا ينجو فيها إلا المسلمون المقرون ، بعدما يهلك المستهزئون والجاحدون والكذابون الوقاتون والمستعجلون الجاهلون. انظروا للوقاتين في يوتوب كل زمن وقتوه وجدوا أنفسهم فيه كذابين. كل من أتقن التسليم والإقرار سيخرج من زمن الغيبة الطويلة إلى يوم يومئذ في قول رب العزة . *وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَىٰ رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23) القيامة * رب العزة لا حجاب يحجبه إلا ذنوب العباد. أكبر ذنب على الإطلاق هو عدم الإقرار به والتسليم له. لا يكون في الإقرار والتسليم إلا أصحاب مولانا أمير المؤمنين والأصحاب هنا هم شيعته المخلصون له . المسألة ليست نظرية أو اعتقادية إنها مسألة تمحيصية لفئة مقرة مخلصة فاهمة ستكون في آخرالزمان ناصرة لدين الغيب الجديد ، وليست كما يروج له أصحاب الفرق والمذاهب والأحزاب السياسية والدينية والفئوية والطائفية والعشائرية المنتشرة عبر وسائل التواصل الاجتماعي . جاءت الدعوى إلى التسليم والإقرار بعدما هلك الجميع واستبانت دعواتهم للجميع. لنا أولياء في صورة الأعداء ولنا أعداء في صورة الأولياء فكيف سوف تخلصون ؟؟؟؟.
اللهم إني أسألك بمعاني جميع ما يدعوك به ولاة أمرك، المأمونون على سرك المستسرون بأمرك، الواصفون لقدرتك، المعلنون لعظمتك، أسألك بما نطق فيهم من مشيتك، فجعلتهم معادن لكلماتك، وأركانا لتوحيدك، وآياتك و ومقاماتك التي لا تعطيل لها في كل مكان يعرفك بها من عرفك، لا فرق بينك وبينها إلا أنهم عبادك وخلقك، فتقها ورتقها بيدك، بدؤها منك وعودها إليك أعضاد وأشهاد، ومناة وأزواد وحفظة ورواد، فبهم ملأت سماءك وأرضك حتى ظهر أن لا إله إلا أنت، فبذلك أسألك وبمواقع العز من رحمتك وبمقاماتك وعلاماتك أن تصلي على محمد وآله وأن تزيدني إيمانا وتثبيتا، يا باطنا في ظهوره، ويا ظاهرا في بطونه ومكنونه، يا مفرقا بين النور والديجور، يا موصوفا بغير كنه، و معروفا بغير شبه، حاد كل محدود، وشاهد كل مشهود، وموجد كل موجود، ومحصي كل معدود، وفاقد كل مفقود، ليس دونك من معبود، أهل الكبرياء والجود، يا من لا يكيف بكيف، ولا يأين بأين، يا محتجبا عن كل عين يا ديموم يا قيوم، وعالم كل معلوم، صل على عبادك المنتجبين، وبشرك المحتجبين وملائكتك المقربين، وبهم الصافين الحافين (1) وبارك لنا في شهرنا هذا المرجب المكرم وما بعده من أشهر الحرم، وأسبغ علينا فيه النعم وأجزل لنا فيه القسم وأبرر لنا فيه القسم باسمك الأعظم الأجل الأكرم الذي وضعته على النهار فأضاء وعلى الليل فأظلم، واغفر لنا ما تعلم منا ولا نعلم، واعصمنا من الذنوب خير العصم واكفنا كوافي قدرك، وامنن علينا بحسن نظرك، ولا تكلنا إلى غيرك، ولا تمنعنا من خيرك، وبارك لنا فيما كتبته لنا من أعمارنا، وأصلح لنا خبيئة أسرارنا وأعطنا منك الأمان واستعملنا بحسن الايمان، وبلغنا شهر الصيام، وما بعده من الأيام والأعوام، يا ذا الجلال والاكرام.
الصورة الأنزعية حكاية الحكايات كلها وأبهر الآيات التي ظهرت من غيب الغيوب إلى عالم الظهور العقلي والمرئي والطبيعي.
اختلف أهل الملل والأديان فيها واجتمع على سرها أهل اليقين الإلهي.
سئل العالم منه السلام فقيل يا سيدنا يقال إن للمعنى ظهورات ذاتية ومثليه ؟
فقال مه كل ظهورات المعنى بالذات لا بالأمثلة والصفات والأمثلة كلها محمديات ولم يظهر الازل في كور ما ودور ما وعصر ما وقبة وملة إلا بالذات أنزع بطين وهو الحق اليقين ومن خالص خواص الدعاء أن يقال :
*يا من لم يزل عن كيانه وان ظهر لعيانه*
وان العالم العلوي بأسرهم ومن صفا من العالم السفلي لا يرونه من ذا وقت ظهر لهم من يوم الأضلة وفي سائر القباب إلا بأنزع بطين وهو الحق المبين اليقين وانتم والعالم الظلمي ترونه بحيث كدركم فالعلة من تقلب قلوبكم وأبصاركم وممازجتكم الكدر والشاهد به قوله تعالى في كتابه (وَنْقَلَبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمنُواً به أَوَّلَ مَرَة) معناه أول ظهوره في البشرية (وَندَرُهُمْ في طْغيَانِهمْ يَعْمَهُونَ) . وقد جرى مثل ذلك في كتاب الاسوس إن الباري الأزل تعالى ذكره لما أراد امتحان العالم العلوي وهو اعلم بهم ظهر لهم في صورة الطفل الصغير ثم صورة شاب مفتول السبالين راكب على أسد بصورة الغضب ثم ظهر في صورة شيخ كبير فقال له العالم العلوي لما تغيرت عليهم الصفات ولا خفيت عنهم الحقیقة ولا قلبت قلوبهم فقالوا اظهر كیـف شـئت أنـت أنـت لا أله إلا أنت وذلك بتوفیقه لهم وتدبیرهم .