(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
يا سيدنا كيف ظهر المعنى في هذه القبة المحمدية بأنزع بطين دون سائر القباب للخاص والعام ؟
فقال أما الخاص فرأوه فيما لم يزالوا يرونه وشاهدوه فيما لم يزالوا يشاهدونه ، وأهل المزاج رأوه بما كانوا عرفوه يوم الأضلة وألهموا التذكير له فاستجابوا له وأسرعوا في طاعته ومعرفته وأهل الكدر الظلمي لما رأوه بأنزع بطين نكروه ونفروا عنه وكفروا به بعد أن عرفوه وذكروه يوم الأضلة والنداء الأول فكان ذلك حجة عليهم والشاهد قوله تعالى (فَلَمَا جَاءهُم ما عَرَفُوأ كَقَرُواً به فَلَعْنَهُ اللّهِ عَلَى الْكَافِرينَ) فكان ظهوره في هذه القبة المحمدية بأنزع بطين كشفاً للخاص والعام لأن قبتكم هذه آخر القباب وشريعتكم هذه آخر الشرائع وناطقكم آخر النطقاء وان كانت القباب كلها واحدة والنطق واحد والشرائع واحدة وهو الميم في جميع الظهورات وليس بعدها غير الرجعة البيضاء ورجعة الرجعات وكرة الكرات والكشف وظهور المعنى من عين الشمس بصورة الانزع البطين وبصفاتها وبيده ذو الفقار فأراد تعالى بظهوره في هذه القبة المحمدية بأنزع بطين وهي الصورة التي لم يتغير عنها في كل كور ودور ووقت وحين وإنما تغيرت القلوب والأبصار لإقامة الحجة على الخلق لئلا يقولون دعينا إلى ما لم نراه وأظهر لنا مالم نعرفه وذلك عدل منه تعالى جاري من خلقه ورفقاً وإنصافاً وامهالاً .
نسأل العلي الأحد الأزل الصمد أن يجعلنا ممن رام الحقيقة ووصل إليها ودنا منها ولا يسلبنا ما من به علينا من هدايته ولا يفتنا فيه ولا يضلنا عنه بمنه ولطفه وكريم عطفه انه جواد كريم علي عظيم وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين . وسلامٌ الله على عبادِه الَّذِينَ اصطفاهم وسِلّمَ الأمر إليهم تسليماً والحمد لله وحدهُ وصلَّى اللهُ على مشاكي أنواره ومعادن أسراره محمّد الحمد ومن آلَ إليه ٠