(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
عن الامام أبي جعفر محمد بن علي الباقر منهما السلام :
(( كلما ميزتموه بأوهامكم في أدق معانيه مخلوق مصنوع مثلكم مردود إليكم ولعل النمل الصغار تتوهم أن لله تعالى زبانيتين فان ذلك كمالها ويتوهم أن عدمها نقصان لمن لا يتصف بهما، وهذا حال العقلاء فيما يصفون الله تعالى به. انتهى كلامه صلوات الله عليه وسلامه.
لا يمكن أن تعرف الذي سبق وجوده العدم والذي خلق المشيئة بنفسها وخلق بها الأشياء كلها إلا بالتسليم التام لهياكل التوحيد النورانية أهل البيت عليهم السلام الذين أرواحهم في الأرواح ونفوسهم في النفوس وأجسامهم في الأجسام وقبورهم في القبور.
التسليم لله في مشيئته وقضائه وقدرته وإرادته لا يتم إلا بمعرفة حقيقة التسليم لهياكل التوحيد النورانية الأربعة عشر.
الدخول في المشيئة الكلية الإلهية هي تمام الوعي بهم عليهم السلام، فالتسليم لهم عليهم السلام يجعلك في هداية نورانية واعية مستبصرة بهم وفيهم فتدرك في ذلك كله من أين؟ وفي أين؟ وإلى أين ؟.
الوجود الحقاني لا يتم إلا بمعرفة من أين ؟ وفي أين ؟ وإلى أين ؟
التسليم لمن ملأت أرواحهم ونفوسهم وأجسامهم وقبورهم الوجود والحياة هو الموجه الواعي للهداية الكلية التامة الخاصة فبه فقط سوف تمنح جائزة الظهور الإلهي في كيانك فتصير عارفا بالإسم الذي ظهر به المعنى لخاصة أوليائه فعرفوه ، كما جاء في مناجاة العارفين في طلب المعرفة.
* أسالك باسمك الذي ظهرت به لخاصة أوليائك * .
فتننقل به من المعرفة العامة إلى المعرفة الخاصة.
مناجاة العارفين في طلب المعرفة هي بمعنى الانتقال من المعرفة العامة إلى المعرفة الخاصة والمختصة.
وإليكم مناجاة العارفين في طلب المعرفة كما هي من كتاب خزانة الأسرار في الختوم والأذكار.
” الهي ان حمدتك فبمواهبك ,وان مجدتك فبمرادك, وان قدستك فبقوتك ,وان هللتك فبقدرتك, وان نظرتك فالى رحمتك ,وان عضضتك فعلى نعمتك, الهي انه من لم يشغله الولوع بذكرك يزوه السفه بقربك ,كانت حياته عليه ميته وميتته عليه حسره, الهي تناهت ابصار الناظرين اليك بسرائر القلوب (وطالت اسماع السامعين ) وطالعت اصغى السامعين لك بخفيات الصدور ,فلم يلق ابصارهم رد ما يريدون ,هتكت بينك وبينهم حجب الغفلة ,فسكنوا بنورك’ وتنفسوا بروحك, فصارت قلوبهم مغارس لمحبتك, وابصارهم معاكف لقدرتك ,وقربت ارواحهم من قدسك, فجالسوا اسمك بوقار المجالسة,وخضوع المخاطبة ,فأقبلت اليهم أقبال الشفيق, وانصت اليهم انصات الرفيق, واجبت لهم اجابات الاحباء, وناجيتهم مناجاة الاخلاء, فأبلغ بي المحل الذي اليه وصلوا ,وانقلني من ذكرك الى ذكرك ولا تترك بيني وبين ملكوت عزك بابا الا فتحته ولا حجابا من حجب الغفلة الا هتكته ,حتى تقيم روحي بين ضياء عرشك وتجعل لها مقاما نصب نورك, انك على كل شيء قدير. الهي ما اوحش طريق لا يكون رفيقي فيه أملي فيك, وابعد سفرك لا يكون رجائي منه دليلي منك, خاب من اعتصم بغيرك, وضعف ركن من استند الى غير ركنك, فيا معلم مؤمليه الامل فيذهب عنهم كآبة الوجل, لا تحرمني صالح العمل ,واكلأني كلأة من فارقته الحيل ,فكيف يلحق مؤمليك ذل الفقر وانت الغني عن مضار المذنبين. الهي وان كل حلاوة منقطعة وحلاوة الايمان تزداد حلاوتها اتصالا بك, الهي وان قلبي قد بسط آمله فيك فأذقه من حلاوة بسطك إياه البلوغ بما أمل ,انك على كل شيء قدير. الهي أسألك مسألة من يعرفك كنه معرفتك من كل خير ينبغي للمؤمن ان يسلكه ,واعوذ بك من كل شر وفتنه أعذت منها احبائك من خلقك انك على كل شيء قدير. الهي أسألك مسألة المسكين الذي قد تحير في رجائه فلا يجد ملجأ ولا مسندا يصل به اليك, ولا يستدل به عليك الا بك وبأركانك ومقاماتك التي لا تعطيل لها منك, فأسألك بأسمك الذي ظهرت به لخاصة اوليائك فوحدوك وعرفوك فعبدوك بحقيقتك, ان تعرفني نفسك لاقر لك بربوبيتك على حقيقة الايمان بك, ولا تجعلني يا الهي ممن يعبد الاسم دون المعنى, والحظني بلحظة من لحظاتك تنور بها قلبي بمعرفتك خاصة, ومعرفة اوليائك انك على كل شيء قدير.”.