(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
الصورة الأنزعية حكاية الحكايات كلها وأبهر الآيات التي ظهرت من غيب الغيوب إلى عالم الظهور العقلي والمرئي والطبيعي.
اختلف أهل الملل والأديان فيها واجتمع على سرها أهل اليقين الإلهي.
سئل العالم منه السلام فقيل يا سيدنا يقال إن للمعنى ظهورات ذاتية ومثليه ؟
فقال مه كل ظهورات المعنى بالذات لا بالأمثلة والصفات والأمثلة كلها محمديات ولم يظهر الازل في كور ما ودور ما وعصر ما وقبة وملة إلا بالذات أنزع بطين وهو الحق اليقين ومن خالص خواص الدعاء أن يقال :
*يا من لم يزل عن كيانه وان ظهر لعيانه*
وان العالم العلوي بأسرهم ومن صفا من العالم السفلي لا يرونه من ذا وقت ظهر لهم من يوم الأضلة وفي سائر القباب إلا بأنزع بطين وهو الحق المبين اليقين وانتم والعالم الظلمي ترونه بحيث كدركم فالعلة من تقلب قلوبكم وأبصاركم وممازجتكم الكدر والشاهد به قوله تعالى في كتابه (وَنْقَلَبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمنُواً به أَوَّلَ مَرَة) معناه أول ظهوره في البشرية (وَندَرُهُمْ في طْغيَانِهمْ يَعْمَهُونَ) . وقد جرى مثل ذلك في كتاب الاسوس إن الباري الأزل تعالى ذكره لما أراد امتحان العالم العلوي وهو اعلم بهم ظهر لهم في صورة الطفل الصغير ثم صورة شاب مفتول السبالين راكب على أسد بصورة الغضب ثم ظهر في صورة شيخ كبير فقال له العالم العلوي لما تغيرت عليهم الصفات ولا خفيت عنهم الحقیقة ولا قلبت قلوبهم فقالوا اظهر كیـف شـئت أنـت أنـت لا أله إلا أنت وذلك بتوفیقه لهم وتدبیرهم .