(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
وسأل سائل لمولانا الصادق منه الرحمـة عـن التوحیـد فقـال:
إن النـور البـديِّ الواحـد الفـرد الأزل لم یزل أحداً لا شيء غیره، فرداً لا ثاني معـه، معلومـاً لا مجهـولاً، محكمـاً لا متشـابهاً، مذكوارً لا منسیاً لا یقـع علیـه اسـم شـيء مـن الأشـیاء كلهـا، قائمـاً بذاتـه، غیبـاً متغیبـاً عـن غیره لا من وقتِِ كان ولا إلى وقت یكون، ولا بشيء قام، ولا إلى شيء یقـوم، ولا فـي شـيء استكن، ولا إلـى شـيء اسـتند، ولا یخطـر ببـاٍل ولا صـورة لـه ولا مثـال ولا شـبح ولا ظـلال ولا مدروك، ولا فیه للقائل مقال، وذلك كله قبل الخلق في الحال التي لا شيء فیـه غـیره، والحـال في هذا الموضع خطر، فكـل مـا وقعـت علیـه مـن الكـلام والأسـماء فإنمـا هـي صـفات محّدثـة وترجمة مترجم، فهم بها من فهم.