(…قال إن له غيبة تكثر أيامها ويطول أمدها فينتظر خروجه المخلصون وينكره المرتابون ويستهزئ به الجاحدون ويكذب فيها الوقاتون ويهلك فيها المستعجلون وينجو فيها المسلمون). تنبيـــــــــــــــــــــه في غاية الأهمية : موقع العرفان والانتظار مستقل عن أي مجمع أوهيئة أو فرقة أو جماعة أو مذهب أو طائفة أو مؤسسة أرضية .
الدين من كلام ابن شعبة الحراني قدس الله روحه والرواية عن الصادق جعفر بن محمد منه السلام عن التحليل والتحريم في الشرائع الأربع من قبة إبراهيم إلى قبة محمد بن عبد الله، وهو أنه كل ما جاء رسول أو نبي أبطل وغير شريعة من كان قبلـه من الشرائع فما هو السبب في هذا؟
الجواب:
قال مولانا الصادق:
اعلم يا مفضل أن الشرائع كلها واحدة، وأن الأنبياء والرسل كلهم واحد، وكلهم إلى معرفة الله دعوا وإليـه دانـوا، وعلى طاعة أهل البيت دلوا، وأن التحليل والتحريم في الشرائع الماضية هي أشخاص مذكورة أمر الله بطاعتها ومعرفتها، وأن الحلال حلاله كله، والحرام حرامه كلـه إلى يوم القيامة، وأن الحلال هو معرفة أهل البيت، والحرام هو ولاية الأضداد، وأن التغيير والتبديل والتحريم والأمر والنهي والامتحان البلـوى والاختبار فهـو لـعـلـة فـي الخلق والامتزاج فيهم لا في الأنبياء والرسل، وإن كان كل مـا غيـر وبـدل وحـول محنة على أهل المزاج والكـدر والعكر، فيرون التخييل والتغيير والتبديل والتحويل لعلة فيهم، فأهل الإيمان ثبتوا وأولو العزم من الرسل أنهم حق، وإن أولي العزم هم آدم وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد، وهم بالحقيقة واحد، وإن باطن الشرائع المأمور بها فهو التوحيد لا غير ومعرفة أهل المراتب الذين أجابوا النداء فـي الـذرو الأول وقبلـوا دعوتـه وصـاروا جنـوده،والأنبيـاء والرسـل والشـرائع لا خلاف بينهم وإن حصـل الاختلاف بالمقامات والنطـق فـي الأوقات، فأهل المعرفـة مـا عليهم إختلاف وإن اختلفت النطـق فـي اللغات فهو على أهل الامتحان والمزاج وإنما ظهور أهل البيت تخييل وتلبيس على هذا العالم المنكوس وأهل المزاج والكدر فيكون التغيير لعلة فيهم والامتحان عليهم لا على أهل الصفاء والنور.